الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات واليونان علاقات استراتيجية تعزز السلام والاستقرار

رئيس الدولة خلال مباحثاته مع رئيس الوزراء اليوناني في أثينا (وام)
26 أغسطس 2022 02:19

أحمد عاطف، أحمد شعبان (القاهرة)

أكد دبلوماسيون وسياسيون وخبراء استراتيجيون أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، لجمهورية اليونان تنطوي على أهمية كبيرة في هذا التوقيت، وتؤكد على متانة العلاقات الاستراتيجية بين الإمارات واليونان بما يدعم السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
وأكدوا لـ«الاتحاد» أهمية هذه الزيارة في التشاور والتباحث بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ومعالي كيرياكوس ميتسوتاكيس رئيس وزراء جمهورية اليونان في القضايا التي تهم البلدين، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية خلال المرحلة المُقبلة بهدف الارتقاء بها إلى آفاق استراتيجية جديدة.
واعتبروا أن تجدد التواصل بين القيادتين يزيد من التفاهم والتقارب في وجهات النظر بين البلدين، ويفتح مجالات جديدة للتعاون والاستثمار، ويزيد من التفاهم في القضايا المشتركة وتطوراتها التي تحدث في المنطقة العربية والشرق الأوسط. وتحمل زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى اليونان، أهمية خاصة، كونها الأولى لليونان بعد توليه رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة. 
واليونان هي ثاني دولة أوروبية يزورها سموه، منذ توليه الرئاسة، بعد زيارته فرنسا في يوليو الماضي، الأمر الذي يبرز العلاقات الاستراتيجية.
وحول أهمية هذه الزيارة، أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي، أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لليونان مهمة جداً لعدة اعتبارات، جزء منها يتعلق بالعلاقات التاريخية والصداقة التي تربط الإمارات باليونان، وتؤكد على المكانة الكبيرة التي تتمتع بها الإمارات في منطقة شرق المتوسط، لافتاً إلى امتداد علاقات الصداقة بين الإمارات اليونان ودول الإقليم.

توافق
وفي عام 2020 وقع البلدان البيان المشترك لإنشاء الشراكة الاستراتيجية، وتبادل مذكرة للتعاون في السياسات الخارجية والدفاعية، ويهدف الإعلان إلى تحقيق مزيد من النتائج والمبادرات والعمل المشترك في المجالات الرئيسة ذات الاهتمام المشترك.
وتشمل الشراكة الإماراتية اليونانية ركائز عدة، منها التعاون السياسي والتنمية الإنسانية الدولية، حيث اتفقت الدولتان على تعزيز الحوار السياسي والمشاورات الاستراتيجية وزيادة التوافق مع القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأشار طارق فهمي في تصريح لـ«الاتحاد» إلى أن جمهورية اليونان نقطة ارتكاز ودولة رئيسة في منطقة شرق المتوسط، وعضو في المنظمة الإقليمية للغاز، موضحاً أن دولة الإمارات تسعى دائماً لتعزيز علاقاتها مع الجميع، لافتاً إلى أن الزيارة تستهدف تنسيق العلاقات المشتركة في شتى المجالات، لما تمثله دولة الإمارات من ثقل كبير ومكانة عالمية.
وتوقع فهمي أن تشهد الفترة المُقبلة اتفاقيات ومُذكرات تفاهم بين البلدين، في إطار علاقات الصداقة والتعاون، وفي إطار الشراكة الاستراتيجية التي تجمعهما، مؤكداً أن الدبلوماسية الإماراتية تتحرك في دوائر نشطة وجديدة، وهو ما يؤكد الدور الإماراتي الكبير للاستقرار العالمي.
ويعمل البلدان بشكل مشترك في المشاريع الإنسانية الدولية ومبادرات التنمية وتعزيز تعاونهما في المحافل المتعددة الأطراف. 
ومن جانبه ثمن الخبير الاستراتيجي اللواء الدكتور سمير فرج، زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لجمهورية اليونان، مؤكداً أن الزيارة مهمة نتيجة للدور الكبير والمؤثر الذي تمثله دولة الإمارات عالمياً، لاسيما الدور الذي تقوم به لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط.
وأكد الخبير الاستراتيجي لـ«الاتحاد» أهمية الزيارة التي تأتي في إطار الشراكة الاستراتيجية بين الإمارات واليونان، لافتاً إلى التعاون المشترك والمهم بين الجانبين، مؤكداً أن هناك تعاوناً وثيقاً من خلال اللجنة العسكرية المشتركة بين دولة الإمارات وجمهورية اليونان، والتي تعقد اجتماعاتها بصورة مستمرة وتأتي في إطار التعاون من أجل تعزيز السلام والاستقرار.
وأشار إلى أن اليونان دولة مهمة في منطقة حوض المتوسط، والإمارات العربية المتحدة دولة مهمة في مجلس التعاون الخليجي، قائلاً: «هذه الزيارة سوف تكون لها فائدة كبيرة جداً على صعيد المصالح المتبادلة بين البلدين».

