الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الاتحاد».. درة التاج ونبض الوطن

«الاتحاد».. درة التاج ونبض الوطن
20 أكتوبر 2021 03:08

أبوظبي (الاتحاد)

52 عاماً مرت على إصدار صحيفة «الاتحاد» التي تأسست على يد أبناء الوطن ونخبة من أبرز الصحفيين العرب، كانت الصحافة في أوجها، والكتابة في إبداعها.. باقة من الأسماء اللامعة والبارزة في مجال الصحافة والكتابة من مختلف الدول العربية الشقيقة أسسوا الصحيفة في بداياتها.. جاؤوا من ذلك الزمان الذي كان يزخر بأفضل الكتّاب وأكثرهم جرأة وقدرة على الإضافة، وما كان يصل إلى صفحات الجرائد والمجلات، إلا من كان له رأي حصيف وفكر منير ولغة صحفية سليمة.
52 عاماً حملت فيها «الاتحاد» راية الصحافة بكل مهنية.. منجز لمنبر إعلامي وطني كبير، بدأت مهمتها الوطنية قبل قيام الدولة، بحيث تحولت هذه الصحيفة العريقة، والتي تُعد اليوم أعرق الصحف الإماراتية، إلى مدرسة حقيقية في الصحافة والإعلام، تخرّج فيها العديد من القيادات الصحفية والإعلامية، وما زالت تقوم بدورها الكبير والمهم في خدمة المسيرة الوطنية. 
ارتبطت أجيال من أبناء الوطن بصحيفة «الاتحاد»، وتابع أبناء الإمارات على مدى خمسة عقود ما قدمته هذه الصحيفة من فكر وثقافة وحوار، ووفرت منبراً مهماً للرأي والفكر بكل أمانة ومسؤولية، وكذلك إسهاماتها الكبيرة، من خلال صفحاتها الثقافية والشبابية وملاحقها في خدمة قطاع الشباب وفتح المنابر الإعلامية لخدمة النقاش العام المثمر.

قصة الانطلاقة
عندما تولى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي في عام 1966، كان حلمه الكبير هو توحيد شعوب وأبناء المنطقة، من خلال اتحاد يضم الإمارات المتصالحة في دولة واحدة.
في تلك الفترة، كان لا بد من وجود وسيلة إعلامية تتابع الحراك السياسي في البلاد، وتراقب التطورات والمتغيرات والأحداث المتلاحقة، وتنقلها لأبناء المنطقة، فجاءت فكرة إصدار صحيفة في أبوظبي تواكب تطورات الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتعبر عن لسان حال شعوب المنطقة، وتشارك إعلامياً في دعم الجهود التي كانت تبذل من أجل قيام اتحاد الإمارات.
تحولت الفكرة إلى واقع، وأصدرت حكومة أبوظبي، متمثلة بدائرة الإعلام والسياحة، قراراً في عام 1969 بإصدار صحيفة أسبوعية تحمل اسم «الاتحاد»، وذلك تيمناً بالتحركات التي كان يقوم بها الشيخ زايد وإخوانه حكام الإمارات الأخرى من أجل قيام اتحاد الإمارات، وبناء عليه صدر العدد الأول من جريدة «الاتحاد» في 20 أكتوبر 1969. 
وأشرفت دائرة الإعلام والسياحة بأبوظبي على إصدار الجريدة، وكان رئيسها آنذاك المغفور له الشيخ أحمد بن حامد آل حامد، الذي تولى مسؤولية إصدار جريدة «الاتحاد» والإشراف عليها، وكان أول من كتب افتتاحية «الاتحاد»، تحدث فيها عن إصدار العدد الأول من الجريدة، والتي تعتبر أول جريدة تصدر في أبوظبي وفي منطقة ساحل عمان بشكل عام.
ولدت «الاتحاد» بحجمها الصغير «التابلويد» لتنقل للمواطنين بنسخها التي لم تتجاوز الألف نسخة في مراحلها الأولى، وحمل العدد الأول للصحيفة بصفحاتها الاثنتي عشرة بحجم (التابلويد) البشرى الأولى وهو خبر الاجتماع الأول لحكام الإمارات المتصالحة الذين اجتمعوا في إمارة أبوظبي، واتفقوا على قيام الدولة الاتحادية، وعنونت «الاتحاد» على صفحتها الأولى في أول عددٍ لها «مرحباً برواد الاتحاد»، وكانت «الاتحاد» تجمع في ذلك الوقت بحروف من رصاص وتطبع أسبوعياً في بيروت لتعود بعد خمسة أيام إلى البلاد. 

