علي بن تميم لـ«الاتحاد»: الإمارات تشهد مبادرات ريادية للنهوض باللغة العربية

أحمد شعبان (القاهرة)
أكد الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تشهد نهضة ثقافية وفكرية كبيرة، مشيراً إلى الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة لقطاع الكتاب وقطاع اللغة العربية على نحو مسؤول وإيجابي ومبتكر، من خلال الكثير من المبادرات الريادية للنهوض باللغة العربية.
وقال الدكتور علي بن تميم، خلال حوار مع «الاتحاد»، على هامش مشاركة المركز بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الـ53، إن هناك مبادرات ريادية في الإمارات على مستوى رقمنة اللغة العربية ومصطلحاتها ومعاجمها وعلومها، ويدل على ذلك مشروع «المعجم التاريخي للغة العربية»، مؤكداً أنه من أهم المنجزات في سبيل التوصل إلى الهوية العربية من خلال اللغة التي هي أداة تسجيل التاريخ والتراث بوصفها الوعاء الذي يتشكل بداخله الفكر وتتطور الشخصية.
وأكد الدكتور علي بن تميم، أن مركز أبوظبي للغة العربية يحرص دائماً على المشاركة في المشروعات الثقافية المهمة والنيرة على مستوى العالم. ولذلك، يحرص كل عام على المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، مؤكداً أن معرض القاهرة الدولي للكتاب منصة رائدة في صناعة الكتاب، وتعزيز النشر، ودعم اللغة، واستقطاب الجماهير العريضة من جميع أنحاء العالم.
ونوه بأن «معرض القاهرة الدولي للكتاب يمثل لنا فرصة لعرض أنشطة مركز أبوظبي للغة العربية»، موجهاً الشكر للقائمين على تنظيم المعرض الذي وفر للمركز كامل الخدمات والدعم للمشاركة، مؤكداً أن ذلك يعود للعلاقات القوية والمتينة والتاريخية التي تربط دولة الإمارات ومصر على كافة المستويات والقطاعات، وعلى رأسها القطاع الثقافي والتعليمي والكتاب.
وحول الفعاليات التي ينظمها مركز أبوظبي للغة العربية على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب، وعلى رأسها النسخة الثانية من «الخلوة الثقافية للغة العربية»، قال الدكتور علي بن تميم «إن هذه الخلوة الثقافية مهمة جداً، لأن مسألة تحديات اللغة العربية تختلف من بلد لآخر، فاحتياجات دولة المغرب على سبيل المثال تختلف عن احتياجات المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة».
وشدد على أن هناك تحديات مُشتركة تواجه اللغة العربية، مؤكداً أن هذه التحديات عندما تُعرض في مثل هذه الخلوات، حيث يجتمع نُخبة من البارزين والمهتمين والمعنيين باللغة العربية وتعليمها في مصر حوالي 45 خبيراً ومختصاً، لا شك في أنها سوف تطرح جملة من الفرص، وسوف تقترح مجموعة من المبادرات لمقاربة اللغة، وتعزيز آفاق التعاون، من أجل خدمة التحديات المشتركة في مقاربتنا للثقافة واللغة العربية.
ونوه الدكتور علي بن تميم بأن «الخلوة الثقافية للغة العربية» خرجت بعدة توصيات تتعلق بمجال الإبداع والفنون والتعليم والبحث العلمي والإعلام، وكذلك التحديات والإنجازات، مشيراً إلى أن الخلوة اتخذت نموذج الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي حتى نُبين كيف تجلى المشترك الثقافي من خلال علاقات تلقي طه حسين.
وعن إعلان مركز اللغة العربية اختيار الدكتور طه حسين الشخصية المحورية لمعرض أبوظبي للكتاب 2022 الذي سيعقد في مايو المقبل، قال الدكتور علي بن تميم «إن هذا تقليد ينهض به معرض أبوظبي الدولي للكتاب كل عام، بحيث يتم اختيار شخصية مهمة راحلة، ولها دورٌ بارز وأثر على الثقافة العربية والعالمية».
وأشار إلى أن الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي نموذج واضح وبيّن للشخصية المحورية التي تتمحور حولها الأنشطة الأدبية والثقافية، بحيث يُقدم نتاجه الفكري والأدبي للنشر بصورة جديدة ومختلفة، ويتشارك مجموعة من الباحثين لتقديم هذه الإنتاجات، وإعادة طباعة كتبه وتقديمها بتكنولوجيا جديدة.
وعن العلاقات الثقافية والفكرية التي تربط بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية، قال الدكتور علي بن تميم، إن العلاقات بين البلدين الشقيقين تاريخية وكبيرة جداً منذ عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وهي علاقات طيبة على جميع المستويات، وليست على المستوى الثقافي فقط، مشيراً إلى المشاركة الثرية من الأساتذة والخبراء من المصريين في المشروعات الثقافية لمركز أبوظبي للغة العربية.
ولفت إلى التعاون الكبير بين المؤسسات والمراكز الثقافية الإماراتية والمصرية والذي يبدو واضحاً جداً من خلال المشاركة الفعالة للمؤسسات الثقافية الإماراتية في معرض القاهرة الدولي للكتاب كل عام، وكذلك التعاون في تنظيم المؤتمرات والندوات والورش الثقافية والأدبية.

أخبار ذات صلة

المؤتمر الدولي للنشر العربي والصناعات الإبداعية 28 الجاري

«أبوظبي الدولي للكتاب» يستقطب 1350 عارضاً من 90 دولة