الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

وزير الدولة لريادة الأعمال لـ«الاتحاد»: إطلاق برنامج لتعزيز ريادة الأعمال عند طلبة المدارس

نقاش طلابي بشأن تأسيس الشركات الناشئة (من المصدر)
27 نوفمبر 2021 00:11

دينا جوني (دبي) 

كشف معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي وزير دولة لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة رئيس مجمع كليات التقنية العليا، عن أنه خلال أسبوعين سيتم إطلاق برنامج يستهدف طلبة المدارس الحكومية والخاصة في الدولة، لتعزيز مفهوم ريادة الأعمال وصقل مهاراتهم في تأسيس الشركات الناشئة عبر أنشطة وتدريبات خارج الصفوف الدراسية، بالتعاون مع 14 شركة ومؤسسة محلية وعالمية. يأتي ذلك بعد مسابقة «مهارات» التي أُطلقت قبل أيام من مقر كليات التقنية العليا في دبي والتي تستهدف جميع طلبة الجامعات والخريجين الجدد، لتأسيس شركاتهم الناشئة والاستفادة من التدريب والدعم المادي للوصول بالأفكار المميزة إلى العالمية.
وأكد أنه من خلال «موطن ريادة الأعمال» التي أطلقتها وزارة الاقتصاد في العاشر من نوفمبر، سيعلَن عن مبادرات جديدة أسبوعياً لغاية أواخر شهر يناير المقبل، موعد إطلاق الحزمة الثانية من البرامج بالتعاون مع حزمة مختلفة من الشركاء في القطاع الخاص.
وقال معاليه في حوار مع «الاتحاد»: «إنه من المهم إدخال ثقافة ريادة الأعمال في وقت مبكر من عمر الطلبة خلال المرحلة المدرسية»، لافتاً إلى أن ريادة الأعمال لا تدرّس كمنهج، وإنما تكون بالممارسة والأنشطة اللاصفية. واعتبر أن مناهج المدرسة الإماراتية تلعب دوراً مهماً اليوم في تعليم الطلبة أساسيات إدارة الأعمال، والتعرّف على مفاهيم الربح والعائد الاقتصادي ودراسة الجدوى، لكن بالنسبة لمرحلة تأسيس شركة. فإن الطالب لا يحتاج إلى منهاج تعليمي، وإنما إلى تدريب وخبرة ومهارات خارج الصفوف الدراسية.

سهولة التأسيس
وعمّا إذا كان يعتبر جائحة كورونا مشكلة أم فرصة بالنسبة لرواد الأعمال وأصحاب الشركات الناشئة، قال معاليه: «إنه خلال السنوات الأربع الماضية بلغ معدل الاستثمار في ريادة الأعمال أو ما يسمى بـ «رؤوس الأموال المخاطرة» نحو نصف مليار دولار، ليتضاعف خلال العام الجاري معدل الاستثمار في الشركات الصغيرة المتوسطة، عازياً ذلك إلى مرونتها وقدرتها على تقديم منتجات تتماشى مع متطلبات السوق باستخدام الحلول التكنولوجية».
واعتبر أن العديد من الشركات التقليدية قد تضررت بالفعل بسبب جائحة كورونا، لكن الشركات الشبابية والناشئة تستطيع أن تستفيد من كل تحدٍ، وتخرج منها بحلول تحتاجها السوق.

  • أحمد بالهول الفلاسي
    أحمد بالهول الفلاسي

وقال: «إنه على سبيل المثال، تقدّم أحد طلبة الجامعات بمشروع طائرة من دون طيار لتنظيف الواجهات الزجاجية للمباني، وهو قد طرح هذا المشروع في الوقت الذي كانت فيه تلك الخدمة متوقفة بسبب الإجراءات الاحترازية المتخذة من قبل إدارات المباني السكنية والتجارية خلال الجائحة».
وأكد معاليه أن ريادة الأعمال اليوم تعدّ فرصة ممتازة للطلبة، لأن الحكومات والمصارف وغيرها تبنوا التكنولوجيا في أعمالهم، مشيراً أنه لتأسيس شركة في السابق، كان يفترض بصاحب الطلب تأجير محل، وتوظيف عدد محدد من الأفراد، والالتزام بإجراءات صارمة جداً. أما اليوم وبعد تغيّر ملامح بيئة العمل وأسلوب عمل الشركات، أصبح تأسيس الشركات أكثر سهولة وأقل تكلفة. 

