الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خليفة.. خلود المنجز وتمكين الثقافة

هدى إبراهيم الخميس
20 مايو 2022 01:26

هدى إبراهيم الخميس
سيحفظ التاريخ السيرة الخالدة العطرة لقائد التمكين الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي ظلّ على الدوام على نهج الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في الانفتاح والتسامح والحوار، والذي رحل عن عالمنا بالأمس القريب، تاركاً للإنسانية إرثاً كبيراً في الحكم والقيادة الرشيدة في كافة القطاعات والمجالات، ومن بينها قطاع الثقافة والفنون الذي لا يزال يحصد ثمار رؤيته وفكره يوماً بعد يوم، محلياً وإقليمياً وعالمياً، وأحدثها تصنيف إمارة أبوظبي «مدينة الموسيقى» لتكون في مقدمة عواصم العالم المبدعة، وأحد أبرز مراكز الإبداع الإقليمية الرائدة، والوجهات الجاذبة لمبدعي المنطقة والعالم، وقد كان لنا شرف الإسهام في هذا المنجز العالمي والتقدير الأممي من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) التي منحت مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، مكانة الجهة ذات العلاقات الرسمية.
على مدار أكثر من خمسة عقود وبفضل الرؤية والاستراتيجيات المستدامة التي وضعها القائد الحكيم المؤمن بالثقافة الشيخ «خليفة»، رحمه الله، شهدت الثقافة والفنون في دولة الإمارات العربية المتحدة قفزات نوعية متجاوزة محيطها المحلي نحو العالمية، عبر العديد من المشروعات والمبادرات الثقافية الكبرى، وقيام المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات في أبوظبي التي تضم أكبر تجمّع للمؤسسات الثقافية الرائدة في العالم، كمتحف اللوفر أبوظبي، ومتحف زايد الوطني، ومتحف غوغنهايم، إلى جانب تخصيص العديد من الجوائز التي تدعم الفكر والثقافة والأدب والتي أسهمت بقوة في تشكيل المشهد الثقافي في المنطقة، كجائزة الإمارات التقديرية للعلوم والفنون والآداب، والتي خصصت للمبدعين من أبناء الإمارات، وجائزة الشيخ زايد للكتاب التي تعدّ من أهم الجوائز التقديرية العالمية.
وفي ظل عهده وتحت رايته، تطورت مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون لتلعب دوراً رائداً في قيادة تعزيز الحراك الثقافي بالكلمة والموسيقى والفنون، وشاركت في مسيرة النهضة التنموية الثقافية المستدامة عبر تأسيس العديد من المبادرات والجوائز الثقافية بالشراكة مع كبريات المؤسسات الثقافية المحلية والعالمية والمهرجانات الدولية، لتسهم في تمكين الصناعات الثقافية وتحفيز الحراك الإبداعي، كما أسّسنا في عهده، رحمه الله، مهرجان أبوظبي الذي يحمل رسالة ورؤية القيادة الرشيدة لترسيخ مكانة دولة الإمارات وتميزها إقليمياً وعالمياً منارة للتسامح وحوار الثقافات، حيث يمثل المهرجان اليوم ركيزة مهمة وحلقة وصل بين الثقافات، ونافذة تنير دروب الإنسانية بدبلوماسية ثقافية خلاقة.
بالأمس ودّعنا، وودّع العالم معنا، الشيخ خليفة، رحمه الله، مؤمنين أنّ أثره الطيب خالدٌ في الذاكرة، وأن إرثه العظيم محفوظٌ في سجل التاريخ والحضارة الإنسانية بكافة مكوناتها، مدرسةً للأجيال تغرسُ فيهم قيم العطاء والنبل والتواضع، وتحفّز فيهم الطاقات والقدرات.
واليوم يحمل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لواء النهضة وأمانة استئناف الحضارة، رئيساً للدولة، معلماً وملهماً، وقائداً مجدِّداً، تنعقد عليه آمال الإنسانية، وتتحقق على يديه أحلام الأمة، في ريادة المستقبل الذي يحفل بالابتكار والإبداع، بالثقافة والسلام، والخير والأمان، ورفعة الإنسانية، داعين المولى عز وجل أن يوفق سموه وأن يسدّد خطاه نحو مزيد من الإنجازات والنجاحات، معاهدين إياه على أن نعمل بطموحٍ لا حدود له، نوثّقُ العمل بالأخلاق والإخلاص، بالمعرفة والإيمان، وبالفكر المتنور المعتدل.

مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون والمدير الفني لمهرجان أبوظبي

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©