السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

زكي نسيبة: الإمارات تُذهل العالم

زكي نسيبة: الإمارات تُذهل العالم
17 أكتوبر 2021 00:56

حوار: فاطمة الورد

أكد معالي زكي أنور نسيبة المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، أن معرض «إكسبو 2020 دبي» يقدم للعالم تجربة الإمارات ومسيرتها التنموية الرائدة، ويحمل رسالتها كدولة أخوة وتسامح، ووطن تشمخ فيه الإنسانية من خلال مجتمع يحتضن أكثر من 200 جنسية، لافتاً إلى  أن المعرض الدولي يمثل دعماً كبيراً لتعافي الاقتصاد العالمي من آثار أزمة جائحة «كوفيد - 19»، ويأخذ على عاتقه رسالة مُلهمة موجّهة لجميع دول العالم، بإمكانية انتعاش الاقتصاد العالمي.وأشار معاليه، في حوار مع «الاتحاد»، إلى أن معرض «إكسبو 2020 دبي» يحمل بصمة الإمارات الإنسانية الخاصة التي تمتدّ جذورها التاريخية منذ تولّي مؤسس اتحاد دولة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «رحمه الله» مقاليد الحكم، وسارت على نهجه القيادة الرشيدة برؤية موضوعية استشرافية، تبذل الجهود في المسيرة التنموية المُستدامة، وتُركز على نشر السعادة في كافة أرجاء مجتمعها المُتسامح مع الآخر أياً كان عرقه أو ديانته.
وأوضح معاليه، أن أهمية معرض «إكسبو» وانعكاساته الإيجابية برزت بالفعل على مجمل قطاع الضيافة والسياحة في الدولة، من حيث الارتفاعات الكبيرة في الإشغالات الفندقية، ونمو قطاع الأغذية والمشروبات وتعافيه، كما تُشكّل الوجهات السياحية التراثية والثقافية والترفيهية في كافة أرجاء الدولة نقاط جذب للسياحة من زوار المعرض أو الوفود المُشاركة فيه، وهذا يُمثّل إنجازاً هاماً لانتعاش كافة القطاعات وعودة الحياة الطبيعية إلى مجاريها.

رسالة مُلهمة
* بداية ماذا تقول عن استضافة الإمارات لهذا الحدث التاريخي، معرض «إكسبو 2020 دبي»، وما الرسالة التي يوصلها المعرض للعالم؟
** يمثل «إكسبو 2020 دبي» دعماً كبيراً لتعافي الاقتصاد العالمي من آثار أزمة جائحة «كوفيد - 19»، حيث أخذ المعرض على عاتقه رسالة مُلهمة موجّهة لجميع دول العالم، بإمكانية انتعاش الاقتصاد العالمي وعودة الحياة الطبيعية إلى مجاريها، حيث يُشكّل هذا التجمع البشري الهائل تحت سقف واحد، وضمن منصة تزخر بالإبداع والابتكار، فرصة لا تتكرّر لمناقشة أبرز الفرص والتحدّيات التي تواجه الاقتصاد العالمي، التحديات المناخية والبيئية ومنصّة مثالية للفت الأنظار، وتسليط الضوء على القضايا الملحة لإيجاد حلول لها. كما يُعد كذلك المكان المثالي للتعارف بين رواد الأعمال واستكشاف الفرص الاستثمارية وعقد الشراكات المُثمرة تعزيزاً لتعافي الأعمال على الصعد كافة، وفي جميع المجالات محلياً، إقليمياً وعالمياً. 
ويُعدّ المعرض المكان المثالي للشباب تحديداً، إذ تتجسد هذه الرسالة في شعار المعرض، وهو «تواصل العقول وصنع المستقبل»، فدبي تدعو جميع العقول وجميع المبدعين إلى أرض الخير، الإمارات، كي يرسموا معها ملامح لمستقبل أفضل للبشرية.
وفي الواقع، فإن رسالة معرض «إكسبو 2020 دبي» إلى العالم بأسره تتمثّل في أن كلمة «مستحيل» لا توجد في قاموس دولة الإمارات، وأن الإمارات باتت قبلة العالم، لأنها تُمثّل أرض الأحلام والفرص الواعدة، والوطن الذي تشمخ فيه الإنسانية من خلال مجتمع يحتضن أكثر من 200 جنسية تعيش في مجتمع حافل بالمحبة والإخوة والتسامح واحترام الآخر، بلد الإنجازات الكبيرة والمُذهلة التي تسعى إلى خدمة مستقبل البشرية جمعاء. 
كما يُبرز «إكسبو 2020 دبي» أمام الجميع أن تجربة الإمارات ومسيرتها التنموية الرائدة قامت، ومنذ البداية، على تحدّي الصعاب مهما كان حجمها، مع تصميم راسخ وعزم قوي على الوصول إلى المركز الأول. وهذه هي فلسفة المدرسة التي وضع أسسها الوالد المؤسس الشيخ زايد «رحمه الله»، الذي يُمثّل رمزاً لكسر المُستحيل في التاريخ العربي الحديث، وتسير على نهجها القيادة الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله».

