الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

في عهد خليفة.. إنجازات تضيء على ذاكرة الوطن

في عهد خليفة.. إنجازات تضيء على ذاكرة الوطن
21 يونيو 2022 01:28

هزاع أبوالريش (أبوظبي)

شهد الأرشيف والمكتبة الوطنية في مرحلة التمكين التي قادها المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه»، الكثير من التطور والتقدم، ما جعله يضاهي أفضل الأرشيفات العالمية. وإذا تتبعنا مسيرة الإنجازات ورحلة التطوير التي مرّ بها منذ عام 2004 وحتى عام 2022، فإننا سنبدأ من مركز الوثائق والبحوث (الاسم الذي كان يعرف به الأرشيف والمكتبة الوطنية)، وكان حينذاك يؤدي بعدد كوادر محدود والمقر القديم الذي كان يشغله، مهام وطنية جليلة. ونظراً إلى دوره الوطني الكبير، فقد انتقل في أواخر عام 2005 إلى مقره الجديد المجهز بكل أسباب الحداثة والراحة، وبدأ يمارس دوره التثقيفي والتوعوي في حفظ تاريخ وتراث الإمارات ومنطقة الخليج، وحفظ الوثيقة التاريخية، بمختلف أنواعها، من التلف والتسرب والضياع. وبدأت مهام المركز حينذاك تتسع وتتزايد. 
وفي عام 2008، بدأت مرحلة جديدة في حياة الأرشيف والمكتبة الوطنية، إذ أصدر المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، «طيب الله ثراه»، القانون الاتحادي رقم 7 لسنة 2008 بتحويله إلى المركز الوطني للوثائق والبحوث، وأُنيطت به مهام تنظيم أرشيفات الجهات الحكومية في الدولة، فحمل المسؤولية بروح وطنية عالية، وتوافد الخبراء والمختصون إلى الأرشيفات الرسمية في الجهات الحكومية، الاتحادية والمحلية، لكي يشخصوا واقعها ويضعوا لها الخطط والحلول لتطويرها. ولم يقتصر الأمر على زيارة واحدة، إذ كانت تتلوها زيارات أخرى لمتابعة تنفيذ الخطط وحلول التطوير من أجل نقل الأرشيفات من واقعها غير المنظم أحياناً أو المبعثر في بعض الجهات إلى أرشيفات نموذجية. وفي هذه المرحلة، أخذ المركز الوطني للوثائق والبحوث يجمع الوثائق التاريخية من الجهات الحكومية ليحتفظ بها إرثاً ورصيداً وثائقياً وشاهداً على ما حققته دولة الإمارات العربية المتحدة من تطور وازدهار في زمن قياسي.

حفظ ذاكرة الوطن
ثم صدر القانون الاتحادي رقم (1) لسنة 2014، الذي يقضي بتعديل مسمى «المركز الوطني للوثائق والبحوث» إلى «الأرشيف الوطني». وفي هذه المرحلة، بدأ دور هذا الصرح يتبلور في حفظ ذاكرة الوطن للأجيال، وقد أخذ الأرشيف الوطني في الاتساع وممارسة دوره في جمع السجلات التاريخية وترميمها وحفظها، وهذا ما اقتضى تدشين مركز الحفظ والترميم في منطقة المفرق في أبوظبي.
وعن ما بلغه الأرشيف والمكتبة الوطنية في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، «طيب الله ثراه»، يقول عبدالله ماجد آل علي، مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية بالإنابة: إن المرحلة التي قضاها المغفور له الشيخ خليفة بن زايد «رحمه الله» إلى جانب والده المؤسس والباني المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «طيب الله ثراه»، يتعلم في مدرسته، سواء منذ ما قبل تأسيس الدولة أو في مرحلة التأسيس والبناء، جعلته يواصل طريقه في قيادة الدولة، والارتقاء بها إلى أعلى مراتب التقدم والرقي، حتى غدت الإمارات دولة عصرية تضاهي أكثر دول العالم تقدماً، مضيفاً: وبحكم وجود قائد التمكين إلى جانب قائد التأسيس والبناء حين تأسس الأرشيف والمكتبة الوطنية باسم «مكتب الوثائق والدراسات» في عام 1968 فقد أدرك الشيخ خليفة بن زايد «رحمه الله» مبكراً أهمية الأرشيف والمكتبة الوطنية في جمع الرصيد الوثائقي للدولة وحفظه في مكان واحد، وهذا ما جعله «طيب الله ثراه» يهتم بشؤون الأرشيف والمكتبة الوطنية، فكان لبصماته الخالدة الفضل في التطورات الجوهرية التي ميزت الأرشيف والمكتبة الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وأعلت مكانته بين الأرشيفات العالمية.
إصدارات متميزة وكوادر مؤهلة
 وتابع عبدالله ماجد آل علي: إن الأرشيف والمكتبة الوطنية الذي يفخر بما تحقق في عهد قائد التمكين، أصدر «يوميات الشيخ خليفة بن زايد» في ثمانية مجلدات تغطي نشاطاته ووظائفه وإنجازاته من 1968 - 2010، وسيضيف إليها في طبعة قادمة إنجازاته إلى يوم رحيله «طيب الله ثراه». كما أصدر أيضاً كتاب «خليفة رحلة إلى المستقبل»، ومن هذا السفر القيم صاغ كتيباً تعليمياً قدمه لطلبة المدارس في مئات الورش القرائية. 
وفي جميع المجالات، وعلى مختلف الصعد، شهد الأرشيف والمكتبة الوطنية تطورات هائلة في عهد الشيخ خليفة، إذ صار من أكثر الأرشيفات تطوراً تقنياً، وصارت كوادره المتخصصة والمؤهلة قادرة على حمل المسؤولية في الظروف كافة. وهذا ما أكدته مرحلة انتشار «كوفيد - 19»، حيث كان يمارس دوره كاملاً على رغم ظروف «الجائحة» الدولية.

