الخميس 2 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«أمان يا إمارات».. وسائل نقل متطورة تلبي احتياجات السكان والزوار

«أمان يا إمارات».. وسائل نقل متطورة تلبي احتياجات السكان والزوار
1 فبراير 2022 02:13

هالة الخياط (أبوظبي)

 تمتلك دولة الإمارات مرافق نقل وبنى تحتية تُعد من بين الأفضل والأكثر تطوراً على المستوى العاملي، وتمتاز وسائل النقل العامة بمستواها الفائق من حيث الجودة والكفاءة، ما جعلها ضمن قائمة الـ 20 الكبار عالمياً في 13 مؤشراً خاصاً بقطاع النقل خلال عام 2020، وبالمرتبة الثانية عالمياً في جودة النقل الجوي، وفقاً لمؤشر جودة النقل الجوي طبقاً لتقرير التنافسية العالمية.
وتتنوع وسائل النقل العامة في الدولة، لتحقق تطلعات واحتياجات سكان الدولة وزوارها من السياح، بما في ذلك الحافلات، المترو، الترام، سيارات الأجرة ووسائل النقل البحري التي تتكامل معاً لتربط كافة المناطق الحضرية داخل الدولة، بما يضمن التنقل السهل والآمن للركاب والمسافرين.
وتولي دولة الإمارات أهمية كبيرة لقطاع النقل ضمن استراتيجياتها التنموية الشاملة. ولديها شبكة طرق تمتاز بجودة والتزام عاليين بتطبيق أعلى المعايير العالمية في التصميم والتنفيذ، بما يحقق أعلى معايير السلامة والأمن لمستخدمي الطرق.
وتعمل الجهات المعنية على تحسين وتطوير البنية التحتية لشبكة الطرق، بالإضافة إلى المحافظة على أصول الطرق الرئيسية، والتأكد من أن شبكة الطرق الرئيسة تعمل بشكل فعال وآمن وبأقل أثر على البيئة، تماشياً مع أهدافها لتخفيف الازدحام المروري، وزيادة انسيابية حركة التنقل في أرجاء الدولة. وتمكنت الدولة من تصميم شبكات طرق بأسلوب متطور لتحقيق مستهدفاتها الشاملة والمستدامة في التنمية، واستقطاب المستثمرين ممن يطمحون إلى إنشاء     أعمالهم بشكل يضمن لهم الاستقرار والربحية، لا سيما أن الإمارات تتمتع ببيئة آمنة لإقامة الأعمال، تشريعياً ومؤسساتياً، الأمر الذي أكسب أنشطة أعمال الطرق والنقل والبنية التحتية أهمية كبرى، وعزز من الاستثمارات في هذا المجال، بما في ذلك التنقل وأنظمة النقل الذكية. وتلعب منظومة المواصلات العامة في الدولة دوراً بارزاً في تعزيز الصورة الجمالية للمواقع السياحية بعد نجاحها بتحويل مفهوم التنقل الجماعي إلى رحلة ترفيهية ومحطة على جدول زوارها، وبالأخص مترو دبي الذي أصبح الوسيلة الأكثر استخداماً لحضور فعاليات «إكسبو 2020 دبي».

استشراف المستقبل
وتستشرف دولة الإمارات المستقبل بتطوير قطاع نقل ذكي ومستدام، وبانتهاج كل ما هو متطور وحديث في هذا القطاع الحيوي.  وتهدف كل من استراتيجية إدارة حركة التنقل لإمارة أبوظبي، وخطة النقل البري الشاملة (أبوظبي)، واستراتيجية دبي للتنقل الذكي ذاتي القيادة، ومبادرة دبي للتنقل الأخضر، إلى تحقيق تنقل مستدام وآمن في الدولة. 
وتدرس الجهات المعنية في الدولة العديد من البدائل، فمن المركبات ذاتية القيادة إلى التاكسي الجوي، ووحدات النقل المعلقة وقطار المستقبل «الهايبرلوب»، وهذه كلها أفكار مطروحة وقيد الدراسة لتنفيذها خلال السنوات المقبلة في الدولة. 
وتؤكد القطاعات المعنية بقطاع النقل في الدولة التزامها بدعم النقل المستدام والتوجه القائم نحو استخدام المركبات ذات الانبعاث المنخفض، باعتماد أفضل المواصفات والمعايير الخاصة بوسائل النقل المختلفة، وتطبيق أحدث التقنيات في هذا القطاع، وتحفيز أفراد المجتمع على التوجه أكثر نحو استخدام المركبات الصديقة للبيئة، في إطار الحرص على تعزيز معايير جودة الحياة في الإمارة. 
وتعمل الدولة على إرساء البنية التحتية اللازمة، من تشريعات وتكنولوجيا متطورة لاستخدام المركبات ذاتية القيادة، وتعزيز وسائل النقل الذكي والمستدام. 
وتُعد وحدات النقل المعلقة نظاماً مستقبلياً للتنقل تدرس تطبيقه هيئة الطرق والمواصلات في دبي، وتمتاز باستخدام مساحة أرض أقل بعدة مرات، مقارنة بالأنظمة التقليدية ذات السعة نفسها وكفاءة استخدام للطاقة بمقدار أقل خمس مرات عن المركبات الهوائية.
وأعلنت إمارة أبوظبي نوفمبر الماضي عن أول تاكسي ذاتي القيادة ضمن شبكتها للتنقل الذاتي، ضمن خطة تطوير وتوسيع نظام التنقل المستدام بالمدينة. 

