الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ريم الهاشمي في حوار مع «الاتحاد»: نقدم للعالم تجربة مُبهرة وملهمة

ريم الهاشمي في حوار مع «الاتحاد»: نقدم للعالم تجربة مُبهرة وملهمة
30 سبتمبر 2021 02:52

أجرت الحوار - فاطمة الورد

أكدت معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، المدير العام لمكتب إكسبو 2020 دبي، أن المعرض العالمي الذي ينطلق بعد ساعات، سيكون حدثاً استثنائياً بكل ما تحمل الكلمة من معان، لكونه يركّز على أهمية التنمية الاقتصادية المستدامة عبر تعزيز الابتكار وتمكين الشباب والعمل على إيجاد حلول لأبرز تحديات عصرنا، لافتة في حوار مع «الاتحاد» إلى أن استضافة المنطقة للحدث الدولي للمرة الأولى لها مدلولات كثيرة، في مقدمتها أهمية تحفيز الطاقات البشرية والفكرية والعملية الموجودة في هذه المنطقة، وتعزيز جسور تواصلها مع العالم.
وقالت معاليها: «إﻛﺴﺒﻮ 2020 دبي» أصدق تعبير عن قدرة دولة الإمارات ومكانتها بين الأمم، إذ استطاعت في واحد من أدق الظروف التي مرت بها البشرية أن تستضيف العالم بكل مكوناته في أكبر حدث دولي هذا العام، مؤكدة أن المعرض سيكون الفرصة الأمثل لإبراز قيم الإمارات ومنجزاتها التي يتجسّد فيها مفهوم «اللا مستحيل»، خاصة أنه يعقد بمشاركة أكثر من 200 جهة، بينها 192 بلداً.
وأوضحت معاليها، أن الإمارات تعمل منذ إعلان فوزها باستضافة إكسبو 2020 دبي على أن تقدم للعالم تجربة مُبهرة وملهمة، تحقق تطلعات المنطقة، وتُعبّر عن هُويتها، وتُبرز قدراتها وطاقاتها أمام العالم، وفي الوقت ذاته تُسهم في إيجاد الحلول وتكون إنجازاً جديداً تفخر به كل شعوب المنطقة، مشيرة معاليها إلى أن إكسبو 2020 دبي يمثل
استثماراً في اقتصاد مستدام ومرن ومتنوع يتماشى مع رؤية الإمارات 2021 ومئوية الإمارات 2071، وسيكون فرصة مهمة لتعزيز مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي جاذب للاستثمار والأفكار.

وفيما يلي نص الحوار:

* بداية وقبل ساعات من الافتتاح، ما الذي يعنيه «إﻛﺴﺒﻮ 2020 دبي» لدولة الإمارات؟
** «إﻛﺴﺒﻮ 2020 دبي»، يعني الكثير لدولة الإمارات وشعبها، خاصة أن هذا الحدث الدولي الفريد - الذي يُقام للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا - سيفتح أبوبه للعالم في عام اليوبيل الذهبي، الذي لن يكون احتفالاً وطنياً فحسب، وإنما احتفال عالمي بكل المقاييس.
ففي الخمسين عاماً الماضية، شهدت دولة الإمارات تطورات عملاقة بُنيت على مبادئ وقيم سامية أرساها الآباء المؤسسون، ورسختها قيادتنا الرشيدة، تنتهجها الدولة بكل مؤسساتها، جوهرها إثراء التواصل الإنساني وخلق الفرص من أجل تعزيز التعاون الدولي، ونشر ثقافة التسامح والسلام، وتوفير بيئة مميزة ومُلهمة تُنمّي الإبداع والابتكار والريادة في كل فكر يخدم الإنسان والكوكب الذي نعيش عليه.
جعل هذا كله دولة الإمارات مقصداً لجميع شعوب العالم وحاضنة للتعايش والفكر الإيجابي الهادف والمُلهم، ولكل حوار جاد يُسهم في نشر مقومات السلام في أنحاء العالم، ويعزز روح المودة والتسامح بين شعوبه، ويبني جسوراً للعبور إلى مستقبل أكثر ازدهاراً. ويجسد «إﻛﺴﺒﻮ 2020 دبي» كل هذه المعاني؛ فهو أصدق تعبير عن قدرة دولة الإمارات ومكانتها بين الأمم، إذ استطاعت في واحد من أدق الظروف التي مرت بها البشرية أن تستضيف العالم بكل مكوناته في أكبر حدث دولي هذا العام.
وبينما تفصلنا أسابيع قليلة عن الاحتفال باليوبيل الذهبي لدولة الإمارات، سيكون «إكسبو 2020 دبي» الفرصة الأمثل لإبراز قيم هذا البلد ومنجزاته التي يتجسّد فيها مفهوم اللا مستحيل. وبمشاركة أكثر من 200 جهة، بينها 192 بلداً، سنحتفل معا بهذه المناسبة التاريخية وسنستعرض إنجازات 50 عاماً مضت ونستشرف معاً آفاق إنجازات الخمسين القادمة في جميع المجالات، سواء العلمية أو الأدبية أو الاقتصادية والثقافية، التي حققت فيها دولة الإمارات نجاحات كبرى جعلتها نموذجاً يحتذى به في بناء الإنسان وتنميته.

