الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«سرطان الرئة» السبب الثالث للوفيات الناتجة عن الأورام في الإمارات

حميد الشامسي
30 نوفمبر 2021 10:52

سامي عبد الرؤوف (دبي)

كشفت جمعية الإمارات للأورام، عن أن دراسة خليجية شاركت فيها الإمارات، أظهرت أنه يتم حالياً تشخيص نحو من 60% إلى 80% من الحالات في منطقة الخليج العربي في مراحل متقدمة من مرض سرطان الرئة.
كما أظهرت النتائج، انخفاض معدل البقاء على قيد الحياة لمدة تتراوح بين خمس سنوات و10 سنوات لدى 20% من حالات الإصابة، ويكون السرطان في أكثر من 90% من الحالات قد انتشر خارج الرئة عند التشخيص.
ونظمت جمعية الإمارات للأورام، خلال نوفمبر الجاري، وهو شهر التوعية عالمياً بسرطان الرئة، العديد من فعاليات التوعية افتراضياً وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، هدفها التشجيع على الفحص المبكر لسرطان الرئة لفئة المدخنين، ونشر عبارات التوقف عن التدخين.
كما تم التعاون مع جمعية الإمارات للرئة وأمراض الصدر لتنظيم حملة للتوعية بشكل مختلف، تضمنت عرضاً بطائرة «الدرون» رسمت في سماء دبي عبارات توعية عن سرطان الرئة، من ضمنها تشجيع الفحص المبكر ورقم التواصل لمعرفة معلومات عن سرطان الرئة.
وأشار البروفيسور حميد بن حرمل الشامسي، رئيس جمعية الإمارات للأورام ومدير خدمات الأورام في مستشفيات برجيل، إلى أن سرطان الرئة في الإمارات وتحديداً عام 2017، سجل نسبة إصابة بلغت 7.76% وكان السبب الثالث الشائع لوفيات السرطان لدى كل من الذكور بنسبة 10.8% والإناث بنسبة 5.5% بمتوسط يقدر بـ 80 حالة وفاة بما يعادل 8.4%، أما في 2018 فكان معدل الإصابة بسرطان الرئة في الدولة 4.4% مع معدل الوفيات 8.8%.
ولفت إلى أن سرطان الرئة يحتل المرتبة التاسعة بين السرطان الأكثر انتشاراً على مستوى الدولة بنسبة 5.5% من جميع الأورام، وبعدد 140 حالة سنوياً، والسرطان الرابع بين الذكور الإماراتيين وثالث سبب للوفيات حسب السجل الوطني الأخير لسنة 2017 الذي نشر العام الماضي.
وأكد أن الكشف المبكر له أهمية كبيرة في نجاح علاج سرطان الرئة؛ لذلك هناك ضرورة لتوسيع نطاق عمليات الكشف المبكر مع وجود بروتوكولات فحص وسبل رعاية واضحة، واعتماد برامج الكشف في الممارسة السريرية، وإعطاء الأولوية للأفراد المعرّضين لخطورة مرتفعة، حيث يعد سرطان الرئة سبباً رئيساً للوفاة في الخليج.
وعن الفئات الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، أجاب الشامسي: إن سرطان الرئة عادة ما يصيب الأشخاص فوق سن 50 عاماً، ويكون المدخنون أكثر الفئات عرضة للإصابة به أكثر من غيرهم.
وأضاف: «تتمثل عوامل الخطر التي قد تسبب سرطان الرئة في التدخين والسيجار و(الشيشة) والتي تسبب ما يقرب من 9 بين كل 10 حالات (86%)، وبالمقابل هناك 3% من حالات سرطان الرئة تحدث بسبب التعرض للتدخين السلبي غير المباشر في الأشخاص غير المدخنين».
ولفت إلى أن نحو 90% من سرطان الرئة ناجمة عن تعاطي التبغ، إضافة إلى التدخين السلبي، وهو استنشاق الدخان من المدخنين الآخرين، حيث أظهرت الأبحاث أن غير المدخنين الذين يقيمون مع مدخن معرضون بنسبة 24% لخطر الإصابة بسرطان الرئة مقارنة مع غيرهم من غير المدخنين، والتعرض لغاز الرادون، وهو ثاني أكبر سبب لسرطان الرئة بعد التدخين.
