السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

رجال دين إسلامي ومسيحي لـ«الاتحاد»: الإمارات وطن التسامح والتعايش وقبول الآخر

رجال دين إسلامي ومسيحي لـ«الاتحاد»: الإمارات وطن التسامح والتعايش وقبول الآخر
16 نوفمبر 2022 01:45

أحمد شعبان (القاهرة)

تبنت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» التسامح نهجاً لها، لتكون جسر تواصل وتلاقٍ بين شعوب العالم وثقافاته في بيئة منفتحة وقائمة على الاحترام ونبذ التطرّف والإرهاب.
وتعتبر دولة الإمارات شريكاً أساسياً في اتفاقيات ومعاهدات دولية عدة ترتبط بنبذ العنف والتطرف والتمييز، وأصبحت عاصمة عالمية تلتقي فيها حضارات الشرق والغرب، لتعزيز السلام والتقارب بين الشعوب كافة. وتحتضن الدولة عدة كنائس ومعابد تتيح للأفراد ممارسة شعائرهم الدينية، ولدى الدولة مبادرات دولية عدة ترسخ الأمن والسلم العالمي، وتحقق العيش الكريم للجميع.
وشدد علماء الأزهر الشريف ورجال الدين المسيحي على أن الإمارات دولة رائدة في مجال التسامح ولاسيما التسامح الديني، وتتسم بمساحة عالية من التسامح والتعايش السلمي بين الجميع وقبول الآخر وتحقيق مبدأ المواطنة، ونبذ التطرف والكراهية والإرهاب، وأكدوا أن الإمارات بما لها من ثقل ودور واضح في التسامح، تستطيع قيادة المنطقة العربية في اتجاه نشر قيم التسامح. وأكد رجال الدين في تصريحات لـ«الاتحاد»، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للتسامح الذي أقرته الأمم المتحدة في 16 نوفمبر من كل عام، أن مبادرات التسامح في الإمارات ومنها وثيقة «الأخوة الإنسانية»، وإطلاق «عام التسامح» في 2019، واستحداث وزارة التسامح، والتعايش بين جميع الأديان السماوية وغيرها على أرضها، جعلها تستحق بجدارة أن تكون عاصمة التسامح على العالم.

السياسة الحكيمة
وقال الدكتور أحمد محمود كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر: إن الإمارات تطبق قيم التسامح على أرض الواقع، حيث إن المقيمين فيها يعملون من دون نظر إلى ديانة أو معتقد أو مذهب أو جنسية، ويفد إليها الناس لكسب الرزق، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو يهوداً أو غير ذلك.
وثمن أستاذ الشريعة الإسلامية، في تصريح لـ«الاتحاد»، السياسة الحكيمة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، الذي أسس الدولة على قيم التسامح.

عام التسامح
ويُعد عام التسامح مناسبة وطنية للاحتفاء بجهود دولة الإمارات التي عملت على مدى عقود طويلة لتكون أرضاً للتسامح والتعايش والانفتاح على مختلف شعوب وثقافات العالم، حيث أعلن المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه»، أن عام 2019 هو عام التسامح.

مركز للسلام العالمي
ولفت أستاذ الشريعة إلى أن الإمارات تتميز بالانفتاح على الغير والتعامل مع جميع البشر من دون حساسية وهي من سمات التسامح، وأضاف قائلاً: «لامست ذلك بنفسي من خلال تعاملي مع أهل الإمارات الذين يتميزون بالشيم والأخلاق في هذا البلد المعطاء العريق». واقترح كريمة إنشاء مركز لـ«السلام العالمي» بهدف القيام بأعمال بحثية رصينة بأيدي العلماء، بحيث يعد رسالة للسلام العالمي وليس السلام المحلي. 

«هداية وصواب»
وفي ديسمبر 2012، افتتح مركز التميز الدولي لمكافحة التطرف العنيف «هداية» خلال الاجتماع الوزاري الثالث للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، الذي عقد في أبوظبي. ويعمل المركز على بناء الشراكات مع مؤسسات عدة تعمل في مجال مكافحة التطرف العنيف، ويركز على مجالات مهمة مثل: «الدبلوماسية الرياضية والثقافية، ومكافحة التطرف العنيف عبر المناهج التربوية، ودعم ضحايا الإرهاب».
وفي يوليو 2015، أطلقت الإمارات بالتعاون مع الولايات المتحدة مركز «صواب» الذي يهدف إلى دعم جهود التحالف الدولي في حربه ضد التطرف والإرهاب، ويتطلع إلى إيصال أصوات الملايين في أنحاء العالم ممن يرفضون الممارسات الإرهابية، والأفكار المضللة التي يروجها أفراد التنظيمات الإرهابية. 