 صناعة الإبداع
* هل تعتقد أن تنظيم «إكسبو 2020» في دبي سيُحدث تَحولاً في الدور الثقافي للدولة للخمسين عاماً القادمة، وكيف؟ 
** نفتخر بالمُساهمات الإماراتية المختلفة في المشهد الفني، التي تكمل بعضها البعض بشكل جماعي، وتثري الواقع الفني العام الذي شهد نمواً متسارعاً خلال الأعوام الـ 15 الماضية، نظراً لدعم الحكومة، واستثمارها في المجالات الفنية والثقافية، الأمر الذي أدى إلى زخم الإنتاج الفني والثقافي، ووضع الإمارات على الخريطة الثقافية العالمية، لا سيما مع وفرة المعارض الفنية، المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية التي نظمتها أو استضافتها الدولة بالتعاون مع العديد من المؤسسات الدولية.
وأظهرت الفترة الماضية، وخلال جائحة «كوفيد - 19» بالتحديد، الدور المهم الذي تلعبه الصناعات الإبداعية والثقافية في تحفيز  البشر في أرجاء العالم كافة على التكيّف في مواجهة الأوضاع الاقتصادية المُتقلّبة، كما أثبت القطاع مرونته وقدرته على مواجهة التحديات واستثمار الفرص الواعدة خصوصاً فيما يتعلّق بالاقتصاد الثقافي الرقمي؛ لذا جاءت توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إلى وزارة الثقافة والشباب لإعداد استراتيجية وطنية مُتكاملة لتطوير قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية في الإمارات، والعمل كي يكون المُنتج الثقافي والإبداعي أحد الروافد الاقتصادية خلال السنوات العشر المُقبلة ليكون من أهم عشر صناعات في الدولة من حيث المُساهمة في الناتج المحلي الإجمالي.
وكجزء من تكوين مجتمعها واستراتيجيتها، أرى أن دولة الإمارات ستقوم، من خلال تنظيم «إكسبو 2020 دبي» بترسيخ مكانتها لتكون مركزاً للتميّز الثقافي في المنطقة وربما العالم على مدار الخمسين عاماً المقبلة. خاصة أن الإمارات كرّست جهودها ومواردها خلال الفترة الماضية لتأسيس قاعدة ثقافية متنوعة المجالات. فبالإضافة إلى المتاحف التي تمثل تجسيداً معاصراً للحضارات الإنسانية، تحتضن الدولة على أرضها أكثر من 200 جنسية مختلفة الأعراق والديانات والمذاهب. وصارت الإمارات اليوم مرجعاً ثقافياً إقليمياً، وتحوّل الشعب الإماراتي في الصورة الذهنية لدى الرأي العام العالمي إلى الوجه الثقافي المميز في المنطقة. 
فالتنوع الثقافي والتعايش بين الشعوب أساس التركيبة المجتمعية للدولة، وما حقّقته الإمارات خلال المراحل السابقة من ترسيخ مكانتها في هذا الصدد، يوفّر لها مقوّمات التفوّق على الدول الأخرى التي تحاول السير في الاتجاه نفسه بمراحل بعد أن نجحت في كسب ثقة العالم بالعمل على التقريب بين الشعوب والانحياز إلى الثقافة العالمية في مواجهة ما يُهدّد استقرار المجتمعات الإنسانية.

