الجمعة 17 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خليفة.. قائد رحلة نجاح السياسة الخارجية للإمارات

خليفة.. قائد رحلة نجاح السياسة الخارجية للإمارات
14 مايو 2022 04:24

شروق عوض (دبي) 

باتت العلاقات المتوازنة مفتاح السر في نجاح السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهي التي بناها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، ولخصها في مقولته الخالدة: «إننا نسعى إلى السلام ونحترم حق الجوار، ونرعى الصديق»، وسار عليها المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رحمه الله، حيث حرص على انتهاج سياسة خارجية نشطة، تدعم مركز دولة الإمارات كعضو بارز وفعال على المستويين الإقليمي والعالمي.
لقد أظهر المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، التزامه بتعزيز العلاقات الدولية، وخير دليل على ذلك تصريحاته السابقة والتي قال فيها: «إن المكانة المرموقة والاحترام الكبير الذي تحظى به دولة الإمارات على الصعيد الخارجي هو ثمرة المبادئ الثابتة لسياستنا الخارجية التي وضع نهجها ومرتكزاتها القائد الوالد الشيخ زايد، والتي تقوم على التزام الدولة بانتمائها الخليجي والعربي والإسلامي، وحرصها على تعزيز وتوسيع دائرة صداقتها، ومراعاة حسن الجوار واحترامها سيادة الدول ووحدة أراضيها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واللجوء إلى حل النزاعات بالطرق السلمية، والالتزام بميثاق الأمم المتحدة والقوانين والمواثيق الدولية».
حرص المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه»، على تعزيز العلاقات الدولية من خلال استقبال قادة من دول آسيا، وأوروبا، والدول العربية، كما قام بزيارات إلى دول آسيا الوسطى، لتوطيد علاقاته معها بعد تفكك الاتحاد السوفييتي.
ولقد حققت الدبلوماسية الإماراتية خلال عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، انفتاحاً واسعاً على العالم الخارجي، أثمر عن إقامة شراكات استراتيجية في كافة المجالات مع العديد من الدول في مختلف قارات العالم، بما عزز المكانة المرموقة للدولة في المجتمع الدولي، كما حرصت في كل خطواتها على الالتزام بميثاق الأمم المتحدة، واحترام المواثيق والقوانين الدولية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، واعتماد نهج الاعتدال في حل النزاعات الدولية بالحوار والطرق السلمية، وإقامة علاقات مع جميع دول العالم على أساس الاحترام المتبادل.
وتبنت دولة الإمارات في ظل قيادة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان طيب الله ثراه، رؤية ذات محددات وركائز واضحة لإدارة العلاقات مع العالم الخارجي، وعمل الجهاز الدبلوماسي للدولة على التحرك انطلاقاً من هذه الرؤية، ووفق الأسس التي تقوم عليها، والثوابت التي تنطلق منها، وتأكيداً لرؤية الإمارات في ظل قيادة المغفور له، والمتمثلة بأن انفتاح الدول والمجتمعات على بعضها بعضاً من شأنه يعمق أواصر الصداقة والتقارب، ويكرس الصور الإيجابية المتبادلة فيما بينها، على نحو يدعم أجواء السلام والتفاهم والحوار، فإن دولة الإمارات تعمل على مد جسور التواصل والانفتاح مع مختلف دول العالم، وترجمة ذلك إلى أفعال وسياسات على المستويين الداخلي والخارجي، حيث ترتبط الدولة حالياً بعلاقات دبلوماسية مع 189 دولة حول العالم، وتوجد على أراضيها 110 سفارات أجنبية، و75 قنصلية عامة، فضلاً عن مقرات لـ 15 منظمة إقليمية ودولية، ويصل عدد سفاراتها في الخارج إلى ما يقارب 70 سفارة، و11 قنصلية، بالإضافة إلى ثلاث بعثات دائمة.
