الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

منتدى الاتحاد الـ16 يقرأ أفق التنمية والإسهام الحضاري

نورة الكعبي خلال الكلمة الموجهة لـ «الاتحاد» (تصوير: مصطفى رضا)
21 أكتوبر 2021 19:35

طه حسيب (أبوظبي)

أكد المشاركون في منتدى الاتحاد السادس عشر، أمس، أن الإمارات تعيش مرحلة الابتكار ودخلت ساحات اقتصاد المعرفة، وأن «إكسبو 2020 دبي» يؤكد قوة الإمارات الناعمة، ويرسخ مساعيها في التواصل مع العالم برسالة التسامح والسلام. 
وينعقد المنتدى بالتزامن مع ذكرى صدور صحيفة الاتحاد. 
وبهذه المناسبة، قال معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مجلس إدارة «أبوظبي للإعلام»، إن صحيفة «الاتحاد» تصنع محتوى وطنياً متميزاً منذ أكثر من خمسة عقود من العمل المهني المتواصل. كما قدمت معالي نورة الكعبي وزيرة الثقافة والشباب نائب رئيس مجلس إدارة «أبوظبي للإعلام» كلمة للمشاركين في منتدى الاتحاد هنأت خلالها الصحيفة بذكرى صدورها الثانية والخمسين. وشارك في المنتدى معالي الدكتور علي راشد النعيمي وتركي الدخيل سفير المملكة العربية السعودية في الإمارات.

محتوى وطني متميز
قال معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مجلس إدارة «أبوظبي للإعلام»: صحيفة «الاتحاد» تصنع محتوى وطنياً متميزاً منذ أكثر من خمسة عقود من العمل المهني المتواصل. وأكد معاليه أن صحيفة «الاتحاد» رافقت دولة الإمارات منذ فجر تأسيسها، ووثقت لمسيرة تنموية وحضارية، ونهضت بدورها في نشر الثقافة والإبداع والتنوير، وحفزت كل الطاقات للمشاركة في إعلاء بنيان الوطن الذي سطر خلال عقود قليلة قصة نجاح اجتمع فيها الحلم والطموح بالإنجاز والريادة، مع التركيز على الإنسان، باعتباره أولوية قصوى والغاية النهائية للقيادة الرشيدة.

وأضاف معاليه: اليوم، نحتفي معاً وبحضور نخبة من الكتاب والمفكرين والإعلاميين والباحثين العرب والأجانب، بانطلاقة متجددة لصحيفة الاتحاد بالتزامن مع احتفالات اليوبيل الذهبي لدولة الإمارات واستشراف الخمسين عاماً المقبلة من خلال خطط واستراتيجيات ومشاريع كبرى منبثقة من رؤية قيادتنا الرشيدة الاستثنائية التي تمهد الطريق نحو التنمية المستدامة عبر نشر قيم التسامح والتعايش والتعاون والأخوة الإنسانية؛ لأن لا تنمية بلا أمن ولا مستقبل بلا سلام.
ويشهد المنتدى مشاركة واسعة من مجموعة من الخبراء والمتحدثين والمتخصصين العرب والأجانب لإثراء النقاش عبر 12 ورقة عمل حول رؤية الإمارات التنموية ومبادراتها في التعايش والسلام والتسامح، التي تعزز الإسهام الحضاري للدولة وترسخ سياستها المرتكزة على التعاون والتواصل الإيجابي مع كل ثقافات العالم.

المنتدى انعقد تحت عنوان «التنمية الاقتصادية.. قاطرة الاستقرار والإسهام الحضاري»، وعلى مدار ثلاث جلسات ومن خلال 12 ورقة عمل، استنتج المشاركون أن التنمية الاقتصادية، هي جوهر الحياة وأساس عمران الأرض، وتحقيقها يتطلب التعاون والتسامح والحوار مع الآخر. الجلسة الأولى جاءت تحت عنوان: «الإمارات مسيرة التنمية الاقتصادية والمبادرات»، والثانية بعنوان «النمو الاقتصادي وصناعة الريادة الإقليمية».
وجهت معالي نورة الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب نائب رئيس مجلس إدارة «أبوظبي للإعلام»، كلمة عبر الفيديو هنأت فيها صحيفة الاتحاد، قائلة: «الاتحاد» صحيفتنا التي تحمل اسم أجمل ذكرى مرت على دولتنا، وهو اتحاد الإمارات بعزم وتصميم الآباء المؤسسين.. والمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «طيب الله ثراه»، هو من أطلق هذه الصحيفة؛ لأن غاياته وأهدافه كانت إعلاء معنى الاتحاد وتعميقه في نفوس أبناء كل الإمارات.

  • علي راشد النعيمي وتركي الدخيل وسلطان النعيمي ومحمد الريسي وخليفة السويدي وحمد الكعبي أثناء عزف السلام الوطني
    علي راشد النعيمي وتركي الدخيل وسلطان النعيمي ومحمد الريسي وخليفة السويدي وحمد الكعبي أثناء عزف السلام الوطني

ومع احتفال هذه الصحيفة الكبيرة بإنجازاتها، نود أن نهنئ فريق عمل (الاتحاد) الذين يقومون كل لحظة بجهود كبيرة من أجل إخراج منتج صحفي يليق بالإمارات وشعبها وسمعتها، كل الشكر لهم جميعاً.. خلال 5 عقود أصبحت (الاتحاد) علامة فارقة في مسيرة العمل الإعلامي في المنطقة، اقترن حضورها باعتمادها على معايير الشفافية والمصداقية والعمل المهني الذي وثق مسيرة التطور والتنمية في القطاعات كافة.. ولأن تجربة الإمارات فريدة من نوعها، فالتنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تحققت في فترة وجيزة، ثمرة فكر ورؤية الوالد المؤسس وإخوانه من القادة.. رؤية تمحورت حول الاستثمار في الموارد البشرية وبناء العقول والاستثمار في الإنسان، نحن اليوم محط أنظار العالم، وتجربة الإمارات في التنمية الاقتصادية والاجتماعية مثالٌ يحتذى به؛ لأنها تقوم على الإبداع والابتكار وإنجاز المشاريع النوعية بفكر ورؤية جديدة. وبالتأكيد فقد كان لصحيفة الاتحاد و(أبوظبي للإعلام) دور كبير للعمل مع بقية مؤسساتنا الوطنية في إبراز هذه النجاحات وإيصال رسالتنا لأنحاء العالم كافة.. اليوم وبفضل رؤية قيادتنا الرشيدة، تواصل الإمارات تعزيز مكانتها وحضورها العالمي، وهي تقدم تجربة وقدوة للدول الراغبة في تحقيق الاستفادة القصوى من طاقاتها والسير في ركب الحضارة العالمية. إن أي إنجاز مهما علا شأنه يكتسب قيمة مضافة من دوره في خدمة المجتمع وتحقيق طموحاته. وهذا بكل فخر ثقافة عمل متأصلة في دولة الإمارات.. أصبحت الإمارات اليوم وجهة العقول المبدعة والمثقفين ملتقى الشباب الراغبين في أن يقدموا إنتاجهم للعالم، وأن يكون لهم شأن في رسم أبعاد جديدة في مستقبل المشهد الثقافي في المنطقة.
وفي ظل التطور التكنولوجي الهائل، فقد أصبحت المعلومة ملك الجميع، وهي في العصر الرقمي متاحة ومتوافرة لكل من يبحث عنها، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: ما نوع المعرفة التي نبحث عنها، وكيف ينبغي لنا توظيف هذا الكم الكبير من العلوم والمعارف في خدمة التنمية؟.. بالنسبة لنا في الإمارات، نعمل وفق خطة واضحة، تقوم على استكشاف الكفاءات والمواهب الشابة وإتاحة الفرصة أمامها لتطوير قدراتها الإبداعية، ومن ثم تسخير هذه القدرات وتوظيفها بالشكل الأمثل الذي يخدم توجهاتنا المستقبلية بحكمة ومسؤولية. 
وأتمنى لجريدة الاتحاد والقائمين عليها وفرق عملها كل التوفيق والنجاح في مواصلة دورها منبراً إعلامياً هادفاً يجسد أعلى معايير المهنية والحرفية والإبداع». 

