الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أبوظبي- أنقرة.. طريق ملتقى الثقافات

أبوظبي- أنقرة.. طريق ملتقى الثقافات
13 فبراير 2022 01:58

إميل أمين (أبوظبي)

تبدو العلاقات والروابط الثقافية ما بين الإمارات العربية المتحدة وبين جمهورية تركيا، وثيقة بحكم التاريخ والجغرافيا، عطفاً على كونهما بلدين تاريخيين لكل منهما سماته المميزة، والتي تلتقي فيها مع الأخرى، الأمر الذي يولّد مجالاً واسعاً للتلاقي الثقافي، والسير على طريق التعاون الفكري والذهني الخلاق.
وتُعد الإمارات العربية المتحدة بموقعها الجغرافي وتميزها وتنوعها الثقافي، قصة خلاقة من قصص الأمم البازغة في طريق النهضة بكل ألوانها وكافة معطياتها، وقد صارت طريقاً إنسانياً جديداً في مسارات النهضة العقلية.

وبالقدر نفسه، يمكن للمرء أن ينظر إلى تركيا تاريخياً كجسر ثقافي وتجاري بين أوروبا وآسيا من حيث الموضع والموقع، وبعين أخرى تبقى تركيا الدولة ذات العلاقات الوثيقة بالعالمين العربي والإسلامي، والتاريخ خير شاهد على ذلك.
وتتواصل وشائج التواصل بين الإمارات العربية المتحدة وتركيا إلى مزيد من الازدهار، تأكيداً على فرص التلاقي الإنساني بكافة معالمه، وفي مقدمه الروابط السياحية، والتي تتيح للشعبين زيارة بعضهما البعض واكتشاف قدرات وإمكانات الآخر الثقافية، حيث أطلقت الإمارات رحلات جديدة تخدم فرص التبادل المعرفي والسياحي، التجاري والاقتصادي، وكافة مناحي الحياة الإنسانية.

ويوماً تلو الآخر، تسعى وزارة الثقافة والشباب في دولة الإمارات العربية المتحدة للتجويد والابتكار ثقافياً، وذلك من خلال مبادرات تتضمن قمماً ومهرجانات عالمية، وجميعها تسعى في طريق توفير بيئة تدعم وتعزز الحوار البناء بين مختلف الثقافات والشعوب.
من هنا، يمكن للمرء النظر إلى معرض «إكسبو 2020» المقام في دبي منذ أكتوبر المنصرم، والممتد حتى مارس المقبل، ذلك الذي تهدف أنشطته وفعالياته العالمية، إلى تحويل الإمارات، فعلاً وليس قولاً فقط، إلى «رواق الأمم المعاصرة»، هناك حيث تلتقي الأمم والشعوب في أريحية غير مسبوقة، وضمن إطار من رحابة الإبستمولوجيا.

جاء «إكسبو» ليقيم جسراً بين الإمارات وبقية دولة العالم، والذين قدر لهم متابعة أنشطة ذلك الحدث الكبير، عاشوا لحظات تجلٍّ ثقافية وتراثية وحضارية لدولة الإمارات، لحظات سلطت الأضواء فيها على البنية التحتية الإماراتية الداعمة للصناعات الثقافية والإبداعية، وتطورها كإحدى ممكنات بناء الاقتصاد المعرفي المستدام، التي تسهم في تحقيق التنمية المستدامة الشاملة.
والشاهد أن تركيا لم تكن بعيدة عن هذا العرس الثقافي الإماراتي، بل كانت مشاركاً فاعلاً بحضور وقوة، من خلال الجناح الخاص بها والذي مثل فرصة تاريخية لإلقاء نظرة على تاريخ الجمهورية التركية وبكل ما مرت به من تحولات كبرى، وما عاشته من حقب زمنية مجيدة.

الخط الثقافي العربي
الشاهد أن الخط الثقافي العربي التركي يضرب بجذوره الموغلة في القدم، فالأتراك يحملون رؤية بها الكثير من الاحترام للثقافة العربية.
وفي كل الأحوال، تبقى الحاضنة الثقافية الإماراتية منطلقاً محفزاً للمزيد من أوجه التعاون الفكري الفاعل والناجز، وفرصة لإتاحة مساقات من العلاقات الثقافية القادرة على بلورة رؤى تعاون وطيدة في قادم الأيام بين الأجيال الجديدة في الدولتين.

تعاون ورؤية
تجسد مشاركة تركيا في معرض «إكسبو 2020»، حقبة جديدة من التعاون الثقافي الإماراتي - التركي، وهذا ما أشار إليه «توجاي تونشير» سفير تركيا لدى الإمارات والذي أكد أن الحدث والمشاركة التركية من خلاله، يدفعان في طريق تعزيز الروابط الثقافية والتعاون مع دولة الإمارات.
أما «جاهيت آيتوغ»، مدير جناح تركيا في «إكسبو 2020»، فيرى أن الشعب التركي يحمل معزة خاصة في قلبه لشعب الإمارات، ويشدد على وجود العديد من المشتركات الثقافية بين الإمارات وتركيا.
وفي تصريحاته لوسائل الإعلام التي قامت وتقوم بتغطية أخبار «إكسبو»، توقف كثيراً عند رؤيته للتعاون الثقافي والسياحي بين البلدين، لا سيما أن الإمارات تأتي على رأس قائمة الدول التي يرغب كل تركي في زيارتها، فالشعبان يشتركان - على حد تعبيره - في العديد من العادات والتقاليد وأسلوب الضيافة، وهي علاقة في طريقها لتشهد مرحلة جديدة من التآزر، خصوصاً في إطار الحرص من قيادتي البلدين على تعزيز أواصر علاقات الصداقة المتبادلة بين الدولتين.

ولعل إقامة جناح تركيا في منطقة الاستدامة في «إكسبو 2020»، تحت شعار «نرتقي إلى المستقبل من أجل عالم مستدام»، أمر يمثل خطوة تقارب ثقافية جديدة، لا سيما بين الشباب من الدولتين في طريق الاقتراب من ملامسة الملامح الثقافية والتاريخية للدولتين الشقيقتين.
ويمثل جناح تركيا رحلة ساحرة تشمل العديد من المنتجات التي تعبر عن الطبيعة والتاريخ الفريد والثراء الثقافي لتركيا، وتبدو معروضات الجناح مرآة لتاريخ تركيا العريق، ولعاصمتها إسطنبول التي تمتلك ماضياً غنياً، وموروثاً ثرياً يعود لتاريخ المدينة كعاصمة لإمبراطوريات كبرى.
كما يمثل الجناح التركي في «إكسبو» رحلة ساحرة تشمل العديد من المنتجات التي تعبر عن الطبيعة والتاريخ الفريد والثراء الثقافي لتركيا، كما يمثل فرصة لتذوق الأطعمة التقليدية اللذيذة، وممارسة بعض ورش الحرف اليدوية التركية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©