مواكبة المتغيرات
كان التفكير مع تسارع الحراك السياسي في البلاد يتجه إلى إصدار الصحيفة على الأقل بشكل يومي، وكانت تضم الجريدة التي ارتفع عدد نسخها إلى خمسة آلاف نسخة أسماء عربية مثل عبدالله الطائي من الشقيقة عُمان، الذي كان وكيلاً لدائرة الإعلام آنذاك، وادمون أسطى الذي كان نقيباً للصحفيين اللبنانيين في ذلك الوقت، إضافة إلى عددٍ محدودٍ من الصحفيين المصريين والعرب.
واستمرت جريدة «الاتحاد» بالصدور بشكل أسبوعي من 12 صفحة، ووصل حجم توزيعها إلى 5500 نسخة في تلك الفترة، كما أنها كانت توزع مجاناً للصمود في وجه الصحف المنافسة القادمة من بعض البلدان العربية الأخرى. ومع إعلان قيام دولة الإمارات في عام 1971، صدرت «الاتحاد» أياماً متتالية بصورة استثنائية، كما صدرت بشكل يومي لمدة أسبوعين فقط في السادس من أغسطس 1971، وذلك لمناسبة الذكرى الخامسة لتولي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» مقاليد الحكم في أبوظبي. 

الإشهار والانتشار
في عام 1977، وبناءً على مرسوم أصدره المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تم إشهارها مؤسسة مستقلة تحمل اسم «مؤسسة الاتحاد للصحافة والنشر والتوزيع»، وخصصت لها حكومة أبوظبي ميزانية خاصة قرابة 40 مليون درهم، وصدر عن المؤسسة مجلة «زهرة الخليج» ومجلة «ماجد»، إضافة إلى إصدار صحيفة يومية ناطقة باللغة الإنجليزية «إمارات نيوز». 
وتعاقدت «الاتحاد» مع إحدى دور المطابع في أبوظبي لطباعة الجريدة، ومع تغيير شكل الجريدة من «تابلويد» إلى الحجم الكبير، تم التعاقد مع مطبعة أخرى بإمارة دبي، والتي كانت تمتلك التقنية آنذاك لطباعة الجريدة بشكلها وحجمها الجديد، وفي مايو من عام 1977م تم شراء مطبعة حديثة متطورة، تعمل وفق أحدث النظم والتقنيات المتوافرة في مجال طباعة الصحف آنذاك. 
وتوسع انتشار الجريدة، ورفعت عدد نسخها، والذي وصل في نهاية الثمانينيات إلى أكثر من 100 ألف نسخة يومياً، توزع في الإمارات وفي الأقطار العربية وبعض الدول الأوروبية، ويسجل لجريدة «الاتحاد» استعمالها تقنية نقل المواد الصحافية بوساطة الأقمار الاصطناعية للمرة الأولى في البلدان العربية وفي منطقة الشرق الأوسط عام 1981، عندما أنشأت مطبعة ثانية في إمارة دبي لتطبع الجريدة في كل من أبوظبي ودبي في آنٍ واحد، وذلك للتغلب على مشكلات تأخر توزيع العدد اليومي في الإمارات الأخرى، كما أن «الاتحاد» هي أول صحيفة عربية تمكنت من استقبال صور الوكالات العالمية بوساطة «الراديو». 
وبقي استقبال الصور بالراديو حتى أوائل الثمانينيات، حيث بدأت خدمات «الكيبل» تصل عن طريق مؤسسة الإمارات للاتصالات آنذاك، كذلك كان يتم استقبال خدمات وكالات الأنباء الإخبارية بالراديو حتى أوائل الثمانينيات، حيث تم استبدالها بخدمة «الكيبل».