كسب عقول الشباب 
وقدم معالي الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس لجنة الدفاع والداخلية والخارجية في المجلس الوطني الاتحادي، رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة عضو مجلس إدارة «أبوظبي للإعلام»، كلمة هنأ خلالها صحيفة «الاتحاد»، وقال: إنها أول صحيفة قرأتها في حياتي وارتبطت بها ارتباطاً مباشراً، فكان والدي رئيس تحرير (الاتحاد).. ودائماً أقول: إنه لا ينبغي أن نقارن (الاتحاد) بغيرها، فهي تعبر عن الصوت الوطني الرسمي».

  • علي راشد النعيمي
    علي راشد النعيمي

وأشار معاليه إلى أن صحيفة «الاتحاد» ولدت قبل الاتحاد وحملت اسمه، ورافقت هذه المسيرة في مراحلها كافة، وكانت تعبر عن هذا الصوت الصادق، لهذه المسيرة. وأضاف معاليه: أشكر الزملاء على اختيار عنوان المنتدى، المتزامن مع احتفال الصحيفة بمرور 52 عاماً على مسيرتها.
وتابع: إننا الآن نحتفي برؤية عملية للخمسين القادمة، وهو ما ينسجم مع المحور الأساسي للمنتدى وهو الاقتصاد.
وأشار النعيمي إلى أن «الاتحاد» دوماً تحترم الأجندة الوطنية، وتروي قصة نجاح من خلال كتابات وتفاعلات تنير الطريق للقراء بما يخدم الصحيفة والأهداف التي تسعى إليها. 

رسائل سريعة
ووجه معالي الدكتور علي راشد النعيمي ما وصفه برسائل سريعة للمشاركين في المنتدى، قائلاً: أنتم كوكبة متميزة في عالمنا العربي، بقاؤكم ضمن هذه الكوكبة يعتمد على تأثيركم، لا يجب أن نكتب لأنفسنا، يجب ألا نغفل أولويات المتلقي؛ لأننا إذا فعلنا ذلك قد نصنع فجوة بيننا وبين القراء. وأضاف النعيمي: أتمنى من كل الكتاب تقييم ما يكتب وتقييم قناعات الآخر. وأكد النعيمي قناعته بأهمية أن نعرف أن الجمهور يزداد وعياً. ودعا النعيمي إلى ضرورة الحرص في رسائلنا على كسب عقول الشباب وتقديم خطاب مقنع لهم وليس مقنعاً لنا فقط، وقال:«مهم جداً أن نضع أنفسنا في سياق الآخر»، مؤكداً أن السير نحو المستقبل يستوجب صناعة جيل مبدع وأيضاً مسؤول. 
نحن في مسيرة المستقبل، نحرص على صناعة جيل مبدع وجيل مسؤول، ونحرص على أن يكون لدى الجيل القادم العزيمة والعمل بإيجابية وشجاعة.

صناعة الأمل وبناء السلام
وانتقلت الكلمة لحمد الكعبي رئيس تحرير «الاتحاد»، حيث رحب بالمشاركين في المنتدى السنوي السادس عشر، ووجه الشكر للكتاب على حضورهم، وأشاد بمساهماتهم التي تثري محتوى «الاتحاد» بالتحليل والأفكار الإيجابية. 
وأضاف الكعبي: في الذكرى الثانية والخمسين لصدور «الاتحاد»، تعاهدكم الصحيفة دوماً على أن تتصدر المشهد برؤية تستند إلى طموحات الإمارات وقيادتها الرشيدة.. وبخطوات تواكب المستجدات وتستوعب التطوير شكلاً ومضموناً، في صناعة محتوى يحفز على الابتكار ويبث الأمل لدى شباب الوطن، ويعزز مسيرتهم نحو واقع أفضل، يستطيعون خلاله المساهمة في صنع الحضارة، وليس الاكتفاء باستهلاك ما يبدعه الآخرون.  وأشار إلى أن «الاتحاد» تتجدد يوماً بعد يومٍ بجهود فريق عملها الدؤوب القادر على تحمل المسؤولية ومواكبة المستجدات بمحتوى متميز وإطلالة جذابة، مضيفاً: نقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة نسعى من خلالها إلى مواصلة دورنا كصحيفة وطنية تواكب مسيرة دولة الاتحاد للخمسين عاماً المقبلة والتعريف بإنجازاتها ومكتسباتها.

  • حمد الكعبي
    حمد الكعبي

وقال: اليوم نتفاعل مع النسخة السادسة عشرة لمنتدى «الاتحاد»، لنناقش مع نخبة من كتابنا ومفكرينا «التنمية الاقتصادية.. قاطرة الاستقرار والإسهام الحضاري»، ضمن مناسبة نحلل خلالها مسارات التنمية التي مرت بها الإمارات ودخولها مرحلة اقتصاد المعرفة بخطوات راسخة نحو الابتكار وتطبيقات العلوم المتقدمة في استكشاف الفضاء وبدائل الطاقة. 
وأكد الكعبي أن الإمارات بتسامحها ومدها جسور التواصل مع العالم قادرةٌ على صناعة الأمل وبناء السلام، وإنتاج قصص النجاح في التنمية المستدامة..
ولفت إلى أن المبادئ العشرة لـ«وثيقة الخمسين» الصادرة قبل أسابيع قليلة، تحدد بوصلة الإمارات بوضوح وشفافية قلّ نظيرها، فمضامين المبدأ الثالث تؤكد أن هدف السياسة خدمة الاقتصاد.. وهدف الاقتصاد توفير أفضل حياة لشعب الإمارات. 
وذكر أن الرؤية التنموية للدولة تتضح عبر المبدأ الرابع للوثيقة الذي ينص على أن «المحرك الرئيسي المستقبلي للنمو هو رأس المال البشري، وأن تطوير التعليم، واستقطاب المواهب، والحفاظ على أصحاب التخصصات، والبناء المستمر للمهارات، هي الرهان للحفاظ على تفوق دولة الإمارات».
وأكد الكعبي أن التنمية الاقتصادية وحدها تصنع الأمل وتبني النجاحات وتسهم في إنتاج الحضارة، وتصنع النموذج بالمنجزات وبقصص التميز والمبادرات. 
وأضاف: إمارات التسامح والسلام والطاقة النووية السلمية، ومسبار الأمل، تصنع الأمل لشبابها وتمضي بهم نحو عصر الذكاء الاصطناعي والابتكار واقتصاد المعرفة. وتوجه الكعبي بالشكر إلى مجلس إدارة «أبوظبي للإعلام» على الدعم المتواصل، وبخالص التقدير لقراء «الاتحاد» الذين يشاركون الصحيفة مسيرتها ومبادراتها.. مضيفاً: وفي هذه المناسبة، أوجه خالص الشكر لفريق العمل في صحيفة الاتحاد، للصحفيين في الميدان، وللمصورين في مواقع التغطية وللمحررين الساهرين على تقديم الخبر، ملتزمين بمسؤولياتهم تجاه مهنتهم ومجتمعهم. 
وفي توجيهه لبدء جلسات المنتدى قال: إذ نحتفل معكم بالذكرى الثانية والخمسين لصدور صحيفة الاتحاد، نتطلع لسجالات تُثري - خلال الجلسات والمحاور والمداخلات- موضوع المنتدى، لتجعلنا أكثر تفاؤلاً بمستقبل يفيضُ بالتنمية ويَمُدنا بفرص الإسهام الحضاري خدمةً لمجتمعنا وأمتنا والعالم كله. 

