الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

عمر بن زايد آل نهيان يكتب: علم الإمارات على سطح القمر

عمر بن زايد
16 يونيو 2022 20:14

سمو الشيخ عمر بن زايد آل نهيان
تسري الفرحة في قلوبنا وتغمر الثقة أفئدتنا ونحن نتابع استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، لفريق عمل مهمة استكشاف القمر واطلاعه على تفاصيل المهمة ومستجداتها ومباركة سموه لها. وفي يقيني أن كل عضو في فريق المهمة كان في ذهنه وهو يصافح القائد محمد بن زايد ما قاله سموه لفريق مسبار الأمل من قبل «رفعتوا راية بلدكم». ومن المؤكد أن كلاً منهم كان في ذهنه استلهام الإرادة ونبذ المستحيل من القائد الملهم ليكونوا عند حسن ظن سموه وفاء وولاء للوطن.
لا شك في أن هذا اللقاء يؤكد أنه ليس لدى دولتنا الحبيبة الإمارات نية لكي تُبطئ من عزمها على اكتشاف الفضاء بعد أن ضاقت الأرض على اتساعها ورحابتها بأحلامنا.
نعم، نحن في سباق مع الطبيعة، مع الأحلام، مع الخيال، مع الطموح، نذهب للفضاء كي نحافظ عليه ونستكشف أسراره.
وعندما ينطلق صاروخ الإمارات، حاملاً أبناءنا فإنه يُحررنا من كل قيود الجاذبية ويفتح لنا أبواب السماء في مهمة تزيد من انتمائنا إلى الكون، كي نتواصل مع النجوم.
وبالفعل وبالإنجاز نثبت أن السفر إلى الفضاء يعزز حياتنا ويرتقي بمكانتنا، ويعلن للعالم أن ابن الإمارات سيستند بقدميه على الأرض، ويمد طموحه وأحلامه ومهامه وأملاكه وسط النجوم.
أبناؤنا يسافرون إلى الفضاء الخارجي لينقلوا رسالة الحب والسلام والأمان من الأرض ومركزها في القلب الإمارات إلى السماء ومحطتها في تلك المهمة القمر.
مهمة تثبت للعالم أننا عمالقة بإرادتنا وعقولنا وأبنائنا، نتخذ من الفضاء صديقاً لنا وساحة للإنجاز لنثبت مرة تلو الأخرى عظمة إنسان الإمارات الذي لا يستسلم للخوف أو الرهبة وهو ينطلق إلى الفضاء الرحيب، سعياً وراء المزيد من المعرفة عن أنفسنا وعن الكون.
وتزامن لقاء أعضاء الوفد مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، لقاءهم مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، حيث وقّع سموه على جزء من المركبة التي تحمل اسم «مستكشف راشد» والذي طوره فريق من المهندسين والخبراء والباحثين الإماراتيين في مركز محمد بن راشد للفضاء.
يحاول أبناؤنا أن يحققوا طموحات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وسموه القائل: إن ثلث نجوم السماء كانت تحمل أسماء عربية.. لأن العرب كانوا رواد علم الفلك. لذلك يسعى أبناء الإمارات إلى تحقيق طموحه في استئناف حضارتنا العربية، وفي أذهانهم تساؤل سموه التحفيزي: «إذا لم نتحرك اليوم فمتى؟».
إن أبناء الإمارات يستلهمون نجاحاتهم من قيادة واعية تستشرف المستقبل، وتمهد الأجواء لتحقيق الأحلام مهما عظمت، تُسَلِحُ أبناءها بالطموح والعلم، والحكمة والجرأة والتخطيط. قيادة تستثمر في أبنائها وتُعِدُهم ليكونوا القاطرة التي تقود الوطن إلى أعلى مكانة.
ومن قبلها أبهرنا العالم بعد أن نجحنا في 9 فبراير 2021 في أن نصبح خامس دولة تصل إلى كوكب المريخ ومن المرة الأولى عبر مسبار الأمل الذي تزامن وصوله مع احتفالات دولة الإمارات باليوبيل الذهبي عام 2021، مؤسساً لاقتصاد المستقبل القائم على المعرفة.
وقطع مسبار الأمل في رحلته للكوكب الأحمر أكثر من 493 مليون كيلو متر في رحلة استغرقت نحو سبعة أشهر، نحو المجد والمعرفة باسم الإمارات.
إن مهمتنا لاستكشاف القمر ترسخ الدور المحوري للقيادة الإماراتية في جعل الإمارات واحدة من أسرع دول العالم نمواً في مجال استكشاف الفضاء.
نستهدف بكل فخر وثقة وأمل تكوين الخبرات وتدريب المواهب ودعم الصناعات المرتبطة بعلوم الفضاء، وتعزيز تنافسية قطاع الصناعات الفضائية في الإمارات إقليمياً وعالمياً، وبناء شراكات استراتيجية عالمية.
ومن المؤكد أن استكشاف الفضاء يتيح لنا التوصل إلى اختراعات عظيمة، ويلهم أجيالنا الجديدة، ويجعل طموحهم يتركز حول رواد الفضاء والمخترعين والرواد، يشبع حاجتنا وغريزتنا للاستكشاف، ويعزز من مكانة الإمارات في المحافل العلمية والتكنولوجية.
ومن منطقة «فوهة أطلس» في القمر، سيرسخ مستكشف الإمارات من مكانة الإمارات العربية المتحدة، كلاعب محوري في مجال الفضاء، ويعزز حضورها المتنامي في هذا القطاع على المستوى الدولي.
إننا، بتلك الخطوة العملاقة التي تمهد الطريق لخطوات وخطوات، ندرك أن السفر للفضاء استثمار للعقول، وحافز للابتكار والإلهام.
نعتزم ونسافر فينحسر الأفق أمامنا، ويفتح أبوابه لكي ننطلق للفضاء الرحب.
خطوة تثبت أن الفضول هو جوهر وجودنا، وأننا لا يحدنا سوى خيالنا وإرادتنا للإنجاز، نواكب التطورات في تكنولوجيا النانو، والإبحار في الفضاء، والروبوتات، والهندسة الجزيئية الحيوية، والذكاء الاصطناعي.
خططنا وأنجزنا وسافرنا، وماذا بعد؟ مزيد من الإنجازات والعمل والريادة والنجاح، من أرض الإمارات إلى المريخ والقمر وعوالم أخرى ننشر رسالة أخوة ومحبة وسلام، ونشارك إخواننا في البشرية السعي لمزيد من المعرفة والتكنولوجيا وتطويعها لخير ورخاء ابن الإمارات.
نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©