الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات.. إنجازات خالدة في خمسين عاماً وآفاق واعدة في الثانية

الإمارات.. إنجازات خالدة في خمسين عاماً وآفاق واعدة في الثانية
2 ديسمبر 2021 00:54

بقلم الإعلامي د. محمد سعيد القدسي

منذ إعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة ظهر الخميس الثاني من ديسمبر عام 1971، وعلى مسيرة خمسين عاماً، دولة ذات سيادة.. عصرية في  مجالاتها الخدمية والإنتاجية كافة، وتحتل موقعاً متميزاً عربياً ودولياً، فقد حققت إنجازات يراها البصر والبصيرة من دون حاجة إلى شواهد وسجلات، لأن ميدان الواقع أبلغ دليل....
  تبوأت دولة الإمارات المراكز الأولى في محطات عديدة مثل الأمان والاقتصاد والسعادة والمرأة والعمل الإنساني وفق قرارات وتوصيات اتخذتها هيئات ومنظمات دولية على مر السنين في مسيرة البناء والتطوير وتمكين المواطن، والأمثلة في ذلك كثيرة، كان من أبرزها تحقيق مجمل أهداف مؤشرات التنمية المستدامة للألفية الأممية لتكون في مقدمة دول العالم في إنجاز الجدول الزمني لقمة الألفية بمشاركة رؤساء وممثلي حكومات 147 دولة في العالم في اجتماع عقد في الأمم المتحدة في نيويورك، كما تم اختيار الإمارات عضواً في المجلس التنفيذي للمنظمة الدولية للتقييم والتحصيل العلمي التي تنظم الاختبارات الدولية على مستوى العالم، وهذا ما أتاح للإمارات أن تكون مقراً للأمانة العامة للشبكة الدولية لهيئة الاعتماد الأكاديمي، ومما يذكر في جانب آخر فوز سيدة من الإمارات عام 2012 بمنصب المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية من بين خمس دول ترشحت لهذا المنصب. ولعل من المحطات البارزة في إنجازات دولة الإمارات في أكثر من صعيد فوزها بالمركز الأول بين دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في معدلات المساواة بين الجنسين في قطاعات جودة التعليم والرعاية الصحية والمساهمة السياسية والاقتصادية وفق التقرير الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في جنيف عام 2013، بالإضافة إلى المرتبة الأولى عالمياً من حيث معدلات التحصيل العلمي للمرأة وفق المنتدى. 
  وفي ساحة أخرى كان لدولة الإمارات إنجاز منفرد في المحيط العربي في وقف الحملات الإعلامية بين مصر وليبيا والتي امتدت عاماً وأربعة أشهر من خلال وسائل الإعلام المختلفة، ومع تدخل الإمارات ممثلة برئيسها الشيخ زايد، رحمه الله، جمع رئيسي البلدين عام 1974 وتمت المصالحة بينهما، ولكن لتعود الإمارات مرة ثانية للتدخل وإيقاف النزاع المسلح الذي نشب على الحدود عام 1976.  وفي جزء آخر من الوطن العربي وتحديداً لبنان كان هناك نزاع داخلي شارك فيه الجميع فيما سمي بالحرب الطائفية من عام 1975 إلى 1990 بحيث أتت على الاقتصاد والبنية التحتية في لبنان. وبتدخل دولة الإمارات بين جميع الأطراف وتقديم مساعدة مالية وعقد قمة عربية بناء على طلب من الإمارات تحقق إنجاز كبير لم يشارك فيه أحد إلا الإمارات وعاد الاستقرار والأمن. كذلك الأمر في تحقيق دولة الإمارات إنجازاً مهماً في التوسط بين جمهورية اليمن الشمالي وجمهورية اليمن الديمقراطية وأوقفت حرب التسعين بينهما مما مهد لقيام وحدة اليمن، يضاف إلى ذلك أنها كانت أول من شاركت بقواتها المسلحة في تحرير الكويت.
المحطات البارزة محلياً التي شهدت إنجازات متميزة تجسدت في ارتقاء نسبة التعليم بوجود 72 جامعة في الدولة وزيادة دور المرأة المتعلمة بوجود ما نسبته 58% طالبات في الجامعات مقابل 42% من الطلاب وارتفاع نسبة القوى العاملة للسيدات في الدولة إلى 68%، وهو ما تقف وراءه أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، حفظها الله، من خلال الجهد المتواصل للاتحاد النسائي العام للدولة ومؤسسة التنمية الأسرية ومجلس الأمومة والطفولة.
  وقد تمثل في الحدث الأول من نوعه في العالم بتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية في اللقاء الذي تم في أبوظبي بين قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الدكتور أحمد محمد الطيب شيخ الأزهر وتوقيعهما وثيقة الأخوة الإنسانية والذي نتج عنه اعتماد الأمم المتحدة ليوم الرابع من فبراير كل عام يوماً للإنسانية. 
  وعلى الجانب الإنساني أيضاً تكتمل صورة الإنجاز الإماراتي مع نهاية الخمسين الأولى بالتصدي لوباء كورونا محلياً أولاً، ثم بتقديم مساعدات لمواجهة الوباء في شتى أنحاء العالم بوسائل مختلفة إلى 117 دولة بإجمالي 18 مليار دولار. ويكتمل الإنجاز مع نهاية الخمسين الأولى وبداية الثانية في الريادة إلى الفضاء بالهبوط في محطة الفضاء الدولية، ثم المشاركة في اكتشاف المريخ، إلى جانب حدث القرن في الخمسين الأولى والثانية في معرض دبي إكسبو 2020 بمشاركة ثلث سكان العالم وتوقع 25 مليون زائر. 

