الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

رأس الخيمة.. للحضارة تاريخ طويل

رأس الخيمة.. 1000 موقع أثري تؤكد ثراء ماضي الأجداد
27 نوفمبر 2021 00:11

مريم بوخطامين (رأس الخيمة) 

تعد إمارة رأس الخيمة واحدة من أكثر مدن العالم سرعة في التطور الاقتصادي والمعماري والمجتمعي والثقافي، والذي ساعدها على ذلك تنوع مصادرها الحيوية والاقتصادية والبيئية والمقومات الطبيعية للمنطقة، إذ تعد رابع أكبر إمارة من حيث المساحة في دولة الإمارات، ويبلغ عدد سكانها نحو 400 ألف نسمة، ويصل إجمالي حجم الناتج المحلي فيها إلى نحو 11 مليار دولار.
وتسعى حكومة رأس الخيمة بتوجيهات صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم رأس الخيمة، إلى تطوير وتحقيق استراتيجية القيادة الرشيدة في تطوير وتقدم المنطقة في جميع المجالات، سواء التعليم والصحة والخدمات والاقتصاد والسياحة والتراث وغيرها من المجالات، والتي تحقق الكثير منها خلال 50 عاماً ماضية.

التعليم 
وتُعنى إمارة رأس الخيمة كغيرها من إمارات الدولة بالتعليم وترجمة كل ما ترنو له سياسة دولة الإمارات في تطوير وتقدم هذا المجال، حيث تحتضن رأس الخيمة 111 مدرسة، منها 76 مدرسة حكومية و35 مدرسة خاصة من مرحلة رياض الأطفال، وحتى المرحلة الثانوية، ويصل عدد الطلاب فيها أكثر من 40 ألف طالب في الحكومي و30 ألف طالب في الخاص، وتنتهج المدارس الخاصة مناهج عدة منها (البريطاني، والأميركي، والمدارس الهندية والباكستانية والأسترالية)، وذلك نتيجة التنوع السكاني في الإمارة، ناهيك عن الجامعات والكليات والمعاهد المختلفة التخصصات التعليمية، والتي يزيد عددها على خمس جامعات والتي تضم حالياً آلاف الطلاب والطالبات المواطنين وغير المواطنين من أكثر من 50 دولة في العالم، وتقدم هذه المنشآت نوعية متميزة من التعليم الذي يضاهي وينافس العلم والعلوم في العالم. 

الصحة 
كما تضم إمارة رأس الخيمة العديد من المستشفيات الخاصة والحكومية، والتي تقدم مختلف الخدمات الطبية في الإمارة، حيث تحتضن الإمارة في الوقت الحالي 3 مستشفيات طبية و18 مركز رعاية صحية تشرف عليها كوادر طبية على أعلى درجات الاحترافية، وبالتحديد مستشفى الشيخ خليفة التخصصي، الذي تم افتتاحه في عام 2015، والذي يتولى إدارته مستشفى جامعة سيؤول الوطنية، ويختص بعالجات أمراض السرطان والقلب والأطفال وطب الطوارئ وعلاجات إعادة التأهيل واضطرابات العصبية، بالإضافة إلى مستشفى صقر، المستشفى الحكومي الرئيس في إمارة رأس الخيمة، ويتعامل مع العديد من الحالات الطبية الطارئة ويضم العديد من الأقسام الطبية التخصصية، وهنالك أيضاً مستشفى عبيد الله وكبار السن والشيخوخة، ومستشفى شعم.

