الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد بن زايد صاحب المبادرات الاستباقية والإنسانية في مواجهة «كورونا»

محمد بن زايد صاحب المبادرات الاستباقية والإنسانية في مواجهة «كورونا»
17 مايو 2022 03:13

آمنة الكتبي (دبي) 

وصلت دولة الإمارات إلى تقدم وتطور في القطاع الصحي نتيجة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ورؤى استشرافية متكاملة من القيادة الحكيمة التي أولت القطاع رعاية خاصة ووضعت له خريطة طريق مستقبلية لتطوير منظومة صحية رائدة من خلال رسم مسار يعتمد على إيجاد الحلول المبتكرة للتحديات وتعزيز قدرات هذا القطاع الحيوي والجاهزية المستقبلية.
وحرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على تطوير القطاع الصحي، وتعزيز خدماته، والارتقاء به حتى يصل إلى المستويات المرجوة من الجودة والتميز إقليمياً وعالمياً، كما حرص سموه على تطوير الكوادر الطبية، لكونها رأس المال الحقيقي لهذا القطاع وغيره من القطاعات الحيوية، من خلال تطوير مهاراتها ومعارفها وإكسابها المزيد من الخبرات والتدريب المتواصل في أرقى المراكز الطبية العالمية، وبما ينسجم ورؤية التنمية الشاملة للدولة التي تعتمد على الإنسان بصفته محركاً رئيساً لهذه التنمية.
 وحققت دولة الإمارات، خلال مواجهة جائحة فيروس «كوفيد- 19»، نجاحات كبيرة أشاد بها العالم بفضل التوجيهات الحكيمة والمبادرات الاستباقية العالمية والإنسانية من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والتي عززت من موقع الإمارات عالمياً في مواجهة الأزمات، وكانت صمام الأمان للمجتمع وكل من يعيش على أرض دولة الإمارات وبمثابة شعاع نور وطمأنينة في نفوس الجميع لتجاوز الأزمة التي أرعبت العالم أجمع والتصدي لها.
وقدم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، منذ بداية جائحة «كورونا» مطلع عام 2020، نموذجاً فريداً ملهماً للعالم أجمع في نصرته قضايا الإنسانية ومد يد العون للجميع دون تمييز على أساس عرق أو لون أو دين أو موقف سياسي، وتصدر سموه قادة العالم الذين تفاعلوا على المستوى الدولي من خلال استعدادات الإمارات في التضامن مع العالم، لمواجهة تداعيات جائحة «كورونا»، لتنطلق من أرض الإمارات فكرة مساعدة دول العالم ومساندتها في تجاوز هذه الأزمة العالمية.

تمويل الأفكار الابتكارية
وفي نوفمبر 2015، أطلقت الإمارات صندوقاً للابتكار بقيمة ملياري درهم يهدف لتمويل الأفكار الابتكارية في القطاعات كافة، حيث تقوم وزارة المالية بإدارة هذا الصندوق والإشراف عليه بالتعاون مع مختلف المؤسسات والجهات المالية والتمويلية في الدولة، من خلال برنامج شامل يعمل على توفير الحلول التمويلية للمبتكرين في الإمارات ضمن القطاعات السبعة الرئيسية للاستراتيجية الوطنية للابتكار بشكل خاص والصحة والطاقة المتجددة والنقل والتكنولوجيا والمياه والفضاء.
وضمن توجيهات القيادة الرشيدة وضعت وزارة الصحة ووقاية المجتمع خطة شاملة لدمج الذكاء الاصطناعي بنسبة 100% في الخدمات الطبية، تنفيذاً لاستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات بمعدل 100% بحلول عام 2021، بما ينسجم ومئوية الإمارات 2071 وإحداث تحول في مجال الرعاية الصحية المقدمة للمرضى.