مسارات التنمية في رؤية 2030
قدم تركي بن عبدالله الدخيل، سفير خادم الحرمين الشريفين في دولة الإمارات العربية المتحدة، كلمة في المنتدى:
السيدات والسادة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اسمحوا لي أن أبدأ كلمتي بشكر منتدى «الاتحاد» على دعوتهم الكريمة وحفاوتهم وحسن تنظيمهم واختيارهم هذا الموضوع الحيوي. فالتنمية الاقتصادية، شقيقة التنمية الثقافية، ورفيقة الاستقرار المجتمعي، وهي سبيل تحقيق التقدم والرفاه ورفع مستوى جودة الحياة.

الحضور الكريم
واجهت الإنسانية في السنوات الأخيرة، أزمات عاصفة، مسّت المنظومة الثقافية والقيمية لكل المجتمعات، وتسبب جزء كبير منها في تحديات أمام دول المنطقة وشعوبها. تمثلت في التطرف والإرهاب والحروب.
ونتيجة لرؤية سياسية تصنع الإنسان أولاً، ولتحقيق التنمية المستدامة، متعددة الاتجاهات، الأمر الذي لا يتحقق دون إيمان لفكرة الرؤية والحكومات المستقرة، ما الذي فعلته بلداننا؟
لقد فعلت الخطط التنموية وتبنتها بأبعادها المختلفة. وما زالت تفعل.
في بلادي المملكة العربية السعودية، تبنت القيادة في رؤية المملكة 2030 ذات المحاور المتعددة، التي تعتمد على «مجتمعٍ حيوي، بقيمٍ راسخة، وبنية متماسكة متينة واقتصادٍ مزدهر، مبني على الفرص، وجاذبية استثمارية، تستند إلى استغلال موقع البلاد المتميز، وخطوات يحققها وطن طموح بحكومة فاعلة.
ولعل من أخريات ثمراتها المؤشرة إلى التنمية الحقيقية، إعلان برنامج التنمية البشرية الذي قدّمه سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله، وفيه 89 مبادرة، تحقق 16 هدفاً استراتيجياً من أهداف رؤية المملكة 2030. «بهدف إعداد مواطن طموح يمتلك المهارات والمعرفة، ويواكب المتغيرات المتجددة لسوق العمل، مما يساهم في بناء اقتصاد متين قائم على المهارات والمعرفة وأساسه رأس المال البشري».
مواطن متسلّح بالإرث التليد لبلادنا، يعرف أنّها ملتقى طرق الحرير، ويدرك تاريخها، دون أن ينسجن فيه. بل ينطلق منه إلى تبني المنظومة الجديدة التي أطلقتها بلادي في مشروع «برنامج مستقبل المدن السعودية»، ما خلق تنمية إقليمية على مستوى مدن السعودية كلها.
وعلى سبيل المثال، فإن استراتيجية الرياض التي تجسّد رؤية ولي العهد لعاصمة السعودية، المدينة التي حظيت بعناية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لأكثر من نصف قرن، وهي اليوم تتجه لتكون لتكون واحدة من «أكبر عشر مدن اقتصادية في العالم»، حسب الخطة الجديدة، وهذا المشروع الكبير يشمل تطوير المدن المتوسطة والصغيرة المحيطة بالرياض، باعتبارها وسيطاً بين المدن الكبرى والريف. ونقرأ في هذا السياق استراتيجية منطقة عسير، لتصبح وجهة سياحية رائدة عالمياً تزدهي بإرثها. واستراتيجيات تنوية أخرى: تراعي الإنسان والمكان وذاكرة التاريخ. فتركّز هذه الاستراتيجيات على حماية التراث وإبراز التاريخ، والاهتمام بالمناطق التراثية وتطويرها، كما يجري في مشروع تطوير الدرعية، ومشروع أنسنة القرى التراثية. 

  • تركي الدخيل
    تركي الدخيل

السعودية المبادرة: المشاريع الخارجية
ما يميّز قيادة هذه المنطقة من العالم، أنّها لا تغرق في المشاكل الداخلية، بل قدّرت ومنذ زمن طويل، إبراز مثالٍ مضيء ونموذج مشرق على أن الشرق الأوسط يمكن أن يكون ملهماً للبشرية. 
مبادرات كثيرة يمكن تعديدها اليوم، وانشغالات كبرى، حول الاستدامة، والاقتصاد، والتسامح، والأخوة، ندرة المياه، والتوازن البيئي، وصناديق رعايتها، ظلّت مثار اهتمام للمدركين بخطورة هذه المعطيات على المستقبل، ومثار تندر لمن لا يسرهم شيء يصدر من هذه المنطقة من العالم.
حضرتُ قبل سنوات في مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الرمضاني، في عام 2011، محاضرة عن ندرة المياه كانت بعنوان «المياه العذبة في العالم.. السعي نحو مستقبل مستدام»، وكان الشيخ محمد، حريصاً على التعليق بعد المحاضرة بالقول: «المياه تشكل أهمية كبرى تفوق أهمية النفط بالنسبة للإمارات»، كان الاهتمام بهذه المسألة مثار سؤال، واليوم نعرف أنّ الأبحاث والدراسات تقدّم للإنسانية أملاً في الحل، بفضل ذلك الوعي.
في بلادي السعودية، وتزامناً مع رؤية 2030، والمبادرات الجديدة، تبرز مبادرات كثيرة، أختار منها: السعودية الخضراء، وهي تقود أكبر مشروع بيئي في المنطقة. 
ثمة إجماع إنساني على أنّ التغيير المناخي أكبر خطر يهدد الإنسانية في مستقبلها القريب. وهناك اتفاق بين العلماء كافة وأغلب السياسيين والزعامات الدينية على أنّ هناك ما يُمكن عمله.
نحن في هذه المنطقة لا ننتظر العالم ليتصرف في معالجة هذا التحدي الوجودي وإنما نبادر للمساهمة بل والريادة في ذلك. وتدرك القيادة في المملكة أنها قادرة على إحداث تغيير كبير وعلى معالجة هذا التحدّي ولذلك أعلن ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عن مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر، قائلاً: «أنا فخور بالإعلان عن مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وهذه مجرد البداية. تحتاج المملكة والمنطقة والعالم أجمع إلى المضي قدماً وبخطى متسارعة في مكافحة التغير المناخي، وبالنظر إلى الوضع الراهن، لم يكن بدء هذه الرحلة نحو مستقبل أكثر خضرة أمراً سهلاً، ولكن تماشياً مع رؤيتنا التطويرية الشاملة، فإننا لا نتجنب الخيارات الصعبة، نرفض الاختيار المضلل بين الحفاظ على الاقتصاد أو حماية البيئة».
تمتلك السعودية أكبر القدرات على إنتاج الطاقة النظيفة، والإرادة لتحشيد دول المنطقة وتوحيد جهودها للقيام بما عليها لمكافحة التغير المناخي. مما سيقلل من الانبعاثات الكربونية. 
وهنا أشير إلى فعاليات مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر، ستنطلق خلال أيام من هذا الشهر بين 23 و25 أكتوبر. 
هذه المبادرة تهدف إلى توحيد الجهود ووضع خريطة طريق لحماية كوكب الأرض داخل المملكة وخارجها. ستجمع صناع السياسات والعلماء والناشطين من جميع أنحاء العالم، وصناعة نمط جديد من التعاون العالمي. 
تهدف السعودية إلى جعل الطاقة البديلة مصدراً لـ50% من إنتاجها. كما أطلقت مشروع سكاكا الذي سينتج 300 ميغاوات من الكهرباء بالطاقة الشمسية، ومشروع محطة دومة الجندل لطاقة الرياح بطاقة إنتاجية قدرها 400 ميغاوات والذي فاز بتطويره ائتلاف يضم شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، التي تعتبر الأولى من نوعها في المملكة العربية السعودية والأكبر على مستوى منطقة الشرق الأوسط.

