عدد اليوم
سامي عبد الرؤوف (دبي)
أكد أطباء ومختّصون، أن دولة الإمارات حققت معدلات متميزة في خفض حالات الإصابة الجديدة بفيروس «كورونا» المستجد، مما جعل الدولة أكثر قدرة على المضي قدماً في السيطرة على المرض، وجعلها بين أفضل دول العالم في التعامل مع الجائحة.
كما أكدوا، أهمية اتباع نظام غذائي صحي خلال فترة عيد الفطر المبارك، تفادياً لحدوث أي أضرار أو مضاعفات صحية ناتجة عن مفاجأة الجسم بتغير سريع وقوي لنظامه الغذائي الذي اتبعه على مدار شهر كامل.
وأشاروا في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، إلى أهمية استمرار انخفاض أعداد الإصابات خلال عطلة عيد الفطر المبارك، باعتباره هدفاً استراتيجياً يحتاج إلى مشاركة المجتمع والأفراد في تحقيقه.
وقالوا: إن «الجهود الكبيرة للجهات الصحية على مستوى الدولة، يستلزم تعاون الأفراد، وذلك من خلال الالتزام بالإجراءات والتدابير الاحترازية خلال فترة عيد الفطر المبارك».
في البداية، قال الدكتور محمد النحاس، رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي لمختبرات «مينا لابز- كلينكال باثولوجي سيرفيز: «حققت دولة الإمارات نجاحات كثيرة ومتنوعة في التعامل مع جائحة «كورونا» بشهادة العالم واستطعت أن نكون أنموذجاً رائداً ومتميزاً».
وأضاف: «تعكس القرارات المتخذة خلال عيد الفطر وقبله شهر رمضان حكمة القيادة وحرصها على ضمان صحة المجتمع، إذ أنها تستهدف استمرار تقليل خطر انتشار فيروس كورونا وتفشي المرض بصورة تضر جميع فئات المجتمع وخاصة كبار السن، والمصابين بأمراض مزمنة، وبضعف المناعة».
وأشار إلى أنه لكي نحافظ على ما حققناه من نجاح ونستطيع تحقيق مزيد من النتائج الإيجابية بمرحلة العودة للحياة الطبيعية، لابد من الأخذ بالإجراءات الاحترازية التي تم الإعلان عنها وعدم التهاون في تطبيقها.
وأكد أهمية الالتزام بالتباعد الاجتماعي والجسدي في العيد وتقليل الزيارات والتجمعات العائلية والتواصل مع الأقارب وأصدقاء عبر الهاتف وبرامج التواصل الإلكتروني لضمان سلامتك وسلامتهم، وكذلك الحد من التجمعات المنزلية والعائلية المصاحبة للولائم، وأن يقتصر تناول الطعام على أفراد العائلة الواحدة التي تسكن في نفس المنزل.
وشدد على أن هذه التدابير تحمي الأفراد والمجتمع وتحافظ على الأمن الصحي، حيث استطاعت الإمارات أن تكون في المقدمة بين دول العالم في إدارة جائحة كورونا» والتعامل معها بكفاءة واقتدار، وفق ما صدر من المؤسسات الدولية المختصة.
وذكر، أن منظومة الرعاية الصحية في الدولة تهدف إلى خلق بيئة خالية من مضاعفات مرض «كوفيد-19» وتداعياته، وهو ما يتطلب انسجاماً تاماً بين الرؤية المستقبلية التي تتبناها الدولة، والوعي الفردي بأهمية الإجراءات المتخذة.
من جانبها، ذكرت لطيفة راشد، استشارية التغذية بمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أن بروتوكول عيد الفطر المبارك يهدف للحفاظ على أمن وسلامة المجتمع والموازنة بين كافة القطاعات بصورة شمولية، مشيرة إلى أن الدولة تعاملت مع الجائحة وفق استراتيجية استباقية ونموذج إماراتي متفرد.
وتحدثت عن خطورة الإفراط في تناول الحلويات خلال فترة العيد، حيث يعاني الكثيرون من الرغبة الشديدة في تناول الحلويات، التي تعد أحد أهم صور النظام الغذائي غير الصحي.
وقالت: «مع اقتراب موعد عيد الفطر وبعد شهر الصيام يعود الكثير من الناس إلى عادة تناول الأطعمة بطريقة مبالغ فيه، وخلال ساعات العيد تنتشر عادة تناول الكثير من الحلويات بصورة واضحة».
وأضافت: «يكون الإفراط في تناول الحلويات بسبب الإهمال في تناول وجبة الفطور مما يؤدي لانخفاض مستوى السكر الدم واستنفاد جميع النشويات المخزنة في الجسم على صورة جليكوجين».
