السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

هل تتحقق مطالب أفريقيا في مواجهة تغير المناخ؟

الجفاف وندرة الأمطار من أبرز التحديات التي تواجه القارة الأفريقية (رويترز)
13 نوفمبر 2022 01:41

أحمد شعبان (شرم الشيخ)

تشارك القارة الأفريقية بشكل فعال في مؤتمر قمة المناخ بشرم الشيخ، حيث إن قمة هذا العام هي «قمة أفريقيا»، وينبغي استغلال الفرصة لنقل أصواتها والضغط من أجل الحصول على التمويل والتزام الدول الغنية بتعهداتها بخفض الانبعاثات.
ويسلط «كوب 27» الضوء على الظروف والاحتياجات الخاصة للقارة التي تحتاج إلى تحقيق التوازن بين التصدي لظاهرة تغير المناخ وتحقيق النمو الاقتصادي، لمواجهة مشكلات الأمن الغذائي والفقر، وتحقيق التنمية. وأكد علماء بيئة وخبراء في الشأن الأفريقي لـ «الاتحاد» أن أفريقيا عانت وتأثرت بالتغيرات المناخية التي لم تكن سبباً فيها، وأن «كوب 27» فرصة حقيقية لتحقيق أهداف القارة السمراء لمواجهة تداعيات الأزمة المناخية.

التلوث
وأشار الدكتور مصطفى مراد، رئيس قطاع نوعية البيئة بوزارة البيئة المصرية، إلى أن حجم مؤثرات القارة الأفريقية من الانبعاثات الناتجة عن الاحتباس الحراري المؤثرة على التغيرات المناخية أقل من 4% من النسبة العالمية، وبالتالي فإن القارة السمراء من أكثر المناطق المتأثرة بالتغيرات المناخية.
وبحسب التقارير، تساهم أفريقيا في 2 إلى 3% فقط من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من مصادر الطاقة والمصادر الصناعية، ورغم ذلك تتحمل تبعة التلوث العالمي، فقد شهدت زيادات في درجات الحرارة بحوالي 0.7 درجة مئوية في معظم أنحاء القارة، الأمر الذي ظهر في صور كوارث طبيعية من موجات جفاف شديدة كما هو الحال في الصومال وشمال أفريقيا، ومواسم أمطار تتسبب في سيول وفيضانات كارثية مثل السودان وجنوب أفريقيا.
وأضاف مسؤول البيئة، في تصريحات لـ «الاتحاد»، أن القارة الأفريقية لا تتعرض فقط للتصحر أو الفيضانات، بل تتعرض لبعض التأثيرات المناخية الأخرى، خاصة في الشاطئ الغربي بطول المحيط الأطلسي والمعرض لحدوث هجرة داخلية وخارجية لعدد كبير من السكان، بسبب التأثير البيئي والصحي، وارتفاع مستويات سطح البحر، وارتفاع درجة حرارة المياه، ما يؤثر على الكائنات البحرية.

التمويل والتكيف
وكون مصر الدولة المستضيفة لـ «كوب 27» بمشاركة واسعة من دول القارة، أعرب مراد عن أمله أن تكون هناك بعض الإجراءات والسياسات التي يمكن تنفيذها، وعلى رأسها توفير التمويل لسياسات وأعمال التكيف والتخفيف للآثار التي قد تحدث من التغيرات المناخية، لتحقيق حلم أفريقيا في مواجهتها.

حياة كريمة لأفريقيا
وأطلقت مصر خلال القمة مبادرة «حياة كريمة من أجل أفريقيا قادرة على التكيف مع تغير المناخ»، تهدف إلى التخفيف من تغير المناخ، وتعزيز صمود المجتمعات الريفية، وتحسين قدرتها على التكيف، مع اتباع مسار تنمية منخفض الكربون، وتطبيق معايير المباني الخضراء، والإضاءة الشمسية للشوارع والمباني الحكومية، ووحدات الغاز الحيوي.

اهتمام عالمي
وأوضح السفير الدكتور صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري الأفريقي، أن «كوب 27» من أهم المؤتمرات التي تحظى باهتمام عالمي نظراً لتأثير التغيرات المناخية وتداعياتها على منطقة الشرق الأوسط والدول الأفريقية بصفة خاصة، والتي تعتبر أكثر تأثراً وأقل سبباً في الانبعاثات الكربونية. وأضاف لـ «الاتحاد» أن أفريقيا تعاني مشاكل اقتصادية واجتماعية ونزاعات وحروباً، ما يجعل اقتصاداتها تحتاج للدعم والمساندة إلى جانب تغيرات المناخ التي تضيف إلى هذه الاقتصادات أضراراً أخرى تجعلها في ظروف أصعب وأزمات أكثر حدة.

تنفيذ التعهدات
نوه نائب رئيس المجلس المصري الأفريقي بأن المشاكل الرئيسة المرتبطة بالتغيرات المناخية، تؤثر تأثيراً كبيراً وتعانيها الدول الأفريقية بصفة خاصة، سواء كانت حرائق أو فيضانات أو جفافاً، وبالتالي هناك ضرورة لرفع هذه المعاناة، ما يقتضي التعاون الوثيق والإسهام من جانب الدول التي تسببت في هذه المشكلات لرفع هذه الأضرار، لافتاً إلى أن مؤتمر «كوب 27» يسعى لتنفيذ هذه التعهدات والالتزامات الآن.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©