الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

عهد خليفة.. إنجازات ثقافية وصروح حضارية

عهد خليفة.. إنجازات ثقافية وصروح حضارية
12 يونيو 2022 00:54

ساسي جبيل (تونس)

ستبقى مآثر المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، والإنجازات الثقافية الكبرى التي تحققت للثقافة الإماراتية والعربية في عهده باقية في ذاكرة الأجيال، وسيدوّنها التاريخ بحروف من نور في سجل صفحاته الخالدة. وفي هذا المقام، تحدث مثقفون عرب ل«الاتحاد» عن جوانب من تلك الإنجازات العظيمة والمكاسب الكبرى التي تحققت للثقافة الوطنية والعربية في عهد فقيد الوطن الكبير.وفي البداية، قال علي الخميلي، كاتب وإعلامي تونسي: إن فقيد الوطن وفقيد الأمة العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء، المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، سيبقى في وجدان وعقول كل المثقفين ليس في الإمارات فقط، بل في العالم العربي أجمع، وفي كل أصقاع المعمورة، لما خلّده من مآثر وإنجازات ثقافية كثيرة وذات أبعاد إنسانية عميقة وكبيرة، منطلقها الإنسان، وقيمة الثقافة والإبداع وقيمُهما الراقية، وذلك بعد مسيرة متميزة من العطاء والنقاء والشموخ والصفاء، مجسداً تلك الحقيقة التي تؤكد أن الشأن من مأتاه لا يستغرب، حيث لطالما جمع مجلسُه العلماءَ والمفكرين والشعراء، في تعبير وتجسيد لرعايته الكريمة للثقافة والمثقفين. وقد جعل الثقافة الرفيعة وروح الإبداع والتألق والتفوق أسلوب حياة في دولة تتطلع دائماً إلى التميّز والعالمية، لتصبح الثقافة جانباً مهماً ضمن المشروع الحضاري الذي حققته الإمارات ضمن مسيرة تألقها في صدارة الأمم ثقافةً وإنسانية وفكراً خلّاقاً.
حققت الإمارات في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، إنجازات في مجالات الثقافة المختلفة تفوق ما تحقق لدول وأمم أخرى عديدة انطلقت مشروعاتها الثقافية منذ أزمنة بعيدة، ولكنّ تقويم زمن الإبداع والإنجاز الإماراتي تفوق بمشروعه الثقافي وجعل الإمارات في صدارة الدول المتقدمة في مجال الثقافة والصناعات والإبداعية، فحقق الكثير من المآثر والإنجازات الثقافية التي برزت محلياً وعربياً ودولياً، حيث علت صروح الثقافة والفكر والفن، وشهدت الدولة طفرة ثقافية كبيرة، أسست لمشروع حضاري وقيمي رفيع تميز بالتسامح والتعايش السلمي والحضاري والانفتاح على الآخر. كما شهد القطاع الثقافي عملاً مؤسسياً وأطراً فاعلة لرعاية الثقافة والإبداع والمبدعين، حيث تم تخصيص وزارة مستقلة للثقافة والشباب، عملت على تعزيز وتحفيز كافة صور الثقافة والإبداع، وأطلقت مبادرات خلاقة في هذا المجال.

  • علي الخميلي
    علي الخميلي

 الانفتاح على الثقافات
وفي عهد المغفور له، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، تم إطلاق الجوائز الثقافية والأدبية الكبيرة التي تم منحها لمبدعي الإمارات والوطن العربي وكبار مفكري العالم، والتي تبرز الجهد والدعم الإماراتي المتواصل في تعزيز دور وحضور الثقافة محلياً وعربياً ودولياً، فضلاً عن الأنشطة والفعاليات الثقافية الكبرى الأخرى المتنوعة والمميزة كمعارض الكتب الدولية التي يجري تنظيمها بشكل دوري، وبأعلى المواصفات الدولية في هذا المجال، هذا إلى جانب المهرجانات والمؤتمرات الثقافية والفكرية والملتقيات التي تشكل ساحة ثرية لتبادل الرأي والمعرفة والانفتاح على الثقافات العالمية. ومن المبادرات الداعمة أيضاً للانفتاح على ثقافات العالم مبادرة مشروع «كلمة» للترجمة التي حظيت بدعم كبير، بالإضافة إلى مشاريع أخرى عديدة كذلك في مجال المسرح والعناية بالتراث داخل الإمارات وخارجها.