مؤشرات التنافسية
وفي ظل استمرار التطور الذي يشهده قطاع النقل في دولة الإمارات، فمن المتوقع ارتقاء الدولة إلى مستويات أعلى خلال الفترة القادمة في كافة مؤشرات التنافسية الخاصة بالقطاع والصادرة عن جميع المؤسسات الدولية المتخصصة.
وقد نجحت دولة الإمارات، خلال السنوات الماضية، في توفير بيئة تشريعية مميزة لقطاع النقل بشكل عام وبنية تحتية تُعد الأضخم في منطقة الشرق الأوسط لخدمة النقل الجوي بشكل خاص، حيث يوجد أكبر المطارات وأسطول كبير من الطائرات، وذلك فضلاً عن الخدمات اللوجستية اللازمة للقطاع.
وكان لافتاً للنظر في إنجازات الإمارات في قطاع النقل حصول الإمارات على المرتبة الثانية عالمياً في مؤشر جودة النقل الجوي بموجب الكتاب السنوي للتنافسية الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية، في حين صنفها تقرير الأداء اللوجستي الصادر عن البنك الدولي بالمرتبة الرابعة في مؤشر توقيت الشحنة والخامسة في مؤشر الشحنات الدولية. 
وبحسب تقرير مؤشر الازدهار الصادر عن معهد ليجاتم وتقرير أهداف التنمية المستدامة، فقد تم تصنيف الإمارات بالمرتبة السادسة عالمياً في مؤشر الرضا عن النقل العام في حين جاءت بالمرتبة السابعة بمؤشر جودة البنية التحتية للنقل الجوي وفقاً لتقرير التنافسية للسياحة والسفر الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي.
وفي مؤشر كفاءة خدمات الموانئ البحرية، فقد حازت الدولة المرتبة الثانية عشرة وفقاً لتقرير التنافسية العالمية 4.0 وحلت في المرتبة الحادية عشرة في المؤشر نفسه حسب تقرير مؤشر الازدهار. كما جاءت في المرتبة ذاتها في مؤشر النقل الجوي، بحسب الكتاب السنوي للتنافسية العالمية.
وصنف تقرير التنافسية العالمية أيضاً دولة الإمارات بالمرتبة الثالثة عشرة في مؤشر ربط خطوط الملاحة البحرية المنتظمة. فيما صنفها تقرير مؤشر الازدهار بالمرتبة الرابعة عشرة في المؤشر نفسه، وحلت وفقاً لتقرير الأداء اللوجستي الصادر عن البنك الدولي بالمركز نفسه في مؤشر تعقب واقتفاء أثر الشحنات.
أما على مستوى مؤشر كفاءة النقل البري، فقد جرى تصنيف الإمارات بالمرتبة الخامسة عشرة عالمياً، بحسب تقرير تنافسية السياحة والسفر الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي.

