أم القيوين.. تاريخ عريق ومكانة استراتيجية

سعيد أحمد (أم القيوين) 

 استطاعت إمارة أم القيوين أن تحقق نقلة نوعية في مشاريعها التنموية التي تخدم المواطنين والمقيمين، وتساهم في الارتقاء بالخدمات الحكومية، وتعزز من مكانتها الاستراتيجية وجهة اقتصادية وسياحية.
وخلال الـ51 عاماً حرصت القيادة الرشيدة على توفير الحياة الكريمة للمواطنين، وسبل الراحة والرفاهية للجميع، من خلال إنشاء المساكن الجاهزة، ورصف الطرق وتسهيل الخدمات، وتوفير الوظائف في القطاعين الحكومي والخاص، وإنشاء الجامعات والمدارس، لتأهيل أجيال قادرة على مواصلة مسيرة العطاء والإنجازات.
كما شهدت الإمارة، اكتشافات أثرية مهمة يعود تاريخها إلى 2000 سنة قبل الميلاد، تضاف إلى حضارة الإمارة وتاريخها العريق.
وتحظى أم القيوين باهتمام كبير من القيادة الرشيدة، حيث شهدت تطوراً ملحوظاً، وحققت نسبة أمانٍ في انخفاض الجرائم المقلقة في مختلف المناطق، وأصبحت وجهة سياحية وتاريخية، لما تتمتع به من مقومات طبيعية وتراثية، وتسير بشكل متسارع لمواكبة التطور العمراني.

تطوير السينية
من أبرز المشاريع الحيوية التي تشهدها الإمارة، هو مشروع تطوير جزيرة السينية، والذي تم الإعلان عن المرحلة الأولى مؤخراً، وتشمل إنشاء جسر يربط الجزيرة بالإمارة، متصل بشارع الاتحاد، وبتكلفة 300 مليون درهم. وتتولى «أم القيوين العقارية» مهام مراحل المشروع كافة، الذي تبلغ تكلفته الإجمالية 2.47 مليار درهم، ويضم ما يقارب 300 فيلا فاخرة مطلة على الواجهة المائية، و250 «تاون هاوس»، و14 بناية تحتوي على ما يقارب من 570 وحدة سكنية، وفندقين، و85 هكتاراً من الحدائق والأماكن المفتوحة، ومسارات ترفيهية واسعة النطاق لاستكشاف الجزيرة، بالإضافة إلى مجموعة من المطاعم والمحال التجارية المتنوعة، إلى جانب الشواطئ الرائعة والمرافق المتطورة.

مساكن جاهز
انتهت الجهات المختصة من إنجاز 118 مسكناً جديداً، تشمل 78 مسكناً في حي التسامح 2، و40 مسكناً في منطقة عود الطاير، والتي تأتي ضمن مبادرات حكومية ومؤسسات خيرية، تهدف إلى توفير الحياة الكريمة للأسر المواطنة، وتخفف عنهم الأعباء المادية. 
وتضاف تلك المساكن إلى سلسلة مساكن جاهزة تم إنشاؤها في السنوات الماضية، من ضمنها 238 مسكناً في مختلف مناطق الإمارة، بالإضافة إلى مجمع برنامج الشيخ زايد للإسكان في مدينة الشهداء بأم القيوين، الذي يضم 232 مسكناً مخصصة للمواطنين، بتكلفة 324 مليون درهم.

اكتشافات أثرية
أعلنت دائرة السياحة والآثار بأم القيوين، عن اكتشافات أثرية في جزيرة السينية بالإمارة، عبارة عن مستوطنتين ساحليتين، تعود أقدمهما إلى القرن الثالث عشر أو الرابع عشر، مما يؤكد أن تاريخ الاستيطان في الإمارة يصل إلى أكثر من 500 عام.
وتتجاور المستوطنتان في جزيرة السينية، وتتميزان بتلال منخفضة مغطاة بقطع من الأواني، تمثل بقايا المباني الحجرية المتساقطة أو قواقع المحار، وتزدهر المستوطنة الأولى بأنها معاصرة مع ازدهار جلفار في رأس الخيمة، حيث كانت جلفار المركز الرائد لصيد اللؤلؤ في الخليج الأدنى، خلال العصور الوسطى المتأخرة.
وتم اكتشاف دير مسيحي تاريخي بجزيرة السينية، يعود تاريخه إلى الفترة ما بين القرنين السادس والثامن الميلاديين، ويتكون من مجموعة من المباني المجتمعية وكنيسة وقاعة طعام وصهاريج محاطة بغرف معزولة للرهبان، ويشير الفخار والزجاج المستخرج من الموقع إلى أن سكّان الدير كانت لهم روابط تجارية دولية امتدت من العراق إلى الهند.
مشاريع طرق
نفذت وزارة الطاقة والبنية التحتية مشاريع طرق في مختلف مناطق أم القيوين، ضمن المشاريع الحيوية والمهمة التي تنفذها الحكومة الرشيدة، من أجل تسهيل حركة انتقال المواطنين والمقيمين في مختلف مناطق الإمارة، وتحقيق حركة انسيابية في الشوارع الداخلية والخارجية، وتوفير السلامة والأمان لمستخدمي الطرق.

