عدد اليوم
طه حسيب (أبوظبي)
أكد مفوض عام جناح رواندا إيف إيرادوكوندا، أن العالم يجتمع في دبي لحضور معرض إكسبو 2020 الذي طال انتظاره، مبدياً تفاؤله، بأن الأشهر القادمة فرصة فريدة للتعاون والتعلم من شركائنا الدوليين، والظهور بطريقة نفخر بها، ومعرباً عن امتتنانه للقائمين على تنظيم هذا الحدث الرائع، قائلاً: حظينا باستقبال رائع من مضيفينا في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأبدى «إيرادوكوندا»، شعوره بالحماس نحو العمل على تحقيق أهداف المعرض، المتمثلة في «تواصل الأفكار وصنع المستقبل».
وأشار إلى أنه إذا كان العالم تعرض على مدى الأشهر الثمانية عشرة الماضية لجائحة مدمرة، فإننا سنسعى وخلال الأشهر الستة المقبلة، لاغتنام الفرص للتواصل مع شركائنا من جميع أنحاء العالم، حيث نتعاون جميعاً لإعادة البناء، وتحقيق مستقبل أكثر إشراقاً.
ولتحقيق هذا الهدف، يقول «إيرادوكوندا»، ينبغي إشراك الدول والأشخاص من جميع أنحاء العالم. دبي أول مدينة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا تستضيف معرض إكسبو. وستكون هذه النسخة هي الأولى في تاريخ معارض إكسبو التي تخصص جناحاً لكل دولة أفريقية. وأبدى «إيرادوكوندا» تفاؤله قائلاً: «من نواحٍ ٍ عديدة، يَعد إكسبو 2020 دبي بأن يكون الأكثر شمولاً في التاريخ». وأضاف: سيكون موضوع رواندا خلال هذا الحدث هو «فرصة». فنحن نعتقد أن رواندا تمثل أفضل الفرص الهائلة التي يجب أن توفرها أفريقيا، ونأمل أنه من خلال استعراض قصتنا الوطنية والتزاماتنا بتحقيق تقدم في المستقبل، سنتمكن من المساعدة في إلهام الآخرين للانضمام إلينا في سعينا من أجل غدٍ أفضل.
ويقول مفوض عام جناح رواندا: كروانديين نعلم مدى أهمية التعلم من ماضينا والاستفادة منه، ونأمل أن تساعد هذه الرحلة التفاعلية عبر تاريخنا الزوار على فهمٍ أفضل لوطننا وآمالنا وأحلامنا في المستقبل. إن الجمع بين سجلنا المثير للإعجاب وطموحاتنا القوية والواضحة للمستقبل يجعل من رواندا وجهة مثالية للاستثمار.
«إيرادوكوندا» أكد التزام رواندا بتعظيم إمكاناتها ومنطقتها وقارتها. وهذا يجعلها تسعى لأن تصبح مركزاً إقليمياً للاستثمار. في الأسبوع الماضي فقط، تم الاعتراف بمركز كيجالي المالي الدولي من قبل مؤشر المراكز المالية العالمية. وتم إدراج مركز كيجالي ضمن 15 مركزاً مالياً من المحتمل أن تصبح أكثر أهمية في المستقبل. إننا نعتقد أن هذا يتيح فرصاً هائلة للمستثمرين من جميع أنحاء العالم، مما يسهّل سبل التعاون التي كانت مليئة بالعقبات في الماضي.
جاذبية استثمارية
حول تشجيع بلاده للاستثمار، أشار «إيرادوكوندا» إلى أن رواندا عملت على خلق بيئة صديقة للمستثمرين في مجال الأعمال والاستثمار، مستفيدةً من سجلها الحافل بالحوكمة الرشيدة والكفاءة. وأضاف: في فبراير 2021، قمنا بتفعيل قانون جديد للاستثمار والذي خلق المزيد من الحوافز للمستثمرين المحتملين. ومع إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، أصبحت هذه الفرص أكثر إثارة للحماس.
ورصد «إيرادوكوندا» مؤشرات التقدم في جاذبية الاستثمار لدى رواندا، قائلاً: إننا عازمون على المضي قدماً في جعل هذه البيئة أكثر جاذبية وهذا ما تثبته النتائج. فقد جئنا في المركز الثاني على المستوى الأفريقي في مؤشر تيسير الأعمال الصادر عن البنك الدولي، والمرتبة الرابعة في تقرير «أين تستثمر في أفريقيا» الصادر عن بنك «راند ميرشانت» الجنوب أفريقي.
