عدد اليوم
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
استشراف المستقبل نهج ثابت في دولة الإمارات، فمن يمتلك هذه المقومات يتسم بالإيجابية والتصميم ويتميز برؤية متقدمة تسبق وقتها، وهذا بالفعل ما ينعكس على الحركة الاستثمارية في الدولة، من خلال عناصر ومقومات إنجاح ودعم مشاريع الشباب، وفق توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» بدعم الأفكار الإبداعية، حيث تعمل المؤسسات المعنية على تقديم الدعم المعنوي والتدريب والتحفيز، مما جعل الإمارات أرض الأحلام بالنسبة لكثير من شباب العالم، لتنفيذ الكثير من المشروعات، والتي ستكون ذات أثر إيجابي وعميق وجوهري على الحياة الاقتصادية بشكل خاص، والحياة العامة بشكل عام.
أكدت صغيرة المنصوري اختصاصي مسؤولة خدمة التخطيط المالي السليم في مؤسسة التنمية الأسرية أن المؤسسة تقدم العديد من الدورات والورش لمساعدة الأفراد خاصة الشباب على تنفيذ مشاريعهم على يد خبراء ضمن تدريب مستمر ومتنوع، من منطلق أن الاستثمار يساعد الأفراد على تحقيق دخل إضافي بجانب الدخل الشهري، موضحة أن الاستثمار الناجح الذي يشتهر به شبابنا يحتاج إلى عدة عوامل، منها تحديد الهدف من الاستثمار، بالإضافة إلى الخطوات اللازمة لتحقيق ذلك، وأضافت: المفهوم المالي للاستثمار استخدام الأموال المتاحة، ووضع خطة توقعات مستقبلية لتحقيق عائد يتناسب مع المبلغ المستثمر ونسبة المخاطرة والفترة الزمنية المرغوبة.
برامج
وأوضحت المنصوري أن فكرة الاستثمار تغيرت عما كانت عليه في السابق بدول العالم، وأصبح بالإمكان طرح وتنفيذ أفكار سهلة وبسيطة، ولكن ذات مردود عال، مضيفة:«الاستثمار الكبير بإمكانه أن يبدأ بمشاريع متناهية الصغر، مثل التسويق عبر الإنترنت وبيع منتجات الأسر المنتجة وبيع وبرمجة مواقع إلكترونية جاهزة، برمجة مواقع إلكترونية، إدارة حسابات التواصل، بيع الخضار والفواكه، التصوير، التصميم، كتابة محتوى، إنشاء محتوى» وهو ما يجيده شباب الإمارات وشهدت الحياة الكثير من النجاحات المتعلقة بهذا المجال.
بالرغم من اختلاف أنواع ومستويات الاستثمار من حيث العوائد المتوقعة، إلا أن هناك أهدافا يجتمع عليها الخبراء، وتتمثل في الإجابة عن بعض الأسئلة ومنها: أهداف الاستثمار الرئيسية والتي تتمثل في ضرورة، استمرارية الحصول على دخل إضافي بحيث يبحث المستثمر في المقام الأول عن استثمار يمنحه دخلاً إضافياً وبشكل دوري، تحقيق العائد المطلوب، وذلك بتحقيق المستثمر لعائد ملائم مهما اختلفت اختياراته، وهو ما يتحقق على أرض الواقع في دولة الإمارات مما يدل على أن الخطط الاستثمارية تسير في الاتجاه الصحيح، بالإضافة إلى ملاحظة زيادة قيمة الأصول والمحافظة عليها بحيث أنه كلما كان المشروع أو النشاط الاستثماري يساهم في زيادة الأصول المملوكة لدى المستثمر كلما كان الاختيار جيداً، بجانب ضمان السيولة اللازمة على اعتبار أن النشاط الاستثماري بحاجة دائمة إلى سيولة جاهزة لمواجهة أية التزامات مالية، وذلك وفق منهجية تضمن نجاح الشباب في تكوين استثمارات تشكل أساس حياتهم وتزيد اعتمادهم على أنفسهم، وهو ما تركز عليه دولة الإمارات في التعامل مع ملف الشباب.