أخبار ذات صلة

عبدالله بن زايد يبحث هاتفياً مع وزير خارجية بريطانيا التطورات الراهنة في المنطقة

تنبيه من وزارة الداخلية بسبب الأحوال الجوية

الاقتصاد الأزرق
تنفيذاً لاستراتيجية أم القيوين للاقتصاد الأزرق المستدام 2031، تم إنشاء مكتب الاقتصاد الأزرق المستدام، يعمل على تنفيذ 8 مشاريع حيوية ومهمة، تهدف إلى تحقيق النمو الاقتصادي المستدام، وحماية البيئة البحرية، وإعادة تأهيلها، وضمان الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية بالإمارة.  وتمتاز استراتيجية أم القيوين للاقتصاد الأزرق المستدام بأنها وضعت أهدافاً اقتصادية تنموية واضحة، تستند إلى نقاط القوة التي تميز الإمارة، وتتضمن قائمة واضحة للمشاريع التحويلية القابلة للتطبيق، ولها مستهدفات قابلة للقياس والمتابعة، وتتماشى مع رؤية صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين في جعل الإمارة نموذجاً رائداً، ووجهة للاستثمار في قطاعات الاقتصاد الأزرق المستدام على صعيد المنطقة بحلول 2031، والوصول بنسبة مساهمة الاقتصاد الأزرق في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة بنسبة لا تقل عن 40%. 

محطة التحلية
 بدأت الاتحاد للماء والكهرباء، بتشغيل محطة تحلية المياه الجديدة في أم القيوين، التي تعتبر ثاني أكبر مشروع في دولة الإمارات، ومن أكبر مشاريع محطات التناضح العكسي على مستوى العالم، وتبلغ تكلفته نحو 2.2 مليار درهم، وتم تنفيذه على مرحلتين، الأولى بسعة إنتاجية تبلغ 50 مليون جالون يومياً، والمرحلة الثانية تبدأ بإنتاج 150 مليون جالون من المياه يومياً، وتغطي جميع احتياجات الاتحاد للماء والكهرباء في المناطق الشمالية. وتقع المحطة في منطقة المدفق بأم القيوين، على مساحة 250 ألف متر مربع، وعمل في المشروع 4 آلاف عامل وفني ومهندس، وتعتبر المحطة صديقة للبيئة، وتم إجراء دراسات بيئية لضمان سلامة البيئة البحرية، وجميع الكيماويات المستخدمة في المحطة ليس لها تأثير على الحياة البحرية. وقد انتهت الاتحاد للماء والكهرباء من معظم شبكة المياه، التي تشمل خطوط نقل رئيسة وخطوط توزيع وخزانات مياه ومحطات ضخ لتغطية مناطق الإمارات الشمالية كافة، وإحلال لشبكات المياه القديمة، وإنشاء شبكات توزيع جديدة بهدف تخفيض نسبة الفاقد المائي إلى أقصى ما يمكن.

72 محطة
وتضم إمارة أم القيوين، أكثر من 72 محطة توزيع كهرباء في مختلف المناطق، والتي تم إنشاؤها ضمن مشاريع «الاتحاد للماء والكهرباء» التطويرية في الإمارة، لمواكبة التطور العمراني والطفرة السكانية والصناعية، والحفاظ على جودة الخدمات المقدمة منها للجمهور.

5 مراكز
حققت إدارة الدفاع المدني بأم القيوين، معدلاً عالمياً في سرعة الاستجابة للحوادث خلال العام الماضي، نتيجة وجود 5 مراكز للإدارة تقع في مناطق مختلفة، ساهمت في سرعة وصول الفرق إلى أماكن الحوادث، بالإضافة إلى دعم وزارة الداخلية المستمر في توفير الآليات والمعدات المتطورة والأجهزة الحديثة والتقنيات المبتكرة، التي ساهمت بشكل كبير في تطوير الخدمات والإنقاذ، إلى جانب الاستعانة بأجانب من أصحاب الخبرة والكفاءة من شركة «خدماتي»، وكذلك استحداث قسم للمواد الخطيرة للبلاغات، التي يقوم فيها الفريق بمعاينة موقع الحادث والتأكد من عدم وجود مواد أو غازات خطيرة، إضافة إلى إخضاع الإطفائيين لدورات تدريبية وتمارين صباحية من أجل ورفع من اللياقة البدنية للأفراد.

ثقافة
يستعد مسرح أم القيوين الوطني في منطقة القراين بأم القيوين، افتتاح مبناه الجديد، الذي تم تشييده على مساحة 850 متراً مربعاً، ويتسع لـ 260 شخصاً، ويتكون من طابق أرضي، تم تجهيزه بأفضل المعدات والتقنيات الحديثة، التي تواكب الثقافة المسرحية في الإمارة.