  • أميرة محمد أثناء تقديم فعاليات المنتدى
    أميرة محمد أثناء تقديم فعاليات المنتدى

«نيوم.. مدينة المستقبل»
المشروع الأبرز والأضخم والذي لن يُسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية فحسب، وإنما في صناعة نمط حياة إنساني ثوري. عن «نيوم» أتحدث و«ذا لاين». مدينة بطول 170كم، خالية من الكربون توفّر رؤية جديدة لمستقبل الحياة الإنسانية. 
«نيوم» لن تكون مجرّد مدينة أخرى بل «نموذج حضاري لما يمكن أن تكون عليه المجتمعات الحضرية مستقبلاً، ومخطط يكفل إيجاد التوازن للعيش مع الطبيعة». أوّل مدينة تُصمم بناءً على حاجات الإنسان أولاً. مدينة خالية من المركبات والطرق، توفر مئات الآلاف من فرص العمل وتحفز على التنويع الاقتصادي، ومعززة بالذكاء الاصطناعي.

التنمية وجودة الحياة 
تتجاوز فلسفة تجويد حياة الإنسان في المملكة، تطوير البنى التحية إلى تحسين نمط الحياة من الرياضة، والتراث والثقافة، والترفيه والترويح، وتشجيع الابتكار.
وقد تجسدت هذه الفلسفة في برامج وهيئات مثل برنامج جودة الحياة وهيئة الترفيه وفي تطوير البنية التحتية السياحية للمملكة. 
ختاماً: أود أن أقول، هذه المنطقة تمضي إلى مكانها الطبيعي في التاريخ، المكان الذي لم تفارقه يوماً: قلب التاريخ، صناعة الوعي والحضارة، ملتقى البشر والناس. من لديه شكّ، في هذا فليزر «إكسبو»، وليمضِ نحو «نيوم».

الجلسة الأولى: اقتصاد الإمارات يتطور بالتنويع والابتكار
الجلسة الأولى التي أدارها الدكتور خليفة علي السويدي بعنوان «الإمارات مسيرة التنمية الاقتصادية والمبادرات»، ركزت على سياسة الإمارات التي استثمرت ثروتها ومواردها في تفعيل التنمية، وقد قدمت الإعلامية أميرة محمد فعاليات المنتدى.  وفي ورقته المعنونة بـ «الإمارات استثمرت ثروتها في التنمية والتسامح والسلام»، استنتج رضوان السيد، أستاذ الدراسات الإسلامية بالجامعة اللبنانية وعضو مجلس أمناء منتدى تعزيز السلم، وعضو المجلس العلمي الأعلى في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، أن الإمارات نجحت في تحقيق التكامل بين المكونات الاقتصادية والجوانب المعنوية والإنسانية المتمثلة في التسامح والسلام، في إطار استجابة نوعية من أجل مستقبلٍ للأخوة والسلام الإنساني.
وأشار السيد إلى أن «أماراتيا صَن» الحائز جائزة نوبل في الاقتصاد عام 2008 اعتبر التنمية حرية وبثلاثة معان: التمكن والتمكين في الحاجات الأساسية الغذائية والصحية والتعليمية- والآمال والانتظارات للحاضر والمستقبل والأجيال القادمة- والرضا المعنوي والسياسي والإنساني في العلائق بين السلطات والجمهور ورحابة العلاقات مع الأمم والدول الأخرى.

أنموذج عالمي
في كلمته المعنونة بـ«اقتصاد الإمارات: التنوع والابتكار ومواجهة الأزمات»، أكد الخبير والمستشار الاقتصادي الدكتور محمد العسومي أن التجربة التنموية الإماراتية تشمل أنموذجاً عالمياً فريداً إلى جانب التجارب التنموية المتميزة مثل سنغافورة كوريا الجنوبية وماليزيا. وقال: الإمارات طورت بنيتها التحتية، ورسخت سمعتها كواجهة تنموية توفر فرصاً نادرة، ما جعلها تتبوأ مكانة متميزة ضمن التجارب التنموية الناجحة. 
وقال العسومي الآن لدينا اقتصاد متنوع 30% قطاعاً نفطياً و70% قطاعات أخرى، ما أعطى الإمارات نفوذاً اقتصادياً في العالم، من خلال بيئة جاذبة لرؤوس الأموال الخارجية، وبكوادر مؤهلة في جميع المجالات.
ونوّه العسومي إلى أن الإمارات نجحت في تجاوز أزمات عديدة وبفضل تعاملها الجيد مع الأزمات استطاعت استضافة «إكسبو 2020 دبي».
وأشار إلى أن الابتكار يعيد هيكلة اقتصاد الإمارات، منوهاً إلى مراكز الابتكار ومن أهمها مركز محمد بن راشد للفضاء، حيث يعمل به 200 مهندس إماراتي، و«مدينة مصدر» في العاصمة أبوظبي كمصدر عالمي للطاقة - خاصة الطاقة الشمسية بشكل خاص. وأضاف: الإمارات الأولى عربياً في مؤشر الابتكار، ومبادرة الخمسين تعتمد على الابتكار والمعرفة والذكاء الاصطناعي.

  •  من اليمين محمد العسومي ورضوان السيد وخليفة السويدي وابتسام المزروعي وجابر الشعيبي
    من اليمين محمد العسومي ورضوان السيد وخليفة السويدي وابتسام المزروعي وجابر الشعيبي

