الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

عمر بن زايد آل نهيان يكتب: المعرض العظيم

عمر بن زايد آل نهيان يكتب: المعرض العظيم
8 فبراير 2022 01:24

رحلة عمرها 170 عاماً قطعها «إكسبو» حتى وصل إلى أرض دولتنا الحبيبة الإمارات، وعانق أحلام الوالد والمؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، رحلة كانت تمتد لآلاف الأميال وعشرات السنين، قطعها «إكسبو» منذ المحطة الأولى في لندن عام 1851، والتي كانوا يسمونها في هذا الوقت «المعرض العظيم»، والذي أُقيم في قصر الكريستال، حتى وصل إلى محطته الحالية على أرض الإمارات.
أذكر أنني كنت حريصاً على زيارة معارض «إكسبو» عندما كنت أصادف أحدها خلال رحلاتي في الدول المختلفة التي استضافته، سواء كان في هانوفر بألمانيا عام 2000، أو «إكسبو آيشي» عام 2005 في اليابان، وأخيراً في ميلانو في إيطاليا عام 2015 والتي كانت محطته الأخيرة قبل وصوله لأرضنا الحبيبة الإمارات، «إكسبو 2020 دبي»، ليكون أول معرض في منطقة الشرق الأوسط. 
في تلك الأثناء كان اسم الإمارات يتردد كواحدة من الدول المُرشحة لاستضافة هذا المعرض العالمي صاحب التاريخ العريق، والذي عبره انطلقت كل الاختراعات التي ساهمت في نماء البشر والبشرية، وكان يتراءى أمام عيني دائماً صورة الوالد والمؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، الذي علمنا دائماً أنه لا يوجد مستحيل أمام إرادة الشعوب في أن تصنع حضارة إنسانية، وعلمنا أن نبحث دائماً في المستقبل ونُحافظ على الماضي الذي يمثل التراث والأصل والجذور، وأن نرى العالم بأعيننا، لا بأعين الآخرين.
لم يكن نجاح «إكسبو 2020 دبي» حلماً بقدر ما كان نتيجة لجهود قادتنا «حفظهم الله»، تلك الجهود التي لم تثمر «إكسبو» فقط، بل أثمرت عشرات، وربما آلاف النجاحات والإنجازات التي أبهرت العالم من حولنا، تلك الجهود التي لم تفتر بمرور السنوات، ولم تضعف، بل كانت تزداد كل يوم قوة وإصراراً وعزيمة، جعلت دولتنا الحبيبة في قلب العالم، بطموحاتنا التي تُعانق الفضاء، وبعزيمة شبابنا الذين يُنافسون أنفسهم ليُخرجوا أفضل ما فيهم وهم يضعون نصب أعينهم رفعة وطنهم.
كنت أتصفح بعض الصحف والمجلات القديمة، وقرأت مقالاً للكاتب المصري الراحل أحمد بهاء الدين، نُشر في مجلة المصور المصرية، وكان يصف فيه رحلته إلى أبوظبي في ذلك الوقت عام 1968 أي قبل تأسيس الاتحاد، وقال فيها: إن اسم أبوظبي في العالم أصبح أشبه بقصة من قصص ألف ليلة وليلة، وأن أبوظبي أشبه بساحة موقعة عسكرية تحارب فيها الجرارات والحفارات، وتمتد فيها الطرق والمباني بسرعة جنونية، إنه البناء السريع من لا شيء، وقال عن دبي إنها مُعجزة تجارية تمتد على خور جميل من البحر أميالاً في قلب الصحراء.
وقتها تساءلت إذا كان العالم كان يرانا في تلك الصورة عام 1968 أي منذ أكثر من نصف قرن، وقبل أن نُحقق أبسط أحلامنا، فكيف يرانا الآن؟ وما مصدر ثقة العالم وقتها في تلك الدولة الناشئة في أنها ستصبح يوماً جزءاً أساسياً من المشهد العالمي؟ بل وتتصدره في كثيرٍ من القطاعات أحياناً، والإجابة تتمثل في تلك الثقة التي كان مصدرها الوالد والمؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، فقد كان يملك من القوة والإرادة والعزيمة والإيمان ما يكفي لبناء العالم، وليس فقط دولتنا الحبيبة.
ومثلما كانت أرض الإمارات دائماً ملتقى للشعوب والحضارات، فهي اليوم وعلى مدار 180 يوماً منذ بداية «إكسبو 2020 دبي»، وحتي آخر أيامه اجتمع ويجتمع على أرضها شعوب العالم، في ظروف استثنائية عاشها العالم مع أزمة «كوفيد - 19»، قادت الإمارات بكل قوة العالم نحو التعافي من أزمة «كورونا»، عبر بوابة «إكسبو».
سوف نظل نُلقب هذا المعرض بنفس الاسم الذي بدأ به أولى دوراته في لندن عام 1851 «المعرض العظيم»؛ لأنه كان دائماً في كل دورة من دوراته يحمل إضافة للبشرية، حيث قدم على مدار ما يقرب من 170 عاماً للعالم علماً ومعرفة واكتشافات واختراعات تمثل علامات في تاريخ البشرية.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©