تطبيقات تنقل ذكية
تتيح الكثير من تطبيقات الهواتف الذكية إرشاد سكان الدولة والسياح للوصول إلى وجهاتهم اختصاراً للوقت والمسافات، فبالإضافة إلى تطبيق «خرائط جوجل» الواسع الانتشار عالمياً والذي يمكن استخدامه في كافة أرجاء دولة الإمارات، فإن تطبيق «سنيار» يوفر نظاماً موحداً للملاحة على مستوى دولة الإمارات أيضاً ويساعد المستخدمين على الاستدلال على العناوين بسهولة وكفاءة.
 فيما يتيح موقع «درب» حلول التنقل اعتماداً على نظام المعلومات الجغرافية للتنقل داخل إمارة أبوظبي، وتتيح تطبيقات «سمارت درايف» ونظام «مكاني» و«هير» تخطيط الرحلات وتحديد المواقع في دبي من دون الحاجة إلى الارتباط مع شبكة الإنترنت.

مترو دبي
شبكة قطار متطور، يعمل آلياً، ويُعد أكبر نظام مترو في العالم وبطول 74.6 كيلومتر، ويمر المترو بـ 49 محطة في دبي، 9 منها تحت الأرض. وتتوزع هذه المحطات على خطين يغطيان مسارات ووجهات متعددة هي الخط الأحمر بطول 52.1 كيلومتر والخط الأخضر بطول 22.5 كيلومتر. ويتكون كل قطار مترو من مقصورات مختلفة، مخصصة لفئات محددة من الركاب، فهناك مقصورات للسيدات والأطفال، ومقصورات الدرجة الأولى. وجميع قطارات ومحطات المترو مكيفة ومجهزة بخدمات «الإنترنت» اللاسلكي، وكاميرات المراقبة، ونظام الاستدعاء الآلي المتكامل، والتنبيهات الآلية، واللوحات الإرشادية والمعلوماتية، والخدمات المتطورة، ومن المخطط إنشاء شبكة لقطارات المترو في كلٍ من الشارقة وأبوظبي.

سيارات الأجرة
تُعد سيارات الأجرة في دولة الإمارات من وسائل التنقل الرئيسية التي يستخدمها الزوار والسياح، حيث تتم إدارة أساطيلها بشكل احترافي، وهي منتشرة في كافة الأماكن السياحية، وهي واسعة الانتشار ونظيفة ومجهزة بعدادات لتنظيم وضبط التعرفة بدقة. يُمكن حجزها عبر التطبيقات الذكية المخصصة لذلك. كما تتوافر خدمات أوبر، ويتم تشغيل خدمات سيارات الأجرة على مدار اليوم ولمدة 24 ساعة يومياً، وهناك سيارات أجرة مخصصة للسيدات تقودها سائقات، وسيارات أجرة كبيرة الحجم مخصصة لنقل الزوار والسياح من وإلى المطارات. كما توفر هيئة الطرق والمواصلات بدبي ومركز النقل المتكامل خدمة التأجير الذكي للمركبات التي تتيح حجز مركبة لفترة تصل إلى ست ساعات، إلى جانب توافر خدمات «أوبر».

حافلات النقل العام
تمثل شبكة حافلات النقل العام الوسيلة الرئيسية التي تربط شبكة المواصلات المتنوعة معاً وجميع إمارات الدولة وتُعد شبكة النقل الأكثر امتداداً حيث تغطي المراكز السياحية ومناطق الأعمال والأحياء السكنية، وتعتبر هذه الحافلات عصرية ومكيفة ومجهزة بوسائل راحة لذوي الهمم، ووسائل مساعدة سمعية وبصرية، وهي مراقبة بالكاميرات، وتخصص أماكن لجلوس السيدات والأطفال، وتتسم بالكفاءة في مواعيد الوصول، وسهولة الدفع، كما يتضمن الأسطول حافلات صديقة للبيئة تسير ببطاريات كهربائية قابلة للشحن.

النقل البحري
وسائل المواصلات البحرية تضم العديد من الخيارات، مثل التاكسي المائي والباصات المائية، والفيري، وقوارب العبرة، ويمكن اعتماد استخدام وسائل النقل البحري في كلٍ من أبوظبي ودبي والشارقة حيث تغطي مساحات مهمة وحيوية في المدن الرئيسية، إذ تعمل وسائل المواصلات البحرية على الخطوط البحرية الممتدة بين منطقتي الممزر ومرسى دبي، وكذلك على محطات خور دبي، وتمر على أكثر من 30 محطة بحرية منتشرة على ساحل دبي، ويمكن للتاكسي المائي في دبي نقل 10 ركاب بحدٍ أقصى في المرة الواحدة. فيما تسير رحلات الفيري البحري عدد أكبر وتعمل في محيط مرسى دبي. 
وتوفّر مدينة أبوظبي خدمة العبّارات التي تعمل يومياً بين جزيرة دلما وميناء مغرق ومرسى جبل الظنة، وتتوافر هذه الخدمات أيضاً في دبي في كلٍ من محطات بر دبي وديرة وجميرا ومرسى دبي، وتترابط مع محطات الشارقة. 
أما قوارب العبرة التقليدية، فهي مراكب تراثية تقليدية مزودة بمُحرك وهي وسيلة النقل البحري الرئيسية في خور دبي، وبحيرة خالد وبتعرفة بسيطة للغاية.