الثورة الصناعية الخامسة
وتحت عنوان «الإمارات ولحظة إكسبو: خطوات ثابتة في الذكاء الاصطناعي»، تمحورت كلمة الدكتورة ابتسام المزروعي، الخبيرة في حلول الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة و«إنترنت الأشياء» والتقنيات اللاسلكية، حول التطور التقني المتسارع بوتيرة حادة. 
وحسب المزروعي، ارتبط مفهوم الثورة الصناعية الرابعة بالاقتصاد الرقمي (بالأتمتة وتقليل الأيدي العاملة والتوظيف الأمثل للذكاء الاصطناعي، حيث يقتصر دور العامل البشري على التدقيق والمراقبة). وعليه أسهمت الثورة الصناعية الرابعة بصورة مباشرة أو غير مباشرة في تغيير جذري للتخصصات وسوق العمل وتقليل الحاجة الكلية للعنصر البشري بدرجات متفاوته.
 وتوقعت أن الثورة الصناعية الخامسة القادمة ستغير مفهوم ترابط وتفاعل الإنسان مع التقنيات لتحقيق تنمية مستدامة، حيث سيكون الاقتصاد المبني على الذكاء الاصطناعي أكثر كفاءة والجانب البشري فيه أكثر إبداعاً وابتكاراً. وهذه الثورة- حسب المزروعي- ستطور آليات ومبادئ وأنظمة جديدة قائمة على التعاون بين الإنسان والآلة، من أجل بناء تنمية مستدامة. ولدى الدكتورة ابتسام قناعة بارتباط الثورة الصناعية الرابعة بالاقتصاد الرقمي، ما يتطلب تغيرات كبيرة في سوق العمل، وربما تقليل الحاجة إلى العنصر البشري. 
وتتفاءل الدكتورة ابتسام بأنه خلال الثورة الصناعية الخامسة ستختفي الأجهزة الذكية ليحل محلها واجهات تعمل بصورة أشبه بدماغ آلي لتنفيذ المهام المطلوبة وتحقيق التواصل مع العقل البشري للحصول على معلومات وبيانات. وتوقعت المزروعي بأن الثورة الصناعية الخامسة لن تكون ثورة علمية جافة، بل ستحقق التوازن بين الجانبين العلمي والإنساني، ليصبح الاقتصاد المبني على الذكاء الاصطناعي أكثر كفاءة والجانب البشري فيه أكثر إبداعاً وابتكاراً.
بوتقة واحدة
وفي إطار إدارته للجلسة الأولى استنتج د. خليفة السويدي أن الإمارات نجحت في المزاوجة بين التنمية والسلام والاقتصاد في بوتقة واحدة وأكد أن الإمارات استثمرت ندرة الموارد في الإبداع هذا من واقع فيديو للدكتور باسكال يونيفاس، مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس، أوضح خلاله أن الإمارات التي تحتفل بعيد ميلادها الخمسين تعيش قصة نجاح، طفرة كبيرة بين ما كان عليه البلد لحظة تأسيسها، وما بات عليه الآن من حيث الإشعاع والفعالية والغنى والفرص، فإنه بالطبع نجاح كبير لا يسعنا إلا الإشادة به. بونيفاس لفت الانتباه إلى أن قادة الإمارات قرروا عدم الاكتفاء بما تحقق من إنجازات، وإطلاق خمسين مشروعاً جديداً من أجل جعل الإمارات أرضاً للفرص والإبداع. وبالتالي، مواصلة حمل المشعل في ما يتعلق بالنجاحات التي تحققت. ويقول بونيفاس: الأمر الرائع في الإمارات العربية المتحدة هو أن الثروة النفطية التي سمحت للبلد في البداية بإطلاق التطور الاقتصادي، لم تكتفِ بذلك، بل انتقلت بسرعة إلى شيء آخر. وأضاف: في الوقت الذي تغرق فيه كثير من البلدان التي لديها ريع المواد الخام والمناجم والنفط في البؤس والحروب الأهلية والمواجهات، عرفت الإمارات كيف تراهن على الشباب وعلى المستقبل، وهذه المشاريع الخمسين تواكب هذا التطور.

مشاريع الخمسين 
وعن «مشاريع الخمسين آلية للتحفيز الاقتصادي والتطلع للمستقبل»، قدم جابر الشعيبي الباحث الإماراتي في القضايا الجيوسياسية كلمة أكد خلالها أن القطاع الاقتصادي في الأجندة الوطنية المعروفة بـ«رؤية الإمارات 2021»، يأتي من بين أهم أولويات الحكومية في ترسيخ اقتصاد تنافسي معرفي مبني على الابتكار بحلول اليوبيل الذهبي للاتحاد في 2 ديسمبر 2021. واستنتج الشعيبي أن هذه الرؤية إلى تحقيق الإمارات المرتبة 25 عالمياً في 2020 في مؤشر التنافسية العالمي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي. وأيضاً زيادة الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الإمارات الذي بلغ 19.9 مليار دولار أميركي في عام 2020 حتى تبوأت الإمارات المرتبة الأولى عربياً في الاستثمارات الأجنبية المباشرة، نتيجة جهود الإمارات في تطوير الإجراءات الحكومية المنظمة لأنشطة سهولة ممارسة الأعمال، حيث احتلت الإمارات في مؤشر سهولة ممارسة الأعمال المرتبة 16 عالمياً لعام 2020 الصادر عن تقرير البنك الدولي. ونجحت السياسة الخارجية في إبرام اتفاقيات اقتصادية مع شركاء استراتيجيين، واتجهت نحو الشراكة بين القطاع العام والخاص، وأصبحت الإمارات أنموذجاً ملهماً، في دولة لا تعرف المستحيل.

  •   أثناء الجلسة الثانية
    أثناء الجلسة الثانية

الجلسة الثانية: «إكسبو 2020» يؤكد قوة الإمارات الناعمة
وتحت عنوان «النمو الاقتصادي وصناعة الريادة الإقليمية»، دارت مداخلات الجلسة الثانية التي أدارها سعيد الصوافي، رئيس قسم وجهات نظر في «الاتحاد»، وأشار الصوافي إلى أن التعافي الاقتصادي الناتج عن «الجائحة» يواجه مجموعة من التحديات في مختلف دول العالم، إلا أن الرؤية الاستشرافية التي تتبناها دولة الإمارات لتطوير الاقتصاد ورفده بعوامل النمو والتقدم والتفوق الرقمي والتقني ساهمت في تعزيز النمو الاقتصادي وبناء اقتصاد تنافسي مستدام. وبالفعل دولة الإمارات اليوم هي قبلة للتميز والنجاح الاقتصادي وتراهن اليوم على شبابها واقتصادها لخلق مجتمع أكثر سعادة وازدهاراً.
وفي مداخلته بالجلسة الثانية، أشار رشيد الخيون الكاتب والباحث العراقي، في ورقته المعنونة بـ«النجاح الاقتصادي يصحح الصورة النمطية عن العرب والمنطقة»، إلى كتابه الصادر بعنوان «أبوظبي تصالح العقل والثروة»، الذي تطرق فيه إليه رصد ملامح التطور في دولة الإمارات ورصد مشاهد مهمة في التسامح والتنمية، وكيف بلغت مسيرة التطور في الدولة، من خلال استثمار عوائد النفط. 
وأكد الخيون أنه عند رصد أي نهضة حضارية في مكان لابد من مقارنتها بالمرحلة السابقة عليها - فكيف كانت هذه الأرض قبل هذه الحضارة، التي تكون نتاجاً التصالح بين العقل والثروة. 

  • رشد الخيون أثناء مداخلته في الجلسة الثانية
    رشد الخيون أثناء مداخلته في الجلسة الثانية

المبادرة الحضارة
وتحت عنوان «إكسبو 2020.. الإمارات تؤكد قدرة العرب على المبادرة الحضارية»، أكد الدكتور عبدالله العوضي في مداخلته بالجلسة الثانية، أن الحضارة هي الدرجة العليا من تباين الوجود الإنساني، وهي قادرة على إلغاء التناقضات ما بين أجناس البشر ذات الاختلاف العرقي والثقافي. وأضاف العوضي: لا بد من السعي إلى إبراز البعد الإنساني في مفاصل الحضارات، وإلا سوف تطغى عليها فكرة الصراع والنفوذ للأقوى كما روج له البعض.