الذكاء الاصطناعي
وسعت الوزارة، إلى استخدام الذكاء الاصطناعي، في أكثر من 100 مرفق طبي تابع لها موزعة على 6 إمارات، ابتداء من دبي ووصولاً إلى الفجيرة، من بينها 17 مستشفى و69 مركز رعاية أولية، بالإضافة إلى 9 مراكز للطب الوقائي، فضلاً عن 16 مركزاً متخصصاً، مثل مراكز الأسنان والثلاسيميا وغيرهما.
وكما تتصدر الإمارات، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، إقليم الشرق الأوسط، في العديد من المؤشرات والمعايير المتعلقة بالتعامل مع مخاطر الصحة العامة، وفي عام 2019 وحققت الدولة المرتبة الأولى في 7 مؤشرات عالمية في مجال الصحة مثل مؤشر قلة معدل انتشار فيروس نقص المناعة البشرية الصادر ضمن تقرير تنافسية السياحة والسفر، ومؤشر وجود برامج وطنية للكشف المبكر، ومؤشر قلة المشاكل الصحية، ومؤشر مدى تغطية الرعاية الصحية، ومؤشر معدل نقص التغذية، ومؤشر قلة الإصابة بالملاريا لكل 100 ألف نسمة، ومؤشر معدل انتشار التقزم عند الأطفال دون سن الخامسة، والصادرة ضمن تقرير الازدهار العالمي 2019. وبناء على توجيهات رئيس الدولة، أطلقت الجهات الصحية في الإمارات العديد من البرامج والمبادرات للتصدي لتفشي وباء «كورونا»، وتبذل الكوادر العاملة في مجال الرعاية الصحية جهوداً كبيرة، وتقف في خط الدفاع الأول عن صحة وسلامة كل مواطن ومقيم في الدولة، ويحظى جنود الإنسانية بتقدير الإمارات قيادة وشعباً، حيث تتكاتف جهود الجميع لدعم جهود الدولة للخروج من الأزمة والانتصار عليها.
وحظيت الإمارات بإشادة عالمية، لنجاحها في التصدي للوباء، حيث أشادت منظمة الصحة العالمية بجهود الدولة الخاصة بإجراءات التقصي الوبائي النشط لفيروس كورونا المستجد، وسرعة الاستجابة والتعاطي مع منظمة الصحة العالمية، مثمنة ما تقوم به الإمارات من جهود في التصدي لفيروس كورونا المستجد، مشيرة إلى أن النظام الصحي في دولة الإمارات يتسم بالقوة والقدرة على الاستجابة وتقديم الرعاية الداعمة.

المدينة الإنسانية في أبوظبي
وجهزت المدينة الإنسانية في أبوظبي بكافة التجهيزات والمستلزمات الضرورية لإجراء الفحوص الطبية اللازمة لرعاية الدول الذين تم إجلاؤهم، للتأكد من سلامتهم ووضعهم تحت الحجر الصحي لمدة لا تقل عن 14 يوماً، حيث ستوفر لهم منظومة رعاية صحية متكاملة طوال فترة الحجر، وبما يتوافق مع معايير منظمة الصحة العالمية إلى حين التأكد التام من سلامتهم.
وفي لحظات تاريخية يعيشها العالم من الخوف والهلع لانتشار وباء «كوفيد - 19» وتأثيره على الغذاء والدواء كانت رسالة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، للمواطنين والمقيمين على أرض دولة الإمارات في 16 مارس 2020 أن «دولة الإمارات قادرة على تأمين الدواء والغذاء إلى ما لا نهاية.. ولا تشلون هم» رسالة الطمأنينة والسكينة من قائد حكيم لكل من يعيش على أرض الدولة في الوقت الذي كانت فيه أزمة جائحة «كورونا» تسدل ستار الحياة في معظم دول العالم.
وقال سموه: أريد أن أطمئن كل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة أن الإمارات - بعون الله - قادرة على تأمين الدواء والغذاء إلى ما لا نهاية.. فالدواء والغذاء خط أحمر.. وبفضل الله تعالى الدولة آمنة ومستقرة.. وجاهزيتنا مستدامة لمواجهة التحديات كافة.
ووجه رئيس الدولة من أجل توظيف أحدث التقنيات والابتكارات في مواجهة الوباء وإدارة الأزمة، وتعقيم المدن، وتطوير خدمة الصيدلية المتنقلة «دوائي» التي تقوم بتوصيل الأدوية إلى المنازل، لتجنيب أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن، وفي وقت ركزت فيه الجهود على تخفيف الضغط على المرافق الطبية، من خلال استخدام الروبوتات في تطبيق برنامج التعقيم الوطني.

