عدد اليوم
لمياء الهرمودي (الشارقة)
أكد عددٌ من الأطباء والاختصاصيين أهمية استقاء المعلومات الطبية والصحية عن جدري القردة من الجهات المعنية والمختصين، وبأهمية عدم تداول الأخبار والشائعات المغلوطة عن المرض مما قد يتسبب في نشر الذعر.
وقال الدكتور مصطفى حسن مرعي استشاري الأمراض الجلدية: هناك علامات وأعراض تظهر على المصاب بفيروس جدري القردة والذي يمكن أن يصيب بعض الحيوانات والبشر. تبدأ الأعراض بالحمى والصداع وآلام العضلات وتضخم الغدد الليمفاوية والشعور بالتعب. ويتبع ذلك ظهور طفح جلدي يتكون من بثور وقشور. عادة ما يكون الوقت من التعرض إلى ظهور الأعراض من 7 إلى 14 يوماً. عادة ما تكون مدة الأعراض من أسبوعين إلى أربعة أسابيع.
وأضاف: قد ينتشر جدري القردة من التعامل مع لحوم الحيوانات، أو عضة حيوان أو خدش، أو سوائل الجسم، أو الأشياء الملوثة، أو الاتصال الوثيق مع شخص مصاب. ويمكن تأكيد التشخيص عن طريق فحص آفة للحمض النووي للفيروس. وقد يبدو المرض مشابهاً لجدري الماء.
التطعيم والوقاية
وأوضح الدكتور مصطفى حسن مرعي أنه يمكن للقاح الجدري أن يمنع العدوى بنسبة فعالية تصل إلى 85%. ففي عام 2019، تمت الموافقة على لقاح جدري القردة للبالغين في الولايات المتحدة. يجب على مقدمي الرعاية الصحية استخدام مجموعة كاملة من معدات الحماية الشخصية (PPE) قبل رعاية شخص مصاب. يتضمن ذلك ثوباً وقناعاً ونظارات واقية وجهاز تنفس ترشيح يمكن التخلص منه (مثل N95). يجب عزل الشخص المصاب في غرفة الضغط السلبي، ويفضل أن يكون ذلك في غرفة فحص خاصة لمنع الآخرين من الاتصال المحتمل.
العلاج التجريبي
وحول العلاج أشار استشاري الأمراض الجلدية إلى أن المصاب يحتاج إلى الرعاية الداعمة، بما في ذلك خافض للحرارة وتوازن السوائل والأكسجين. يمكن استخدام العلاج التجريبي بالمضادات الحيوية أو أسيكلوفير في حالة الاشتباه في الإصابة بعدوى جرثومية ثانوية أو عدوى نطاقية بالحماق. العلاج القياسي الحالي هو Tecovirimat، وهو مضاد فيروسات مصمم خصيصاً لعلاج العدوى بالفيروسات العظمية، مثل الجدري والجدري.
وشدد استشاري الأمراض الجلدية على أهمية أخذ المعلومات الصحيحة من الجهات الرسمية في الدولة، والابتعاد عن نشر وتداول الشائعات حول المرض، بالأخص عبر منصات التواصل الاجتماعي، تجنباً لنشر أي معلومات مغلوطة قد تسبب في ضرر للآخرين.
معدات الحماية الشخصية
من جهتها، قالت الدكتورة إيفا كريزولوجو اختصاصي الطب الباطني: يوجد لقاح مرخص حالياً في الولايات المتحدة للوقاية من جدري القردة، وقد يساعد التطعيم حتى بعد التعرض للمرض في علاج المرض أو أن يجعله أقل حدة، وأشارت إلى أن جدري القردة هو فيروس وثيق الصلة بالفيروس الذي يسبب الجدري، وتشمل الوقاية منه بتجنب الاتصال بالأشخاص أو الحيوانات المصابة والحجر الصحي وتعقب المخالطين.
وأضافت: من المهم جداً التأكيد على ممارسة النظافة الجيدة عن طريق غسل اليدين المتكرر وارتداء القناع أو معدات الحماية الشخصية. موضحة أن الدارسات في أفريقيا أظهرت أن المرض قتل 1-10% من المصابين، كما أنه لا يوجد علاج مثبت لجدري القردة، ويمكن استخدام اللقاح والعوامل المضادة للفيروسات والغلوبولين المناعي للكسينيا للسيطرة على تفشي المرض.
وأوضحت أنه للوقاية من المرض، هناك عدد من الإجراءات التي يمكن اتخاذها، وهي عزل الشخص المصاب بالعدوى، وغسل اليدين، واستخدم معدات الوقاية الشخصية عند رعاية المريض، وتجنب ملامسة أي مواد مثل الفراش وتجنب مخالطة الحيوانات التي يمكن أن تؤوي الفيروس
وأكدت أنه من المهم جداً الحصول على المعلومات المناسبة من الإدارات الصحية الموثوقة في الدولة، مثل القنوات الرسمية لإدارة الصحة العامة، حيث بدأت وزارة الصحة وإدارة الوقاية بالفعل في اتخاذ خطوات احترازية للكشف المبكر عن المصابين وعلاجهم.
وقاية
أكدت الدكتورة ليلي جوس اختصاصية الأمراض الجلدية، أن الاختلاف الرئيسي بين أعراض الجدري العادي، وجدري القردة في أن جدري القردة يتسبب في تضخم الغدد الليمفاوية (تضخم العقد اللمفية)، بينما لا يحدث ذلك في حالة الإصابة بالجدري العادي، وأكدت أن المرض ليس بهذه الخطورة والوفيات أقل بكثير في العالم، وأوضحت أن مركز السيطرة على الأمراض MPX مرض يمكن الوقاية منه باللقاحات، لذلك علينا اتباع إجراءات الصحة والسلامة العامة، والابتعاد على تداول الشائعات والأخبار الكاذبة والتي أصبحت تنتشر مؤخراً عبر «الإنترنت».