حدث استثنائي
* ما هي الاستعدادات الأخيرة قبيل اﻧﻄﻼق «إﻛﺴﺒﻮ 2020 دبي»؟
** أتممنا استعداداتنا لاستضافة العالم في «إﻛﺴﺒﻮ 2020 دبي»، الذي سيكون حدثاً استثنائياً بكل ما تحمل الكلمة من معان، بالنظر إلى أهميته للمنطقة العربية التي تحتضنه للمرة الأولى في تاريخه الممتد منذ نحو 170 عاماً، ولكونه يركّز على أهمية التنمية الاقتصادية المستدامة عبر تعزيز الابتكار وتمكين الشباب والعمل على إيجاد حلول لأبرز تحديات عصرنا، بما يحقق أثراً إيجابياً من أجل مستقبل أفضل للمنطقة والعالم. وتحمل استضافة المنطقة لهذا الحدث الدولي مدلولات كثيرة، في مقدمتها أهمية تحفيز الطاقات البشرية والفكرية والعملية الموجودة في هذه المنطقة وتعزيز جسور تواصلها مع العالم.
لذلك، فإننا نعمل منذ الفوز بحق استضافة إكسبو الدولي في دولة الإمارات على تنظيمه في هذا الإطار، لكي نقدم للعالم تجربة مُبهرة وملهمة، تحقق تطلعات المنطقة، وتُعبّر عن هُويتها، وتُبرز قدراتها وطاقاتها أمام العالم، وفي الوقت ذاته تُسهم في إيجاد الحلول وتكون إنجازاً جديداً تفخر به كل شعوب المنطقة.

تفاؤل وتعاون
* ما الذي يتطلع إكسبو 2020 دبي لتقديمه للعالم؟
** سيكون «إﻛﺴﺒﻮ 2020 دبي» أكبر محفل دولي يجمع العالم للتعامل مع ما تواجهه الإنسانية، عبر جمع شعوب ودول العالم بروح التفاؤل والتعاون من أجل رسم ملامح مستقبل أكثر ازدهاراً للبشرية كلها، تحت شعار «تواصل العقول وصُنع المستقبل» وفي إطار موضوعات الحدث الدولي الثلاثة (الفرص والتنقل والاستدامة).
وبداية من تاريخ انطلاق «إﻛﺴﺒﻮ 2020 دبي» في الأول أكتوبر، وعلى مدى 182 يوماً، سيكون موقع الحدث الدولي مركزاً جاذباً للعالم تلتقي فيه الشعوب وتقدم ما لديها من إبداعات ملهمة بمشاركة 192 دولة، لكل منها جناحها الخاص.
ووضعنا في الاعتبار منذ اللحظة الأولى أن يكون «إﻛﺴﺒﻮ 2020 دبي» نموذجاً يحتذى به في مفاهيمه الأساسية المتمثلة في موضوعاته الثلاثة الاستدامة والتنقل والفرص. على سبيل المثال، فإننا بالإضافة إلى تبني أحدث مفاهيم الاستدامة في العالم وأكثرها قابلية للتطبيق، قد خططنا لأن يتحول موقع إكسبو الشاسع الممتد على مساحة 4.38 مليون كيلومتر مربع إلى مدينة ذكية مستدامة محورها الإنسان هي «دستركت 2020»، التي ستحتفظ بأكثر من 80 في المئة من البنية والمنشآت الموجودة في موقع «إﻛﺴﺒﻮ 2020 دبي».
ومن خلال هذه المدينة المستقبلية، يلتزم إكسبو 2020 ببناء إرث طويل الأمد، هادف وقابل للقياس، من شأنه أن يضع معياراً جديداً لنُسخ إكسبو الدولي المستقبلية. وبواسطة مجموعة من الأنشطة لإشراك الشباب وأصحاب الأعمال، سيحفّز إكسبو 2020 الازدهار الاقتصادي والثقافي والعلمي.

