الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مدير هيئة حماية البيئة في رأس الخيمة ل «الاتحاد»: 4 عوامل لتحقيق استدامة النظام البيئي الصحراوي

البيئة الصحراوية تعد أشهر الأنظمة البيئية في الدولة وجزءاً مهماً من تاريخها (من المصدر)
30 يناير 2022 01:28

هدى الطنيجي (رأس الخيمة)

قال الدكتور سيف الغيص المدير العام لهيئة حماية البيئة والتنمية في رأس الخيمة: «إن البيئة الصحراوية تعد أشهر الأنظمة البيئية في الدولة، وجزءاً مهماً من تاريخها وتراثها الزاخر بالحياة النباتية والحيوانية».
وأكد أهمية الحفاظ على هذه البيئة الغنية عبر استدامتها وتحقيق التوازن البيئي الذي يتماشى مع متطلبات التنمية المستدامة عبر تطبيق 4 عوامل، مشيراً إلى أن رأس الخيمة تتميز بتعدد أنظمتها البيئية، والنظام الصحراوي في المقدمة من حيث المساحة؛ لأن الدولة تقع ضمن النطاق الاستوائي الجاف الممتد عبر آسيا وشمال أفريقيا. وقال في حواره مع «الاتحاد»: إن الصحراء الرملية أكبر الموائل الأرضية السائدة في الدولة لامتدادها من الخليج العربي جنوباً إلى الربع الخالي، ومن الشرق إلى السهول الحصوية المطلة على جبال الحجر، لافتاً إلى أن النظام الصحراوي يتميز بقلة الغطاء النباتي وانخفاض معدلات هطول الأمطار وارتفاع نسب التبخر خلال الصيف، بينما يُعد أكثر خضرة فترة الشتاء، لكثرة تساقط الأمطار.
وذكر أن رمال الصحراء تعد مكوناً مهماً من مكونات السياحية البيئية وأهم العوامل الجاذبة لعشاق السياحة الطبيعة، وحماية مكونات النظام يدعم الجهود البيئية لتعزيز محور الاستدامة، فضلاً عن حمايتها من السلوكيات الفردية، التي قد تتسبب في أضرار على المدى البعيد.
وأشار إلى أن الإمارات سعت نحو سن القوانين للحفاظ على طبيعة تلك المناطق وعلى الجميع الالتزام في الحفاظ عليها وتنميتها بشكل يسهم في استفادة الأجيال القادمة، لافتاً إلى أن الإنسان ينظر إليها أنها كثبان رملية بدرجات حرارة مرتفعة خالية من الحياة، ولكنّ هناك أنواعاً من الصحاري حول العالم تشكل نسبة ثلث الأراضي في كوكب الأرض، منها الباردة والساحلية والحارة وشبه الجافة.
وذكر أن تلك الصحاري تشهد معدل نزول أمطار متدنية لا تتعد 26 سنتيمتراً في كل سنة وبمعدلات تبخر عالية وتقل الرطوبة بصفة عامة، حيث تتسم معدلات نزول الأمطار بالاختلاف من عام إلى آخر منها في بيئتنا المحلية.

وكشف الغيص عن أن أهمية الحفاظ على النظام الصحراوي، تكمن في 4 عوامل أولها العامل الثقافي المرتبط بتاريخ الصحراء والعرب الذين استطاعوا التكيف مع شح الموارد في النظام المتفرد، الخالي من المواد المصنعة والمقتصر على المعاد تدويرها، فهو نظام متكامل تمكن الإنسان بناء تاريخه على الرغم من قلة الموارد النباتية والحيوانية والتعايش معه بكل سهولة.
وتطرق إلى العامل الثاني المتعلق بالجوانب البيئية، بداية بالأنشطة المرتبطة بالإنسان وتغيرات المناخ، حيث إن الصحراء تلعب دوراً أساسياً مرتبطاً بتغيرات المناخ، وظاهرة التصحر تأتي بفعل الظروف البيئية أو بفعل الإنسان، مثل السلوكيات الفردية الخاطئة، كاستخدام سيارات الدفع الرباعي التي تمر على الشجيرات وتسهم في القضاء على النباتات. وأضاف: مما ينتج عنه تفكك جزيئات التربة، حيث لا يوجد ما يدعم ثبات تلك الجزيئات، وبالتالي سهولة انتقالها بواسطة الرياح واختفاء الطبقة الخصبة والمنتجة التي تشكل السنتمتر الأول فقط.
وأكد أنه يمكن ملاحظة هذا الأثر بوضوح، حيث لا تعود النباتات للنمو في الممرات التي تستخدمها السيارات، ما يزيد وتيرة تشكل ظاهرة التصحر بشكل أسرع من الوضع الطبيعي، مشيراً إلى أن العامل الثالث في الممارسات الزراعية الخاطئة استنزاف المياه الجوفية التي تؤثر بتوازن النظام.
وأشار إلى أن العامل الرابع المتعلق بحماية واستدامة التنوع البيولوجي الذي يميز هذا النظام الفريد، بتجنب إزالة أحد مكوناته، على سبيل المثال تجنب اصطياد أنواع من الطيور، إذ في حال قضينا على أحدها الذي يتغذى على نوع من الحشرات نكون حينها قد أخللنا بالنظام. 

استدامة
أكد الغيص أن استمرارية النظام تعني استدامة البيئة الصحراوية والتنوع البيولوجي، حيث إن نظام البيئة الصحراوية المحلية يشهد نشاطاً خلال الليل، وأغلب الحيوانات الصحراوية تنشط هذه الفترة وتكون معتمدة على النباتات.
وذكر على سبيل المثال حيوان «الجربوع» أحد أنواع الحيوانات التي لا تشرب الماء، ويكتفي بجمع البذور والدخول في جحره وإغلاقه، أما «الجمل» المستمتع بدرجة حرارة 46 في يوليو فيستطيع وبكفاءة مذهلة التكيف والعيش في هذه الظروف الحارة وغيرها.

الاستمتاع بالبيئة الصحراوية
في إطار استدامة التنوع البيولوجي في النظام الصحراوي، دعا الدكتور الغيص إلى الابتعاد عن المشي على جوانب الطريق في تلك المناطق، والسبب أن بعضاً من الزواحف والثعابين تلجأ إلى هذه المناطق للحصول على التهوية من المركبات المارة، والبعض قد يستفيد من التهوية في إزالة الحشرات العالقة في جسمه.
وختم د. سيف الغيص حديثه بدعوة أفراد المجتمع للاستمتاع بالبيئة الصحراوية خلال الشتاء بشكل يسهم في الحفاظ على استدامتها، مؤكداً أهمية نشر التوعية بين مختلف شرائح المجتمع في سبيل حماية النظام البيئي بالتعاون مع مختلف القطاعات والجهات في الدولة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©