الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات ومصر.. تعاون يعانق الفضاء

الإمارات ومصر.. تعاون يعانق الفضاء
25 أكتوبر 2022 03:20

آمنة الكتبي (دبي) 

ترتبط الإمارات وجمهورية مصر العربية بعلاقات تاريخية وثيقة، تستند إلى الوعي والفهم المشترك لطبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية، التي شهدتها وتشهدها المنطقة، وأهمية التعامل معها بسياسات ومواقف متسقة ومتكاملة، ترسخ الأمن العربي والإقليمي، وتحافظ على استدامة التنمية في دولها.
وتسعى دولة الإمارات إلى تعزيز آفاق التعاون الفضائي بين البلدين الشقيقين، بما يصب في صالح تسريع نمو قطاع الفضاء والعلوم والتقنيات والتطبيقات المرتبطة به في الدولتين، وذلك في إطار تعميق التعاون الفضائي وتبادل المعارف والخبرات والتعرف على الإمكانيات، ومناقشة آخر المستجدات في القطاع الفضائي بالبلدين الشقيقين بما يصب في صالح تسريع نمو القطاع والعلوم والتقنيات والتطبيقات المرتبطة به، حيث كانت مصر ممثلة في وكالة الفضاء المصرية قد انضمت إلى المجموعة عند تأسيسها عام 2019.
كما تشارك جمهورية مصر في مشروع القمر 813، ويعتبر أول مشروع  بالتعاون مع الدول العربية بقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة ويأتي ذلك إثر توجيه وإعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن المشروع كهدية للمجموعة العربية للتعاون الفضائي بمناسبة التوقيع على ميثاق تأسيس المجموعة العربية للتعاون الفضائي، وتأتي هذه المبادرة كدعم فعلي من القيادة الرشيدة لتدشين المجموعة، وتجميع الطاقات العربية في مجال الفضاء.
 وتمت تسمية القمر الصناعي الجديد 813، ويشير إلى التاريخ الذي شهد بداية الازدهار لبيت الحكمة في بغداد في عهد المأمون ويمثل المنطقة، واحتضن العلماء، وترجم نصوصاً بارزة وأنتج قدرات علمية، وتقوم وكالة الإمارات للفضاء بتمويل المشروع والإشراف عليه، بحيث يقوم المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء في جامعة الإمارات بقيادة تنفيذ المشروع بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء والدول العربية التابعة للمجموعة العربية للتعاون الفضائي.
ويعتبر القمر الاصطناعي العربي 813 فريداً من نوعه بين الأقمار الاصطناعية الطيفية من ناحية الوزن والحجم، وكذلك الكفاءة، حيث ركزت الوكالة في اختيارها على عوامل منها أن يتم تصنيع القمر داخل الدولة من خلال المراكز العلمية والمختبرات، بحيث يتم بناء الكوادر العربية في مجال التصميم، والتصنيع، والتجميع والاختبار، ومن بعد ذلك التشغيل وتحليل البيانات. 

وتضم المجموعة العربية للتعاون الفضائي في عضويتها 14 دولة، هي: الإمارات، الكويت، السعودية، البحرين، عُمان، الأردن، الجزائر، تونس، السودان، مصر، لبنان، المغرب، العراق، وموريتانيا، وتهدف المجموعة التي انطلقت بمبادرة من دولة الإمارات وتتخذ من أبوظبي مقراً لها إلى تشجيع التعاون الفضائي العربي في جميع الأنشطة ذات الأهداف المشتركة، وتحقيق الانسجام في الممارسات التنظيمية بين الجهات الفضائية، وتنسيق مواقف أعضاء المجموعة من أجل تبني رأي موحد في المحافل الإقليمية والدولية ذات العلاقة بالفضاء، وذلك في حدود المهام والاختصاصات المنوطة بالمجموعة، والعمل على تعاون فضائي عربي أوسع وأشمل في مجال الفضاء. 

خبرات فضائية
يهدف الميثاق الأساسي للمجموعة العربية للتعاون الفضائي، والذي كان قد تم اعتماده خلال الاجتماع السادس لممثلي الدول الأعضاء في المجموعة على هامش معرض دبي للطيران في نوفمبر 2019، إلى تعزيز تبادل المعارف والخبرات الفنية والتجارب والمعلومات بين الدول العربية المشاركة فيما يخص الفضاء وتشجيع التطوير والبحث العلمي والابتكار في مجال الفضاء من أجل تعزيز عملية بناء القدرات الفضائية لدى أعضاء المجموعة، والتنسيق من أجل تحقيق الانسجام في السياسات والقوانين والإجراءات الفضائية، والسعي إلى توحيدها، ما أمكن بالاستفادة من أفضل الممارسات والمعايير المعتمدة عالمياً، وتشجيع ودعم التعاون في مجال إنشاء وكالات للفضاء أو برامج فضائية في الدول التي لا يوجد فيها مثل هذه الوكالات، والتعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية ذات الصلة.

نوابغ الفضاء..
تشارك جمهورية مصر في نوابغ الفضاء الذي أطلقته الإمارات، وهو برنامج علمي تدريبي تخصصي مكثف لتدريب كفاءات من الشباب العربي على تقنيات وعلوم الفضاء، ما يؤهلهم للعمل في قطاع الصناعات الفضائية المختلفة، كذلك سيتم استقطاب ورعاية نخبة من النوابغ والمواهب العربية الواعدة، من داخل الوطن العربي، لتشجيعهم وتنمية مواهبهم من خلال برامج مناسبة.
ويستهدف البرنامج الشباب العربي من الدراسين المختصين والمهندسين والباحثين والعلماء والمبتكرين من أصحاب العقول الخلاقة، وكلاً من لديه شغف كبير في ميدان علوم الفضاء وتطبيقاته والذين يستطيعون أن يحلموا بالمستحيل ولديهم طموحات لا تحدها السماء.
ويسعى البرنامج إلى احتضان أبرز المواهب والعقول العلمية العربية لمساعدتهم على ترجمة شغفهم بعلوم الفضاء، وتطوير أفكارهم الخلاقة، من خلال توفير التدريب التخصصي المناسب، وتأهيلهم للحصول على فرص مهنية في المستقبل، والمساهمة في تعزيز ورفد قطاع الصناعات الفضائية في الوطن العربي من خلال الاستثمار الأمثل في الكوادر العربية الشابة، وهو ما يعكس إيمان الإمارات بأن أي إنجاز إماراتي هو إنجاز للعرب، وأي إنجاز عربي يشكل قوةً جمعيّةً تعود على المنطقة بالنفع، كما يشكل خطوةً نحو خلق مجتمع علمي عربي في مجال علوم الفضاء يكون جزءاً مؤثراً ومساهماً بفاعلية في المجتمع العلمي الفضائي العالمي، وذلك من خلال ثلاثة مسارات مختلفة هي مسار الخبراء ومسار الدراسات العليا، ومسار المواهب.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©