الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

دراسة «التصميم» ضرورة لاستخدام علوم البيانات والذكاء الاصطناعي

جانب من مشاريع طلبة معهد دبي للتصميم والابتكار (من المصدر)
14 أغسطس 2022 01:11

دينا جوني (دبي)

أكدت الدكتورة راشيل شرايبر، العميدة التنفيذية في كلية «بارسونز» للتصميم في نيويورك وباريس، أن مجالات التصميم لطلبة اليوم تعدّ ضرورية للانخراط في قطاعات عمل مستقبلية مثل الذكاء الاصطناعي والفضاء وعلوم البيانات، لافتة إلى أن برامج «ستيم» في المدارس تعكس العلاقة الوطيدة بين مجالات التكنولوجيا والعلوم والتصميم. 
وأكدت شريبر في حوار خاص مع «الاتحاد» أن خريجي معهد دبي للتصميم والابتكار الذين درسوا أول برنامج تصميم متعدد المسارات في المنطقة، أصبح بإمكانهم استكمال الدراسات العليا في أحد فرعي «بارسونز» في نيويورك وباريس، متوقعة أن يتقدّم عدد منهم إلى البرنامج. ودعت إلى إخراج دارسي التصميم من الصورة النمطية كمنتجين لأدوات الزينة، لافتة إلى أن دورهم الحقيقي والفاعل هو تقديم حلول حاسمة للمشكلات والتحديات المشتركة.
وعن كيفية استقطاب المزيد من الطلبة إلى كليات أو معاهد التصميم، في الوقت الذي يتجه فيه التعليم المدرسي إلى مزيد من التركيز على المواد العلمية والذكاء الاصطناعي والفضاء وعلم البيانات، واعتبارها الأساس للتمكّن من الانخراط في سوق عمل المستقبل، شرحت شرايبر أن مجالات التصميم تعدّ ضرورية لنجاح قطاعات مثل الذكاء الاصطناعي والفضاء وعلوم البيانات، فالمطلوب هو تثقيف الطلاب حول المجموعة الواسعة من الوظائف المحتمل وجودها بالفعل في مثل هذه المجالات العلمية، فمثلاً من أجل تحليل البيانات بشكل هادف وصحيح، يجب تقديمها بطرق تسمح لمستخدم هذه البيانات باستيعابها. 

  • راشيل شرايبر
    راشيل شرايبر

لذلك، تطرح كلية «بارسونز» برنامج الدراسات العليا في تصور البيانات، حيث يقوم الطلاب بوضع التفكير الكمي مع استراتيجيات التصميم المرئي والتكنولوجيا، من أجل إنشاء تصورات البيانات الأكثر وضوحاً وإقناعاً، كما يتم تصنيف العديد من تخصصات التصميم على أنها جزء من مجالات «ستيم» أي العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، والتي تقر بالعلاقة العميقة التي تربط هذه التخصصات بالمواد العلمية.
وفي كيفية تطور الشراكة مع معهد دبي للتصميم والابتكار خلال الفترة الماضية وأوجه الدعم التي تقدّمها الكلية، أبدت شرايبر بداية إعجابها بالنجاح الذي حققه الطلبة من خلال معهد دبي للتصميم والابتكار، مهنّئة أول دفعة من الخريجين. وهي عملت على مدى السنوات الثلاث الماضية كعضو في المجلس الاستشاري للمعهد، وهو المنصب الذي مكّنها من متابعة عمل الطلاب بشكل مباشر.
وأضافت أن «بارسونز» ماضية في توطيد علاقات التعاون مع المعهد وتوسيع نطاقها، وتعمل حالياً على استكشاف فرص جديدة لجلب طلاب معهد دبي للتصميم إلى مدينة نيويورك.