التسامح والتعايش
وأوضح الدكتور القس إندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر ورئيس الهيئة القبطية، أن الإمارات من الدول الرائدة في مجال التسامح ولاسيما التسامح الديني، وتتسم بمساحة عالية من التسامح والتعايش السلمي وقبول الآخر.
وأشار خلال تصريح لـ«الاتحاد» إلى أن الإمارات لعبت دوراً كبيراً في إطلاق الوثيقة الأهم في تاريخ البشرية المعاصر «وثيقة الأخوة الإنسانية» واستضافة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرانسس بابا الفاتيكان، منوهاً إلى الدعم الكبير الذي تقدمة الإمارات لهذه الوثيقة، مؤكداً أن مواقف دولة الإمارات الدولية في إطار الدعوة لقبول الآخر والتعددية دليل كبير على اهتمامها بنشر قيم التسامح عالمياً.

العيش المشترك
وأكد رئيس الطائفة الإنجيلية أن الإمارات عززت من قيم التسامح بإنشاء مراكز بحثية لمكافحة الفكر المتطرف والتي تقوم بدراسة القضايا على أرض الواقع وتقديم بحوث تفتح مجالات وآفاقاً جديدة، مؤكداً أهمية الدور الذي تقوم به تلك المراكز في تقديم مواد مهمة لصانعي القرار، وتعطي دعماً كبيراً لقضية التسامح.

قيم عظيمة
واعتبر الدكتور أحمد زارع المتحدث الرسمي لجامعة الأزهر، أن المبادرات التي تقدمها الإمارات تصب في الدعوة التي حثت عليها الأديان من القيم الروحية العظيمة التي يحيا عليها المجتمع سواء كان مسلماً أو على ديانة أخرى، متمنياً أن تسود تلك القيم مجتمعات العالم أجمع، حتى تنتهي الحروب والأزمات وعوامل التنافر والتآكل التي نشهدها في المجتمع الدولي الآن.
ولفت خلال حديثه لـ«الاتحاد» إلى احتضان الإمارات لوثيقة «الأخوة الإنسانية» القائمة على قيم التسامح والتعايش السلمي والمساواة بين البشر جميعاً.

مسجد مريم أم عيسى
ومن الأمثلة العملية لروح التسامح التي تتمتع بها دولة الإمارات، توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، بإطلاق اسم مريم أم عيسى «عليهما السلام» على مسجد في منطقة المشرف بأبوظبي، وذلك ترسيخاً للصلات الإنسانية بين أتباع الديانات والتي حثنا عليها ديننا الحنيف والقواسم المشتركة بين الأديان السماوية. وأكد الأمين العام المشارك بمجلس كنائس الشرق الأوسط أن الإمارات دولة كبيرة ومؤثرة في محيطها العربي، وهذا الدور المؤثر إيجابي في تحقيق ونشر قيم التسامح، لافتاً إلى أن الإمارات تطبق التسامح على أرض الواقع من خلال مبادرات عملية مثل احتضانها وثيقة «الأخوة الإنسانية»، والسماح بالتعددية الدينية وبناء دور العبادة لكافة الأديان على أراضيها، مما يؤكد أن التسامح في الإمارات ليس مجرد أقوال أو شعارات بل أفعال.

جسر التسامح
في نوفمبر 2017، وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، بتسمية أجمل جسر مشاة في إمارة دبي على القناة المائية الجديدة بجسر التسامح، وذلك لإبراز قيمة التسامح في دولة الإمارات التي تربط جسوراً بين أكثر من 200 جنسية يتعايشون على أرضها في سلام ومحبة، مؤكدين أن الإمارات واحة أمن وسلام، تكرس قيم التسامح والعدل.

عاصمة التسامح
لفت المتحدث الرسمي لجامعة الأزهر إلى أن الإنسانية على وجه الأرض تأمل أن تعيش في تسامح ومودة ومحبة بين البشر، في هذا الزمن الذي كثر فيه التناحر والتقاتل والأزمات، مما جعل الإمارات تستحق أن تكون عاصمة ودولة التسامح والإخاء في العالم، منوهاً إلى أن من يذهب إلى الإمارات يشهد هذا التسامح على أرض الواقع، لافتاً إلى أن جميع الأجناس المختلفة التي تعيش في الدولة يتمتعون بجميع الحقوق والواجبات ويعيشون في تسامح ومودة لم يسبق لها مثيل. وثمن زارع المبادرات والدعوات التي تتبناها الإمارات لنشر قيم التسامح.

مبادئ التسامح
اعتبر القس رفعت فكري رئيس مجلس الحوار والعلاقات المسكونية بالكنيسة الإنجيلية بمصر، والأمين العام المشارك بمجلس كنائس الشرق الأوسط، أن اليوم العالمي للتسامح الذي دعت إلى الاحتفال به الأمم المتحدة مهم جداً لتسليط الضوء على إعلان مبادئ التسامح. وأشار خلال حديثه لـ«الاتحاد» إلى أن الإمارات دولة محورية في المنطقة وتلعب دوراً كبيراً في نشر التسامح، وتستضيف قادة دينيين من العالم، ومن كافة الأديان، مما يؤكد توجهاتها لدعم التعددية وقبول الآخر، وقيادة قاطرة التنوير ونبذ الكراهية والعنف، مؤكداً أن الإمارات بما لها من ثقل ودور واضح في مجال التسامح، تستطيع قيادة المنطقة العربية في اتجاه نشر قيم التسامح.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©