الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«عام جديد عام سعيد».. قصيدة لمحمد بن راشد تمجد الإنجازات وتحتفل بـ«الخمسين»

«عام جديد عام سعيد».. قصيدة لمحمد بن راشد تمجد الإنجازات وتحتفل بـ«الخمسين»
1 يناير 2022 02:22

محمد عبدالسميع (الشارقة)

مع إطلالة العام الجديد، والدولة ترفل بثوب السعادة والإنجاز والعطاء، تبسمُ حروف صاحب السّمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بفرحة الإمارات: قيادةً وشعباً ومنجزاتٍ كبيرة، حيث يتصل العطاء في هذا اليوم الجامع لمنجزات عامٍ مضى، بعامٍ جديد تنطلق فيه البشرى والاعتزاز باحتفاليّة الـ50 عاماً التي تشكّل قيمةً كبرى بمناسبة تأسيس الدولة، ليكون عام 2022 هو عام التميّز والصدارة بامتياز، وهو ما تحمله قصيدة (عام جديد..عام سعيد)، التي ينسجها صاحب السّمو الشيخ محمد بن راشد؛ ناسجاً معها آمال وطن كبير ووفاء شعب عظيم ورؤية حكيمة واثقة لقيادة رشيدة.  
وبإبداعات فارس الكلمة والبيان صاحب السّمو الشيخ محمد بن راشد، يحلّ عام اثنين وعشرين في المستهلّ الأوّل للقصيدة بل في  بيتها الأوّل، للدلالة على أهميّة هذا العام والاستعدادات الكبيرة له، ولذلك فقد استجابت بقيّة الأبيات لقافية واحدة تحمل موسيقى رائعة لقصيدة وطنيّة، فالفرحة بعام اثنين وعشرين، تقابلها فرحة (الخمسين)، وهذا من بديع القول والتوليفة الشعريّة، كمناسبتين مرتبطتين ببعضهما، هما تمهيدٌ لوثيقة سياسيّة وإنسانيّة لبلد لم يعرف غير العطاء والتسامح والحبّ، وهو ما تحمله الأبيات التالية للقصيدة.
أمّا ميزة الثلاثة عشر بيتاً في هذه القصيدة، فهي بما تحمله من سجلٍّ حافل يلخّص المشوار المحترم للدولة، ويذكّرنا بالنهج الذي تسير عليه، من خلال ضمير المتكلّم الـ(نحنُ) الذي يتخلل كلّ بيت ويحمل الشعور العزيز والإنساني؛ فهي قصيدة جامعة للتكامل فيما يتعلق بالمستقبل، وهي كذلك لسان حال الإمارات في ميادين العلاقات مع الجار والصديق والشقيق، تحمل أسباب النجاح ومداه الواسع الذي لا يحدّه حدٌّ أو تنال منه تحديات.
ويحمل البيت الثالث في القصيدة كلاماً كثيراً عبّر عنه صاحب السّمو الشيخ محمد بن راشد بكلمات يسيرة لكنّها بليغة في تأكيد الصّورة وتوضيحها لمن يطلب الوضوح أو يستعصي عليه الفهم، ففي هذا البيت وحدة الكلمة والصّف: (ما نختلف)، وفيه أيضاً عدم التقهقر أو الارتداد إلى الوراء أو الخوف: (ما نلين)، وفيه بطبيعة الحال بذلٌ وكرمٌ معروف لا تنظر إليه الإمارات على أنّه خسارة كما يمكن أن يتصوّره البعض؛ بل هو طموحٌ دائمٌ نحو العلياء التي وصلتها الدولة ويجب أن تكون هذه العلياء مطمحاً وحلماً لكلّ الدول التي تقتدي بالإمارات وتسير سيرها، فـ(العليا) تستحقّ كلّ هذا البذل والتصميم وولوج الصعب لتحقيق المستحيل.
إنّه نهج الآباء الذين نظروا إلى التكامل قوّةً، والنجاح أمراً هيّناً إذا صدقت النيّة وصحّ العزم؛ ولذلك فقد تجلّى هذا المعنى في البيت الذي يجمع ما بين النهج والمضيّ قُدماً: (على نَهَج لآباء ماضين)، والعزم والإبداع والحنكة والسياسة(بعزوم وإبداع وسياسة)، هذه السياسة والحنكة التي لا غنى عنها لدولة واثقة الخطى تقرأ بذكاء وتفهم مآلات الأمور وتحديات ومصائر البشريّة، دولة تجتاز كلّ يوم بل كلّ ساعة معياراً جديداً من معايير النجاح وتحقق على مدار اللحظة أعلى النسب والمؤشرات على مستوى العرب والعالم في مواضيع رياديّة تطلّ علينا بها الإنجازات كلّ يوم.
ولذلك، فلا يمكن أن نجد ميداناً لم تسهم فيه الإمارات أو تضع لها بصمةً في تحقيق منجزاته وتذليل مصاعبه ومواجهة تحدياته: (إنساهم بكلّ الميادين)؛ ففضلاً عن الجانب الإنساني، فقد نجحت الدولة في حقول العلم والصناعة والتجارة، وهي مفردات مهمّة جداً لا بدّ من الاهتمام بها لأيّ دولة تسعى نحو تحسين الحال والارتقاء إلى سلم الإنجازات، هذه المفردات هي التي يجمعها قولنا (الازدهار العلمي والاقتصادي)، حيث العلم ضرورة وواجب والصناعة والتجارة أولويات مهمّة، وهو ما انعكس إيجابيّاً على رفاهيّة الوطن وسعادة الشعب الإماراتي وفرحة أبنائه.