مسيرة الوطن
حين عرضت فكرة تحول صحيفة «الاتحاد» من أسبوعية إلى يومية على الشيخ زايد لمعرفة رأيه وأخذ موافقته، أشاد، طيب الله ثراه، بالفكرة وأيدها، وطلب سرعة تنفيذها، كان ذلك في 27/‏‏ 11/‏‏ 1971، ويومها صرح الشيخ زايد لجريدة الاتحاد، قائلاً: «الصحيفة هي مرآة المجتمع، وحريتها في التعبير عن رأيها امتداد لحرية الإنسان وحقه الطبيعي في التعبير عن رأيه.. إن الصحيفة يجب أن تكون حرة كي تعبر بصدق وإخلاص عن رأي الناس ولكي تخدم الشعب، وإذا فقدت أي صحيفة حريتها فقدت حياتها وماتت، فحرية الصحيفة مرتبطة بحرية الفرد، وبالتالي حرية المجتمع ككل، وعندما تصدر الصحف اليومية عندنا ستتمتع بحريتها الكاملة في التعبير عن رأيها، والدستور الدائم للبلاد سيكفل للصحافة الحرية التامة». 

مرحلة جديدة 
في بداية عام 1999م، صدر قرار اتحادي بضم كل من مؤسسة الاتحاد للصحافة والنشر والتوزيع، والتي كانت تمتلك عدداً من المطبوعات، وهيئة الإذاعة والتلفزيون، لتصبحا «مؤسسة الإمارات للإعلام»، ودخلت «الاتحاد» مرحلة جديدة من تاريخها المهني والتقني بعد تأسيس مؤسسة الإمارات للإعلام، وتولي سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، وزارة الإعلام، وكانت تجربة غير مسبوقة عندما ضمّت صحيفة الاتحاد والتلفزيون والإذاعة. 
وعملت المؤسسة تحت هذا المسمى حتى عام 2007، حينما تم تأسيس «شركة أبوظبي للإعلام»، بموجب مرسوم أميري أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وهي شركة مملوكة من قبل حكومة أبوظبي. 
واليوم، وبعد مرور 52 عاماً على انطلاقتها من شقة متواضعة بشارع المطار في أبوظبي، تدخل «الاتحاد» مرحلة جديدة في الشكل والمضمون، تصدر اليوم بثوب جديد يلبي متطلبات تطور المجتمع، وتحافظ على مكانتها في وجدان وقلوب قرائها محلياً وعربياً، بحلة جديدة متطورة تشمل صفحات متخصصة في الاقتصاد والثقافة والرياضة والمنوعات. وخلال العقود الماضية من عمر جريدة «الاتحاد»، تم تغيير الشعار الرسمي «اللوجو» للجريدة 11 مرة، وذلك تماشياً مع التطور العام لشكل العدد وإخراجه.

أسبوعية يومية
اعتباراً من 22 أبريل 1972، تحولت «الاتحاد» إلى جريدة يومية، مواكبة للمتغيرات المحلية والدولية، وتطلب هذا الأمر أن تستقل «الاتحاد» لتنطلق في عالم الصحافة، وانفصلت «الاتحاد» عن وزارة الإعلام مالياً وإدارياً في أواخر 1972، وخصصت حكومة أبوظبي مكاناً مؤقتاً كان عبارة عن «كرفانات» بجوار نادي الجزيرة الرياضي حالياً، لاستيعاب الصحفيين العرب الذين يؤمون الإمارات للعمل في الصحيفة التي ذاع صيتها، وتحوّلت «الاتحاد» إلى مكان يجمع أصحاب القلم والرأي العرب، وضمّت في منتصف السبعينيات من القرن الماضي صحفيين من مصر وفلسطين ولبنان والسودان وحتى من إرتيريا وإثيوبيا.