ويسجل التاريخ عدداً من مبادرات السلام التاريخية التي تبنتها الإمارات في ظل قيادة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وأسهمت من خلالها في نشر ثقافة التسامح والسلام في العالم، ونجحت في نزع فتيل عددٍ من الأزمات والنزاعات، والتخفيف من حدتها، ويأتي على رأسها نزع فتيل أطول نزاع في قارة أفريقيا بين إثيوبيا وإريتريا، فضلاً عن توقيع اتفاق سلام تاريخي مع إسرائيل. كما لعبت الإمارات دوراً محورياً في تحقيق التوافق بين الحكومة الانتقالية في السودان وبعض الحركات المسلحة، إضافة إلى إطلاقها وثيقة «الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك».
ولم يأتِ ارتباط دولة الإمارات بعلاقات دبلوماسية مع تلك الدول من فراغ، وإنما جاء نتيجة حتمية عن تكثيف دبلوماسية الإمارات جهودها وتحركاتها النشطة من أجل العمل على احتواء العديد من حالات التوتر والأزمات والخلافات الناشبة، سواء على صعيد المنطقة أو خارجها، كما سخرت جميع إمكاناتها وقدراتها لرسم سياسة خارجية هادفة للدولة، واضحة وفعالة، تضعها في مصاف الدول المتقدمة على خريطة العالم، وتعكس وبصورة فعالة الصورة الحضارية والمتقدمة، وسعت إلى تعزير دور وزارة الخارجية في تحقيق أهداف الدولة الخارجية على المستويين الإقليمي والدولي.
 وحرصت دولة الإمارات في ظل قيادة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، على نبذ العنف والتطرف، يظهر ذلك جلياً من خلال إعرابها في أكثر من محفل دولي، عن إيمانها بشكل راسخ بأهداف الأمم المتحدة، ومبادئها التي عبر عنها ميثاقها لحماية الأمن والسلم الدوليين والتعايش السلمي بين الدول، من خلال حل المنازعات الدولية بالطرق السلمية، وخلق مناخ ملائم للعلاقات الدولية، يقوم على أساس التسامح ونبذ العنف والاعتراف بالآخر، واحترام حقوق الإنسان والشعوب، واحترام قواعد القانون الدولي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
كما دعت دولة الإمارات في أكثر من محفل دولي أيضاً إلى توحيد الجهود، واتخاذ موقف ثابت وصادق يرفض التطرف والإرهاب بكافة أشكاله كضرورة لا بديل عنها لمواجهة هذه الآفة والقضاء عليها، ووحدة الصف العربي والإسلامي، واتخاذ موقف فاعل وموحد لمحاربة الإرهاب والتصدي لجذوره الفكرية، مؤكدة على خيار واضح لا بديل عنه، وهو عدم التهاون مع أي طرف يقدم يد العون والملاذ للجماعات الإرهابية، والوقوف ضد الإرهاب بكل صوره وأياً كان مرتكبوه وعدم التسامح إطلاقاً مع من ينشر العنف والذعر والدمار بين الأبرياء، وكشف الأفكار المضللة التي تنشرها الجماعات المتطرفة والإرهابية، لا سيما عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتركيز على نهج تعزيز قيم الرحمة والتسامح والتعددية بين الشعوب.
وعلى صعيد المنطقة العربية، فإن دولة الإمارات آمنت بأن المنطقة تحتاج لحلول سياسية شاملة للأزمات التي تعاني منها والابتعاد عن ما يسمى بإدارة الأزمات، مؤكدة تنديدها بأشد العبارات كل الأعمال الإرهابية التي تستهدف الشعوب، وتوقع عشرات الضحايا الأبرياء، والحاجة للتصدي للتدخلات في الشأن العربي، والتركيز على جهود نشر ثقافة الاعتدال، ونبذ العنف ومكافحة التطرف بأشكاله كافة.

السلام والاستقرار
تعمل دولة الإمارات منذ تأسيسها على مساندة كل المساعي والجهود الدبلوماسية الممكنة من أجل احتواء بؤر التوتر والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، حيث تجدد تأكيدها باستمرار على ضرورة حل الخلافات بالطرق السلمية، كما لم يغفل المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، عن وضع محور السياسة الخارجية لدولة الإمارات كواحدة ضمن المبادئ العشرة التي تحدّد توجهات دولة الإمارات للخمسين سنة المقبلة، وترسم مسارها الاقتصادي والسياسي والتنموي، حيث وجه بها، ومؤكداً أن المنهج السياسي لدولة الإمارات قائم على السلم والسلام والحوار.