 فرص التعافي
* كيف بإمكان دولة الإمارات من خلال «إكسبو 2020 دبي» أن تقلب التحديات المتمثلة في جائحة «كورونا» إلى فرص نجاح للتعافي من الجائحة؟ 
وهل نستطيع القول إن الإمارات محظوظة لتنظيمها أحد المعارض الدولية كمعرض «إكسبو» لجذب السّياح في هذا الوقت بالتحديد من الأزمة؟ 
** مما لا شكّ فيه أن دولة الإمارات العربية أذهلت وتُذهل العالم في كافة الأوقات، بدءاً من تحقيق الأب المؤسس الشيخ زايد «طيّب الله ثراه» لحلمه في إقامة الاتحاد، إطلاقها «مسبار الأمل»، إجراءاتها الاستباقية والاستثنائية في التصدّي لجائحة «كورونا» ووصولاً إلى تنظيم واستضافة «إكسبو 2020 دبي»، الذي يستمرّ على مدار الأشهر الستة المقبلة، مما يوفر أمامها مقوّمات التفوّق، وبأشواط كبيرة، على العديد من الدول الأخرى.
وبالتأكيد فإن معرض «إكسبو 2020 دبي»، ما هو إلا خطوة أخرى في مسيرة النجاح والتألّق المُلهمة التي تقودها الإمارات، يروي قصة بلد يتمسّك بعراقة هويته العربية الأصيلة، قيمه وعاداته، مع طموحات مستقبلية  لا تعرف المستحيل. وقد أصبحت الدولة تمتلك سمعة عالمية رفيعة المستوى كإحدى أفضل الدول الرائدة في صناعة المعارض والمؤتمرات والفعاليات الدولية في جميع الظروف والحالات. وقد شهدنا بالفعل في مطلع هذا العام كيف نظّمت الدولة بفاعلية ونجاح منقطع النظير معرض الدفاع الدولي «أيدكس» في الوقت الذي كانت فيه غالبية دول العالم لا تزال تغلق اقتصاداتها خوفاً من جائحة «كورونا». كما سبق لها استضافة العديد من الأحداث والفعاليات العالمية المُذهلة مثل معارض الطيران، ومعارض اليخوت وغيرها الكثير، مما أسهم في تعزيز مكانتها وقدراتها التراثية، الثقافية، العلمية والعملية المُبتكرة على الصعيد الإقليمي، العربي والعالمي.
وفي الواقع لا يُمكن أن نقول إن المسألة هي حظ، فرؤية القيادة الرشيدة في الإمارات لا تُفسح مجالاً للحظّ في كافة خُططها واستراتيجياتها، حيث نجد أن دولة الإمارات قدّمت نموذجاً رائداً في كيفية الموازنة بين تحقيق التعافي التدريجي للاقتصاد، مع الحفاظ في الوقت ذاته على الأمن الصحي للسكان من خلال الرؤية الاستباقية لمجريات الأحداث، وضع الإجراءات الاحترازية الصارمة والمُسارعة إلى توفير العلاجات واللقاحات، وبالتأكيد ساهم هذا الأمر في تعزيز ثقة جميع سكان العالم بقدرتها على التعامل مع الأزمة والحفاظ على صحة وسلامة الجميع من قاطني الإمارات وزوارها، كما ساهم أيضاً في المُشاركة الدولية الواسعة النطاق في معرض «إكسبو 2020 دبي»، وشكّل عامل جذب للسيّاح والزوار من كافة أرجاء المعمورة، ليضيف بذلك نجاحاً منقطع النظير إلى سلسلة النجاحات التي بات يُسجّلها التاريخ الحديث في سجل الإمارات.
وبرزت بالفعل أهمية معرض «إكسبو» وانعكاساته الإيجابية على مجمل قطاع الضيافة والسياحة في الدولة، من حيث الارتفاعات الكبيرة في الإشغالات الفندقية، ونمو قطاع الأغذية والمشروبات وتعافيه. كما تُشكّل الوجهات السياحية التراثية والثقافية والترفيهية في كافة أرجاء الدولة نقاط جذب للسياحة من زوار المعرض أو الوفود المُشاركة فيه، وهذا بالفعل يُمثّل إنجازاً هاماً لانتعاش كافة القطاعات وعودة الحياة الطبيعية إلى مجاريها.

