عدد اليوم
دبي (الاتحاد)
نظّم مجلس حنيف حسن القاسم الثقافي، ندوة حملت عنوان «مسيرة الاتحاد في عامها الخمسين»، بمشاركة سماحة السيد علي الهاشمي، مستشار الشؤون الدينية في وزارة شؤون الرئاسة. حيث قدّم الضيف سرداً لمواقف عاصرها مع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، حول اهتمامه بالعلم الشرعي، وتجربة جمع وتقنين القواعد الفقهية لتكون متأصلة في مناحي الحياة العامة بدولة الإمارات، وعلى رأسها القضاء والعلم الشرعي.
واستهل الهاشمي في ختام الموسم الثقافي للمجلس في عام الخمسين، مسيرته المهنية والوطنية وملازمته لمؤسس الاتحاد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث عمل منذ بدايات تأسيس الاتحاد وعلى مدى أكثر من 3 عقود في مجال القضاء الشرعي والمشورة الدينية، ما أعطاه صورة قريبة عن مكانة الدين الإسلامي الحنيف في فكر مؤسسي الاتحاد. كما تناول الهاشمي تجربة تأسيس لجنة عليا للنظر في تقنين الأحكام الفقهية والتي وجّه بها المغفور له الشيخ زايد في حينها، على أن تستقي مصادرها وعلومها من المذاهب الثمانية ومن كبار علماء الوطن الإسلامي من الدول العربية وغيرها كي تقدم صورة أكثر شمولية للتعددية والتسامح التي تنتهجها شريعتنا الغراء. مؤكداً أن توجيهات مؤسس الدولة، طيب الله ثراه، كانت تعكس في مجملها أصالة الثوابت الإسلامية التي قامت عليها دولة الإمارات وانفتاحها على التعددية المذهبية والثقافية وفق نهج وسطي ومتسامح.
واستشهد الهاشمي بجملة من الفتاوى والأحكام والتوصيات التي خرجت من رحم اللجنة، والتي بلغت حوالي 26 مشروعاً بقانون، منها مثلاً «قانون البحار» والذي كان يعد الأول من نوعه خليجياً، والمعاملات المالية المرتبطة بالربا، وإصدار موسوعة القواعد الفقهية وغيرها، حيث كانت اللجنة المنوطة بتلك الأعمال تواصل الليل بالنهار، وتستعين بالعلماء الأجلاء والمختصين من مختلف بقاع العالم، وهو ما يدل على تقدير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، العالي للعلم وأهله دون أدنى تعطيل لأعمالهم.
حضر الندوة، معالي سعيد الرقباني، والسفير عبدالله المعينة، مصمم علَم الإمارات، والدكتور أحمد بن عبدالعزيز الحداد، كبير المفتين، مدير إدارة الإفتاء بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، والفنان العالمي يوسف إسلام (الشهير بـ «كات ستيفنز»)، والدكتور أحمد سيف بالحصا، ولفيف من المهتمين في الشأن الثقافي والديني.