دعم القيادة
وأكد آل علي أن الإنجازات التي شهدها الأرشيف والمكتبة الوطنية هي ثمرة دعم تام ودائم من قيادتنا الرشيدة، حيث كانت جميعها بتوجيهات من المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، «طيب الله ثراه»، ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وبمتابعة حثيثة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، موضحاً أنه في عام 2008 وجّه الشيخ خليفة بن زايد «رحمه الله» بأن يكون عاماً للهوية الوطنية، وجاءت رسالة الأرشيف والمكتبة الوطنية لتؤكد دوره في «الحفاظ على التراث الوثائقي لتقديم المعلومات الموثقة والأمينة لمتخذي القرار وعامة الناس ولتعزيز روح الانتماء والهوية الوطنية». وهذه الرسالة التي أكدت أهمية تعزيز الهوية الوطنية جعلت معظم إصدارات الأرشيف والمكتبة الوطنية ونشاطاته التعليمية وفعالياته المتخصصة تصب في سبيل تحقيق هذا الهدف الوطني النبيل.

المكتبة الوطنية
وقال آل علي: في أواخر عام 2021، أصدر المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «رحمه الله» القانون الاتحادي رقم 13 لعام 2021 بشأن تعديل بعض أحكام القانون الاتحادي رقم 7 لسنة 2008 بشأن الأرشيف الوطني. ووفقاً للمادة الأولى من هذا القانون حلّ مسمى «الأرشيف والمكتبة الوطنية» محل «الأرشيف الوطني»، فيما أناطت المادة الثانية بالأرشيف والمكتبة الوطنية مهمة تجميع الوثائق والإشراف على حفظها وأرشفتها وفقاً للأصول العلمية في الأرشفة، بقصد الاستفادة منها بما يحقق المصلحة العامة. ونصت مواد القانون على تكليف «الأرشيف والمكتبة الوطنية» بالإشراف على الوثائق وتصنيفها، واتخاذ كل ما من شأنه المحافظة عليها، وتأسيس مكتبة وطنية تمثل أرشيفاً فكرياً لحفظ وأرشفة الإنتاج الفكري بجميع أنواعه في الدولة من التلف والضياع، وإتاحته للجمهور والأجيال القادمة. ونحن اليوم نعمل على تأسيس هذه المكتبة على ضوء توجيهات سيدي سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان لتكون مرجعاً وطنياً ومركزاً ثقافياً ومعلوماتياً يحفظ تراث دولة الإمارات العربية المتحدة، ويبرز تطورها العلمي والحضاري على غرار كبريات المكتبات العالمية الحاضنة للتراث الإنساني.

مسيرة العطاء
وأضاف: كان فقيد الوطن الكبير الشيخ خليفة بن زايد، «طيب الله ثراه»، قد أشاد بالدور الذي يؤديه الأرشيف والمكتبة الوطنية، وذلك حين تسلم نسخة من كتاب «زايد من التحدي إلى الاتحاد» من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، إذ أعرب حينذاك عن اعتزازه بتسلم نسخة من هذا الكتاب الصادر عن الأرشيف والمكتبة الوطنية الذي يؤرخ لمرحلة مضيئة في تاريخ دولة الإمارات، ويجسد مسيرة كفاح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «طيب الله ثراه»، في بناء دولة حديثة نعتز بمكانتها المتقدمة العالية بين دول العالم، مؤكداً أن هذا الكتاب سيظل دائماً عنواناً ومرجعاً تستقي منه الأجيال العبر والدروس من مسيرة العطاء التي قادها الوالد المؤسس.

50 عاماً مقبلة من التقدم والازدهار
واختتم مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية بالإنابة حديثه لـ«الاتحاد»: «إننا إذ نعزي أنفسنا بفقد الوطن قائد مرحلة التمكين، فإننا واثقون بأن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، قائد استثنائي وزعيم وطني يتميز بالحكمة، وأن الإمارات في عهده الميمون ستمضي نحو خمسين عاماً قادمة ستكون حافلة بمزيد من التقدم والازدهار. وسنواصل في الأرشيف والمكتبة الوطنية دورنا في حفظ إرث قائد مرحلة التأسيس والبناء الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وإخوانه الآباء المؤسسين، وقائد مرحلة التمكين الشيخ خليفة بن زايد، ونوثق الإنجازات الباهرة للقادة العظماء الذين تابعوا مسيرتهم في التطوير والتقدم والارتقاء بالإنسان».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©