مستويات
وأكدت المنصوري أن الاستثمار يستند إلى عدة مستويات رئيسية، تتنوع من خلال المشروعات الاقتصادية وهي من أكثر أنواع الأدوات الاستثمارية المادية انتشاراً، وتشهد تنوعاً في نشاطاتها التجارية والخدمية والزراعية والصناعية وتسعى إلى إنتاج الخدمات والسلع التي تشكل حاجات الأفراد، ومنها الاستثمار العقاري والعمل مع الشركات العقارية واستثمار جزء من عوائد العمولات في هذه الشركات، والاستثمار والابتكار في مجال الزراعة، والعمل بزراعة الأراضي الزراعية وإنشاء المحميات للإنتاج الزراعي من الخضار والفواكه واستقطاب الجديدة التي تتناسب زراعتها مع الأرض، الاستثمار في مجالي المياه والمرافق الصحية، وكذلك الاستثمار في محطات تحلية المياه المنزلية الصغيرة والأدوات الصحية للمياه المنزلية والزراعة، بالإضافة إلى الاستثمار في المجال السياحي، من خلال استغلال الأراضي الزراعية، والأراضي القابلة للاستثمار السياحي وتأسيس المنتجعات، الاستثمار في المجال الصناعي وإنشاء خطوط إنتاج في المعامل الصناعية الصغيرة.
وظائف المستقبل
وتعمل مؤسسة التنمية الأسرية على تقديم العديد من الخدمات لتمكين الشباب من أدوات الاستثمار، ضمن عدة برامج وورش وخدمات، ومنها خدمة التميز في ريادة الأعمال، حيث تمكن الأفراد من تقييم مشاريعهم والانطلاق نحو التطوير، وامتلاك مهارات ريادة الأعمال، واستراتيجيات وفنيات إدارة المشروعات والإبداع في التسويق الذي يعد سر النجاح، وفي هذا الإطار قال الدكتور عامر عاشور خبير ومستشار مالي، إن مفهوم استشراف المستقبل في الاستثمار أن نكون سباقين لقراءة المستقبل، حيث نتنبأ ونستفيد من الأفكار المطروحة، ونطرح الأفكار الجديدة، التي ترفع نسبة نجاح المشاريع والاستثمار، وهو نهج متبع في دولة الإمارات.. حيث يعرف شبابها أهمية البدء بالفكرة الإبداعية قبل أن يفكر فيها الآخرون، ويجيدون العمل على دراسة المشروع، موضحاً أن ما يميز الاستثمار ويمثل عامل نجاح هو أن ابن الإمارات يبدأ من أين انتهى الآخرون، ويركز على الابتكار والتطوير من خلال مشاريع شبابية تلبي طموح هذا الجيل.
أسباب النجاح
وأشار إلى أن الإمارات سبقت العالم من خلال طرح الأفكار الاستباقية، مما جعلها قبلة للمستثمرين ورواد الأعمال الكبار والصغار، وأضاف:«من أسباب نجاح المشروع أن نصل إلى أكبر عدد من الناس باستثمار وسائل التكنولوجيا، وذلك من خلال جميع مقومات النجاح المتوفرة في الإمارات وما على الشباب إلا استغلال هذه الفرص.
وأضاف عاشور:«أصبحت الإمارات حلماً لأي مستثمر، حيث وفرت مختلف الأدوات، كما تتميز بسهولة استخراج الرخص التجارية، انخفاض الكلفة التشغيلية، سرعة الوصول إلى العملاء، وهذه كلها مقومات الدولة كاستراتيجية ناجحة، كما تعمل الدولة على استقطاب المبرمجين وهذا كله يسير في اتجاه رقمنة الخدمات، مما يجعلها سهلة ويسيرة، إلى جانب الجانب التشريعي الذي يحمي الملكية الفكرية، مما يدعم المبدعين، وذلك يندرج ضمن تسهيل عملية الاستثمار وطرح أفكار إبداعية تغدي المجتمع وتسهم في تحقيق التنمية.
