عدد اليوم
بقلم: الدكتور شاي إفراتي، المؤسس المشارك ورئيس المجلس الاستشاري الطبي Aviv Clinics
لا يقتصر الاحتفال باليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة على تسليط الضوء على مسيرة الدولة التنموية والإنجازات التي حققتها الدولة على مدار السنوات الخمسين الماضية، إنما تعكس هذه المناسبة الوطنية الغالية على النظرة الإيجابية والتطلعات المستقبلية التي تسعى دولة الإمارات إلى تحقيقها خلال السنوات الخمسين القادمة.
قد ينظر أي شخص خارج الدولة إلى شعار "لا للمستحيل" باعتباره مجرد شعار وطني، ولكن ما لا يمكنهم إدراكه هو أن فكرة جعل المستحيل ممكناً مترسخة في القيم والمبادئ التي تقوم عليها الدولة. الابتكار ليس الهدف، وإنما شعار يومي يشمل كافة الجوانب والقطاعات الحيوية في الدولة بما يشمل القطاعين الحكومي والخاص.
ولا شك أن التطور المذهل الذي يشهده قطاع الرعاية الصحية في دولة الإمارات العربية المتحدة يعد مثالاً واقعياً على إمكانية تطبيق هذا الشعار، فعندما تبنت دولة الإمارات العربية المتحدة "رؤية 2021" لتكون من بين المحاور الأساسية لاستراتيجية التنمية الاجتماعية والاقتصادية في الدولة، اعتمدت تعزيز نظام رعاية صحية شامل بمستوى عالمي قائم على البنية التحتية الأفضل، وأحدث التقنيات المبتكرة، والمواهب، والشركاء الدوليين.
وفي العام 2021، شهدنا مدى نجاح الإمارات في تحقيق هذه رسالتها، حيث قدمت نموذجاً يحتذى به عالمياً في قطاع الرعاية الصحية، بالإضافة إلى الكفاءات التي أشرفت على سير منظومة العمل والأسس التي مكنتها من اجتياز التحديات التي فرضتها الجائحة "كوفيد-19" العالمية، وصولاً بها إلى المركز الأول عالمياً في إدارة الأزمة الصحية.
ومع تطلعنا نحو السنوات الخمسين القادمة، فقد حددت الحكومة قطاع الرعاية الصحية باعتباره أولوية استثمارية مستمرة. لكن الاستثمار في الابتكار والتكنولوجيا والمواهب والعلوم الجديدة لن يكون مخصصاً من الإنفاق الحكومي فقط. لقد أصبحت دولة الإمارات وجهة عالمية رائدة فيما يتعلق بالاستثمار الخاص في مجال الرعاية الصحية، واستقطبت عدداً من أبرز العلامات التجارية الأكثر ابتكاراً وموثوقية في مجال الرعاية الصحية على المستوى العالمي. تدرك هذه الشركات أن الدعم الحكومي والبيئة التنظيمية والبنية التحتية والقدرة على جذب أفضل المواهب تجعل الإمارات العربية المتحدة وجهة رئيسية لا تقتصر على توفير الاحتياجات الصحية لأبناء دولة الإمارات فقط، وإنما لخدمة الأفراد الذين يحضرون إلى الدولة للحصول على علاجات متخصصة في المنطقة.
لكل هذه الأسباب، اختارت عيادات Aviv Clinics دولة الإمارات العربية المتحدة لتكون مقراً لها كأول عيادة لتحسين أداء العقل والجسم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تأسست عيادات Aviv Clinics في تل أبيب، وافتتحت في دبي عام 2021 برؤية تتمثل في تحقيق تقدم كبير في صحة وأداء الدماغ في المنطقة.
واستلهاماً من رؤية دولة الإمارات في تحقيق المستحيل، لقد كان تجديد خلايا الدماغ أمراً مستحيلاً قبل عشر سنوات فقط، ولكنه واليوم أصبح حقيقة علمية مثبتة.
يتضمن تحسين أداء المخ والجسم وفقاً لبروتوكول عيادات Aviv Clinics علاجاً فريداً من نوعه بالأكسجين عالي الضغط (HBOT) الذي يطلق آلية التجديد الذاتي للجسم. يساعد توفير الأكسجين في بيئة داعمة على توليد خلايا جذعية وأوعية دموية جديدة تدهورت أو انهارت بمرور الوقت مع تقدم العمر.