وتترجم الإمارات السلام والاستقرار دائماً فعلاً وليس قولاً، سواء بالمبادرة، أو العمل الدؤوب، انطلاقاً من رؤية ثاقبة لقيادة ممتدة في تفكيرها، ماضياً، وحاضراً، ومستقبلاً، نحو كل ما يؤمن رفاهية الإنسان، وتحقيقه واقعاً ملموساً، وتستمر الإمارات على نهج سياسة خارجية أرستها رؤية الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وأكملتها قيادة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، في مبادئ الخمسين بالدعوة للسلم والسلام والمفاوضات والحوار لحل كافة الخلافات، وتطوير العلاقات الإقليمية والدولية لترسيخ الاستقرار في العالم.
 إن دولة الإمارات تعمل بجد لبناء جسور التواصل مع جميع الدول، حيث يُعد التركيز على الدبلوماسية والتواصل في قلب السياسة الخارجية للإمارات من خلال بناء جسور بين القوى العظمى، والحوار مع الدول الأخرى لاستكشاف كيفية تعزيز نظام عالمي منفتح ومتعاون، ولهذا يتمثل سر نجاح السياسة الخارجية الإماراتية في وجود إرادة حقيقية لدى القيادة والحكومة والشعب للوصول بالإمارات إلى الصفوف الأمامية في السباق العالمي نحو التقدم والتطور في مختلف المجالات سواء الدبلوماسية أو الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية، فضلاً عن وجود ركائز أساسية وثوابت راسخة تقوم عليها السياسة الخارجية، حيث يتمثل أهم الركائز الأساسية والثوابت الراسخة التي تقوم عليها السياسة الخارجية الإماراتية، في حرصها على إقامة علاقات مميزة مع دول العالم كافة، والعمل على نشر مبادئ السلام إقليمياً ودولياً، عبر إطلاق العديد من مبادرات الوساطة لإنهاء النزاعات والخلافات بين الدول المتنازعة سلمياً، وعلى مائدة المفاوضات، وعبر الحوار الدبلوماسي الجاد والهادئ.
وتحرص السياسة الخارجية الإماراتية على تعميق روابط الإمارات بمحيطها الجغرافي، فضلاً عن دورها الرئيسي والمؤثر في تعميق روابط التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي، ويشيد أيضاً بدور السياسة الخارجية المتنامي على المستوى الدولي، الأمر الذي جعل الإمارات صاحبة واحدة من أهم وأبرز الدول الأعضاء داخل هيئة الأمم المتحدة، وجعلها محل تقدير واحترام من قبل المجتمع الدولي ومؤسساته ومنظماته المختلفة. وحصلت مرتين على مقعد غير دائم في مجلس الأمن، وذلك عبر رصيد هائل وتاريخ مشرف من العمل الدولي والإقليمي، ساهم بقدر كبير في تحقيق الأمن والسلام والاستقرار.
لقد عرف التوجه الإنساني للسياسة الخارجية الإماراتية بـ«الدبلوماسية الإنسانية»، حيث تحرص الإمارات على تقديم مساعدات خارجية غير مشروطة على الصعيدين العالمي والإقليمي، الهدف منها دعم النمو الاقتصادي في البلدان النامية، وتوفير الخدمات الاجتماعية الأساسية للمجتمعات المحلية في هذه البلدان، والحد من معدلات الفقر بها، والقضاء على الجوع، ودعم الأطفال، وتمكين النساء والفتيات، ودعم البرامج القطاعية كالنقل والبنية التحتية، وتعزيز فعالية الحكومات، فضلاً عن تعزيز السلام والازدهار، وتحفيز العلاقات الاقتصادية ذات المنفعة المتبادلة من خلال دعم العلاقات التجارية والاستثمارية مع مختلف البلدان النامية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©