تواصل دائم
وفي السياق ذاته، أكد السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أهمية هذه الزيارة في التشاور في القضايا السياسية بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ومعالي كيرياكوس ميتسوتاكيس رئيس وزراء جمهورية اليونان وسبل تعزيز العلاقات الثنائية خلال المرحلة المقبلة بهدف الارتقاء بها إلى آفاق استراتيجية جديدة.
وأشار خلال حديثه لـ«الاتحاد» إلى أهمية القضايا التي سيبحثها القيادتان، سواء على المنطقة الأوروبية والاتحاد الأوروبي، أو بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، وكذلك التشاور في القضايا السياسية التي تؤثر على اليونان والمنطقة العربية، لافتاً إلى أن اليونان من الدول المُتقاربة مع السياسات العربية، خصوصاً في تصويتها في المنظمات الدولية.
ولفت إلى أن اليونان شهدت منذ فترة لقاءً دولياً بمشاركة 5 دول وبحضور دولة الإمارات، وبالتالي هناك تواصل دائم ومستمر ومصالح مشتركة بين منطقة شرق المتوسط ومنطقة الشرق الأوسط ودول الخليج، لافتاً إلى أهمية هذا التعاون في مجالات إنتاج الطاقة والغاز الذي تتميز به منطقة شرق المتوسط، وكذلك في مجالات الاستثمارات المشتركة بين الإمارات واليونان، والتبادل التجاري.
وذكر مساعد وزير الخارجية المصري لـ«الاتحاد» أن هذه الزيارة تُجدد التواصل بين القيادتين في الإمارات واليونان، وتفتح مجالات جديدة للتعاون والاستثمار بين الشركات في كلا البلدين، ومزيد من التفاهم في القضايا المشتركة وتطوراتها، سواء في المنطقة العربية والشرق الأوسط والعالم، مؤكداً أن هذا التواصل يزيد من التفاهم والتقارب في وجهات النظر بين البلدين.
من جانبهم، أكد خبراء ومحللون من اليونان أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» إلى أثينا تؤكد تطور العلاقات بين البلدين إلى مرحلة استراتيجية في كل المجالات، لافتين إلى أن الإمارات واليونان كونتا ما يمكن وصفه بالحلف السياسي الاقتصادي، إلى جانب تطابق الرؤية المشتركة بين الدولتين في معظم المجالات.

آفاق عميقة
وأشار الخبراء لـ«الاتحاد» إلى أن الإمارات واليونان تربطهما أهداف السلام، بما يدعم الاستقرار والرخاء في المنطقة والعالم. وقال مجدى حلواني، المستشار السياسي بالغرفة التجارية العربية اليونانية في العاصمة اليونانية، إن العلاقات الثنائية بين البلدين شهدت نقلة نوعية منذ عام 2017، لافتاً إلى أن العلاقات تطورت منذ ذلك الحين، لتنتقل إلى آفاق أعمق، فأصبحت علاقات استراتيجية، في المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها.
وقال الحلواني لـ«الاتحاد»، إن اليونان تحولت إلى حليف سياسي واقتصادي مهم بالنسبة للإمارات في جنوب شرق البحر المتوسط، لافتاً إلى أن اليونان سعت لتقوية العلاقات مع الإمارات خصوصاً، لإدراكها للمكانة الكبيرة التي تتمتع بها الدولة إقليمياً وعالمياً. ولفت حلواني إلى وجود أرضية مشتركة بين الإمارات واليونان تسمح لهما بتنمية العلاقات وتحسينها، بشكل دوري، لاسيما أن المواقف السياسية المتقاربة والرؤى المشتركة أعطت الدولتان فرصة جيدة لدخول الاستثمارات المتبادلة.
ويرى الدكتور عبد اللطيف درويش، أستاذ الاقتصاد وإدارة الأزمات، بجامعة كارديف متروبوليتان في أثينا، أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» إلى اليونان لها أهمية كبيرة في الوقت الراهن، نظراً لوجود علاقات تاريخية واستراتيجية بين البلدين. وأوضح عبداللطيف لـ«الاتحاد» أن ما يدعم هذه العلاقات وجود تبادل وتطابق المصالح والرؤى السياسية في العديد من القضايا. ووفقاً لأستاذ الاقتصاد، تكمن أهمية الزيارة في تعزيز التعاون الاقتصادي والاستراتيجي بين الدولتين، فعلى الرغم من أزمة الطاقة التي تعيشها أوروبا سجلت اليونان أعلى نسبة نمو في مجال الطاقة، فاليونان تمتلك آلاف الجزر وقادرة على تقديم بيئة مناسبة للاستثمار في مجال اللوجستيات.

استقرار 
يتوقع درويش أن تكون اليونان هي الجسر الأمثل بين الدول العربية وأوروبا لدعم القضايا العربية وتسهيل دخول الاستثمارات العربية إلى أوروبا بفضل استقرارها السياسي والاجتماعي مقارنة بالعديد من الدول الأوروبية في منطقة جنوب شرق البحر المتوسط وبفضل علاقتها القديمة والتاريخية مع الدول العربية.
وكانت الإمارات كدأبها، من أوائل الدول التي أعلنت تضامنها مع الشعب اليوناني الصديق، في أغسطس من العام الماضي، عندما تضرر من حرائق الغابات، وكانت الدولة سباقة في تقديم الدعم والمساندة وتسخير الإمكانات خاصة اللوجستية منها، لتعزيز الجهود المبذولة لإخماد الحرائق ومحاصرتها والحد من انتشارها وامتدادها إلى مناطق أخرى.
كما أعدت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي برنامجاً إغاثياً يلبي احتياجات الساحة اليونانية من المواد والمستلزمات الضرورية العاجلة، وفقاً للتقييم الميداني والتقارير الواردة للهيئة من هناك، التي في ضوئها جرى تسيير جسر جوي لنقل المؤن بصورة عاجلة للسكان والمتأثرين في المناطق المتضررة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©