وذكرت أن ذلك يؤدي إلى الشعور بالهبوط والصداع وبالتالي الرغبة الشديدة لتناول الحلويات فهناك خطوات محددة لوقف الرغبة لتناول الحلويات أو خفض هذه الرغبة».
وحول أفضل الطرق الغذائية الواجب اتبعها من قبل أصحاب الأمراض المزمنة بعد انقضاء شهر رمضان، أفاد الدكتور الاستشاري أحمد الشوحة، رئيس قسم الغدد الصماء والسكري في المستشفى الأميركي بدبي، أن هناك العديد من الأنظمة الغذائية الصحية التي يجب اتباعها بعد انتهاء شهر رمضان وبدء عيد الفطر المبارك لتجنب حدوث مضاعفات ومشاكل صحية بعد صيام الشهر الفضيل.
وأشار إلى أن مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والكلى وغيرها يحتاجون إلى نظام حمية غذائية معينة تتناسب مع طبيعة مرضهم.
وذكر أن مرضى السكري يجب أن يحرصوا خلال العيد على تنظيم وجباتهم وتجنب الإسراف في تناول الأطعمة والشراب التي تحتوي على سكريات ونشويات بكميات كبيرة، إذ أن ذلك يشكل خطراً على مريض السكري، وينصح كذلك بشرب كميات كافية من الماء.
أما بالنسبة لمرضى القلب والشرايين، فيجب تجنب الأطعمة التي تحتوي على الدهون بالذات تلك التي تحتوي على كميات كبيره من الدهون غير الصحية، وبالمقابل يجب التركيز على تناول الأطعمة منخفضة السعرات الحرارية والغنية بالعناصر الغذائية مثل الفواكه والخضروات والابتعاد عن الأطعمة المصنعة أو السريعة.
وأشار إلى أنه بالنسبة لمرضى ضغط الدم فيجب تجنب الأطعمة المحتوية على كميات كبيرة من الملح والدهون مثل المكسرات والأسماك المالحة والمخللات واللحوم، ويجب كذلك تجنب الأطعمة المصنعة التي تحتوي على نسب عالية من الملح.
وأكد الشوحة، ضرورة الالتزام بالحمية المناسبة التي حددها الطبيب المعالج للمريض وفيما عدا ذلك نصح غالبية الناس بتقسيم وجباتهم إلى 5 أو 6 وجبات خفيفة خلال أيام العيد المبارك، والحد من الملح والسكريات والدهون لتفادي عسر الهضم.
وشدد على أهمية تناول 8 أكواب من الماء يومياً، وأكل الفواكه الطازجة والخضروات الورقية للحفاظ على توازن السوائل في الجسم والمحافظة على كفاءة أداء أجهزة الجسم كالكلى والمسالك البولية والجهاز الهضمي.
الإفراط
حول ماذا يجب القيام به غذائياً لتفادي مشاكل الهضم عقب رمضان، قالت نادين طه، استشاري التغذية: إنه «بعد انتهاء شهر رمضان الفضيل يقوم الكثير من الأشخاص باتباع بعض العادات أبرزها الإفراط في تناول الطعام مما قد يعرض جسم الإنسان للكثير من المضاعفات». وأضافت: «تؤدي هذه العادات إلى زيادة مفرطة في الوزن وارتباكاً في الجهاز الهضمي، خصوصاً بعدما نال الجسم قسطاً كبيراً من الراحة من خلال الصيام خلال شهر رمضان».
وأشارت إلى انه بعد الخروج من الصيام لابد من العودة تدريجيا إلى الحياة الطبيعية من خلال نظام غذائي صحي يشمل 3 وجبات يومية لتفادي حدوث مشكلات في الهضم خصوصاً في الأيام الأولي من الإفطار.
ونصحت بأن يبدأ الإنسان بتناول وجبات صغيرة ومتعددة وتجنب تناول كميات كبيرة من الطعام حيث يكون الجهاز الهضمي عقب الصيام أقل تحملا لكميات الطعام الكبيرة بينما يكون قادراً على معالجة الوجبات الصغيرة التي يفصلها عن الأخرى ما بين 3 إلى 4 ساعات.
وأشارت إلى أن نمط الحياة الصحية يتطلب العودة التدريجية مع الحرص على ممارسة الأنشطة والتمارين الرياضية باستمرار للحفاظ على صحة وكفاءة الأجهزة الحيوية واللياقة الصحية والبدنية.
وأوضحت أن من أهم النصائح لحياة صحية بعد الصيام هو ضرورة عدم الإفراط في تناول الأكلات الغنية بالدهون والزيوت، مع وجوب الإكثار من شرب المياه بحيث يتم تناول ما لا يقل عن 8 أكواب يومياً، وكذلك تجنب الأطعمة الممزوجة بالسكريات والاستعاضة عنها بسكريات الفواكه وعسل النحل الطبيعي والإكثار من تناول الخضراوات لسهولة هضمها.