آفاق واعدة 
 مع بلوغ دولة الإمارات المراتب الأولى في المجالات المختلفة عالمياً، إلا أن ما يمكن عمله للمحافظة على هذا السبق والريادة يتمثل في...
إعداد خطة تنمية كاملة لدولة الإمارات لتكون سريعة ومرنة في التأقلم مع المتغيرات والتحديات.
وتعزيز التنسيق الاتحادي بالكامل في كل مجال وإبقاء النهج المحلي في كل إمارة.. 
والتطلع إلى استراتيجية اقتصادية بكل عناصرها لخلق وتطوير مشاريع اقتصادية غير مسبوقة..
والانفتاح عالمياً على الجميع بما يخدم اقتصاد الإمارات ومصلحة الآخرين...  وتحديث منظومة التعليم في المناهج لتماشي مسيرتنا الاتحادية والإفادة من مناهج الآخرين.
والعمل بفعالية لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي والمنطقة العربية والعالم بهدف التفرغ لتعزيز الاقتصاد وتحديث وسائل الخدمات الصحية والبيئية والغذائية والثقافية والفنون مع تطوير الخطاب الإعلامي بنشر تجربة الإمارات والدخول بعمق في قضايا العالم.
ويلخص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حماه الله، عبورنا الواعد للخمسين القادمة في أبلغ دلالات بقوله: 
«سيأتي وقت بعد خمسين عاماً ونحن نحمل آخر برميل نفط للتصدير وسيأتي السؤال هل سنحزن وقتها؟ وأجاب سموه:
إذا كان الاستثمار اليوم في مواردنا البشرية صحيحاً، فأنا أراهن أننا سنحتفل بتلك اللحظة». 
وأخيراً، فقد بدأت الإمارات العربية المتحدة الخمسين الثانية في ممارسة دورها الريادي عربياً ودولياً في حل قضايا ونزاعات واضطرابات، مثل: ليبيا، والعراق، وسوريا.. بالتعاون مع أطراف أخرى، مثل إيران وتركيا... في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد... وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، سدد الله خطاه، الذي شرع مؤخراً في تنفيذ هذا النهج مباشرة وسوف تؤتي ثماره قريباً.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©