زكي نسيبة: دعمت جهود الوحدة
أكد معالي زكي نسيبة المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، أن مرور 52 سنة على تأسيس صحيفة «الاتحاد» مناسبة تاريخية للاحتفال، فهي الصحيفة الأم التي انطلقت مع بدايات الاتحاد، وقامت بدور كبير في سبيل دعم جهود الوحدة ودعم جهود الأمة ودعم جهود الدولة في التقدم والرقي. وقال: ما زلت أتذكر الأيام الأولى لتأسيس الصحيفة عندما كنت في دائرة الإعلام بإمارة أبوظبي ما قبل الاتحاد، برئاسة -رحمه الله- الشيخ أحمد بن حامد، وأتذكر البدايات كيف كنا نرسل الصور والمقالات إلى لبنان من أجل طباعة الجريدة، ومن ثم إرسالها لنا، واليوم نحن في عالم الإمارات وعالم المستقبل وصحيفة «الاتحاد» تستمر بالقيام بدورها الكبير. وتقدم بالشكر لجميع من قاموا بتأسيس الصحيفة منذ بداياتها والقائمين عليها اليوم لجهودهم الكبيرة.

خالد محمد أحمد: «جريدة الوطن الأولى»
بداية أبارك لجميع العاملين في الصحيفة بمناسبة الذكرى الـ52 على صدورها... ولا شك في أن هذه المناسبة لها وقع خاص في نفسي، ومع تاريخ 20 أكتوبر من كل عام أشعر وكأنه تاريخ ميلادي، حيث كانت بدايتي مع الصحافة.. كانت فترة جميلة لا يمكن أن تمحى من الذاكرة عندما كنت ضمن طاقم العمل المكلف بتأسيس الصحيفة وإصدارها.. وأذكر كم كنت سعيداً حين صدر العدد الأول من «الاتحاد» كجريدة رسمية أسبوعية تشرف عليها دائرة المعارف والإعلام آنذاك في إمارة أبوظبي، وواكبت خلال هذه المرحلة الخطوات الأولى التي بدأها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «طيب الله ثراه»، لتوحيد هذا الوطن وقيام دولة الإمارات، في هذه المرحلة كانت جريدة الاتحاد إحدى الركائز الأساسية للتعبير عن هذه الخطوات، وساهمت في قيام دولة الإمارات، حيث كانت تنقل طموحات الشيخ زايد «رحمه الله» بالكلمة والصورة لشعب الإمارات.
وأضحت جريدة الاتحاد «جريدة الوطن الأولى»، حيث ساهمت في بناء الإنسان الإماراتي فكرياً وثقافياً واجتماعياً، وكان لها دور فعال في ترسيخ مبدأ المشاركة في بناء الوطن، وفي الوقت ذاته كانت ترسم للعالم هوية دولة الإمارات، فنقلت للعالم ما يحدث في هذه الدولة من نقلات عظيمة في المجالات الأساسية كافة، ليقرأ العالم كيفية بناء الأوطان، وكذلك هي مرحلة أوجدت الدولة لنفسها هوية خاصة بها ومكانة مرموقة على خريطة العالم، وكانت جريدة الاتحاد هي السباقة في رسم هذه المكانة على خريطة العالم، وهي المرآة للسياسة الحكيمة للشيخ زايد محلياً وعربياً ودولياً.  واليوم جريدة الاتحاد تقطف ثمار هذا النجاح الذي امتد على مدار خمسة عقود ونيف، وما زالت كما عهدها قراؤها، بمصداقيتها وشفافيتها ومهنيتها. 
وكما أن الصحيفة في خمسينيتها  الأولى حققت أهدافها المنشودة، فإنني على يقين أنها ستخطو عامها الثاني بعد الخمسين نحو الريادة والتميز، ملتزمة المبادئ العشرة التي أعلنت عن وثيقتها قيادتنا الحكيمة في الخامس من سبتمبر 2021، لتكون شعار ومنهج الخمسين القادمة.
فكل الشكر والتقدير لجميع العاملين في «الاتحاد»، وكذلك لكل من ساهم في إبراز هذه الصحيفة الرائدة.