الإنسان في قلب الحضارة
وأضاف العوضي: بعد النشأة الإنسانية للإمارات، فإن لها وجوداً مؤصلاً في حضارة الجزيرة العربية التي وصلت في عهد الخليفة عثمان إلى مساحة تقدر بثمانية ملايين كيلومتر مربع من إجمالي، أي في غضون ثلاثة عقود من ظهور الإسلام إلى الوجود، ولم يمضِ قرن على ذلك حتى وصلت الحضارة العربية الإسلامية إلى الأندلس. وأشار العوضي إلى أن الإمارات شرعت في التعامل مع البعد الحضاري، قبل الوصول إلى مرحلة الاتحاد بفترة زمنية طويلة، وخاصة، عندما تولى الشيخ زايد زمام الحكم في العين، حيث بدأ الشيخ زايد أول مشاريعه الزراعية بالعمل على تجديد أنظمة الري التقليدية لإيمانه التام بقدرة الزراعة على رسم صورة مغايرة لحياة الناس، وهو صاحب المقولة: «اعطني زراعة.. أعطيك حضارة». وقال العوضي «الغربيون يصفون الشيخ زايد رائد الدبلوماسية القبلية»؛ لأنه استطاع استخدم الحوار في التعامل مع الناس. وحسب العوضي٬ زرع زايد طوال حياته 100 مليون شجرة وأوصل الإمارات إلى احتواء 20% من نخيل العالم.

رؤية ثاقبة
وعن دور الرؤية الثاقبة في التنمية والتطوير، أشار العوضي إلى مقولة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي: «من يتابع ما تحقق على أرض دبي خلال الفترة الماضية من ازدهار وتنمية يدرك دور للمغفور له الوالد الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في تلك الإنجازات، فرغم إمكانياته الضئيلة وموارده اليسيرة، إلا أنه استطاع برؤيته الثاقبة وفكره الوثاب وقدراته وطموحاته التي لا حدود لها أن يقطع مسافات بعيدة ويستشرف للمستقبل الذي كان يحلم به للوطن والمواطنين».

  • الجلسة الثانية من اليمين عائشة المري وعبد الله العوضي وسعيد الصوافي ونورة الطنيجي ورشد الخيون
    الجلسة الثانية من اليمين عائشة المري وعبد الله العوضي وسعيد الصوافي ونورة الطنيجي ورشد الخيون

وحسب العوضي: أضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إلى لبنة راشد، عندما قال: «علمتنا الأيام أن المستحيل وجهة نظر، وأنه لا توجد حدود للتميز في السباق نحو الريادة، كما علمتنا الأيام أن الرؤية الواضحة والعزيمة القوية والرجال المخلصين يستطيعون تحويل الحلم إلى حقيقة والرؤية إلى واقع»، ما يؤكد أن الإنسان في قلب أي حضارة، حيث يشارك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الرؤية ذاتها في هذه النقطة التي تعتبر قلب أي حضارة يطلق عليها صفة الإنسانية.
وذلك عندما أعلن سموه في إحدى دورات «القمة العالمية للحكومات» عن تصدير آخر برميل نفط بأبوظبي في عام 2050، فسأل الجمهور فما العمل ساعة إذٍ؟! سائلاً الحضور ما البديل؟ أنتم الشباب أهم ثروة في هذا الوطن الإنسان.
وأكد العوضي أن الإمارات عززت وجهها الحضاري أمام العالم لخمسين سنة قادمة، من أجل الوقوف مع الحضارات الأخرى التي يستعد البعض منها للوصول إلى الألفية الرابعة بأدواتها المستحقة، مستنتجاً أن المشاريع الخمسين جعلت من الإنسان محورها الأساسي للوصول إلى المستقبل.
ولدى العوضي قناعة بأن الإمارات اليوم تربط العالم في «إكسبو 2020»، إضافة إلى المكاسب التي ستتحقق منه سواء عبر فرص العمل أو المداخيل الاستثمارية والسياحية. وأكد العوضي أن الإمارات لديها قيمة عظمى، في عالم قل فيه من يمتلكون القيم. 

القوة الناعمة
وعن «النجاح الاقتصادي رافد مهم لصناعة القوة الناعمة.. الإمارات نموذجاً»، قدمت نورة الطنيجي مداخلة في الجلسة الثانية أمدت خلالها الدلالات التني يحملها مفهوم القوة الناعمة في دولة الإمارات، مشيرة إلى الاهتمام بجودة الحياة، والاعتماد على الثقافة والحوار وتفعيل منطق الحوار مع الشعوب، ولدى الدولة قناعة بأهمية القوة الناعمة وشكلت لجنة معنية بها. وأكدت الطنيجي أن الإمارات العربية المتحدة استطاعت أن تلفت انتباه العالم مند تأسيسها عام 1971 إلى 2021. ووصفت الطنيجي إنجازات الإمارات بأنها أشبه بشمعة مضيئة تنير ما حولها.
وأشارت الطنيجي إلى أن استضافة الإمارات «إكسبو 2020» تؤكد قدرتها على التصدي لجميع الأزمات.
وسردت الطنيجي إنجازات تؤكد قوة الإمارات الناعمة وتعززها عالمياً، مثل: إعفاء الإمارات من تأشيرة «تشينجن»، وسياسات السلام والتعايش، ونجاح الإمارات في إطلاق «مسبار الأمل» ومفاعل براكة، والتطور العمراني، برج خليفة متحف اللوفر أبوظبي، وأيضاً سياسات الدولة المحفزة على الابتكار والذكاء الاصطناعي، السياحة والاستدامة، وحتى التطبيقات التي تتيح للفرد إجراء معاملاته عبر الهاتف تعتبرها نورة الطنيجي مصدراً للقوة الناعمة. 

  • نورة الطنيجي أثناء الجلسة الثانية
    نورة الطنيجي أثناء الجلسة الثانية

«إكسبو 2020»
وفي معرض تعقيبها على مداخلات الجلسة الثانية، أكدت الكاتبة والباحثة الإماراتية عائشة المري أن الأنظار تتجه اليوم إلى دبي، حيث تتواصل العقول ويُصنع المستقبل في «إكسبو 2020»، مشيرة إلى أن استلهام فكرة شعار «إكسبو 2020» واستيحاء تصميمه من إحدى المشغولات الذهبية التي عُثر عليها خلال عمليات التنقيب في موقع «ساروق الحديد» فكان لموقع دبي الجغرافي دور في صياغة دورها التاريخي كملتقى حضاري قديم.
وأضافت المري: يمضي الاتحاد في مسيرته على خطى الآباء المؤسسين، حيث استحضر الدكتور عبدالله العوضي محطات مهمة في مسيرة الدولة الاتحادية عبر خمسين عاماً من الإنجازات التي شكلت قفزات زمنية من الإنجازات ودخلت دولة الإمارات، وهي مقبلة على الاحتفال بالخمسين، مرحلة تاريخية جديدة، إذ تسعى إلى تحرير اقتصادها من الاعتماد على النفط مستقبلاً.
وأشارت المري إلى أن الإمارات حجزت لها  مقعداً بين الكبار من خلال مشروع «مسبار الأمل» ،وقامت بتشغيل أول مفاعل للطاقة النووية في العالم العربي وطرح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد رؤية دولة الإمارات للمستقبل تكون فيه المعرفة أساس الاستثمار في بناء القدرات البشرية، تعتمد فيه الدولة على اقتصاد معرفي مستدام، وتعزيز المسيرة التنموية في الدولة من خلال إيجاد الحلول المبتكرة، واستكشاف الفرص للغد، وتطوير قطاعات جديدة لرفد الثروة الوطنية. 

التقاء الماضي والحاضر
واستنتجت المري أن «إكسبو 2020 دبي» نقطة التقاء الماضي والحاضر والمستقبل، منصة لاجتماع الحضارات العريقة مع صناع الغد لبناء عالم أفضل يقوم على مبادئ التسامح والتعايش والشمولية تتجسد فيه أحد أهم مصادر القوة لدولة الإمارات، وهي قوتها الناعمة، فكان الاقتصاد من أهم مصادر القوة الناعمة لدولة الإمارات كما جاء في طرح الأستاذة نوره الطنيجي، فضلاً عن امتلاك دولة الإمارات نموذجاً حضارياً منفتحاً متعدد الثقافات ونموذجاً دينياً وسطياً يشجع على التسامح وينبذ التطرف، وتلعب ودوراً رائداً في تقديم المساعدات التنموية والإنسانية ظهر جلياً في أزمة «كورونا»، إضافة إلى جهودها التنموية المستمرة في دعم الشعوب والدول في مواجهة الكوارث الطبيعية، ودعم الجهود التنموية الدولية من خلال دعم أهداف خطة التنمية المستدامة 2030.

