الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

شخصيات إسلامية.. أبُو هُرَيْرَةَ

شخصيات إسلامية.. أبُو هُرَيْرَةَ
1 مايو 2022 02:47

عبدالرحمن بن صخر الدوسي اليماني رضي الله عنه
 الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، ورد في فضله مجموعة من الأحاديث، منها: ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم حبب عبيدك هذا - يعني أبا هريرة - وأمه إلى عبادك المؤمنين، وحبب إليهم المؤمنين»، فما خلق مؤمن يسمع بين ولا يراني إلا أحبني، (صحيح مسلم 2491).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله الموعد، كنت رجلاً مسكيناً، أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني، وكان المهاجرون يشغلهم الصفق بالأسواق، وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يبسط ثوبه فلن ينسى شيئاً سمعه مني!» فبسطت ثوبي حتى قضى حديثه، ثم ضممته إليّ، فما نسيت شيئاً سمعته منه، (صحيح مسلم 2492).
وأبو هريرة، وهو عبدالرحمن بن صخر الدوسي اليماني، سيد الحفاظ الأثبات، الإمام، الفقيه، المجتهد، الحافظ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، احتج المسلمون قديماً وحديثاً بحديثه، لحفظه، وجلالته، وإتقانه، وفقهه، وناهيك أن مثل ابن عباس رضي الله عنهما، يتأدب معه، ويقول: أفت يا أبا هريرة، (سير أعلام النبلاء، 2/ 578).
أسلم عام خيبر، وكان رضي الله عنه حريصاً على ملازمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وموقراً له ولحديثه صلى الله عليه وسلم، ويذكر الناس بأن ينهلوا ويتعلموا من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد روى عنه كثير من الصحابة والتابعين، ووصل عددهم إلى ما يزيد على أربعمئة، وورد عنه في الكتب التسعة «الخباري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وأحمد ومالك والدارمي»، ما يزيد على خمسة آلاف حديث.
قال عنه الإمام الشافعي رحمه الله: «أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره»، (معرفة السنن والآثار، 1739).
فكان رضي الله عنه بحق ذاكرة عصر الوحي، أجاد فن الإصغاء، وتميزت ذاكرته بالحفظ والاختزان، وكان رضي الله عنه باراً بأمه، ولذلك طلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو لها، فأسلمت ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، فبكى أبو هريرة فرحاً بإسلام أمه رضي الله عنهما.
ولقب بأبي هريرة، بسبب عطفه، على هرة كان يطعمها، ويحملها وينظفها، وكانت تلازمه كظله، فرضي الله عنه وأرضاه.
عاش حياته عابداً أوّاباً منيباً، يتناوب مع زوجته وابنته على قيام الليل.
ومما رواه لنا عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «يا أبا هريرة كن ورعاً، تكن أعبد الناس، وكن قنعاً، تكن أشكر الناس، وأحب للناس ما تحب لنفسك، تكن مؤمناً، وأحسن جوار من جاورك، تكن مسلماً، وأقل الضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب»، (سنن ابن ماجه، 4217).
وكان أبو هريرة رضي الله عنه يحث الناس على العلم، ويرشدهم إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد مر بسوق المدينة، فوقف عليها، فقال: «يا أهل السوق، ما أعجزكم!»، قالوا: وما ذاك يا أبا هريرة؟ قال: «ذاك ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم، وأنتم ها هنا لا تذهبون فتأخذون نصيبكم منه!»، قالوا: وأين هو؟ قال: «في المسجد» فخرجوا سراعاً إلى المسجد، ووقف أبو هريرة لهم حتى رجعوا، فقال لهم: «ما لكم؟» قالوا: يا أبا هريرة فقد أتينا المسجد، فدخلنا، فلم نر فيه شيئاً يقسم. فقال لهم أبو هريرة: «أما رأيتم في المسجد أحداً؟»، قالوا: بلى، رأينا قوماً يصلون، وقوماً يقرؤون القرآن، وقوماً يتذاكرون الحلال والحرام. فقال لهم أبو هريرة: «ويحكم، فذاك ميراث محمد صلى الله عليه وسلم»، (الطبراني في الأوسط، 1429).
لما حضرت أبا هريرة رضي الله عنه الوفاة بكى، فقيل له: «ما يبكيك؟ فقال: «بعد المفازة، وقلة الزاد، وعقبة كؤود، المهبط منها إلى الجنة أو النار»، (تفسير السمرقندي، 3/ 584).

وقد توفي أبو هريرة رضي الله عنه بالمدينة المنورة، ودفن بالبقيع.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©