صناعات النشر
كما شهد عهد المغفور له، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، أيضاً دعماً كبيراً لصناعات النشر واحترام قوانين حماية الملكية الفكرية، علاوة على تطوير صناعة الكتاب بكافة جوانبها، ما فتح الآفاق واسعة لعدد كبير من دور النشر العالمية لفتح فروع لها في الإمارات. وجرى دعم كل ما هو مبدع من أفكار ورؤى تخدم الفكر والإبداع بصفة عامة، وتثمين وتوسيع دور وحضور الثقافة على المستويين المحلي والإقليمي والدولي من خلال مبادرات، مثل «صناع الأمل» وتحدي القراءة العربي، إلى جانب جعل القراءة سلوكاً راسخاً وثقافة يومية لدى 50 في المائة، من الإماراتيين البالغين، ولدى 80 في المائة من طلبة المدارس، ليقرأ الطالب 20 كتاباً في المتوسط سنوياً بصورة اختيارية.

تثمين وعناية ورعاية
وحين نحاول تعداد ما تركه وخلّده فقيد الوطن من مآثر وإنجازات ثقافية كثيرة وذات أبعاد ونتائج كبيرة، فقد لا تستوعب هذه المساحة ذلك. ومهما تحدثنا عن مآثره وإنجازاته الثقافية الوطنية والعربية والعالمية، فإننا سنجد الإنجازات الثقافية في كل مجال، حيث إحاطة التراث الأصيل بكل تثمين وعناية ورعاية، والاحتفاء بالشعر الفصيح والشعر النبطي، إذ تم إطلاق البرنامجين الشعريين المتميزين «أمير الشعراء» و«شاعر المليون»، وكذلك تم تأسيس المتاحف المتميزة عالمياً كمتحف اللوفر أبوظبي، فضلاً عن المتاحف الأخرى العريقة التي تروي وتحتضن الكثير من الثقافة والتاريخ. وفي المجمل، فإن مآثر فقيد الوطن ومكارمه على الثقافة والمثقفين ستبقى شاهدة وخالدة في قلوبنا وعقولنا، وسنخلدها وننقلها إلى الأجيال القادمة.

  • نبيل سليمان
    نبيل سليمان

تألق المشهد الثقافي
من جانبه، قال نبيل سليمان، الناقد والروائي والناشر السوري: من زيارة إلى زيارة للإمارات، ومن متابعة ثقافية إلى أخرى، كنت أرى دائماً تألق المشهد الثقافي في دولة الإمارات، طيلة عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه. إنها حالة تألق ثقافي ينعم بها من يشهد مثلاً أمسية في أيٍّ من مراكز ومعاهد تعليم الفنون في أبوظبي، أو من يتأمل لوحات حسن شريف أو نجاة مكي أو هشام المظلوم... أو من يلبي نداء إلى مهرجان المسرح في الشارقة، أو من تخفق جوانحه وتنبهر عيناه وهو يتابع معرض فنون العالم في دبي، فضلاً عن هذا التفاعل الثقافي المبهر والملهم بين مئات اللغات والثقافات، في دولة الإمارات العربية المتحدة!

الأدب الرفيع والفنون الجميلة
 وكمثقف عندما ترى حيوية وتألق هذا المشهد الثقافي تتجدد ثقتك بمستقبل الثقافة العربية بشكل عام، فالدور التنويري للمشروع الثقافي الإماراتي تتلمسه في كل مكان من الفضاء الثقافي العربي، من بيوت الشعر إلى ملتقيات السرد إلى مبادرة تحدي القراءة العربي. وباختصار.. فالإمارات مركز عظيم للثقافة الجادة والأدب الرفيع والفنون الجميلة.
كان عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، عنواناً عريضاً لهذه المحطات والملامح الثقافية الرفيعة التي لن تنساها الذاكرة العربية على مر الأجيال.