عبد الله النعيمي: شفافية ومهنية 
أشاد عبد الله النعيمي، وكيل وزارة الموارد البشرية والتوطين المساعد للاتصال والعلاقات الدولية بالدور الرائد لـ«صحيفة الاتحاد» ومساهمتها الفاعلة في مسيرة الوطن انطلاقاً من كونها منبراً وطنياً يتناول مختلف القضايا الوطنية ويعالجها بشفافية ومهنية عالية، حيث أثبتت الصحيفة على مدار تاريخها أنها تحمل بالفعل اسماً على مسمى.
ونوه بحرص صحيفة «الاتحاد» على مواكبة التطور التكنولوجي والرقمي واستثمارها لهذا التطور بما يخدم الغاية والهدف السامي من العمل الصحفي، الأمر الذي جعل الصحيفة واحدة من أبرز المؤسسات الصحفية على المستوى المحلي والإقليمي والعربي.
وأعرب عن تمنياته الصادقة لصحفية «الاتحاد» بدوام التقدم والازدهار، وتحقيق مزيد من النجاحات لتواصل دورها الوطني في خدمة الوطن المواطن في ظل القيادة الرشيدة.

عبدالله عبدالرحمن: سبّاقة في رصد الأحداث
تعيدني  ذكرى  عيد تأسيس «الاتحاد» إلى الأول من يونيو عام 1975 حين تحقق حلمي بالالتحاق بالعمل الصحفي الذي عشقته مثلما تعلق بمتابعة «الاتحاد» منذ  أن كنا طلبة في الإعدادية، وننتظر قراءتها في المكتبة العامة لوزارة الإعلام بمنطقة النخيل في رأس الخيمة،  وفي تلك المرحلة كنت قد وجدت منفذاً لدراسة الصحافة بالمراسلة ملتحقاً بدار الدراسات المهنية في القاهرة، ومنها كانت تصلني الكتب. 
عموماً حين دخلت مكتب خالد محمد أحمد أول رئيس تحرير  إماراتي، أبهرني بحسن الاستقبال والترحيب  للتدريب، ومن ثم التعيين في قسمين مختلفين   الأول لتنمية موهبتي في الخط العربي كل مساء مع الفنان سعيد الشرقاوي ومحمد سيف الدين سر الختم. وحين نشرت أول مقال عن المكتبات في صفحة القراء،  وبدأ تعييني محرراً مبتدئاً كان الميدان ساحة لمباشرة العمل الصحفي بمرافقة وتوجيهات نخبة من عمالقة الصحافة أمثال مصطفى شردي وإسحاق منصور وجمال بدوي وعباس الطرابيلي. 
 في تلك الفترات الأولى من عمر قيام الدولة كان الجديد  متلاحقاً على كل المستويات، وكان دور الإعلام فاعلاً وحيوياً، وهكذا كان  القارئ المحلي ينتظر الصحيفة بفارغ الصبر لمتابعة التطورات والمستجدات والأخبار المتلاحقة في مرحلة البناء الذي عم كل إمارات الدولة ولامس حياته المعيشية في ظل دولة الاتحاد أولاً بأول.
 لقد كانت الصحافة   أيضاً حلقة وصل بين المواطن في المدينة والقرية والبادية والحضر وبين مؤسسات الدولة، والصحفيون الميدانيون هم أبطال الجديد والوصال ونبض الواقع، إن صح التعبير. 
لكن التجربة المهنية شملت أيضاً العمل في مختلف الأقسام الاقتصادية  والسياسية والثقافية والرياضية وفي بيتي الصحفي وبين أسرتي الصحفية في «الاتحاد» انتقلت للفنون والثقافة والمنوعات، وكانت الإذاعة والتلفزيون والمسرح والموسيقى والغناء والفنون الشعبية ومعارض الكتب وغيرها ميداناً خصباً جمعني بعمالقة ورواد هذه المجالات على مستوى الإمارات والأستوديوهات التي كانت تنتج على مدار العام. ومن خلال هذه التجربة، كانت «الاتحاد» سباقة لرصد ومتابعة وتقديم الدعم الإعلامي والربط بين الجهات المعنية بذلك الحراك الثقافي والفني الآخذ بالانتعاش في مجتمع الإمارات الحديث.

