الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«حسن الجوار» يعزز مساعي التنمية والتغير الإيجابي

خلود المزروعي
12 يونيو 2022 00:54

خلود المزروعي*

تقود دولة الإمارات العربية المتحدة جهود الابتكار في المنطقة، حيث تصدرت المركز الأول عربياً للعام السادس على التوالي وفق «المؤشر العالمي للابتكار» لعام 2021، والمركز 33 من أصل 132 دولة تمثّل 99% من الناتج الإجمالي المحلي العالمي، الأمر الذي يعكس النموذج الاقتصادي المرن والمبتكر، والتقدّم المستمر الذي تحقّقه الدولة على صعيد البنية التحتية، فهي تحرص على وضع تصورات أفضل للمستقبل وتعمل على تطبيقها على أرض الواقع.
إلى جانب سعيها الدؤوب نحو الابتكار، تعمل دولة الإمارات باستمرار على تعزيز موقعها كوجهة مستقطبة للاستثمار ومركز عالمي للخدمات اللوجستية، وذلك من خلال المبادرات التي أطلقتها وساهمت من خلالها في ترسيخ مكانتها بصفتها مركزاً محورياً للتجارة متعددة الوسائل، أبرزها مبادرة الجواز اللوجستي العالمي التي أطلقت في أكتوبر 2019 لتسهيل التجارة المحلية والدولية وجعلها أكثر سلاسة.
بدورنا، نؤكد في شركة الاتحاد للقطارات، بصفتنا الجهة المطورة والمشغلة لشبكة السكك الحديدية الوطنية في دولة الإمارات، التزامنا بدعم الجهود الوطنية وتعزيز النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة، وذلك بما ينسجم مع التزام الشركة بمبادئ حسن الجوار للمجتمعات المحيطة بشبكة السكك الحديدية الوطنية الإماراتية، من خلال الربط الآمن والمستدام لمختلف المناطق والمراكز الصناعية والسكانية في الدولة عبر السكك الحديدية، وبما يعزز من صورة التغيير الإيجابي على مستوى المنطقة والتغلب على التحديات التي تواجه القطاع مع مراعاة المجتمعات المحيطة.

القطارات والابتكار
تشكّل مسألة خفض البصمة الكربونية في دولة الإمارات للمساهمة في الحد من ظاهرة التغير المناخي، أحد أكبر التحديات التي تواجه قطاع السكك الحديدية العالمي. ولتحقيق ذلك تعمل شركات القطارات بصورة حثيثة على تطبيق أعلى معايير الاستدامة من خلال اعتماد تقنيات وحلول مبتكرة. وبدورنا نسعى في الاتحاد للقطارات لتقييم جميع العوامل المتعلقة بقطاع النقل لضمان تحقيق تأثير إيجابي، وفي هذا الإطار قمنا في أبريل 2021 بتوقيع اتفاقية شراكة مع ستيفن روك إحدى أكبر شركات المحاجر في العالم، بهدف توفير خدمات الشحن بالسكك الحديدية ونقل مواد البناء من رأس الخيمة إلى أبوظبي، وبموجب الاتفاقية سنضمن توفير وسيلةً أسرع وأعلى كفاءة من حيث التكلفة لنقل مواد البناء، فضلاً عن الأثر الإيجابي الكبير الذي تحمله للبيئة، حيث ستسهم في خفض حركة الشاحنات على الطرقات بواقع 100 ألف شاحنة سنوياً.
وتواكب جميع القاطرات التابعة للاتحاد للقطارات متطلبات المستوى الثالث من الانبعاثات الكربونية للمحرك، والمحددة وفقاً لمعايير الانبعاثات المعتمدة من قبل وكالة حماية البيئة، بهدف تقليل الانبعاثات والتحكم بمستويات انبعاث غازات أكسيد النيتروجين وأكسيد الكبريت وأول أكسيد الكربون.
كما تعاونت الاتحاد للقطارات مؤخراً مع مركز محمد بن راشد للفضاء لتبادل المعلومات والبيانات والخبرات في مجالات تطبيقات الصور الفضائية، من خلال استخدام أحدث الصور الجوية الصادرة من المركز، لتعزيز عمليات البناء وجهود حماية البيئة ودعم أهداف الاستدامة.

الشراكات الاستراتيجية
تتصدر شركة الاتحاد للقطارات هذه المرحلة الجديدة من قطاع الخدمات اللوجستية والنقل بما فيها خدمات نقل الركاب والبضائع، وتلتزم بدعم البيئة المحيطة والحياة البرية، حيث تتركز جهودها حول العمل مع الشركاء من أصحاب المهارات والموارد والخبرات المتخصصة لضمان حماية الموارد الطبيعية والتراث الطبيعي الإماراتي، إلى جانب مواصلة تطوير شبكة السكك الحديدية الوطنية.
وفي إطار شراكاتها الاستراتيجية وقعت الاتحاد للقطارات شراكة مدتها ثلاث سنوات مع جمعية الإمارات للطبيعة للعمل على تخفيف آثار تطوير شبكة السكك الحديدية الوطنية على البيئة والمجتمعات المحلية المحيطة بالشبكة. كما افتتحت الشركة بالتزامن مع عام الخمسين لتأسيس دولة الإمارات مسار البثنة الطبيعي التراثي في إمارة الفجيرة، وذلك بالتعاون مع جمعية الإمارات للطبيعة وبلدية الفجيرة وهيئة الفجيرة للبيئة ومركز الفجيرة للمغامرات، بدعم من هيئة الفجيرة للسياحة والآثار.
ويعد افتتاح المسار خطوةً هامة في إطار الاتفاقية التاريخية بين الاتحاد للقطارات وجمعية الإمارات للطبيعة وهيئة الفجيرة للبيئة ومركز الفجيرة للمغامرات، حيث تدعم هذه الاتفاقية مساعي التنمية المستدامة ضمن المجتمعات المحلية، وتقدّم العديد من الفرص القيّمة للسياحة البيئية، فضلاً عن مساهمتها في حماية البيئة والتنوع البيئي والتراث الطبيعي بما ينسجم مع الجهود التي تبذلها الاتحاد للقطارات في هذا المجال.
كما عملت الاتحاد للقطارات مع هيئة البيئة - أبوظبي على إعادة توطين أكثر من 550 شجرة غاف بنجاح، وزراعة 590 شجرة أخرى، فضلاً عن إنشاء ممرات للحياة البرية على امتداد مسار شبكة السكك الحديدية الوطنية البالغ طوله 1200 كم، إضافةً إلى دمج 95 معبراً وممراً للحيوانات مع المشروع، بهدف حماية الموائل الطبيعية وحماية الحيوانات وإعادة تأهيل الأشجار المحلية.
تعد حماية البيئة والمجتمعات المحلية المحيطة بشبكة السكك الحديدية الوطنية من الأولويات الرئيسية التي تحرص شركة الاتحاد للقطارات على تحقيقها من خلال تنفيذ مشروعها الوطني، مع الالتزام بتطبيق أفضل المعايير والممارسات العالمية في مجال الاستدامة. إذ تحرص الشركة من خلال عمليات نقل البضائع التي تقدر سنوياً بملايين الأطنان على الحفاظ على التنوع الحيوي في الدولة وتسعى بشكل مستمر على تطبيق مبادئ حسن الجوار، مع ضمان تحقيق تطور مستدام لقطاع النقل، والنظام البيئي في الدولة.

*نائب مدير المشروع في الاتحاد للقطارات

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©