عدد اليوم
أحمد مراد (القاهرة)
منذ انطلاق دورته الأولى في العاصمة البريطانية «لندن» قبل 170 عاماً من الآن، وبالتحديد في عام 1851، شكل معرض «إكسبو» الدولي منصة عالمية لعرض آلاف الاختراعات والابتكارات والإبداعات التي توصلت إليها البشرية في مختلف مجالات الحياة، لا سيما في مجالات التكنولوجيا والتصنيع. وتحول المعرض الدولي إلى ما يشبه «المختبر الإبداعي» لعرض إنجازات البشرية في الإبداع والاختراع والابتكار، وعُرض خلال دوراته السابقة أكثر من 100 ألف اختراع، أسهمت في تغيير وجه الحياة على كوكب الأرض.
تحت عنوان «المعرض العظيم لمنتجات الصناعة من دول العالم»، استضافت العاصمة البريطانية «لندن» الدورة الأولى لمعرض إكسبو الدولي، التي انطلقت في الأول من مايو العام 1851، وحضرها 6 ملايين زائر.
وخلال معرض إكسبو لندن 1851، تجمع أكثر من 14 ألف عارض من جميع أنحاء العالم، وعُرضت فيه العديد من الابتكارات والاختراعات، فضلاً عن نماذج من التكنولوجيا المتقدمة في الثورة الصناعية.
وجاءت آلة الفاكس من بين الاختراعات التي كُشف الستار عنها لأول مرة خلال معرض إكسبو لندن 1851، وعُرفت آنذاك باسم «تلغراف الصور»، وقد اخترعها العالم الفيزيائي الإنجليزي، فريدريك باكويل، الذي اعتمد في اختراعه على محاولة نظرية أولية تُنسب إلى عالم ميكانيكي اسكتلندي يدعى، ألكسندر باين، صاغها قبل 10 أعوام من ظهور آلة الفاكس على أيدي باكويل.
وكان المخترع الاسكتلندي، ألكسندر باين، حصل في العام 1843 على براءة اختراع لفكرة آلة الفاكس الأولية القائمة على تعليق مجس في بندول، ليقوم بمسح سطح معدني عليه صورة بمعالم بارزة، وتسجيل تفاصيل الصورة، ومن بعده جاء الفيزيائي البريطاني، فريدريك باكويل، وأدخل بعض التطورات على الفكرة، وحصل في العام 1850 على براءة اختراع لجهاز «تلغراف النسخ»، واستخدم أسطوانات دوارة متزامنة مع قلم لنقل الصور عبر تيار كهربائي.
وعندما عُرضت آلة الفاكس خلال فعاليات معرض إكسبو لندن 1851 أبهرت جمهور وزوار المعرض، وفي أعقاب المعرض، وعلى مدى 10 أعوام استمرت محاولات العلماء والمخترعين لتطوير آلة الفاكس، حتى أرسلت أولى الرسائل بواسطة جهاز فاكس عُرف بـ «انتيليغراف» اخترعه العالم، جيوفاني كاسيلي.
وفي العام 1863، تم إنتاج أول نموذج تجاري لجهاز الفاكس، وخلال مئة عام أصبح الجهاز يمثل عنصراً أسياسياً في المكاتب والمصانع والشركات والمؤسسات الحكومية والخاصّة.