طرق الدفع
يُمكن للركاب الدفع باستخدام النقد أو البطاقات الائتمانية في سيارات الأجرة، أما في وسائل المواصلات الأخرى، وفي دبي على سبيل المثال، فيجب على الركاب استخدام بطاقة «نول»، وهي بطاقة التنقل الإلكترونية، لاستخدام المترو والحافلات والباصات المائية، وهي بطاقة مسبقة الدفع يتم شراؤها وتعبئتها من محطات المترو، حيث يتم احتساب التعرفة وخصمها تلقائياً من محفظتك الإلكترونية، ويُتاح لك الاختيار من بين أربع فئات لبطاقات نول، هي الحمراء والفضية والذهبية والزرقاء طبقاً لتكرار وطبيعة رحلاتك. 
كما توفر شبكة الحافلات 3 بطاقات خاصة مُصنفة على النحو التالي: مؤقتة، وغير محددة الهوية، وشخصية، ويمكن شراؤها من محطات الحافلات، وفي الشارقة يستطيع ركاب الحافلات استخدام بطاقة «ساير» للتنقل، بينما تعمل الحافلات في أبوظبي وفق منظومة «حافلات» بالبطاقات الذكية.

قطار الاتحاد
وشهد ديسمبر الماضي إطلاق البرنامج الوطني للسكك الحديدية باستثمارات قيمتها 50 مليار درهم ليشكل منظومة متكاملة لنقل البضائع والركاب على مستوى إمارات الدولة. ويعد قطار الاتحاد أول منظومة نقل بري تصل بين مختلف مدن ومناطق الإمارات من الغويفات وحتى الفجيرة بما يساهم في تطوير منظومة نقل شاملة ومتكاملة تفتح آفاقاً تنموية وتوفر فرصاً اقتصادية تصل قيمتها إلى 200 مليار درهم.
ويرسخ البرنامج الوطني للسكك الحديدية تفوق الإمارات العالمي في المجال اللوجستي، حيث سيربط قطار الاتحاد للبضائع 4 موانئ رئيسية، وسيتضمن بناء 7 مراكز لوجستية في الدولة، وسيبلغ حجم النقل 85 مليون طن من البضائع في عام 2040 بما يقلل تكاليف النقل إلى 30%، ويوفر 8 مليارات درهم من تكلفة صيانة الطرق، فيما سينقل قطار الركاب 36.5 مليون راكب سنوياً بحلول عام 2030.

ترام دبي
يعتبر ترام دبي واحداً من أكثر وسائل النقل أماناً وجمالية في العالم، حيث صمم ليكون جزءاً أساسياً من شبكة مواصلات دبي، ويعد ترام دبي أول مشروع ترام خارج أوروبا يعمل بنظام التغذية الكهربائية الأرضية على كامل الخط دون الحاجة لأسلاك الكهرباء العلوية.
ويربط ترام دبي بين مواقع رئيسية ومحورية في المدينة، مثل محطات أبراج بحيرات الجميرا، وداماك على الخط الأحمر لمترو دبي، وتمتد خطوطه من مرسى دبي ليصل إلى نخلة جميرا بمحاذاة شارع الصفوح. ويتصل أيضاً بقطار مونوريل نخلة جميرا، وتحقق شبكة المواصلات الآلية مستويات عالية من الراحة وسهولة التنقل والأمان للركاب، وتوفر لهم إمكانات متطورة، مثل خدمة الإنترنت اللاسلكي. ويبلغ طول شبكة ترام دبي 10.6 كيلومتر، وتمر عبر 11 محطة موزعة على عدد من المناطق السكانية، وتتكون كل عربة من عربات الترام من سبع مقصورات وموزعة بين الدرجتين الفضية والذهبية، وتم تخصيص مقصورة في الدرجة الفضية للنساء والأطفال.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©