الاقتصاد
ويركز القائمون على برامج الاقتصاد والأعمال في رأس الخيمة على أن تكون الإمارة وجهة جاذبة من خلال التسهيلات التي تقدمها الإمارة للاستثمار فيها وتطويرها من جميع النواحي الاقتصادية، وقد نجحت بأن تجذب عدداً كبيراً من الشركات التي يصل عددها 38000 شركة من 100 دولة حول العالم تمارس أعمالها في 50 مجالاً اقتصادياً، ويعتبر اقتصاد إمارة رأس الخيمة من أكثر الاقتصادات تنوعاً في الدولة، حيث يصل إجمالي الناتج المحلي في رأس الخيمة إلى قرابة 11 مليار دولار أميركي.
وتتمتع الإمارة بمحفظة اقتصادية متنوعة، يعد فيها التصنيع أكبر قطاعاتها، إذ يساهم بنحو 26% من إجمالي الناتج المحلي، أما قطاع السياحة الذي يعتبر من أسرع القطاعات نمواً في رأس الخيمة فيسهم بنحو 5% من إجمالي الناتج المحلي، وتتبنى حكومة رأس الخيمة منهجية مؤسسية ذكية في تطبيق الحوكمة ومزاولة الأعمال، بهدف تسريع عملية إنجاز المعاملات الحكومية، وتسهيل ممارسة الأعمال، وقد أولت إمارة رأس الخيمة اهتماماً كبيراً بتأسيس قطاع أعمال قوي، حيث نجح العديد منها في وضع اسم الإمارة على الخارطة العالمية، ومن ضمن تلك الشركات شركة «جلفار» للتصنيع الدوائي التي تعد من الشركات الرائدة لصناعة الأدوية في الشرق الأوسط وأفريقيا، وشركة رائدة عالمياً في صناعة الأنسولين، حيث تنتج يومياً نحو 150 ألف عبوة دواء، توزع منتجاتها في أكثر من 50 دولة حول العالم وتمتلك «جلفار» للأدوية 13 منشأة تصنيع معتمدة في الشرق الأوسط وأفريقيا، من بينها 12 منشأة في إمارة رأس الخيمة. 

الصناعة 
وفي مجال الصناعة، تعتبر إمارة رأس الخيمة مركزاً صناعياً متميزاً، حيث تقع على تقاطع الطريق الحديث بين قارات أوروبا وآسيا وأفريقيا، ويمكن من خلالها الوصول إلى ثلث سكان العالم في غضون 4 ساعات من الطيران، وتقود هيئة مناطق رأس الخيمة الاقتصادية «راكز» عجلة ازدهار القطاع الصناعي في رأس الخيمة، حيث تقدم خدماتها لأكثر من 15000 شركة من 100 دولة حول العالم. 
وتستثمر في الإمارة العديد من الشركات مثل شركة «أشوك ليالند» الهندية لصناعة المركبات التجارية، والتي تقوم بتزويد قطاع البناء والتشييد في دولة الإمارات بالحافلات وإنتاج نحو 2000 حافلة سنوياً من مصنعها، كما وتعمل «مجموعة ستريت» وشركة «ماهيندرا الإمارات» لتصفيح السيارات، في مجال صناعة المركبات والسيارات المصفحة من مقرهما برأس الخيمة، و«مجموعة ستريت» أكبر مصنع للمركبات المدرعة والسيارات المصفحة في العالم، إذ تبلغ قدرتها الإنتاجية 400 مركبة مصفحة شهرياً، ويتوقع أن يتضاعف هذا الرقم مع استكمال المجموعة لخطة توسيع مصنعها في رأس الخيمة ليمتد على مساحة 100 ألف متر مربع إضافية، وبقيمة إجمالية تصل إلى 100 مليون دولار وشركة «البوراتا» و«الريكوتا» الشهيرتان. وتعد شركة «كناوف» لصناعة مواد البناء، إحدى الشركات العالمية الرائدة والكبرى في صناعة البالستر. وتعتبر «بيكو» إحدى الشركات العالمية الرائدة في مجال توريد الوصلات الخرسانية والهياكل المركبة، وتتخذ من رأس الخيمة مقراً إقليمياً لها، أما «دابر» إحدى أكبر شركات إنتاج مستحضرات التجميل في الهند، فتتخذ من رأس الخيمة مقر إنتاجها العالمي. وتنتج الشركة من مصنعها الكبير في منطقة الحمرا الصناعية، 13 مليون عبوة شهرياً من الشامبو والبلسم وزيوت الشعر، وجل تصفيف الشعر، ومعاجين الأسنان، ومرطبات الجسم، وغيرها الكثير من المستحضرات التجميلية، وتصدرها لأكثر من 60 دولة من حول العالم.

البيئة
وتتمتع إمارة رأس الخيمة ببيئة طبيعية نظيفة حيث أطلقت حكومة الإمارة استراتيجية لرفع كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة 2040، والتي تهدف إلى تخفيض استهلاك الطاقة بنسبة 30% وتقليل استهلاك المياه بنسبة 20% ورفع نسبة توليد الكهرباء بنسبة 20% باستخدام مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2040 من خلال تفعيل مجموعة من البرامج الرئيسية من ضمنها شروط المباني الخضراء «بارجيل»، وإدارة الطاقة، وإعادة استخدام المياه والري الفعال.
 كما تقود هيئة حماية البيئة والتنمية 27 مبادرة لتحسين البيئة وتضم القائمة، العديد من المحاور التي تهدف إلى خفض الانبعاثات الكربونية للإمارة، وزيادة المسطحات الخضراء.