جامعة المستقبل
* تشارك جامعة الإمارات العربية المتحدة بجناح مستقل في معرض «إكسبو 2020 دبي»، ما أهمية هذه المشاركة في الحدث العالمي، وما هي مساهمات الجامعة خلال المعرض؟
** تُشارك جامعة الإمارات العربية المتحدة بجناح مُستقّل في معرض «إكسبو 2020 دبي» في إطار الاستعدادات لإطلاق «جامعة المستقبل» التي ستؤسس لمفهوم جديد ومبتكر للتعليم الجامعي في العالم العربي والمنطقة. وجاء اختيار هذا الحدث كمنصة عالمية لاختبار هذا المفهوم المُبتكر، انطلاقاً من أهمية هذا الحدث الدولي الضخم وطبيعته، كأحد أبرز المنابر الدولية التي ترُكّز بشكل أساسي على مناقشة القضايا المُلحة والتحديات المعاصرة، ووضع حلولٍ لها تجسيداً لشعار «تواصل العقول وصنع المُستقبل».
ولمشاركة جامعة الإمارات العربية المتحدة أهمية خاصة في «إكسبو 2020»، حيث تنسجم هذه المشاركة مع رؤية واستراتيجية الجامعة في إثراء التعاون مع المؤسسات والهيئات الوطنية المختلفة، وحرصها على تقديم الخدمات وفق أرقى معايير الجودة والكفاءة وخلق حلقة وصل بين الطلبة والجهات التنفيذية إثراءً للجانب التطبيقي، وتعريف زوار مبنى جناح جامعة الإمارات بالخدمات التي تقدمها الجامعة وإنجازاتها على مستوى التعليم العالي والبحث العلمي وخدمة المجتمع، وكذلك ابتكارات الطلبة والباحثين والدور الذي تقوم به جامعة الإمارات - جامعة المستقبل - نحو الريادة والتميز العلمي بما يحقق رؤية الحكومة الرشيدة في تحقيق التنمية المستدامة ومواءمة الاتجاهات الحديثة في تنفيذ المشاريع التنموية، لما تملكه الجامعة من إمكانات علمية متميزة وفق برامج أكاديمية وتطبيقية متخصصة تواكب التطور العالمي للبحوث العلمية التطبيقية والأنظمة التعليمية في ظل عصر الثورة الصناعية الرابعة ومتطلبات الذكاء الاصطناعي، والذي تجلى في رؤية جامعة الإمارات للريادة والابتكار في التعليم العالي والبحث العلمي وخدمة المجتمع على المستويين المحلي والدولي، بما يسهم في بناء الاقتصاد المعرفي وتوظيفه في تحقيق التقدم والرفاه للمجتمع.
وتتلاقى أهداف مشروع جامعة المستقبل مع جانب مهم من أهداف «إكسبو 2020 دبي»، وذلك من خلال وضع حلول مبتكرة تخدم مستقبل التعليم في العالم، والمحيط الإقليمي على وجه الخصوص، استهدافاً لمتطلبات الأجندة الوطنية 2021 التي تهدف إلى بناء نظام تعليمي رفيع المستوى من خلال إحداث تحوّل كامل في أنظمة التعليم والتعلّم، بما يحقق أهداف التنمية المستدامة. ومن هذا المنطلق، كان اختيار «إكسبو 2020 دبي» لاحتضان هذه المبادرة الواعدة، التي تسعى جامعة الإمارات من خلالها إلى تطوير مفاهيم التعليم العالي.
وتقوم فكرة نموذج جامعة المستقبل على مفهوم تخريج أجيال من المبتكرين في القطاعات الحيوية ليكونوا ركيزة أساسية في بناء اقتصاد معرفي، ويشاركوا بفاعلية في مسارات الأبحاث وريادة الأعمال وسوق العمل لبناء مستقبل مستدام قائم على التميز والريادة والمعرفة وأفضل الممارسات العالمية. وهذه الأجيال ستكون قادرة على خلق فرص العمل، وليس البحث عنها بعد التخرج. ويستهدف هذا النموذج بشكل أساسي الطلبة في العالم العربي والمنطقة.