كما تبين أن استخدام الفحم لأغراض الطهي والتدفئة في المنزل، مع مستوى مرتفع من الدخان، من أسباب زيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة، كما أن التاريخ العائلي لسرطان الرئة يزيد خطر الإصابة بسرطان الرئة بنسبة 51%.
وذكر رئيس جمعية الإمارات للأورام، أن الجمعية نشرت 3 دراسات عن سرطان الرئة في السنة الماضية، وتتطلع لنشر المزيد من الدراسات من دولة الإمارات.
وعن طريقة نشأة وظهور مرض سرطان الرئة، قال الدكتور علي الدعمي، استشاري جراحة الصدر والأورام في المستشفى الأميركي دبي: «ينشأ سرطان الرئة شأنه شأن بقية أنواع السرطان، عندما يصيب الخلل والاضطراب الفعاليات الطبيعية لانقسام الخلايا وتكاثرها، الأمر الذي يفسح المجال لحدوث نمو غير طبيعي وخارج عن السيطرة لبعض تلك الخلايا، بحيث تنمو تلك الخلايا لتكون ما يشبه الكتلة أو الورم».
ولفت إلى أن أي نموٍ غير طبيعي يتكون في الجسم ويبدأ باجتياح أو غزو الأنسجة والأعضاء المجاورة له، ويبدأ بالانتشار في أجزاء أخرى من الجسم، أو إذا تميز ذلك التكتل أو الورم بالقابلية على العودة والنمو مجدداً بعد استئصاله فيسمى عندئذٍ ورماً خبيثاً أو سرطانياً.
وأفاد بأن سرطان الرئة من أكثر الأمراض السرطانية شيوعاً ومن أكثرها تسبباً في الوفاة في العالم، حيث تعادل حالات الوفاة بسرطان الرئة عدد حالات كل من سرطان البنكرياس والقولون معاً».
وأشار إلى أن من أهم الأمور الواجب القيام بها نشر التوعية عن هذا المرض والأسباب المؤدية للإصابة به وطرق العلاج.
وذكر أن التدخين بكل أنواعه يعد من أهم أسباب الإصابة بسرطان الرئة، حيث تؤدي إلى تغيرات في أنسجة الرئة والحمض النووي لرئة مما يؤدي إلى وجود خلايا سرطانية تقوم بزراعة نفسها والتكاثر بشكل غير منظم،
ولفت إلى أنه لا يوجد أي أعراض تظهر على المريض، فهو من أنواع السرطان الهادئة التي تنمو بشكل خفي حتى يصل مرحلة متقدمة، لذلك تكمن أهمية الكشف المبكر والفحص الدوري للتمكن من اكتشاف المرض في مراحل متقدمة من الإصابة وتفادي المعرفة بالإصابة في وقت متأخر.
ونصح الأشخاص المدخنين الذين يدخنون منذ ما يتراوح بين 25 و30 عاماً وأعمارهم أكثر من 50 عاماً، بالكشف الدوري عن طريق الأشعة السينية للوقوف على أي تغيرات في نسيج الرئة، باعتبار ذلك أفضل طرق الكشف المبكر وتفادي الإصابة بسرطان الرئة أو الوقوع في المضاعفات المصاحبة للمرض.
واعتبر أن الأشعة العادية لا تقوم بالمطلوب في الكشف عن الإصابة بالمرض في المراحل الأولى، بعكس الأشعة السينية، مؤكداً أن الكشف المبكر صمام أمان، لأنه يكشف عن المرض في مراحله الأولى، وهو ما يساعد على الشفاء من المرض بنسبة قد تصل إلى 90%.
وذكر أن من أعراض الإصابة بسرطان الرئة، الحكة المزمنة أو الحكة المصحوبة بخروج دم أو السعال المصحوب بالدم أو فقدان الوزن أو فقدان الصوت.

  • علي الدعمي
    علي الدعمي

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©