التاريخ والثقافة
وتضم إمارة رأس الخيمة نحو 1000 موقع أثري وتاريخي، وقد كشفت الحفريات فيها عن وجود حضارات تجارية متقدمة سكنت المنطقة منذ أكثر من 5 آلاف عام قبل الميلاد وتم إدراجها في مواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة العام الماضي.
كما تضم الإمارة عدة مواقع وقلاع تاريخية مثل «قلعة ضاية» الحصن الوحيد القائم على تلة والذي لا يزال موجوداً في دولة الإمارات منذ القرن الـ18، و«قلعة الفلية» إحدى المواقع التاريخية التي جرى بين شيوخ ساحل الخليج فيها توقيع معاهدة بينهم والحكومة البريطانية عام 1820، ومتحف رأس الخيمة الوطني، والذي كان منزلاً للأسرة الحاكمة حتى مطلع ستينيات القرن الماضي، في رأس الخيمة وبالتحديد في عام 1421، ومواقع عدة في «الجزيرة الحمرا» ويجري حالياً العمل على مشروع ضخم لاستعادة رونق المنطقة كالسابق وجعلها متاحة للزوار.

السياحة
شهد قطاع السياحة والضيافة في رأس الخيمة نمواً ملحوظاً خلال السنوات الماضية، حيث تستقبل الإمارة أكثر من مليون سائح سنوياً ووصل عدد السياح في إمارة رأس الخيمة إلى 12.1 مليون سائح في عام 2019، وتوفر الإمارة أمام زوارها خيارات عديدة من الفنادق والمرافق السياحية المنتشرة في كافة أنحائها، والتي تتناسب مع مختلف الميزانيات، حيث اختار مجلس التعاون الخليجي إمارة رأس الخيمة عاصمة للسياحة الخليجية لعام 2021، وهو لقب تحققه الإمارة للعام الثاني على التوالي. ويعد «جبل جيس فاليت» الذي تم إطلاقه في عام 2018، أحد إنجازات الرئيسية لقطاع السياحة في رأس الخيمة، وهو أطول مسار انزلاقي في العالم بطول 83.2 كيلومتر، ويقع على قمة جبل جيس أعلى قمة في دولة الإمارات والتي يبلغ ارتفاعها 1934متراً.
 ويعتبر إطلاق أطول مسار انزلاقي في العالم بداية مرحلة جديدة للتوسع بسياحة المغامرات في جبل جيس، الذي يضم حالياً عدة وجهات ونشاطات، تشمل «متاهة جيس المعلقة»، وهي مسار التحديات والعوائق، الذي يقدم تجارب المغامرات العائلية عبر أكثر من 35 عائقاً في الهواء، و«جولة جيس المعلقة»، والتي تقدم لعشاق المغامرات فرصة التحليق على المسارات الانزلاقية فوق المنحدرات والأودية، إلى جانب مخيم «بير جريلز للمستكشفين» الأول من نوعه والذي يمنح الزوار من مختلف الأعمار فرصة اكتساب مهارات العيش في البراري، وأعلى مطعم في الدولة يطلق عليه «1484 من بورو»، وتشتهر رأس الخيمة بتضاريسها الخلابة، بدءاً من إطلالتها على سلسلة جبال الحجر الشامخة، إلى صحاريها ذات الرمال الذهبية، وغاباتها من أشجار القرم (المانجروف)، وشواطئها التي تمتد على مسافة 64 كيلومتراً، وتسعى في استراتيجيتها السياحية الشاملة نحو تحقيق هدفها باستقبال 3 ملايين سائح وزائر بحلول عام 2030.
وتعتبر إمارة رأس الخيمة وجهة مثالية للأعمال، حيث سجلت الإمارة عدة أرقام قياسية بموسوعة «غينيس» العالمية، منها 5 أرقام حصدتها عن الألعاب النارية خلال الاحتفال بليلة رأس السنة عن فئتي «أطول سلسلة للألعاب النارية في العالم» و«أطول خط مستقيم للألعاب النارية في العالم»، وفي عام 2020، سجلت الإمارة رقمين قياسيين جديدين في الموسوعة، عن فئتي أكبر عدد من الطائرات من دون طيار المستخدمة إطلاق الألعاب النارية في وقت واحد، وأطول شال من الألعاب النارية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©