  •  زكي أنور نسيبة يتحدث لـ «الاتحاد»
    زكي أنور نسيبة يتحدث لـ «الاتحاد»

حدث تاريخي
* البعض يقول، إن «إكسبو 2020» سيكون الحدث التاريخي الأهم في المنطقة، وإنّ ما بعده لن يكون كما قبله.. وإن الإمارات ستذهب إلى العالمية وتنافس عواصم عالمية كبرى. فما رأيكم؟
** يُجسّد «إكسبو 2020» أفضل تمثيل لمقولة «معاً لغدٍ أفضل»، حيث برزت معه دولة الإمارات العربية المتحدة كمنارة عالمية للأمل، فهو أفضل حدث يجمع البشرية منذ انتشار جائحة «كوفيد - 19»، ويمنح الأمل للبشر من أرجاء العالم كافة بإمكانية صنع عالم جديد يحفل بالإبداع، الابتكار، التقدّم والثقافة. ونحن على ثقة بأن هذا الحدث العالمي يُشكّل سابقة في تاريخ معارض «إكسبو» التي تمتدّ على مدار 170 عاماً الماضية، فهي المرّة الأولى التي ينعقد فيها في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، ويرتفع فيه عدد الدول المُشاركة إلى 192 دولة. كما أن تركيز المعرض على «تواصل العقول وصنع المُستقبل» عبر المشاريع المُتعلّقة بصناعة المستقبل، خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي، واستضافة فعاليات للبحث والتطوير، إطلاق مشروعات تنفيذية تُخاطب المستقبل وتعمل على صياغته وفقاً لأرقى المعايير العالمية، سيُسهم في ريادة الإمارات غير المسبوقة في استضافة الفعاليات الكبيرة الضخمة، ويُبرز مكانتها المُتميّزة على المستويين الإقليمي والدولي.
لقد جاء سعي دولة الإمارات لاستضافة فعاليات «إكسبو 2020 دبي»، كنتيجة حتمية لإدراكها الواعي بأهمية هذه الفعاليات العالمية الضخمة في تعزيز المكانة الدولية للإمارات وتنويع مصادر الدخل مثل السياحة واستقطاب الاستثمارات، فضلاً عن دورها الكبير أيضاً في إبراز قوة الإمارات الناعمة وإرثها الثقافي والإنساني الكبير. يحمل معرض «إكسبو 2020 دبي» بصمة الإمارات الإنسانية الخاصة التي تمتدّ جذورها التاريخية منذ تولّي مؤسس اتحاد دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان «رحمه الله» مقاليد الحكم، وسارت على نهجه القيادة الرشيدة برؤية موضوعية استشرافية، تبذل الجهود في المسيرة التنموية المُستدامة، وتُركز على نشر السعادة في أرجاء مجتمعها كافة المُتسامح مع الآخر أياً كان عرقه أو ديانته، حيث تستند التجربة الإماراتية في بناء حضارتها على الإنسان والتركيز على سعادته والارتقاء برفاهيته باعتباره الثروة الحقيقة للحضارة والتقدّم المستقبلي.
ويُعدّ اهتمام الإمارات في مجال الجانب الإنساني جزءاً لا يتجزأ من مسيرتها التنموية، وبات انعكاساً بارزاً لمكانتها العالمية وتأثيرها الدولي. لهذا فإن العوائد التي ستحصل عليها الإمارات من هذا الحدث لا تكمن في المردود الاقتصادي فحسب على الرغم من أهميته الكبرى، وإنما ستبرز في الأبعاد السياسية والاجتماعية والدبلوماسية التي ستسمح للإمارات بلعب دور أكبر في المنظّمات الدولية والمحافل العالمية الإنسانية، وبما يؤكّد مكانتها العالمية جهة رائدة في التسامح والإنسانية والعيش المُشترك.
ونفتخر جميعاً بأن استضافة دولة الإمارات لهذا المعرض الدولي المهم على الصعد كافة، يُعدّ نموذجاً جديداً في صفحات مسيرة نجاح الإمارات وريادتها في توظيف الأدوات الثقافية لمنافسة العواصم العالمية الكبرى.