الاستثمار بالقطاع الصحي
ويُعد القطاع الصحي، أكثر القطاعات نمواً في الإمارات، حيث يتوقع أن تصل نسبة النمو في الاستثمار بالقطاع الصحي إلى أكثر من 300% خلال السنوات العشر المقبلة، وتشير الدراسات إلى أن حجم سوق الرعاية الصحية في الإمارات يتوقع أن يصل إلى 71.56 مليار درهم منها قرابة 44.4 مليار درهم على الرعاية من قبل العيادات الخارجية للمستشفيات والمرافق الصحية بالدولة، ونحو 27.5 مليار درهم للأقسام الداخلية التنويم بالمستشفيات بمختلف أنواعها وأحجامها.
وبفضل الثقة الدولية المتنامية بقطاعها الصحي أصبحت دولة الإمارات ضمن أفضل الوجهات العالمية للسياحة العلاجية في العالم، حيث سجلت مبيعات السياحة العلاجية في الإمارات 12.1 مليار درهم في 2018 بنسبة نمو قدرها 5.5% مقارنة بعام 2017، وذلك وفقاً لتحليل أجرته غرفة صناعة وتجارة دبي في وقت سابق والذي توقع استمرار نمو مبيعات السياحة العلاجية في الإمارات إلى 19.5 مليار درهم بحلول عام 2023، أي بمعدل نمو سنوي تراكمي قدره 10.7% للسنوات الخمس المقبلة.
وتوجهت الإمارات، خلال السنوات القليلة الماضية، نحو الذكاء الاصطناعي والخدمات الطبية الرقمية، وجعلتها حجر الزاوية في أي تطوير وتحديث تجريه في أي مرفق طبي أو خدمة من خدماتها.

تعزيز صحة المجتمع
في وقفة مع مؤشرات الأجندة الوطنية للدولة 2021، نجد توافقها مع الهدف 3 للأجندة العالمية 2030، باعتبار أن الصحة واحدة من الأولويات الوطنية الست لرؤية الإمارات، وتركز المؤسسات الصحية على مستوى الدولة على تعزيز صحة المجتمع من خلال توفير خدمات الرعاية الصحية المبتكرة والعادلة وفقاً للمعايير الدولية، إذ من أبرز السياسات والمبادرات التي تم الإعلان عنها في إصدار لائحة تنظيمية جديدة بشأن قانون التسويق لبديل حليب الأم الطبيعي لتعزيز الرضاعة الطبيعية (2018)، للمساهمة بفاعلية في حماية الرضاعة الطبيعية وتعزيزها ودعمها، من خلال تنسيق نشاطات التسويق والترويج للوازم والمنتجات المتعلقة بتغذية الرضع والأطفال الصغار، وتوفير المعلومات الملائمة بهذا المجال لحماية صحتهم.
وركزت المبادرات على نشر الوعي عن السياسة الوطنية للنهوض بالصحة النفسية المعتمدة في الدولة، وفرض ضريبة انتقائية على منتجات التبغ بنسبة 100% ومشروبات الطاقة بنسبة 100% والمشروبات الغازية بنسبة 50%، وإطلاق المرحلة الثالثة من حملة «اهتم.. صحتك أهم»، وهي حملة إعلامية توعوية تهدف إلى رفع مستوى الوعي لدى أفراد المجتمع.
وحرصت دولة الإمارات على تطوير أنظمتها الوقائية للحفاظ على صحة الفرد والمجتمع، وتوفر خدمات صحية شاملة ومميزة في بيئة صحية مستدامة، وتشمل مبادراتها في هذا المجال، من خلال الحملات المجانية للفحص المبكر عن سرطان الثدي، والتطبيق الذكي «اطمئنان» للوقاية من الأمراض غير السارية، والتطبيق الذكي «أطفال الصحة» و«أبطال الصحة» الذي يهدف إلى تنمية مهارات الأطفال، وتزويدهم بالمعلومات التي تعزز وعيهم بأهمية تبني أنماط حياة صحية، فضلاً عن برنامج التشخيص المبكر للسكري.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©