الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

نائب رئيس وزراء دولة الفاتيكان ل«الاتحاد»: العالم يحتاج إلى «رؤية الإمارات» ليودّع مشكلاته

إدغار بينيا بارا خلال الحوار مع حمد الكعبي (تصوير علي عبيدو)
6 فبراير 2022 01:43

حوار: حمد الكعبي

اعتبر نيافة إدغار بينيا بارا،  رئيس أساقفة الكرسي الرسولي نائب الشؤون العامة في أمانة سر الفاتيكان، نائب رئيس وزراء دولة الفاتيكان، افتتاح سفارة للفاتيكان في أبوظبي اعتزازاً قوياً بنهج دولة الإمارات في نشر التعايش والتسامح في المنطقة والعالم، ودعماً مباشراً من قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية لهذه الجهود.
وأشار في حوار مع «الاتحاد»، خلال مراسم تدشين السفارة، إلى أن العلاقات بين الإمارات ليست وليدة اليوم، فقد بدأت بزيارة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» لحاضرة الفاتيكان، في خمسينيات القرن الماضي، والتي شكلت نواة لعلاقات مرت لاحقاً بمحطات كبرى، أبرزها بداية تأسيس العلاقات الدبلوماسية قبل 15 عاماً، والزيارة التاريخية التي قام بها قداسة البابا فرنسيس إلى الإمارات في 4 فبراير 2019، ليصبح أول بابا يزور شبه الجزيرة العربية على الإطلاق.
 وفي هذا الصدد، نوه نيافته إلى لقاء البابا فرنسيس بالإمام الأكبر شيخ الأزهر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، حيث وقّعا على وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك في صرح زايد المؤسس في أبوظبي.
ولفت إلى الإمارات قدمت مبادرات ملهمة في التسامح والتعايش منذ تأسيسها، وهي اليوم تواصل مساعيها في الاتجاه نفسه من أجل خير البشرية.
وشدد رئيس أساقفة الكرسي الرسولي على أن علاقات الفاتيكان بالإمارات تنامت على مدى العقود الستة الماضية، وهي مستمرة في التطور، مدعومة بعدة مرتكزات ومشتركات جوهرية تتمثل في التعايش والتسامح والتقارب بين الأديان والثقافات والحضارات.
ووصف نيافته صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بأنه قائد ملهَم، معرباً عن إعجابه الشخصي بشخصية سموه ونظرته العميقة لمفهوم التعايش الذي يعني الازدهار والسلام والتقدم.
وأعرب عن سروره بأن افتتاح السفارة يوافق الذكرى الثالثة لتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، وإحياء الذكرى ال 15 لإقامة علاقات دبلوماسية بين دولة الفاتيكان ودولة الإمارات، منوهاً بأن الإمارات قدمت مبادرات ملهمة في التسامح والتعايش منذ تأسيسها، وتواصل مساعيها الآن في الاتجاه نفسه من أجل خير البشرية.
وطالب كل الدول التي تريد النجاح والتقدم بأن تعتمد التعايش والتسامح الذي اعتمدته الإمارات كأساس للبناء بعيداً عن الحروب وصراعات والنزاعات والمشكلات، معرباً في هذا الصدد عن إعجابه بالرؤية الإماراتية التي احتضنت «وثيقة الأخوة الإنسانية» وأصّلت لنموذج جدير بتصديره إلى العالم.
وقال: سأعود إلى الفاتيكان بقناعة رأيتها بعيني مفادها: أن الأجيال في الإمارات تؤمن وتعيش بروح التسامح والمحبة للمختلف والآخر، وتلك هي القيم التي زرعها الراحل الشيخ زايد، وترسخت في أولاده وجميع من يحبونه.

