عدد اليوم
دبي (الاتحاد)
أكد فخامة رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون، خلال ندوة صحفية مغلقة انعقدت خلال زيارته إلى دولة الإمارات العربية المتحدة أول أمس 3 ديسمبر 2021 أن الاتفاقيات التي تم إبرامها خلال الزيارة، سواء كانت عسكرية أو اقتصادية تندرج في إطار استراتيجية طويلة المدى تم تطويرها على مدى سنوات عديدة مع دولة الإمارات العربية المتحدة.
ووصف ماكرون العلاقات بين الإمارات وفرنسا، وتوقيع اتفاقيات التعاون الثنائية خلال هذه الزيارة، بأنها تعكس علاقة استثنائية جداً كانت دائماً موجودة، وقد بدأت بصفة خاصة مع الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك، وتواصلت بشكل متواتر وتأكدت بشكل كبير على مستوى القضايا الإقليمية.
شريك قوي وموثوق
وأضاف الرئيس الفرنسي أن «العلاقات بين البلدين تكثفت وتعززت في السنوات الأخيرة، لا سيما في الحرب ضد الإرهاب وكذلك من خلال الإدارة الذكية للعديد من الأزمات الإقليمية. ثم على هذا الأساس، رأت الإمارات أن فرنسا كانت شريكاً قوياً في مكافحة الإرهاب وشريكاً موثوقاً به في مختلف المسائل».
وقال ماكرون: «إننا حافظنا على التزاماتنا في المنطقة وإننا مرتبطون بهذه التوازنات. بالنسبة لي، هذا هو الهدف الرئيسي من هذه الجولة في دول الخليج: دولة الإمارات العربية المتحدة ثم قطر ثم إلى المملكة العربية السعودية. ما يعزز مكانة فرنسا».
وأكد الرئيس الفرنسي ثبات سياسة بلاده منذ سنوات عدة، مشيراً إلى مؤتمر بغداد في نهاية أغسطس الماضي، فالمنهج الفرنسي، على حد قول «ماكرون» يتمثل في «أن نكون على وجه التحديد شريكاً يريد العمل من أجل استقرار وأمن المنطقة، شريكاً يضع نفسه في مجال إمكانية الحوار مع الأطراف المعنية. هذا هو الالتزام الفرنسي في المنطقة، وهذا هو التعاون النشط في مكافحة الإرهاب».
وأكد الرئيس الفرنسي خلال الندوة الصحفية المغلقة أن «المواقف الواضحة التي اتخذناها، تعني أننا حققنا تقارباً أكبر مع دولة الإمارات، وفي الوقت الذي طرحت العديد من الأسئلة حول شركاء تاريخيين آخرين، أعتقد أن ذلك يعزز موقف فرنسا، وبالتالي فإن كل ذلك أدى بالفعل إلى تسريع المناقشات التي أجريناها لفترة طويلة، وهذا مكننا من إبرام عدد من الاتفاقيات.. لم يكن هناك عقد أو شراكة عسكرية بهذا القدر من التعاون العسكري».
الاستثمار في القطاعات الأكثر ابتكاراً
وواصل الرئيس الفرنسي حديثه خلال الندوة الصحفية، متطرقاً إلى الاتفاقيات الاقتصادية التي تم إبرامها أثناء الزيارة، قائلاً: «أبرمنا سلسلة من العقود الاقتصادية الثنائية وهي نتاج لما أطلقناه منذ سنوات عدة من أجل الاستثمار في فرنسا وعلى وجه الخصوص في قطاعاتنا الأكثر ابتكاراً وخياراتنا التكنولوجية الجديدة وترسيخها أساساً من حيث الشراكة التكنولوجية والتطوير على أساس الثقة الاستراتيجية التي هي خيارنا».
شراكة ثقافية مستمرة
وأكد الرئيس الفرنسي: «شراكتنا مع دولة الإمارات هي أيضاً شراكة ثقافية مستمرة، لقد رأينا ذلك معاً عند افتتاح متحف اللوفر في أبوظبي». وأضاف «ماكرون»: «سعيد جداً لأننا نستطيع مواصلة العلاقة والشراكة في هذا المجال. لقد أتيحت لي الفرصة لتهنئة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على هذا المعرض العالمي الرائع «إكسبو2020 دبي»، وأود أن أغتنم هذه الفرصة لتجديد التهنئة لدولة الإمارات وقادتها على هذا المعرض لأن تنظيمه هنا وإنجاحه في مثل هذه الفترة الزمنية من الأزمات والتهديدات أمر في غاية الأهمية للدولة وللجميع، وهو بالفعل ناجح جداً»..
وفي ختام الندوة قال الرئيس الفرنسي: «نحن فخورون جداً لوجودنا هنا: فخورون بتواجدنا هنا في هذه الفترة بالذات، فتلك أحسن طريقة لنقل قيمنا وتقدمنا وحريتنا ومعرفتنا. وأيضاً للتعبير عن طريقتنا في التعامل مع المستقبل واحتضانه بالابتكار، في الوقت نفسه بالكرامة الإنسانية. أعتقد أن هذا يتماشى بشكل مباشر مع ما فعلناه من خلال متحف اللوفر أبوظبي».. وفي نهاية حديثه وجّه إيمانويل ماكرون التهنئة لدولة الإمارات العربية المتحدة بالذكرى الخمسين لتأسيسها.
