الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

لماذا يحتاج العالم إلى المزيد من النساء ضمن قوات حفظ السلام؟

لماذا يحتاج العالم إلى المزيد من النساء ضمن قوات حفظ السلام؟
29 مايو 2022 02:30

د. موزة الشحي

تحتفي هيئة الأمم المتحدة ومعها دول العالم سنوياً باليوم الدولي لحفظة السلام، والذي يوافق 29 مايو، وهو تاريخ تأسيس أول بعثة حفظ سلام أممية في 29 مايو 1948. ويعتبر هذا اليوم مناسبة لتكريم جهود حفظة السلام التابعين للأمم المتحدة ممن يقومون بجهود حثيثة لبناء وصون السلام في أكثر المناطق خطورة حول العالم.
 ومنذ تأسيس القوات الأممية، خدم قرابة مليون شخص كحفظة سلام، ضمن 72 عملية دشنتها الأمم المتحدة، وقد فقد ما يقرب من 4200 منهم حياتهم أثناء تأدية عملهم، ومن ثم فإن اليوم الدولي لحفظة السلام هو مناسبة مهمة لتسليط الضوء على جهودهم الكبيرة في حماية المجتمعات والفئات الأكثر ضعفاً حول العالم، وتوفير الدعم للدول التي تمر بمرحلة انتقالية من النزاع إلى السلم والتنمية.
واستعانت الأمم المتحدة بالنساء ضمن بعثات حفظ السلام للعب دور محوري في عملياتها كونهن أكثر قدرة على التواصل مع المجتمعات المحلية، والمساهمة في حماية المدنيين، والنساء الأكثر عرضة للعنف في مناطق النزاعات، ففي عام 1993، شكلت النساء 1% فقط من بعثات حفظ السلام، وزادت أعداد النساء المشاركات ضمن قوات حفظة السلام بشكل تدريجي، فمنذ عام 2018 حتى 2021، ارتفع عدد ضابطات الأركان والمراقبات العسكريات من 12.3% إلى 17.8%، وزاد عدد ضابطات الشرطة الأفراد من 22.3% إلى 30.4%، كما ارتفع عدد النساء في وحدات الشرطة المشكلة من 9% إلى 14.8.. وقد وضعت الأمم المتحدة أهدافاً طموحة لمشاركة النساء في قوات حفظ السلام الأممية تتمثل في زيادة نسبتهن في الوحدات ذات المهام العسكرية إلى حوالي 15%، والقوات ذات المهام الشرطية إلى 20% بحلول عام 2028. 
واستطاع «حفظة السلام من النساء» إثبات أنفسهن وقمن بأداء نفس الأدوار كزملائهن من الرجال. كما مثّل وجود المرأة ضمن بعثات حفظ السلام سبباً في شعور النساء في مناطق النزاعات بالأمان، لأن النساء في مناطق النزاعات والحروب يواجهن أخطاراً متزايدة بسبب النزوح وانهيار هياكل الحماية لهن، وعدم توافر الدعم، وفضلاً عن زيادة مهامهن المتعلقة برعاية الأبناء وتوفير الطعام والماء ورعاية المرضى، وبالتالي فإن وجود نساء ضمن القوات الأممية يعني المزيد من التفهم لأوضاع النساء في أماكن النزاعات والحروب وتعظيم سبل مساعدتهن.
وبالتالي يعد اليوم الدولي لحفظة السلام فرصة للتأكيد على أهمية إشراك المرأة في عمليات حفظ وبناء السلام لمنع نشوب النزاعات، والتخفيف من آثارها، وتحقيق السلام المستدام، ويؤكد أن وجودها ضمن حفظة السلام هو السبيل للانتقال بها من وضعية الاستضعاف التي تتسبب فيها النزاعات والحروب إلى التمكين والفعالية بأن تشارك في حفظ وبناء السلام.