5 نصائح 
وعن ثقافة «الصبر» لدى الطلبة الشباب والتي تتطلّبها ريادة الأعمال للنجاح والاستمرار، قال معاليه: «إن دولة الإمارات أنجزت الكثير ولا تزال في فترة وجيزة، وهي الثقافة التي نشأ عليها الجيل الحالي. وشرح أن تأثر الشباب بتلك المسيرة الاستثنائية، قد يدفعهم إلى تأسيس الأعمال في وقت قياسي متوقعين تحقيق الربح السريع، وهو أمر على الرغم من أنه قد يحصل فعلاً مع مؤسسي الشركات الناشئة في البدايات، إلّا أنه لا يكفي لتحقيق الاستمرارية. 
وقدّم خمس نصائح للطلبة الشباب الساعين إلى ريادة الأعمال، هي أولاً التخطيط متوسط المدى، وثانياً التحضير لأسوأ سيناريو محتمل، عبر إيجاد حيّز لامتصاص الصدمات الاقتصادية المحتملة أو الفجائية. وهو جزء من ثقافة ريادة الأعمال التي تُغرز في صفوف الشباب، أي عدم النظر فقط إلى النجاح الآني للشركة وإنما التخطيط لاستدامتها. وهنا تأتي النصيحة الثالثة من خلال التفكير بدخول أسواق متعددة، أو التنويع في المنتجات، أو تخصيص هامش مادي لمواجهة الأزمات. ورابعاً التعلّم في كل تجربة فشل بشكل أفضل مما سبق، الأمر الذي يُكسب رائد الأعمال الشاب الخبرة في تخطي العقبات، وخامساً وأخيراً التحلي ببعد النظر وطول البال لإيصال الشركات الناشئة المميزة إلى النجاح العالمي. 

160 ألف طالب 
وعن ارتباط مسابقة «مهارات» بوثيقة الخمسين في البند المتعلق بتحويل الجامعات الوطنية والخاصة إلى مناطق اقتصادية وإبداعية حرة، قال معاليه: «إن إطلاق هذه المناطق الحرة في الجامعات هدفها تسهيل عملية إنشاء الشركات»، لافتاً إلى أن تأسيس أكثر من 150 شركة ناشئة من قبل طلبة كليات التقنية العليا، حصل عن طريق هذه المنظومة، حيث يمكن للطالب من داخل الجامعة التقدّم للحصول على رخصة وتأسيس شركة.

  • طالب جامعي من رواد الأعمال المستجدين في قطاع الطائرات من دون طيار
    طالب جامعي من رواد الأعمال المستجدين في قطاع الطائرات من دون طيار

وقال: «إنه من خلال مسابقة «مهارات» وتسهيل فتح الشركات، يجتمع الطلبة من أصحاب أفضل الأفكار الابتكارية مع خبراء دوليين عالميين ليحصلوا على الدعم المادي والإرشاد المهني والأكاديمي والتسويق، مضيفاً أن المسابقة بذلك هي فكرة مكملة للنواة التي زرعها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله». وقال: «إن مسابقة «مهارات» تستهدف 160 ألف طالب وطالبة في الدولة، لن يتحولوا جميعهم إلى رواد أعمال، لكن من خلال تلك البرامج والمبادرات سيظهر الأفضل بينهم وسيحصل على الدعم الذي يحتاجه». وأكد على أهمية تركيز الطلبة على ريادة الأعمال ومحاولة حجز مكان لهم في السوق، كون الإمارات تعدّ مقراً إقليمياً لريادة الأعمال، وهي فرصة ذهبية للطلبة للاستفادة من هذا التوجه.

القطاع الصناعي
لكن ماذا عن ريادة الأعمال في القطاع الصناعي، خصوصاً في ظل إطلاق الحكومة حملة «اصنع في الإمارات» ومشروع الـ«300 مليار»، أكد معاليه أن ريادة الأعمال اليوم لا تقتصر فقط على الجانب التجاري مثلما يعتقد الكثير من الشباب، وإن كان العديد من المواطنين قد أثبتوا نجاحاً كبيراً في قطاع الضيافة والمطاعم. فريادة الأعمال قد تكون مصانع أو محال تجارية أو شركات قائمة على التكنولوجيا. 
وأشار إلى المواطنين الذين استغلوا فترة كورونا وأطلقوا مشاريع وشركات في المجال الصحي من خلال تصنيع الكمامات وتقديم خدمات صحية أخرى. وختم معاليه: إن الإمارات تتوجه إلى اقتصاد الخمسين وجزء كبير من هذا التوجّه مبني على ريادة الأعمال، والطموح بأن تصبح الدولة موطناً لـ 20 شركة مليارية خلال السنوات العشر المقبلة، مما يدعم جاذبية الدولة لاستثمارات رأس المال المخاطر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©