شراكة مع الإمارات
أكدت  راشيل شرايبر أن الدراسة الأكاديمية للطلاب في المعهد تُعدهم وتؤهلهم لاستكمال برامج الدراسات العليا في «بارسونز»، في كل من مدينتي نيويورك وباريس. وتتوقع بعد أن أكملت المجموعة الأولى دراستها الجامعية في المعهد، أن يتقدّم العديد منهم إلى تلك البرامج، متطلّعة إلى الترحيب بهم قريباً. وعن أهمية هذه الشراكة مع المعهد في منطقة دائمة التطور مثل دولة الإمارات، قالت شرايبر: إن هذه الشراكة تلبي الأهداف الاستراتيجية في التأثير العالمي للكلية، في ظل السعي إلى توسيع نطاق الوصول وتقديم برنامج تعليم التصميم إلى أكبر شريحة طلابية عالمية. وأكدت أن دولة الإمارات ومدينة دبي بشكل خاص، تعدّ منطقة مهمة للاقتصاد العالمي، وهي وجهة عالمية للمهتمين بمجالات مثل التكنولوجيا والهندسة المعمارية وتصميم الوسائط المتعددة وتصميم الأزياء من جميع أنحاء العالم والذين نسعى للوصول إليهم من خلال التعاون مع المعهد لإعداد جيل عالمي من المصممين.
وبالنسبة للتحديات التي يواجهها قطاع التصميم بشكل عام، قالت شرايبر: إن المصممين يؤدون دوراً جوهرياً في حل معظم المشكلات التي تنطوي على تحديات جمة في العالم، مثل تغيرات المناخ والأمن الغذائي، وجوانب أخرى من المعيشة.  
أما التحدي الذي يواجهه المصممون فهو الصورة النمطية عن عملهم كمجرد مُنفذين لأعمال الزينة والفنون الجميلة، فيما دورهم الحقيقي هو تقديم حلول حاسمة للمشكلات، وتأثيرهم في مواجهة التحديات المشتركة.

وظائف المستقبل
عن موقع التصميم في وظائف المستقبل، ورأيها في كيفية إعداد الطلبة، ذكرت شرايبر أنه من خلال تعليم التصميم، يجهز الطلاب لكي يكونوا قادرين على تصميم الحلول للمشكلات في المستقبل، ويقدم هذا النهج طريقة مبتكرة للتفكير التعاطفي، ويمكّن الطلاب من النجاح في مجموعة واسعة جداً من الوظائف. 
فمن خلال برنامج التصميم متعدد التخصصات الذي يقدمه معهد دبي للتصميم والابتكار على سبيل المثال، يدرس الطالب تصميم الأزياء مع تصميم المنتج، ويمكنه استكشاف مجموعة واسعة من المجالات، ابتداءً من استخدام المواد إلى الظروف التي يتم إنتاجها فيها وغيرها من المحطات المتعلقة بصناعة الأزياء ولا تنحصر الدراسة على تعريفهم بالنواحي الجمالية للموضة والطريقة التقليدية لتعلم تصميم الأزياء. وأضافت: أنه عندما يكون الطالب متعدد التخصصات، فإنه سيمتلك رؤى أكثر شمولية ويكون أقرب لمواءمة وظائف المستقبل التي تتطلب دمج العديد من المهارات المتمحورة حول مخرجات التكنولوجيا الحديثة.

البكالوريوس
تتضمن درجة البكالوريوس في التصميم التي يقدمها معهد دبي للتصميم والابتكار أربعة تخصصات تدرس على مدى أربع سنوات هي تصميم المنتجات، وتصميم الوسائط المتعددة، وتصميم الأزياء، والإدارة الاستراتيجية للتصميم.
وبالنسبة لأولويات «بارسونز» اليوم كمدرسة تصميم رائدة، قالت شرايبر: إن أولّها يصب في المساهمة بالحدّ من تغيرات المناخ، من خلال إعداد المصممين القادرين على وضع حلول وتصاميم للحفاظ على الموارد، وإلى جانب ذلك، يجب أيضاً تدريب المصممين على معالجة مجموعة التحديات الإنسانية، وستبقى المساعي قائمة دائماً لتثقيف العالم حول قوة وتأثير التصميم ودوره في تحسين الحياة البشرية.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©