وبمنتهى الذكاء والإبداع، يتدرّج صاحب السّمو الشيخ محمد بن راشد إلى موضوع مهم، يتعلّق بنظرة الإمارات إلى (المال) واعتباره وسيلةً لإسعاد الناس والبشريّة وصنع الحضارة الإنسانيّة؛ ففي حين ينظر البعض إلى القوّة على أنّها في (جمع الملايين)، تتعزز لدى دولة الإمارات العربيّة المتحدة النظرة إلى الإيثار والإسهام الحضاريّ الذي يغدو المال فيه شرياناً مهمّاً لا غنى عنه، فهي نظرة نبيلة عبّر عنها البيت الشعري بجمع حالتين متناقضتين تماماً: الأولى لا تعمل للإنسانيّة، والحالة الثانية تضع نصب عينها دائماً خدمة الإنسانيّة والإسهام في صنع الحضارة (لي همّهم جمع الملايين.. إيهمّنا صنع الحضاره).
ثمّ تتوالى الأبيات الداعمة لهذا المعنى والمقارنة بين الحالات، التي تظلّ الإمارات فيها الحالة الأقوى والنموذج الذي هو محلّ اقتداء، وهذه المرّة يذهب بنا البيت الشعري إلى وصف حالة العداء للنجاح والتربّص به والكيد أمامه، وحالة عدم المبالاة أو الاهتمام، فهي صورة بليغة حين جمع صاحب السّمو الشيخ محمد بن راشد أعداء النجاح ووضعهم وجهاً لوجه أمام جيش قويّ هو عدّة البلاد ومستقبلها وسلاحها ووسيلتها لردع المعتدي والتقليل من شأنه، وهذه هي الثقة في أن تصنع الدولة الخير والحضارة من جهة وتطمئنّ في الوقت ذاته لقوّة جيشها وعتادها الحربيّ إذا ما دعت الضرورة إلى ذلك: (ولا يهزّنا كيد المعادين.. جيشٍ لنا يحمي دياره).
ومن أراد، من منظور هذه القصيدة الماجدة بتعابيرها والصادقة باعتزازها وثقتها، أن يتأكّد أو يختبر، فليسأل التاريخ فإنّ فيه الإجابة الشافية الكافية والردّ الصادق على ذلك، فهي قوّة شعريّة في أن يجعل صاحب السّمو الشيخ محمد بن راشد من التاريخ حكماً في هذا المجال، ففيه الإشارة وهو دائماً حافلٌ بالروّاد والرجال الذين يورّثون هذا المجد لأبنائهم من بعد: (تاريخنا حافل بماضين.. عطاهم التاريخ شاره).
أمّا الحاضر، فهو ورود ورياحين، كما أنّ القلوب جسورة ولا تهاب المنايا في سبيل الوطن، وقد جمع البيت الشعري بكلّ اقتدار بين الورد والقوّة؛ حيث الورد هو العطاء والسلام والمحبّة والازدهار والرخاء، في حين أنّ الجسارة والجيش والعتاد هو للدفاع عن البلاد وردّ كيد المعتدي، وفي ذلك ميزة شعريّة ليست بغريبة عن صاحب السّمو الشيخ محمد بن راشد، حيث يقول: (والحاضر وورود ورياحين.. وقلوبنا فيها جساره).
كما يأتي البيت الشعريّ التالي للمقارنة بين القول والفعل؛ فعادةً ما يستمرئ البعض القول ويتمادون فيه دون أفعال، وفي ذلك خذلانٌ لثقة الشعوب ورغبتها بتحقيق المنجزات، أمّا في حالة دولة الإمارات العربيّة المتحدة فإنّ القول هو الفعل ذاته، حين يلازمه، فالفعل هو البرهان على صدق الأقوال والمضيّ فيها، وقد جاء الوصف رائعاً في تقريع (أهل الفشيله والعثاره)، الذين يكثرون من الوشايات ويجعلونها صنعةً لهم فيبدعون فيها، لأنّهم إنّما يتعثّرون بأقوالهم ويعجزون دائماً عن إتمام القول بالفعل أو تنفيذه حقيقةً ماثلة للشعوب. وكما تجمع القصيدة بكلّ اقتدار وقوّة بين متناقضات عديدة،.. نراها تجمع في آخر أبياتها بين الجغرافيّة والاتجاهات لخدمة الوطن الواحد، فالشمال متماسكٌ مع اليمين وملتحمٌ به، في اتحاد قويّ وعزيز وقادر على كلّ هذا العطاء والإنجاز: (متماسكين إشمال وايمين.. بالاتحاد وباقتداره).
أمّا البيت الثالث عشر من القصيدة فيؤكّد النهج الواحد والثقة بالنصر والفوز في كلّ الظروف والأحيان، فهو الاتحاد الذي تتكامل مكوّناته ونسيجه الواحد، بل ويغدو فيه كلّ شيء مهيئاً للفوز والرفعة والمجد وتحقيق الانتصار: (نهجه يوحدنا بتمكين.. متأكدين إمن انتصاره).

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©