الناس.. السلام.. التقدم... قوة الشراكات 
وقع الاختيار هذا العام على «الناس. السلام. التقدم. قوة الشراكات»، كموضوع لاحتفالية اليوم الدولي لحفظة السلام، حيث تقع حماية الناس في قلب جهود حفظ السلام، وانطلاقاً من أن نجاح عمليات حفظ السلام حول العالم يحتاج لتهيئة الظروف والبيئات المحيطة، فالشراكات مع مختلف المؤسسات والكيانات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني ووكالات الأمم المتحدة المختلفة من شأنها أن تدعم السلام، وتسهل حماية المدنيين، وتعزز إنفاذ القانون وحقوق الإنسان، وبالتالي تصون حياة الملايين من الناس وتعمل على تقدمهم.
ومع زيادة أعداد المشاركات في بعثات الأمم المتحدة، ارتفع أيضاً مؤشر الأداء العام لعمليات حفظ السلام لما لهن من قدرة أفضل للوصول إلى المجتمعات المحلية، الأمر الذي عزز بدوره حقوق الإنسان وحماية المدنيين. ولم يقتصر دور حفظة السلام على أماكن الحروب والنزاعات، حيث قام حفظة السلام -من الجنسين- بدور ملهم أثناء جائحة «كوفيد- 19»، فقدموا المساعدات للحكومات والمجتمعات المحلية للتصدي للجائحة، وتواجدت حافظات السلام في الصفوف الأمامية خلال هذه الفترة وشكلن مع زملائهن الرجال نسيجاً واحداً في مواجهة الأزمة الصحية العالمية. 

الإمارات: القيادة بالنموذج  
تؤمن دولة الإمارات العربية المتحدة بأنه لا يمكن تحقيق السلام أو الاستقرار الدائم إذا تم منع نصف سكان العالم من المشاركة الكاملة والمتساوية في كافة الشؤون الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وفي هذا السياق، جاء إطلاق مبادرة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للمرأة والسلام والأمن، ليؤكد على الدور الفعّال لدولة الإمارات وليتوج جهودها الرسمية الكثيفة لدعم مشاركة المرأة في مختلف المجالات ومنها السلام والأمن، وليتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 1325 (2000)، الذي رسخ أجندة المرأة والسلام والأمن. 
كما جاء إطلاق مبادرة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لتمكين المرأة والسلام والأمن، بالتعاون بين وزارة الدفاع في دولة الإمارات العربية المتحدة والاتحاد النسائي العام وبدعم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة، لبناء قدرات المرأة وزيادة مشاركتها في العمليات العسكرية وعمليات حفظ السلام، التزاماً من دولة الإمارات بتعزيز أجندة المرأة والسلام والأمن. وأصبح تمكين المرأة في السلام والأمن، بما في ذلك منع نشوب النزاعات وتسويتها وحفظ السلام وبناء السلام، أحد أولويات السياسة الخارجية الإماراتية.
وسعت المبادرة من لحظة إطلاقها لخلق بيئة تمكينية للمرأة، وزيادة الوعي العام حول النوع الاجتماعي وحفظ السلام، وكذلك تعزيز دور متخذي القرار في المنطقة العربية والمجتمع الدولي لبناء قدراتهم في مجال دعم مشاركة المرأة في عمليات وأنشطة بناء السلام. وفي ظل المبادرة، تم توفير التدريب وبناء القدرات للنساء في قطاع الأمن، حتى وصل عدد المتخرجات في التدريب إلى 357 سيدة، من دول عربية وأفريقية وآسيوية، ممن تدربن في إطار المبادرة. 
وتوالت الإشادات الدولية بالتدريب وبالمبادرة، لتتصدر الإمارات بذلك الجهود الدولية لإدماج منظور النوع الاجتماعي في أنشطة حفظ السلام. وختاماً، في اليوم الدولي لحفظة السلام، نثني على شجاعة كل حفظة السلام، ونشد على أيدي حافظات السلام ممن أظهرن الشجاعة والبأس في عالم تجتاحه الصراعات، فهن قدوة للملايين من النساء في كل مكان. كما نتذكر في هذا اليوم بإجلال من فقدوا حياتهم أثناء سعيهم ليكون العالم مكاناً أفضل ينعم فيه الجميع بالأمن والسلام.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©