  • الجلسة الثالثة  من اليمين سالم سالمين النعيمي وعهدية السيد ومحمد الهاشمي وسالم حميد
    الجلسة الثالثة من اليمين سالم سالمين النعيمي وعهدية السيد ومحمد الهاشمي وسالم حميد

الجلسة الثالثة: اقتصاد المعرفة و تعزيز الابتكار
سلطت الجلسة الثالثة الضوء على أهمية اقتصاد المعرفة وتعزيز الابتكار، وأدارت الجلسة عهدية أحمد، الرئيسة السابقة لجمعية الصحفيين البحرينية، وعضو مجلس أمناء هيئة المرأة العربية، وتحت عنوان «الاستدامة كأحد أهم موضوعات «إكسبو» وقاطرة النمو في اقتصاد الإمارات»، قدم الدكتور سالم حميد ورقة استنتج خلالها أن الإمارات حققت منجزات كبرى في التنمية المستدامة ربطتها بقطاعات حيوية. الإمارات تركز على الجانب الإنساني، وعلى كوكبنا الأرض.
وأكد حميد أن مسيرة الإمارات في التنمية المستدامة لم تأتِ من فراغ، بل من عمل جادّ وجهود جبارة، تبلورت مؤخراً في معرض «إكسبو 2020 في دبي» الذي قدم صورة مشرقة عن الإمارات في العالم، وضمن فترة حساسة يتعافى فيها البشر من جائحة تسببت في أضرار هائلة على البشر والاقتصاد، لكن بكل تأكيد وبجهود الدول والمخلصين من القادة والعلماء، تمكنّا من هزيمة هذا الوباء وانطلقنا نحو المستقبل ليكون معرض «إكسبو» بداية عصر جديد في تاريخ البشرية، وهذا المعرض حمل على عاتقه شعار الاستدامة لما فيها خير للبشرية.

«إكسبو» والاستدامة
ويرى حميد أنه عند الحديث عن الاستدامة لا بد أن نتحدث عن «إكسبو» هذا المعرض الدولي الذي من المتوقع أن يستقطب 25 مليون زائر، ليكون الأكبر على مستوى العالم، حيث يستقطب دول العالم التي جاءت للمشاركة في هذا المعرض الاستثنائي الذي يرفع شعار الاستدامة، وتحقيق الفرص، وطبعاً الابتكار والتطوير، وهذا ما سوف يشعر به، بل ويتأكد منه الزائر والمشارك في «إكسبو». وأكد حميد أن المعرض ملهم يقدم الجديد من خلال تعزيز الحلول الطبيعية، وتأكيد التزام الناس تجاه الطبيعة الأم وحماية كوكب الأرض، وحسب ما أكده القائمون على معرض «إكسبو»، فمن أهداف المعرض إحداث آثار بيئية إيجابية على النطاق الوطني، والإقليمي، والعالمي، ودعم خطة دبي 2021 ورؤية الإمارات 2021 وأجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة.

  • سالم سالمين النعيمي أثناء الجلسة الثالثة
    سالم سالمين النعيمي أثناء الجلسة الثالثة

نماذج عملية
ففي ملف القضاء التام على الجوع، شهد معرض «إكسبو» اهتماماً كبيراً من خلال أجنحته المستدامة بتحقيق الأمن الغذائي، والنهوض بالزراعة المستدامة. وفي المياه النظيفة والنظافة الصحية، قدم «إكسبو دبي» سبلاً كثيرة لتحقيق الأمن المائي وضمان توافر المياه، وإداراتها إدارة مستدامة. وأكد حميد أن تشجيع الابتكار، وهو محور أساسي في عمل «إكسبو 2020» ونهجه، وخلال معرض «إكسبو دبي» نشهد على تشجيع الابتكار والذي نرى تفاصيله في كثير من الأجنحة والمشاريع الدولية والفردية، وأيضاً من خلال تشجيع الابتكار في مجال التنمية لمستدامة.

مدن ومجتمعات محلية مستدامة
أيضاً هذا الهدف حققه «إكسبو» من خلال المشروع ككل وجميع الأجنحة والمباني، حيث إن المشروع قابل للتجديد والاستدامة وأيضاً مواد البناء المستخدمة فيه تحقق هذه العناصر. أيضاً شجع «إكسبو» مشاريع ومخططات المدن المستدامة المقدمة من أجنحة لدول المشاركة أو حتى الأفراد.
 
العمل المناخي
ويرى سالم حميد أن العمل المناخي نراه حاضراً في «إكسبو دبي» من خلال مشاريع متعددة تهدف للحفاظ على المناخ والتصدي لتغير المناخ وآثاره. وأيضاً الحياة تحت الماء، فمعرض «إكسبو» قدم نماذج لآلية الحفاظ على الحياة في المحيطات والبحار وطرق حفظ مياه المحيطات والبحار، والموارد البحرية، واستخدامها على نحو مستدام لتحقيق التنمية المستدامة. ليتم تحقيق هذا الهدف، والعمل على مشاريع تحقق الاستدامة، والحفاظ على التنوع البيولوجي.
 
شباب العلوم المتقدمة
وفي مداخلة حول «العلوم المتقدمة تؤسس لجيل يساهم في اقتصاد المعرفة»، قدم الطالب محمد الهاشمي تجربته.. عمره 24 سنة ومن إمارة أبوظبي، وفي عام 2019 تخرج بدرجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية مع مرتبة الشرف من جامعة «باث» في المملكة المتحدة. وهو طالب في السنة الثانية بكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة خليفة. ويقول الهاشمي: خلال هذه الفترة القصيرة، كان لي شرف العمل في العديد من المشاريع البحثية مع أساتذة متميزين في الإمارات وعالمياً، مثل الدكتورة نورة الهاجري، ومن ضمن المشاريع التي عملت عليها سابقاً: مراجعة العلاقة بين الجراثيم المعوية مع أمراض القلب والأوعية الدموية. وفي بداية جائحة «كوفيد - 19» في الإمارات في عام 2020، اشتغلت في مختبر BTC في جامعة خليفة لتقييم أشكال مختلفة لتشخيص فيروس «كوفيد - 19»، ومنها عبر مزج الأنف والدم وطرق أخرى.

  • محمد الهاشمي أثناء الجلسة الثالثة
    محمد الهاشمي أثناء الجلسة الثالثة

وشارك في دراسة لتقييم موقف المريض ومعرفة تجاه «التطبيب عن بُعد»، لكن المشروع الأساسي الذي شارك فيه هو تقييم وفهم موقف الأطباء وإدراكهم لاستخدام التطبيب عن بُعد أثناء جائحة «كوفيد - 19».
ويقول الهاشمي: في بداية الوباء، كان الوصول إلى المستشفيات صعباً، فأسست شركة صحة ودائرة الصحة عيادة خارجية افتراضية لتطبيب عن بُعد، حتى يتمكن الجمهور العام والمرضى من الوصول إلى الرعاية الصحية في أي وقت ومكان، وشارك 623 طبيباً في هذه الدراسة، حتى يتم التعرف على وجهة نظر الأطباء في التطبيب عن بُعد. وأكد الهاشمي أن ما تم التوصل إليه من نتائج يساعد في وضع سياسات مستقبلية في مجال التطبيب «عن بُعد»، هذا يمكن تفعيله في البلدان منخفضة الدخل؛ لأنها تعتبر بشكل أساسي على الهاتف.