«إكسبو» فرصة للموهوبين
* رداً على سؤال حول أهمية مشاركة الطالب الجامعي في معرض «إكسبو»، قال معالي زكي أنور نسيبة: 
«يوجّه معرض (إكسبو 2020 دبي) رسالة مُلهمة موجّهة لجميع دول العالم، ولفئة الطلبة الجامعيين تحديداً، تمثّلت في شعار المعرض وهو (تواصل العقول وصنع المستقبل)، فدبي تدعو جميع العقول وجميع المبدعين إلى أرض الخير، الإمارات، كي يرسموا معها ملامح لمستقبل أفضل للبشرية.
وسيحظى طلاب الجامعات من مُختلف أنحاء الإمارات بفرصة للتواصل وتنمية معارفهم بفضل سلسلة من الجولات التعليمية المُرتّبة خصيصاً من أجلهم في المعرض. كما أن مُشاركة الطلاب على مدى 6 أشهر من فعاليات أروع حدث في العالم، تمكّنهم من التواصل مع أقرانهم، ومع أبرز الخبراء والقيادات الفكرية القادمين من 192 دولة، إضافة لاكتساب الخبرة من كثب عبر اللقاء والنقاش مع ممثلي المنظّمات والمؤسسات الأكاديمية والشركات العالمية الرائدة.
كما ستُشكّل فعاليات المعرض الممتدة على مدار 173 يوماً، فرصة أمام شباب الدولة الطموحين والموهوبين لرؤية التاريخ يُصنع أمام أعينهم، والاستفادة الكاملة من متابعة أحدث ما أفرزته تقنيات التكنولوجيا الحديثة في العالم، والمشاركة في ورش العمل، والتعلّم من الخبراء والاختصاصيين، الأمر الذي يؤهلهم ليصبحوا قادة وصناعاً للتغيير في المستقبل.
ونظراً لكون الشباب بشكل عام، والجامعي بشكلٍ خاص في صميم مبادرات (إكسبو 2020 دبي)، فهذه فرصة فريدة يجب الاستفادة منها من ثلاثة جوانب: الأول هو الجانب العملي، حيث يوفر اكتساب الخبرة من خلال المشاركة في ملتقى (يوث كونيكت)، أما الجانب الثاني، فهو الجانب الفكري من خلال إظهار القدرات الإبداعية للشباب أمام العالم، أما الجانب الثالث، فهو الثقافي، حيث يتمّ من خلاله الاطلاع على ثقافات العالم وتعريف العالم بثقافتنا العربية الأصيلة.
كما أكّدت فعاليات الدورة السابعة من القمة العالمية للاقتصاد الأخضر التي أُقيمت على أرض معرض (إكسبو 2020 دبي) عقب افتتاحه، وإطلاق مجلس مركز الشباب العربي لـ (مجلس الشباب العربي للتغيّر المناخي) على الدور المهم الذي يلعبه الشباب في مجال التصدّي لتحديات التغيّر المناخي، وحماية البيئة وتعزيز التعاون الإقليمي في العمل من أجل المناخ».