دعم كبير
يحظى الشباب بدعم لا محدود من خلال الخدمات التي تقدمها المؤسسات ومن تدريب في ظل رؤية القيادة الرشيدة مما ينعكس إيجاباً على المجتمع ورفده بمشاريع وأفكار إبداعية، ومن هؤلاء حميد الجحوشي صاحب مشروع استزراع الأسماك «فيش فارم» الذي قال: البيئية الإماراتية محفزة مؤكدا أن الشباب يتلقون الدعم المعنوي من الجهات المختصة، مثلا في الزراعة تتوفر الإرشادات على يد خبراء، بينما هناك من يحظى أيضا بالدعم المادي عبر المؤسسات المختصة بذلك، كما تمثل المعارض المحلية والدولية فرصة كبيرة بالنسبة لنا لإبراز والترويج لمشاريعنا، أما المعارض الدولية فهي تشكل رافعة قوية لنا، حيث نستفيد ونتبادل الخبرات ونتقاسم التجارب، مشيراً إلى أن مزرعته في العين تنتج أكثر من 2 طن من سمك البلطي شهرياً، مما يؤكد الاهتمام بأن تتحول الصحراء إلى واحة خضراء توفر أجود أنواع الخضراوات والمحاصيل، بالإضافة إلى مشاريع أخرى مثل إنتاج الأسماك.
لم تقف الأمور عند هذا الحد، فقد استطاع الجحوشي أن ينتج أسماكا عالية الجودة معتمدا على أغذية عضوية توافق المعايير العالمية، كما استحدث نظام تسميد يستغل مياه الأحواض في تغذية النخيل في الحقول المكشوفة تمكن به من تحقيق نتائج باهرة في الزراعة العضوية نوعاً وحجماً، من الخضراوات والتمور على الأخص، عبر تجربة ربط فيها بين الاستزراع السمكي تحديداً في أسماك البلطي، والحقل المفتوح، بحيث تنتقل مياه أحواض السمك إلى الحقل مباشرة لري النخيل أو تحلية المياه، قبل دخولها أحواض السمك، ومن ثم استخدامها مرة أخرى في زراعة أنواع مختلفة من الخضراوات.
تشجيع
بدورها قالت الدكتورة مريم كتيت صاحبة مجموعة «قيثارة»: جملة «لا تشلّون هم» التي قالها صاحب السمو الشيخ محمد زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» جعلتنا نعمل من أجل الوطن ونحن نشعر أننا في أمان، فكانت الرغبة في أن نُوجد حلولا للنساء في العالم العربي وجميع أنحاء العالم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، نذكرهن بقدراتهن عبر تقديم العديد من الدورات وسلسلة حوارات لربط التواصل مع مختلف نساء العالم لنرفع ونشد همة بعضنا البعض، ومن هنا انطلق مشروع «قيثارة» ودعمنا مشاريع الصغيرة في مختلف أنحاء العالم، و«قيثارة» هي مجموعة نسائية تتكون من عدة سيدات تترجم 3 أهداف رئيسية: الشراكات، الازدهار والترويج، وتعتمد على الطاقة ونشر الإيجابية تقدم لأصحاب الأعمال من النساء وهي منصة على الإنترنت لتسويق وبيع منتجاتهن وتربطهن بالأحداث والفرص وتساعدهن على تحويل أعمالهن رقميا، وهو ما يزيد من الفرص لشراكات بين النساء والشركات والأسواق الأخرى والمعارض.
وقالت إن «قيثارة» تعمل على إحداث التغيير في المجتمع وترك الأثر، وذلك بجمع نساء من مختلف الجنسيات والمجتمعات والبلدان داخل الدولة وخارجها، حيث تؤمن أن القوة والإيجابية في العمل في مجموعات، وأن نقاط القوة تكمن في جمع ثقافات مختلفة وأعمال متعددة وإعطائهم الفرصة لإحداث مزيد من التأثير، مشيرة إلى أن «قيثارة» منصة آمنة للنساء للحصول على الخبرات والمعرفة ضمن أجواء اجتماعية وإنسانية.