وتالياً نص الحوار:
■ ■ علاقات تاريخية وثيقة بين أبوظبي والفاتيكان تعود إلى خمسينيات القرن الماضي.. عندما زار المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» حاضرة الفاتيكان في خمسينيات القرن الماضي.. الآن تعززت هذه العلاقة منذ الرابع من فبراير 2019 يوم صدور وثيقة الأخوة الإنسانية بحضور وتوقيع البابا فرنسيس.. كيف تصفون هذه العلاقة القائمة على التسامح والتواصل الإنساني؟ 
■ ثمة لحظات تاريخية عديدة جمعت ما بين دولة الإمارات والفاتيكان، منها زيارة الشيخ زايد لحاضرة الفاتيكان، والتي أكدت محورية التسامح لديه، رحمه الله، ونظرته العميقة لمفهوم التعايش.
ومن اللحظات التاريخية.. بداية تأسيس العلاقات الدبلوماسية قبل 15 سنة بين الفاتيكان والإمارات، ثم الزيارة التاريخية التي قام بها قداسة البابا فرنسيس إلى أبوظبي في 4 فبراير 2019، ليصبح أول بابا يزور شبه الجزيرة العربية على الإطلاق، حيث وقع قداسته مع الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك.
 كل هذا يؤكد أن علاقات الصداقة والتعاون كانت دائماً في مسيرة نمو وتقوية وصداقة بين البلدين تتطور باستمرار، كما أن إعلان افتتاح سفارة الفاتيكان اليوم الرابع من فبراير الموافق للذكرى الثالثة لتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، يؤكد دعم قداسة البابا فرنسيس لنهج دولة الإمارات وقيادتها «حفظها الله» في التعايش والتسامح والسلام، ليس في الإمارات فقط بل في العالم بأسره.
■ ■ من وجهة نظر نيافتكم.. ما هي المشتركات التي تجمع الفاتيكان وأبوظبي خاصة ما يتعلق بحوار الأديان والتقارب مع الآخر ونبذ الكراهية والتعصب، خاصة أن سفارة الكرسي الرسولي تم افتتاحها الآن بمنطقة السعديات بجوار «البيت الإبراهيمي» المقرر افتتاحه في المنطقة ذاتها.. وكيف تساهم هذه القيم المشتركة في تقديم رسالة تسامح إنسانية على الصعيد العالمي؟
■ «البيت الإبراهيمي» مثال رائع ويحتذى به سواء في الدول العربية ذات الأغلبية الإسلامية أو الدول الغربية كمثال للتسامح والتعايش ونبذ الكراهية والتعصب.
كما أن نموذج البيت الإبراهيمي للتعايش والتسامح يجعلنا نتساءل: كيف يتعين علينا تصديره للخارج، وللإجابة عن هذا التساؤل أقول:
إن بعض الدول التي لا تنتهج منهج التعايش السلمي، تعاني حروباً وصراعات ونزاعات داخلية، ما يعني أن البيت الإبراهيمي الذي يعبر عن رؤية الإمارات نموذج يفرض نفسه 
على كل من يريد النجاح والتعايش، فلا بد من التأكيد على نجاح هذا النموذج الملهم للجميع.
 نقطة أخرى مهمة جداً من أجل تصدير نموذج التعايش والتسامح، وهي تتعلق بالتعليم.. فمن المهم جداً أن نبدأ في تعليم الأجيال الجديدة الصاعدة، وأعني الأطفال في المدارس والمعاهد والهيئات وتنشئتها على نموذج التعايش كي ينتشر من الإمارات ويتجه نحو الآخرين ليحتذوا به.
■ ■ أدركنا من خلال «وثيقة الأخوة الإنسانية» وعبر منهج الإمارات الإنساني أن العالم اليوم في أمس الحاجة إلى التعاون والتكاتف، هذا ما ظهر من خلال «كوفيد-19»، والتعاون في مكافحة الإرهاب والتطرف، وأيضاً في مواجهة التغير المناخي حالياً كقضية تبدو الآن أكثر إلحاحاً.
والسؤال: كيف تؤثر هذه الرؤية في تحفيز التعاون على الصعيد العالمي بما يعود بالخير على الإنسانية جمعاء؟
■ قداسة البابا فرنسيس كان يتكلم عن «كوفيد- 19»، وأكد أن هذا الوباء يُعلمنا أننا جميعاً متحدون مرتبطون متصلون. فالجائحة علمتنا أننا متساوون جميعاً أغنياء وفقراء، أطفالاً وكباراً، مسؤولين وشعوباً، رجالاً ونساء، لم يفرق الفيروس بين شخص وآخر.. إنه درس واضح في المساواة لكن في كثير في الأحيان لا نراه. 
علمنا الوباء أننا، كما تفعلون في الإمارات، لا يمكننا مواجهة هذا التحدي منفصلين بعضنا عن بعض، ولن نخرج من هذه الأزمة ولا من أزمات أخرى إلا من خلال التعاون. 
وحسب البابا فرنسيس، فإن هذه الأزمة وملايين من الأزمات التي تمر بها البشرية، لن يكون من السهل تجاوزها وتخطيها إلا إذا تعاونت البشرية جميعاً وأدرك الجميع أننا إخوة، وهذا ما قالته «وثيقة الأخوة الإنسانية» بطريقة نبوية، وذلك قبل 3 سنوات من الوضع الذي نعيشه الآن، هذه الوثيقة التي تم توقيعها من فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وقداسة البابا فرنسيس هنا في الإمارات قبل ظهور وباء «كوفيد». 
■ ■ كيف ترون دور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وجهوده في رعاية «وثيقة الأخوة الإنسانية» والسعي إلى نجاحها وتعميمها على شعوب العالم؟ 
■ أرى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، قائد ملهَم، لأن سموه يدرك بطريقة عميقة ضرورة التعايش، ليس فقط لمجرد التعايش، بل لأن التعايش يثمر ازدهاراً وسلاماً وتقدماً. 
ولا أخفي عليك أنني وأثناء زيارتي ل«إكسبو 2020 دبي»، أدركت كيف كانت الإمارات التي احتفلنا باليوبيل الذهبي لتأسيسها قبل 50 عاماً، وكيف أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان يجمع الناس لبناء الدولة على أساس الأخوة والتسامح، وكيف أثمرت هذه الرؤية ما نراه اليوم من ازدهار وتقدم ومن دور مهم لدولة الإمارات العربية المتحدة.
 
■ ■ كلمة أخيرة تودّ قولها في هذا اللقاء؟
 كلمتي الأخيرة أنني سأعود إلى الفاتيكان بقناعة رأيتها بعيني مفادها أن الأجيال الصاعدة من الشباب يؤمنون ويعيشون بروح التسامح والمعايشة والمحبة للمختلف والآخر التي زرعها الشيخ زايد، وترسخت هذه الروح في أولاده وفي جميع من يحبونه.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©