التطوّع ثقافة راسخة
حول أهمية دور الشباب والمتطوعين في «إكسبو» والذين يصل عددهم إلى 30 ألف متطوع من مختلف الجنسيات، قال معاليه:
«يعتبر التطوّع ثقافة راسخة لدى كافة المواطنين والمقيمين في الإمارات، الذين يبذلون جهوداً مُكثّفة في سبيل جعل دولتهم الأولى في العالم بكافة المجالات الإنسانية والعلمية، تحقيق التنمية المستدامة وبناء مستقبل أفضل للأجيال الجديدة، سيراً على نهج مؤسس وباني دولة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وفي الواقع، فإنها ليست مفاجأة بأن يصل عدد المتطوّعين في (إكسبو 2020 دبي) إلى 30 ألف متطوّع من جميع الجنسيات، فهو منصّة للتلاقي بين شعوب العالم، تجمع أفكار البشر وتضمن تواصلهم لابتكار الأفضل خصوصاً فيما يتعلّق بالإبداعات البشرية، حيث يقوم المعرض المُقام تحت شعار (تواصل العقول وصنع المُستقبل) على استثمار قدرات الإنسان والأفكار الإبداعية بطرق مُبتكرة.  وأعتقد أن الفائدة ستكون مُشتركة للطرفين، فمع حاجة (إكسبو 2020 دبي) للمتطوعين لاستقبال ملايين الزوار والمشاركين في المعرض، سيحظى المتطوعون بفرصة فريدة ونادرة لتطوير قدراتهم ومهاراتهم الشخصية والعملية التي تؤهلهم لسوق العمل، مع توسيع مداركهم الثقافية عبر التواصل المُباشر مع الخبراء والمُتخصّصين في المجالات كافة، إضافة إلى العديد من المسؤولين من مُختلف الشركات المحلية والعالمية.
من المؤكّد أيضاً أن التطوّع في هذا الحدث العالمي الكبير سوف يُبرز الصورة المُشرقة والإنسانية التي تقوم عليها الإمارات، البلد المضياف الذي يعتزّ بقيمه وتقاليده وتراثه العربي الأصيل، ويستضيف زواره بكرم الضيافة العربية التي تُشكّل جزءاً أساسياً من التراث الإماراتي العريق». 

مشهد ساحر 
* اختتم معالي زكي أنور نسيبة المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، حواره مع «الاتحاد» قائلاً:
نحلم جميعاً بالسفر وتوافر الإمكانات للتعرّف على مُختلف بلدان العالم، غير أن «إكسبو 2020 دبي» جلب العالم إلينا في مشهد ساحر مثالي يتناسب مع جميع الأعمار والجنسيات كافة. ففي هذا المعرض الفريد من نوعه على المستوى العالمي، سيحظى الجميع بما يُرضيهم ويُفرح قلوبهم سواءً في مجال السياحة والترفيه، التعرّف على ثقافات العالم المتنوّعة، الاستمتاع بعالم من النكهات، أو إطلاق العنان أمام عشقهم لتقنيات التكنولوجيا الحديثة والمتطوّرة.
وأضاف: كلنا ثقة بأن معرض «إكسبو 2020 دبي» سيُحقّق إنجازات كبيرة للرفاهية العالمية، فهو بمثابة احتفاء البشرية بالإنجازات والصناعات الرائدة، حيث يسعى إلى الاحتفال بالابتكار والثقافة وتعاون الدول فيما بينها، الأمر الذي سيجعل منه ساحة مثالية للعروض الحيّة لأشهر نجوم الفن في العالم، المهرجانات الثقافية من جميع أنحاء المعمورة، ممارسة الرياضات بكافة أنواعها، التعرّف على أكثر من 50 مطبخاً من مطابخ العالم الشهيرة. فضلاً عن عروض الأزياء وألعاب الأطفال المُختلفة، وأحدث ما أفرزته تقنيات التكنولوجيا العالمية المتطوّرة في جميع المجالات.
وبالتأكيد أدعو الجميع إلى زيارة جناح جامعة الإمارات العربية المتحدة الذي يستعرض إنجازات الجامعة في البحث العلمي والابتكار والتكنولوجيا المُتقدّمة والتطوير العلمي، ويُشكّل فرصة فريدة للتعاون مع الباحثين والعلماء والمعلمين والطلاب من جميع أنحاء العالم فهو، ودون مبالغة، «مُختبر المستقبل».

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©