الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أصدرها مركز «تريندز».. دراسة تحدد مصير «الإخوان» بعد سقوطهم مجتمعياً

أصدرها مركز «تريندز».. دراسة تحدد مصير «الإخوان» بعد سقوطهم مجتمعياً
8 يناير 2022 01:05

أبوظبي (الاتحاد)

أصدر مركز «تريندز» للبحوث والاستشارات دراسة جديدة تحت عنوان: «مصير الإخوان: ما بعد السقوط المجتمعي»، أعدها الباحث الإماراتي محمد خلفان الصوافي، وقد سلط خلالها الضوء على حقيقة اكتشاف الشعوب العربية ألاعيب تنظيمات الإسلام السياسي السُّنية منها والشيعية، وعلى رأسها تنظيم الإخوان المسلمين.
ويوضح محمد الصوافي أن صبر الشعوب على ما تفعله جماعات الإسلام السياسي من تدمير للأوطان قد نفد، بعدما تلقى «الإخوان» صفعة قوية في ثلاث دول عربية، استطاعوا أن يصلوا إلى الحكم فيها، ولكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً وأثبتوا أنهم لا يصلحون لإدارة أي دولة، إذ يفكرون بفكر «الجماعة» وعقليتها وليس بفكر رجال الدولة في وطن.
ويؤكد أن الخسارة المُذلة لحزب العدالة والتنمية المغربي في الانتخابات البرلمانية الأخيرة لم تُثِر دهشة كبيرة، خصوصاً على المستوى الشعبي، مقارنة مع السقوط المجتمعي الذي تعرضوا له في كل من مصر وتونس، فبعد أن سيطرت الغطرسة وغلب الكبرياء على سلوك تنظيم الإخوان في فترة صعوده وتصدُّره المشهد السياسي خلال عام 2011، أدى فشله في تقديم مشروع تنموي بديل عن الشعارات السياسية الجوفاء إلى انتفاض الشعوب العربية ضده.
ويشير الكاتب الإماراتي محمد الصوافي في دراسته إلى أن الشعوب العربية التي احتضنت تنظيم الإخوان المسلمين في فترات مضت هي نفسها التي أنهت حضورهم ووجودهم، وكأنها كانت عبارة عن تقليعة سياسية أو «موضة» سادت ثم بادت، بعد عقد من الزمن من مراقبة تجربتهم في الحكم في عدد من الدول العربية.
ويضيف أن هذا الموقف الشعبي العربي تزامن مع بوادر دولية وإقليمية وعربية لقطع جسور الدعم والتأييد التي كانت السبب في تقوية موقف «الإخوان»، إذ إن بروزهم السياسي لم يكن بفعل قوتهم الذاتية فقط، وإنما بإرادة خارجية أيضاً.
ويؤكد الصوافي أن الموقف الخارجي تطور في الاتجاه الصحيح، بعد استيعاب أصحاب القرار في الغرب لمخاطر تيارات الإسلام السياسي على النسيج المجتمعي وتداعياتها على قيم الحوار والتسامح، وبعد اقتناعهم بأن دعم هذه التيارات يجلب النقد والإساءة للداعمين لهم، وبالتالي فإن الموقف الغربي الإيجابي المستجد جاء استجابة للبيئة الداخلية في الدول العربية.
ويبين أن هذه البيئة الداخلية تمثلت في محطات عدة؛ أهمها سقوطهم المدوي في الحكم وانتهاء تجاربهم الديمقراطية، فمن يقارن بين ما كان ينظِّر له الإخوان وما يطرحونه كفكر يكتشف أنهم كانوا الحاضنة الرئيسة للفكر المتطرف والممارسات الإرهابية؛ فمراجعة كتاباتهم تكشف بسهولة أنهم يشرعنون العنف والقتل، وأن نظامهم الداخلي فيما بينهم لا يعرف الحوار أو الديمقراطية في تدبير أمور التنظيم.

المظلومية الزائفة
يؤكد الصوافي أن «المظلومية» الزائفة هي أكثر ظاهرة استخدمها «الإخوان» في إقناع الرأي العام العالمي ودوائر صنع القرار، وقد تعاطفت دول ومجتمعات معهم، خاصة بعد أن استمروا في ترديدها وتضخيمها.
وخلص الكاتب الإماراتي محمد خلفان الصوافي في دراسته إلى أن ما يعانيه الإخوان اليوم لا يكمن في مواجهة الحكومات العربية لمخططاتهم، ولكن في رفض الشعوب لهم؛ فالإخوان أخذوا فرصة التجربة في الحكم، بعد أن روجوا لأعوام طويلة الأكاذيب حول بطش السلطات وظلمها لهم، وبعد سقوط الأقنعة التي استثمروا فيها سياسياً ومالياً على مدى عقود طويلة، أصبحوا في مواجهة مع الشعوب التي أدركت أنها لم تكن سوى ضحية لتضليلهم وخداعهم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©