راشد العريمي: تجربة رائدة
كان الاسم الذي اختارته جريدة الاتحاد لنفسها في نهاية الستينيات من القرن الماضي «فأل خير»، فقد عاشت أبوظبي في تلك الفترة إرهاصات «الاتحاد» الذي سعى إليه وقاده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، فتحقق بعد سنتين من صدور العدد الأول من الجريدة في عام  1969.
ومنذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا ظلت «الاتحاد» الصحيفة التي تؤدي دورها الإعلامي في دعم مسيرة التنمية المستدامة في الدولة، ودورها الفكري والثقافي التنويري، حتى غدت منبراً إعلامياً ذا حضور متميز في الساحة الإعلامية المحلية والخليجية والعربية. إن ما شهدته «الاتحاد» من تطور كبير شكلاً ومضموناً عبر أكثر من خمسة عقود هو محل فخر واعتزاز لكل من عمل في هذه المؤسسة الإعلامية العريقة، وقد كان لي الشرف أن أكون واحداً من هؤلاء، حيث أتيح لي أن أعايش هذه التجربة الرائدة عن قرب، وأن أرى الجهود الكبيرة التي تبذلها فرق العمل من أجل أن تظل «الاتحاد» متوهجة متميزة.
وأنا سعيد اليوم، وأنا أرى صحيفتنا الغراء وقد شمّرت عن ساعديها للمشاركة في احتفالات دولتنا الغالية بالذكرى الخمسين لتأسيسها، ولا شك في أنها، وبفضل ما تملك من أرشيف وكوادر وطاقات، قادرة على أن تكون المنصة الأكثر تميزاً في تغطية هذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعاً.

ناصر الظاهري: تجسد معنى الاتحاد
تجربتي مع «الاتحاد» بدأت منذ أن كنت صغيراً، حيث كنت أتابع صفحاتها باستمرار بصفة يومية، ثم تعرفت إليها عن قرب من خلال العمل فيها كمتدرب أثناء الدراسة الجامعية، ثم بعد ذلك دخلتها من باب الثقافة، وكانت أولى الصحف المحلية التي أظهرت قصصي إلى الناس، وظلت تنشر لي بين فترة وأخرى، مقابلات ونشاطات وفعاليات ثقافية وقصصي القصيرة.
وفي عام 1995، انضممت إلى فريق عملها، وحاولنا خلال فترة تواجدي كمدير تحرير، أن نخلق منها جريدة أقرب إلى الحداثة والمعاصرة، وأتذكر أنه ولأول مرة في تلك الفترة أن تظهر «الاتحاد» على صفات «الإنترنت»، وأصبح حجمها أصغر، وتم الاعتماد على الصورة كعنصر أساسي.
كما نفذنا في تلك الفترة الملاحق المنفصلة المتخصصة، مثل الرياضي والثقافي والاقتصادي والديني وملحق دليل الاتحاد الإعلاني، وكانت تجربة ناجحة بكل المقاييس، ثم انقطعت عن العمل الإعلامي لمدة 3 سنوات، ثم عدت في 2002 ككاتب عمود يومي، يحمل اسم «العمود الثامن»، ورغم الكثير من المتغيرات التي دخلت في عالم الصحافة والإخراج، إلا أنني أصررت على استمرارية العمود بالعنوان نفسه.
ومع بداية 2022، سأكمل 20 عاماً من الكتابة اليومية في «الاتحاد»، التي تجسد معنى ومعاني الاتحاد، وفي هذا اليوم، لا يسعني إلا أن أقدم الشكر لها، لما أضافته وقدمته لي، ومهما تحدثت فلن أوفيها حقها وحق ما قدمته للناس والمجتمع والوطن.

