الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مشاكل الإبصار عند الأطفال.. تعددت الأسباب والخسارة واحدة

مشاكل الإبصار عند الأطفال.. تعددت الأسباب والخسارة واحدة
22 يناير 2022 01:35

لمياء الهرمودي (الشارقة)

في عصر الحواسيب الذكية والألعاب الإلكترونية، زادت مشاكل الإبصار لدى الأطفال الصغار، ورغم تعدد الأسباب فالخسارة واحدة، هي طفل في مقتبل العمر، يرتدي نظارة طبية، ربما لأسباب وراثية أو بيئية أو بسبب السلوكيات اليومية وطريقة تعامله مع الأجهزة الذكية، والمدة التي يقضيها في اللعب أو الدراسة عبر هذه الأجهزة، وقد يكون السبب ناتجاً عن أمراض أخرى تصيب العيون.
وتعد مشاكل الإبصار لدى الأطفال التي يلزم تصحيحها أحد المواضيع المهمة والحساسة لكونها تؤثر على حياتهم المستقبلية في التعليم، أو لاحقاً للحصول على رخصة قيادة سيارة أو فرصة عمل، وعلى الوالدين التنبه للعوامل التي قد تؤثر على صحة إبصار أبنائهم.
وأكد عدد من أولياء الأمور أنهم لاحظوا احتياج أبنائهم لارتداء النظارة، خاصة بعد استخدامهم للأجهزة اللوحية لساعات طويلة في اليوم تصل إلى أكثر من 6 ساعات، خاصة بعد الجائحة، وتحول التعليم «عن بُعد».
وقالت مريم أمين: «أصبح اثنان من أبنائي حالياً يرتديان النظارات، في حين أشعر أن اثنين آخرين يحتاجان إليها، لكونهم لا يرون جيداً من بعيد، كما أنهما يقومان بفرك أعينهما بشكل مستمر، وأعتقد أن السبب الرئيس ليس وراثياً فقط، بل بسبب الشاشات الذكية التي باتت جزءاً من روتينهم اليومي للتعلم، والمتعة في الوقت ذاته».
وبدوره، أوضح طلال محمود، أن أبناءه جميعاً باتوا يضعون النظارة حتى أصغرهم، والذي لا يتعدى عمره الـ9 سنوات، وهو أمر طرأ بشكل كبير بعد التحول إلى التعليم «عن بُعد»، إذ لاحظت انتشار هذا الأمر حتى بين أبناء أقراني وأصدقائي، ولا يمكن تجاهله.
من جانبها، أكدت ريان عامر معلمة للمرحلة التأسيسية على أنه بسبب الأزمة الحالية وظروف التعلم «عن بُعد»، وكثرة استخدام الأجهزة لأكثر من ست ساعات في اليوم، لاحظت بعض الطلبة، وبنسبة تقريبية تصل إلى 60% يعانون من رعشة في العين، وضعف في النظر، وخمول وإرهاق شديد، مشيرة إلى أن هذه الأعراض، قد تكون مؤشرات لخلل في الإبصار لديهم، وقد تكون بسبب حاجتهم لارتداء النظارات.
وأكدت الدكتورة ميسون أبوشعالة اختصاصية طب العيون بمستشفى الجامعة بالشارقة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن هناك أعراضاً وعلامات هامة تكون مؤشراً للوالدين لتوقع وجود اضطرابات إبصار عند أبنائهم من عدمه، وهي: الصداع، وازدياد في سرعة رمش العيون، وفرك العيون بالأيدي، والجلوس على مسافة قريبة جداً من جهاز التليفزيون لرؤية جيدة، فضلاً عن تقريب المسافة بين أعينهم وأجهزة الموبايل أو الأجهزة الإلكترونية اللوحية عند استخدامها، كما أنهم يفقدون التركيز مع المعلم في الفصول الدراسية، لعدم قدرتهم على رؤية السبورة الشاشة الحائطية بصورة جيدة خلال الشرح، كما يعتبر السقوط كثيراً خاصة عند اللعب من ضمن المؤشرات بأن الطفل يعاني من صعوبة أو اضطراب في الإبصار.