طموحات في ريادة تقنية
ولفت «إيرادوكوندا» الانتباه إلى أن التكنولوجيا تعد من المجالات التي تثير حماسنا بشكل خاص لمتابعة مسيرة التنمية، حيث نريد أن تصبح كيجالي، ورواندا على نطاق أوسع، المركز الأفريقي الرائد للتكنولوجيا والابتكار. إيرادوكوندا يؤكد أن بلاده وضعت أساس هذا الطموح بالفعل: أساسيات قوية من حيث البنية التحتية والسياسات الداعمة ومجموعة المواهب المتنوعة في أفريقيا بشكل عام وبيئة الأعمال المواتية. وعلى نحو متزايد، ستصبح رواندا نقطة انطلاق إلى أفريقيا بالنسبة للاعبين الرئيسيين في جميع أنحاء قطاع التكنولوجيا العالمي.
يضيف «إيرادوكوندا»: نستثمر في مشاريع مثيرة. وأحد الأمثلة على ذلك «مدينة كيجالي للابتكار»، وهي مشروع مشترك مع «صندوق أفريقيا 50» للبنية التحتية (Africa50). تعتبر مدينة كيجالي للابتكار حديقة للتكنولوجيا والابتكار تجمع بين المواهب المثيرة من جميع أنحاء أفريقيا. وستعمل على رعاية نظام بيئي نابض بالحياة يركز على الابتكار عالي التقنية وتطوير المواهب، والتي نأمل أن تعود بالنفع على القارة بأكملها.
الاستثمار الأخضر
مجال آخر محوري يشير إليه إيرادوكوندا ويراه مهماً لرواندا، وفي صميم أولويات العالم، وهو البيئة، معتبراً أن الاستثمار الأخضر في العالم النامي في طليعة جدول الأعمال العالمي، وسيكون بلا شك نقطة رئيسية للنقاش في مؤتمر COP26 القادم.
وأضاف: تضع رؤيتنا 2050 المشاريع الخضراء في صميم تطورنا. وقد تجلى التزام رواندا بالاستثمار الأخضر (صديق البيئة) –بقيادة (صندوق رواندا الأخضر) –في عدد من المشاريع الرئيسية في السنوات الأخيرة. وكان التنوع البيولوجي محط تركيز بشكل خاص، بما في ذلك توسيع حديقة البراكين الوطنية (حيث تجاوز عدد حيوانات الغوريلا الجبلية الآن 1000)، علاوة على زراعة أكثر من 43 مليون شجرة في العام القادم في إطار أنشطة إعادة التشجير، وكذلك ترميم مجمع نياندونجو ويتلاند.
وأضاف «إيرادوكوندا»: تعد مشاريع «مدينة كيجالي الخضراء» والاستثمارات الجارية في النقل الذكي، هي أيضاً أمثلة على التزام رواندا ببناء مدن قادرة على الصمود. نحن حريصون على دعم الأسابيع التي تتناول موضوعات محددة للمعرض، وعلى وجه الخصوص –(أسبوع المناخ والتنوع البيولوجي)، وذلك من خلال عرض قصص نجاح لرواندا، وكذلك بناء الشراكات، مما سيتيح لنا تحقيق تقدم أكبر في المستقبل. لا يمكن تحقيق رؤيتنا لمستقبلنا، ومستقبل العالم، إلا من خلال الشراكة والتعاون. لذلك، يمثل المعرض فرصة فريدة للمضي قدماً كمجتمع دولي. إننا نتوق شوقاً لاستقبال الزوار في جناحنا، والعمل مع شركائنا خلال الأسبوع المقبل. ومعاً، يمكننا المساعدة في تمهيد الطريق لتحقيق غدٍ أفضل.
دروس التسامح والمصالحة
رحلة غامرة عبر تاريخ رواندا، يقدمها جناح رواندا تمثيلاً لقصة الأمل، وهي مقسمة، حسب «إيرادوكوندا» إلى أربع مناطق، كل منها يمثل موضوعا: (الغسق والليل والفجر والنهار). الزائرون يشاهدون أولاً تقاليد رواندا من خلال زيارة منطقة «الغسق» إلى القصر التقليدي للملك في حقبة ما قبل الاستعمار. أما منطقة «الليل»، فهي تخلّد ذكرى أحلك اللحظات التي مرت بها أمتنا –الإبادة الجماعية لقبيلة التوتسي في عام 1994 –والاستعانة بالدروس المستفادة من قوة التسامح والمصالحة. وتستعرض منطقة «الفجر» ولادة رواندا من جديد بعد عام 1994، مع تسليط الضوء على كيفية قيام شعبنا بتسخير كرامته ووحدته وشعوره بالمسؤولية وطموحه لإعادة بناء الأمة التي نفخر بها. وأخيراً، ستدعو منطقة «النهار» الزوار لاكتشاف خطط رواندا بالنسبة للمستقبل. ويمكن للزوار أيضاً القيام برحلة إلى ثلاثة من المنتزهات الوطنية في رواندا، بما في ذلك حديقة البراكين الوطنية لمشاهدة حيوانات الغوريلا المهيبة لدينا، في تجربة واقع افتراضي لا تُنسى.
