الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

القوات المسلحة الإماراتية.. درع السلام والأمان والاستقرار

عمر بن زايد
6 مايو 2022 00:56

عمر بن زايد آل نهيان
نحتفي بالذكرى الـ46 لتوحيد قواتنا المسلحة، ونحن أكثر ثقة في أنفسنا وأكثر منعة وقوة بإرادتنا وتوجهاتنا التي تستهدف الحياة والرخاء والمستقبل الأفضل.
نحتفي بقواتنا المسلحة الضامن الأساسي لسلامنا وسلام المنطقة، دعامة الاستقرار وركيزة الازدهار، وصمام أمان عن إيمان بأن السلام يحتاج للقدرة والقوة، والأمان لا يتحقق إلا بدرع يحميه، وسيف يذود عنه.
في هذه المناسبة العزيزة على قلب كل إماراتي، لن ننسى القرار التاريخي للوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» في السادس من مايو 1976 بتوحيد القوات المسلحة تحت علم واحد وقيادة واحدة تسمى القيادة العامة للقوات المسلحة لترسيخ دعائم الاتحاد ودفع مسيرته، ودعم أركانه، وضمان استقراره، وأمنه.
كان «طيب الله ثراه»، يرى أن القوات المسلحة هي السياج الوطني لحماية مكتسبـات دولـة الإمارات ومقدساتها، وتحقيق رسالة دولة الإمارات ودورها في دعم، وترسيخ الأمن، والاستقرار الإقليمي، والعالمي.
كان الوالد المؤسس يدرك أن القوة مع الحكمة، هي الضمان الأساسي للرخاء والتنمية والتقدم، لنواجه بكل ثقة وعزة نفس التحديات التي تواجه دولتنا في مسيرتها نحو مزيد من الازدهار والرخاء وبناء المستقبل الزاهر الذي نستحقه.
اليوم أصبح جيشنا كما في كل قطاعات الدولة الأكثر تطوراً وتقدماً، هو بوتقة الانتماء الوطني، وساحة التضحية ومنبع العطاء والفداء. يعتمد على أبناء الإمارات الذين أثبتوا كفاءتهم وقدراتهم العالية في التعامل مع أحدث المستجدات في التكنولوجيا العسكرية.
إننا باحتفالنا بيوم توحيد القوات المسلحة نوجه رسالة للعالم أننا على أهبة الاستعداد للمساهمة في تعزيز الاستقرار الإقليمي والعالمي، وأننا ماضون وعازمون على حماية مكتسبات دولتنا، والدفاع عن حقوقنا وحدودنا.
ومنذ نشأتها، لم تكن القوات المسلحة الإماراتية مجرد قوة للردع، بل وأيضاً حامية للسلام، نفذت العديد من المهام الإنسانية والإغاثية في مناطق شتى من العالم، عوناً للصديق، ودعماً للشقيق وانحيازاً لواجب الأخوة والإنسانية.
قواتنا المسلحة هي الضامن لحماية مصالحنا يقودها ويوجهها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة والقائد الأعلى للقوات المسلحة "حفظه الله"، الذي لم يبخل عن تقديم الدعم التام لها، تنظيماً وتسليحاً وتدريباً لتكون على الموعد وعلى قدر المسؤولية تحمي الوطن وتواكب التكنولوجيا.
ولم يتوقف سموه عن دعم قواتنا المسلحة وتوفير كل أسس التقدم والرقي عن يقين راسخ بأن الإنسان أفضل الاستثمارات فوق أرضنا، وهو الركيزة الأساسية لعملية التنمية.
كما أدرك سموه أن تحقيق النقلة الحضارية الكبيرة لا تتحقق إلا بالتزود بالعلوم الحديثة والمعارف الواسعة بروح عالية ورغبة صادقة في كافة المجالات.
ولا شك أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قد رسخ في أبنائه من المنتسبين في الجيش الإماراتي السعي الدؤوب نحو المركز الأول، والمنافسة مع الذات، تشكيل المستقبل الخاص، الرؤية المتفردة، الحسم في اتخاذ القرار وسرعة التصرف والعمل، السعي الدائم نحو التميز والكمال، الاستعانة بالأكفاء والأقوياء، بث الطاقة الإيجابية والخطاب المحفز، الرؤية الواضحة التي تستشرف المستقبل، والعمل دائماً على إعداد أجيال جديدة من القادة تتحمل المسؤولية وتكمل المسيرة.