  • ميسون أبوشعالة
    ميسون أبوشعالة

وشددت الدكتورة ميسون أبوشعالة أنه يجب على الوالدين ملاحظة هذه الأعراض إذا ما تكررت كثيراً، ومراقبة أبنائهم، حيث إنه عند ملاحظة واحد أو أكثر من الأعراض السابقة، لا بد عليهم من القيام بزيارة طبيب عيون متخصص للكشف الشامل الذي يشمل فحص الطبيب، واستخدام التقنيات الحديثة لتحديد عيوب الإبصار، والتأكد من عدم وجود أمراض أخرى بالشبكية، والجسم الزجاجي والعدسة وكل أجزاء العين.
وأشارت إلى أنه من الأمور الهامة التي يجب أن ينتبه لها الوالدان هي ضرورة السيطرة على ساعات استخدام الأجهزة الإلكترونية للأطفال مثل: الهاتف المحمول، والكومبيوتر اللوحي، لما لذلك من تأثير سلبي على البصر، واعتباره مسبباً رئيساً لاضطرابات الإبصار عند الأطفال.
وقالت: يرجع السبب لكون الأجهزة اللوحية والشاشات من مسببات اضطراب البصر عند الأطفال، لأن الأطفال يعتادون على استخدامها، وعيونهم تكون على مسافات قصيرة جداً من الشاشة، مما يسبب حالة من قصر النظر الكاذب، ويقلل قدرتهم على رؤية الأشياء البعيدة وهذا له أثر مباشر على مستوى فهمهم للمواد الدراسية والتي يتم شرحها على شاشات ذكية أو سبورة الفصل، والتي تقع على مسافة أبعد من ذلك بكثير.
وأكدت الدكتورة ميسون أبوشعالة، أنها رأت خلال ممارستها كأخصائية عيون، حالات عديدة لأطفال يعانون من قصر النظر، بسبب ذلك الاستخدام السيئ للأجهزة الإلكترونية، وقد تصل تلك الحالات أحياناً لعدم قدرتهم على رؤية ما هو أبعد من مترين فقط، مشيرة إلى أنه ثبت أن الضوء الأزرق المشع من الأجهزة الإلكترونية يسبب ضرراً على شبكية الأطفال إذا أسيء الاستخدام.

الأجهزة الإلكترونية
قالت الدكتورة ميسون أبوشعالة: يجب أن نعلم أن الأجهزة الإلكترونية رغم دورها الرئيس الذي أصبح في حياتنا بسبب التعليم «عن بُعد»، إلا أنها ليست المسؤول الأوحد عن عيوب الأبصار عند الأطفال، فبعض الأطفال يولد بعيوب في الإبصار، ويتم كشف ذلك من خلال التشخيص المبكر، ليمكن من ارتداء النظارات ذات القياس الصحيح وتجنب حدوث كسل وظيفي في العيون. وأضافت الدكتورة ميسون أبوشعالة: ننصح دائماً بزيارة الطبيب المختص عند التفكير في تصحيح الإبصار للأطفال حتى سن السادسة عشرة، وإذا ما شعر الوالدان بحاجة الأبناء لارتداء نظارة طبية، فعليهم عدم الذهاب مباشرة لمحال النظارات لقياس النظر، لأنه للأسف غالباً ما تحدث قياسات خاطئة هناك، إذ إنهم لا يقومون بتوسيع حدقة العين بالقطرات الطبية الخاصة بذلك قبل القياس، ويترتب على ذلك أن يرتدي الطفل نظارات هو ليس في حاجة إليها أو يرتدي نظارات بقياس خاطئ قد تسبب له الصداع المزمن فيمتنع عن ارتداء النظارة.

«الليزك».. ممنوع قبل العشرين
حول أهم الإرشادات لتجنب المراحل المتقدمة من ضعف الإبصار عند الأطفال قبل فوات الأوان، والتي تؤدي في الغالب لحدوث الحول في العين، أوضحت الدكتورة ميسون أبوشعالة، أنه لا بد من زيارة الأماكن المؤهلة لعمل تصحيح إبصار علمي صحيح، والذي يكون بالمستشفيات أو العيادات المتخصصة، وعن طريق اختصاصي بصريات معتمد أو طبيب عيون.
ويجب على الوالدين استخدام المهارات التربوية مع الأطفال لتحفيزهم لارتداء النظارات، والصبر على رفضهم المبدئي لارتدائها أحياناً، كما يترتب عليهم أيضاً توعيتهم بأضرار عدم ارتدائها، ويجب التنويه إلى أن استخدام «الليزك» بكافة أنواعه يعتبر ممنوعاً لتصحيح عيوب الإبصار عند الأطفال، ولا يفضل القيام به قبل عمر العشرين عاماً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©