أصغر مخترعة
وشاركت في الجلسة الثالثة الطالبة فاطمة الكعبي، من خلال فيديو بثته من مقر إقامتها في الولايات المتحدة، حيث تستكمل دراستها الجامعية. فاطمة أصغر مخترعة إماراتية منذ عام 2015، ولديها شغف بالإبداع والابتكار منذ أن كانت في السابعة من عمرها. اعترف والداها على الفور بحبها للعلوم، فغذيا ولعها بالتجربة والسعي وراء أحلامها. وتمكنت من ابتكار 12 اختراعاً تركز على حل المشكلات الموجودة حول مجتمعها، مثل المقود الذكي لمنع إرسال الرسائل النصية أثناء القيادة، والروبوت الذكي، وهو روبوت يذهب إلى المدرسة للأطفال المرضى.
‎لأكثر من أربع سنوات، تقدم فاطمة مساهمات إيجابية لمجتمع الإمارات العربية المتحدة، من خلال إنشاء منصات اجتماعية حول الابتكار والإبداع. من خلال التدريس التطوعي وورش العمل، شاركت شغفها ومعرفتها بالعلوم لأكثر من 4000 طالب في جميع أنحاء منطقتها. في عام 2016، حصلت فاطمة على شهادة معتمدة دولياً للتدريب. 
‎كما شاركت فاطمة في أكثر من 34 نشاطاً وفعالية طلابية تغطي جميع المراحل التعليمية. علاوة على ذلك، ساهمت مشاركة فاطمة في المؤتمرات والمنتديات المحلية والدولية في دولة الإمارات العربية المتحدة، مما انعكس إيجاباً على صورة الإمارات الدولية.

  • أثناء فيديو المخترعة فاطمة الكعبي أثناء الجلسة الثالثة
    أثناء فيديو المخترعة فاطمة الكعبي أثناء الجلسة الثالثة

حصلت فاطمة على العديد من الجوائز عن إنجازاتها، منها جائزة أبوظبي في 2018، والفائزة بأولمبياد الروبوت الإماراتي 2014، وميدالية أوائل الإمارات كأصغر مخترعة إماراتية في 2015، والجائزة العربية لأفضل 10 مخترعين ومبتكرين لعام 2015، وجائزة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للشباب العربي 2017، وجائزة افضل ممثل للشباب من بين 1000 شاب من 100 دولة من قبل الأمم المتحدة في أميركا عام 2018. 
حاليًا فاطمة طالبة مبتعثة في جامعة فيرجينيا تيك في امريكا تحت تخصص هندسة الحاسب الآلي و الذكاء الاصطناعي. وحصلت على الكثير من الجوائز على المستوى المحلي والعالمي .
وفي معرض تعقيبه على أوراق الجلسة الثالثة، أكد سالم سالمين النعيمي أن «إكسبو 2020 دبي» تم تدشينه ليبقى ويستمر حتى تتم الاستفادة منه، وأشاد بتجربة الطالبة المخترعة فاطمة الكعبي، التي أنجزت في سن مبكرة اختراعاً لروبوت يقوم بالتصوير، ولديها اختراع قادم، وساهمت في معرض «إكسبو 2020 دبي»، حيث قدمت طابعة للمكفوفين، وقامت باختراعات مذهلة. ومنذ 7 سنوات، قابلها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد وأعطاها دافعاً معنوياً كبيراً. وأشار النعيمي إلى أن الدكتور محمد الهاشمي يدرس بجامعة خليفة، وهي واحدة من أكثر الجامعات التي تساهم في الاختراعات في العالم العربي.
وأشار أيضاً إلى أن الطالب محمد الهاشمي أجرى تجربة في مياه المجاري للبحث عن تمركز «كوفيد - 19»، وأجرى بحثاً عن تحورات فيروس «كوفيد - 19» وجميعها جهود تساعد في البحث عن طرق للتعامل مع تحديات الوباء، ولدى الهاشمي بحث منشور في دورية JMIR، وهي فرصة مهمة بالنسبة له. 

دورية JMIR وهي فرصة  مهمة بالنسبة له
أكدت الإعلامية ورئيسة جمعية الصحفيين البحرينيين سابقاً، عهدية أحمد السيد، أهمية منتدى صحيفة الاتحاد بعنوان «التنمية الاقتصادية.. قاطرة الاستقرار والإسهام الحضاري»، ‏خصوصاً في ظل التحولات العالمية الكبيرة التي يشهدها الاقتصاد العالمي والاقتصاد في المنطقة تحديداً، ‏بعد جائحة «كورونا». وقالت إن الإمارات العربية المتحدة وما شهدته ‏من تطور اقتصادي وحضاري ‏كبير أصبحت من خلاله نموذجاً عالمياً يجب على جميع الدول أن تحتذي به. ‏

  • عهدية أحمد السيد
    عهدية أحمد السيد

‏وهنأت عهدية السيد صحيفة الاتحاد بمناسبة مرور 52 عاماً على ‏تأسيسها، ‏مؤكدة أن الصحيفة ‏من أعمدة الصحافة الخليجية والعربية، ‏وأن تنظيمها لهذا المنتدى يأتي انطلاقاً من مكانتها المرموقة ومسؤولياتها ‏التي حملتها على عاتقها في إيصال الرسالة الإعلامية المتوازنة التي تسعى دائماً للتطوير والتنمية، ومحاور المنتدى- حسب عهدية السيد - ‏مهمة جداً للمرحلة الحالية والمستقبلية. ‏
‏وبينت عهدية السيد، ‏أن الإمارات العربية المتحدة تساهم بشكل فعال في تنمية المنطقة واقتصادها، ‏وسعت منذ تأسيسها وانطلاقاً من رؤية المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، الدبلوماسية والتنموية والحضارية، وحملت الإمارات على عاتقها تلك المسؤولية الكبيرة، إقليمياً ودولياً.

استنتاجات ختامية 
في ختام الجلسة الثالثة، قدمت عهدية أحمد استنتاجات توصل إليها المشاركون خلال أوراق ومداخلات المنتدى، من أهمها: 
* الإمارات تعيش مرحلة الابتكار ودخلت ساحات اقتصاد المعرفة.
* «إكسبو 2020 دبي» يؤكد قوة الإمارات الناعمة، ويرسخ مساعيها في التواصل مع العالم برسالة التسامح والسلام.
* التنمية الاقتصادية، هي جوهر الحياة وأساس عمران الأرض، وتحقيقها يتطلب أجواء من التعاون والتسامح والحوار مع الآخر.
* التنمية الاقتصادية في القرن الحادي والعشرين تتطلب جيلاً متسلحاً بالعلوم المتقدمة وبطاقات الابتكار والعمل الجاد من أجل مستقبل أفضل للبشرية.
* تحديات عالمية مشتركة نواجهها في التغير المناخي والأوبئة، والانتصار على هذه التحديات لا يتحقق إلا برؤية خلاقة وبتعاون جاد على أساس من الحوار والتسامح والسلام.
* العرب قادرون على الإسهام الحضاري وتقديم صورة إيجابية عن الشرق الأوسط من خلال مشروعات التنمية الشاملة وتصفية النزاعات والتطلع إلى المستقبل.
* ولنا في تجربة الإمارات خير دليل على صناعة الحضارة من خلال التواصل مع العالم بروح إيجابية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©