تمكين الإبداع
إن أي مثقف لابد أن يسجل بكل تقدير الدور الكبير الذي لعبه المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، في المجال الثقافي من خلال التمكين الذي وفره للمبدع الإماراتي والمقيم في دولة الإمارات حتى باتت الفعاليات المختلفة مناسبات للحوار الحضاري والتثاقف بين الشعوب، إذ تشهد تنوعاً لا نظير له، قل أن تجد مثله في بلد آخر من بلدان العالم.
إن المسيرة الثقافية الإماراتية الرائدة درس من الدروس الملهمة وتجربة نموذجية، فخلال عهد فقيد الوطن والأمة كان الازدهار الثقافي علامة مميزة، كما كانت الإمارات قبلة المبدعين من مختلف أرجاء المعمورة، وحاضنة ثقافية بامتياز برهنت للمتابعين أن الفعل الثقافي عمل يومي وليس أمراً موسمياً أو هامشياً، فمولت المشاريع الثقافية المختلفة وأنشأت المؤسسات الداعمة من خلال مشاريع ضخمة، ورصدت الإمكانيات للجمعيات الثقافية المبدعة وأطلقت الجوائز المحفزة.

  • حاتم الفطناسي
    حاتم الفطناسي

صناعات إبداعية رائدة
قال الدكتور حاتم الفطناسي، الناقد والأكاديمي التونسي: إن جهود وإنجازات المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، ستبقى خالدة في ذاكرة الأجيال، فقد قاد مسيرة التمكين في الدولة وعرفت الثقافة في عهده إنجازات ومكاسب نوعية كبيرة. فإمارات الإنجازات ظلت دائماً رائدة في كافة الفعاليات الثقافية المختلفة التي شملت كل الحقول الإبداعية، ورسخت فكرة ملهمة لدى العالم برمته تؤكد أن الإمارات باتت اليوم نموذجاً يحتذى به على الصعيد الثقافي، سواء من خلال الهيئات الثقافية والفنية المختلفة والجوائز القيّمة، أو من خلال مؤسسات الصناعات الإبداعية الرائدة مثل متحف اللوفر وتنظيم المسابقات الأدبية الكبرى مثل «أمير الشعراء» و«شاعر المليون»، أو من خلال معرض أبوظبي الدولي للكتاب وكذا معرض الشارقة للكتاب ومهرجان الشارقة القرائي للطفل.. وغير ذلك كثير. وقد أصبحت كل هذه الفعاليات اليوم من أبرز المناسبات الثقافية العالمية التي تستقطب المبدعين والمثقفين وتمثل جسوراً للتواصل بينهم وبين القارئ من كل الثقافات.

القيم الإنسانية النبيلة
كمثقّفين ومبدعين عرب نثمن المسيرة الثقافية التي قادها المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، ونستبشر اليوم كما استبشر أهلنا في الإمارات بهذه القيادة الحكيمة الرّشيدة الراعية للثقافة والقيم الإنسانيّة النبيلة والقادرة على مواصلة المسيرة بمزيد من الإنجازات الثقافية الكبرى في المستقبل.

خير خلف لخير سلف
قال د. حاتم الفطناسي: هنيئاً لأهلنا في الإمارات الحبيبة بتولّي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، «حفظه اللّه»، مقاليد الحكم، وهو الذي بذل الغالي والنّفيس في سبيل عزّة الإمارات وازدهارها وسؤددها وقاد مسيرتها المظفّرة نحو مزيد من التقدم والازدهار. وسموه خير خلف لخير سلف في إمارات الخير والعطاء والنماء، فهو الضّامن لحاضرها ومستقبلها ليواصل المشاريع الرّائدة والنهضة الحضارية العظيمة. وهو راعي الكلمة والثّقافة الأول، ويؤمن بهما ويرسّخهما في الواقع، ويرعى الجوائز الأدبيّة ويطلق المشاريع الثقافيّة الكبرى، ويرعى المثقفّين والمبدعين ويثمّن كلّ المبادرات والمقترحات الجادّة. وسموه أيقونة الثّقافة، وأيقونة السّلام الواعي، وأيقونة التّسامح، وراعي الانفتاح الفكري والثقافي والداعم للتجديد والتنوير في الثقافة العربية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©