عندما يكون الإنسان في مرحلة الشباب، فإن الجسم يولد باستمرار خلايا جذعية جديدة تساعد على النمو، وتسمح للجسم بالتعافي من الإصابات. ولكن في سن معينة، عندما يصل الإنسان إلى عمر 50 سنة تقريباً، فلا يقتصر الأمر على تباطؤ عمل الخلايا الجذعية فقط، وإنما نتعرض لتدهورٍ في وظائفنا المعرفية والجسدية.
هذا ما يسبب التباطؤ الذهني والبدني الذي يترافق مع تقدم العمر، ولا يمكن عكسه للأسف، لأننا لا ننتج خلايا جذعية كافية لإصلاح وتجديد المناطق المتضررة. هذا هو السبب في عدم شعور الشخص بنفس أدائه الذي يكون عليه قبل سنوات قليلة فقط. يمكن أن يكون هذا النوع من التدهور في وظائف المخ ناتجاً أيضاً عن صدمة الدماغ، أو نتيجة لمشاكل طبية مثل السكتة الدماغية أو الخرف أو مرض الزهايمر. كل ذلك يأتي نتيجة لأنسجة المخ التالفة.
لكن الإنجازات في أبحاث الشيخوخة من خلال استخدام العلاج بالأكسجين عالي الضغط أعطتنا الآن القدرة على عكس بعض جوانب عملية الشيخوخة بشكل فعال عن طريق إطلاق آلية التوليد الذاتي للجسم وتوليد الخلايا الجذعية الجديدة. يتم تحقيق ذلك من خلال بروتوكول العلاج بالأكسجين عالي الضغط الفريد في غرف الضغط العالي المتخصصة والحديثة. من خلال الصور قبل التصوير بالرنين المغناطيسي وبعده، يمكن في الواقع رؤية كيف يحصل الدماغ على المزيد من تدفق الدم والمزيد من النشاط الذي يرتبط بتحسين وظائف الدماغ.
يروي المرضى الذين يخضعون لهذا العلاج قصصاً عن التأثيرات المتغيرة في حياتهم بالنسبة للأداء الذهني والبدني. إنهم يصبحون أكثر يقظة ونشاطاً. ويرى الرؤساء التنفيذيون والمسؤولون التنفيذيون اختلافاً ملحوظاً في مهاراتهم المهنية مثل التركيز وسهولة اتخاذ القرار والذاكرة. بالنسبة لبعض الذين عانوا من فقدان القدرات الجسدية بسبب السكتة الدماغية أو صدمة الدماغ، فقد رأينا أنه ينتج عنه القدرة على المشي أو التحدث مرة أخرى.
يعد هذا المستوى من تجديد الدماغ مثالاً حقيقياً على جعل المستحيل ممكناً بالنسبة للعديد من الأشخاص الذين يرون الآن الحياة بعد 50 من منظور جديد كلياً، وهو أمر مهم على وجه الخصوص في هذه المنطقة التي من المتوقع أن تشهد زيادة أعداد الكبار في السن على مدى العقد المقبل. إن التفاؤل الذي يمتلكونه بخصوص الاحتمالات المتاحة في المستقبل، يماثل إلى حد كبير التفاؤل الذي يغمرنا جميعاً بخصوص ما ستقدمه السنوات الخمسين القادمة لدولة الإمارات.
اختارت عيادات Aviv Clinics الاستثمار بتأسيس أول عيادة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لصحة وأداء الدماغ في الإمارات العربية المتحدة للسبب ذاته الذي دفع العديد من كبرى شركات الرعاية الصحية على المستوى العالمي للاستثمار فيها. نشارك هذا التفاؤل بالمستقبل بفضل رؤية والتزام قيادة الدولة لضمان حصول أفراد المجتمع في الإمارات على أفضل رعاية متاحة على المستوى العالمي.
وعندما يضمن الانسان صحة الدماغ، يمكنه أن ينطلق في حياته مرة أخرى بعد سن الخمسين، ويمكننا جميعاً أن نشهد الإمكانيات المستقبلية المذهلة لدولة الإمارات العربية المتحدة وأن نستمتع بها.
مادة إعلانية