عبدالله رشيد: صفحات مشرقة 
نبارك لأسرة جريدة «الاتحاد» ذكرى انطلاقة مسيرة الجريدة… ونتمنى أن تستمر في مسيرة النجاح والتقدم..
في هذه الذكرى استحضر أدوار ومساهمات الرعيل الأول من أبناء الوطن الذين أسهموا في وضع اللبنة الأولى في بناء الصحافة الإماراتية. 
لقد مرَّت جريدة «الاتحاد» بمراحل مختلفة منذ بدايات تأسيس الجريدة حين كانت تصدر أسبوعياً وتُطبع في بيروت…  نتذكر أولئك الذين عملوا ليلاً ونهاراً من أجل تطوير الجريدة، مثل خالد محمد أحمد المدير العام ورئيس التحرير آنذاك، ومحمد يوسف، وعبدالله النويس، وعادل الراشد، والراحل عبيد طويرش،  وغيرهم من الزملاء الذين أسهموا في تطوير الجريدة. 
وبهذه المناسبة أيضاً نستذكر أدوار الأخوة الزملاء والأساتذة الصحفيين العرب، وتحديداً من مصر الشقيقة والسودان ولبنان.. هؤلاء الأساتذة هم الذين علموا جيلاً كاملاً من أبناء الإمارات العمل الصحافي.. أتذكر بهذه المناسبة الصحفي الراحل مصطفى شردي، والصحفي الراحل جمال بدوي، والصحفي الراحل عباس الطرابيلي، وبقية الأساتذة العرب الذين تركوا بصمات لا تُنسى فوق صفحات مشرقة من العمل الصحفي في الإمارات. لقد مرت الجريدة بمراحل مهمة واكبت عصر الفضائيات، ثم عصر الإنترنت، وعصر التقدم في تقنيات نقل المعلومات ووصولاً لعصر الـ«سوشيال ميديا»، حيث كانت جريدة «الاتحاد» على عهدها والتزامها بتقديم الأفضل لقرائها.. اليوم، وبعد مرور أكثر من نصف قرن من العمل الصحافي، تبقى جريدة «الاتحاد» البيت الذي يجمع الأسرة الصحفية الإماراتية، والشعلة التي تضيء درب الصحفيين المواطنين… وتبقى جريدة «الاتحاد» مدرسة متميّزة في الصحافة.

علي أبو الريش: تسكن وجداني
عندما تأتي سيرة جريدة «الاتحاد»، يتذكر الإنسان دائماً تلك القلعة الإعلامية رفيعة المستوى، عالية المصداقية، المتميزة في المضمون والمحتوى الإعلامي الهادف والراقي.
 وأتذكر عندما قابلت رئيس التحرير السابق خالد محمد أحمد، لانضمامي في عالم صاحبة الجلالة بجريدة الاتحاد، وجدت أنه لم يكن هناك أي قيود أو حواجز، واستقبلني بحفاوة، وكنت أحمل وقتها بعض الكتابات التي نفذتها في السابق قبل دخولي «الاتحاد»، وتقدمت بطلب تعييني في هذا الصرح الإعلامي العملاق، وجاء الرد بأن أذهب إلى صالة التحرير، وأختار القسم الذي أهتدي به، وبدأت بالفعل العمل في القسم السياسي لمدة عامين ونصف العام، ثم انضممت إلى فريق القسم الثقافي، ودارت السنوات وأنا أعمل في «أم الصحف الإماراتية»، التي سكنت ولا تزال تسكن الوجدان. 
تشعر وأنت في «الاتحاد» بالهيبة، لما تتمتع به من فريق إعلامي ذي كفاءة عالية، مع إدارة تحرير يشكلون عائلة واحدة، تتحمل مسؤولية، وتضع أمام أعينها الوطن والمجتمع، وهذا بالفعل ما اعتاد قراء «الاتحاد» عليه داخل الإمارات وخارجها، من سمعة ومصداقية عالية؛ لذا فإن «الاتحاد» ستظل هي الصورة المشرقة للإعلام الإماراتي، وستظل دائماً في تألقها وإبداعها، خصوصاً مع الجيل الإعلامي الجديد، الذي يملك من الحيوية والنشاط والتميز ما يجعلها في الصدارة دائماً.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©