كما حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على أن يوفر لقواتنا وجيشنا كل مقومات النجاح، مستهدفاً سموه في الأساس ترسيخ الروح الوطنية، وخلق جيل جديد يملك كل جينات البطولة ومقومات الريادة والقيادة، متطلعاً سموه إلى المستقبل، ومتمسكاً بجذوره وتاريخه وتراثه.
ويؤمن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إيماناً راسخاً بأن الإنسان الإماراتي عماد تقدم الدولة وتطورها وبنائها، وأن لا مكان في المستقبل لمن يفتقد العلم والمعرفة، ولمن لا يستطيع التكيف مع تطورات العصر ومعطيات التكنولوجيا.
ولذلك كان لسموه دور بارز في تطوير وتحديث القوات المسلحة، حيث أشرف على وضع وتنفيذ استراتيجيات التطوير ومعايشة الجنود والضباط، وإنجاح برنامج الخدمة الوطنية والاحتياط منذ انطلاقه في عام 2014، الأمر الذي أكسب شبابنا، مزيداً من الانضباط والمهارات القيادية ورسخ لديهم القيم الوطنية.
وإيماناً من القيادة الحكيمة بأهمية التطوير المستمر والتدريب المستدام، أسست العديد من الأكاديميات العسكرية مثل كلية القيادة والأركان المشتركة، كلية زايد الثاني العسكرية، الكلية البحرية، كلية خليفة بن زايد الجوية، مدرسة التمريض، كلية الدفاع الوطني ومدرسة خولة بنت الأزور العسكرية.
وامتد الدور الإماراتي إلى كل بقاع الأرض حفظاً للسلام وحلاً للنزاعات ودعماً للمساعدات الإنسانية في كوسوفا واليمن والعراق وباكستان، وغيرها من بقاع الأرض.
ستظل ذكرى السادس من مايو 1976، مصدر اعتزاز وافتخار لكل إماراتي، وهي مناسبة لكي نتذكر شهداءنا الأبرار الذين نخلدهم في قلوبنا، ونثمن تضحياتهم ونبل مقصدهم.
وفي تلك المناسبة الغالية نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات.
ونعاهدهم أن تظل راية الإمارات خفاقة عالية في ساحات المجد وسماء العزة تحقيقاً لنهضة الوطن، لتظل قواتنا المسلحة ركيزة تقدم دولة الإمارات لتعزيز مكانتها العالمية، أمناً وأماناً واستقراراً ورخاء.
تحل مناسبة توحيد القوات المسلحة، فيما تتوالى شهادات وتقارير دولية من مؤسسات مرموقة حول العالم تتفق جميعها على أن دولة الإمارات أكثر بلدان العالم في مؤشرات الأمان، وأن جيشها من أقوى جيوش المنطقة والعالم.
إننا نفتخر في هذا اليوم بأننا نمتلك الطراز الأحدث في العالم في كل الأسلحة، لكننا نفتخر أكثر بأننا نمتلك إرادة الحياة والرغبة في التطور وتقاسم المستقبل بعزة وفخر.
نفتخر أن السلاح الأكبر والأكثر فعالية واستدامة هو الجندي الإماراتي الذي يمتلك عقيدة راسخة ورؤية ثاقبة وإرادة لا تلين، وقدرة على التجدد والتطور.
ندرك ويدرك العالم أن رسالتنا رسالة سلام وتوجهاتنا أمان واستقرار، بوصلتنا على المستقبل، وعيوننا على الوطن.
إننا نسير في خطين متوازيين متكاملين أولهما دعم وتقوية وتطوير قواتنا المسلحة، وجعلها الأكثر منعة وتميزاً، والثاني هو دعم السلم الإقليمي والعالمي، مستهدفين المساهمة في صنع الغد الأفضل لشعوبنا وتحقيق طموحاتنا اللامحدودة في الرخاء والازدهار والتنمية والاستقرار.

نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©