دفع عجلة التنمية
* كيف تنظر الإمارات لإكسبو 2020 دبي على صعيد تعزيز النمو الاقتصادي في مرحلة التعافي من جائحة كورونا؟
** الإمارات العربية المتحدة دولة تشكلت على أساس الشراكات، إذ أدركت منذ زمن طويل أهمية التعاون في دفع عجلة التنمية؛ لذلك، فإن بيئة الأعمال الغنية والمتنوعة في دولة الإمارات توفر فرصة فريدة لتشكيل شبكات واسعة تمثل مجموعة متنوعة من المناطق الجغرافية والصناعات المختلفة في كل من القطاعين العام والخاص. واحتلت دولة الإمارات المرتبة الـ 16 عالمياً والأولى على مستوى المنطقة في تقرير سهولة ممارسة الأعمال الصادر عن البنك الدولي لعام 2020. وتتمتع دبي بإطار تنظيمي منفتح يتسم بالشفافية، وتُواصل تطوير نظام حوكمة قوي يتماشى مع أفضل الممارسات الدولية، بما يوفر بيئة سليمة وآمنة للأعمال. ويمثل إكسبو 2020 دبي استثماراً في اقتصاد مستدام ومرن ومتنوع يتماشى مع رؤية الإمارات 2021 ومئوية الإمارات 2071، وسيكون فرصة مهمة لتعزيز مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي جاذب للاستثمار والأفكار، وهو ما سيسهم بدوره في تعزيز النمو الاقتصادي في المنطقة ككل عبر استقطاب الكثير من الفرص من أنحاء العالم.
وستبدأ الكثير من الشركات تأسيس أعمالها في دبي بعد التعرف على الفرص الاقتصادية التنموية الهائلة في دولة الإمارات والمنطقة ككل، مستفيدة من مرونة تأسيس الأعمال والموقع الاستراتيجي في قلب العالم والبنية التحتية العالمية والمتطورة بما فيها من مطارات وموانئ. وحتى أغسطس 2021، سُجّلت أكثر من 30.000 شركة من 179 دولة للعمل مع إكسبو، منها 13.700 شركة صغيرة ومتوسطة. وأرسى إكسبو 52% من العقود على الشركات الصغيرة والمتوسطة، وهو ما يمثل 28.5% من إجمالي الإنفاق. ومن المتوقع أن يُسهم النشاط التجاري في مركز دبي للمعارض المتطور المحاذي لموقع «إﻛﺴﺒﻮ 2020 دبي» إلى حد كبير في اقتصاد دولة الإمارات في فترة انعقاد إكسبو وبعدها، إذ من شأن هذا المركز أن يصبح وجهة جذب لقطاع الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض في المنطقة.
وفي «دستركت 2020»، سيبقى موقع «إﻛﺴﺒﻮ 2020 دبي» بوصفه مركزاً متعدد الاستخدامات، ذكياً ومستداماً ومتكاملاً، للابتكار. وقد التزم عدد من أبرز رواد الابتكار في العالم، بينهم ثلاثة من شركاء إكسبو 2020 من فئة شريك أول رسمي - موانئ دبي العالمية وسيمنس ومجموعة ترمينوس – بأن يؤسسوا لأنفسهم وجودا طويل الأمد هناك.

إنعاش اقتصادات العالم
* كيف تستطيع دولة الإمارات أن تقلب التحديات المتمثلة في الجائحة إلى فرص نجاح للاقتصاد كما فعلت دائماً؟

** كان التصويت لصالح قرار التأجيل دليلاً على ثقة الجميع في قدرتنا على تجاوز الصعوبات مع الحفاظ على صحة وسلامة الجميع كأولوية قصوى. وسيقام «إﻛﺴﺒﻮ 2020 دبي» في موعده الجديد بعد أن تجاوز العالم بشكل كبير الجائحة والكثير من آثارها وبات يقف على بداية طريق التعافي الاقتصادي.
وفي ظل هذا الظرف العالمي الطارئ، اكتسب إكسبو 2020 المزيد من الأهمية، إذ أصبحت الإنسانية في أمس الحاجة، وأكثر من أي وقت مضى، إلى الالتقاء حول الأهداف المشتركة ومناقشة أبرز تحديات عصرنا الملحة، بما فيها الجديدة التي فرضها واقع الجائحة.
ومن بين تلك التحديات ما يرتبط بمساعي إنعاش اقتصادات العالم التي تأثرت كثيراً بفعل الجائحة. وسيجمع «إﻛﺴﺒﻮ 2020 دبي» أكثر من 200 جهة مشاركة في مكان واحد بهدف إيجاد الحلول عبر التعاون والابتكار. وأعد «إﻛﺴﺒﻮ 2020 دبي» الكثير من البرامج التي ستسهم في تعزيز اقتصاد المنطقة والعالم، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
لذا، سيكون «إﻛﺴﺒﻮ 2020 دبي» منارة أمل بالنسبة لمجتمع الأعمال العالمي، إذ يمثل فرصة غير مسبوقة للشركات على اختلاف أحجامها والمنظمات الدولية والمؤسسات الحكومية من مختلف أنحاء العالم، لتلتقي معاً من أجل دعم اقتصاد عالمي أكثر تنوعاً ومرونة، وإلهام بيئة أعمال نابضة بالحياة ودفع النمو المستدام.
سيتحقق ذلك عبر برنامج إكسبو 2020 للأعمال، الذي يحمل عنوان «معا نزدهر» المخصص لقطاع الأعمال من برنامج إكسبو الأوسع للإنسان وكوكب الأرض، والذي يقدم مجموعة فعاليات ومنتجات وخدمات من شأنها تمكين الزوار والمشاركين من أصحاب الأعمال من استكشاف فرص أعمال جديدة، وتشكيل شراكات جديدة، والتعاون في نهاية المطاف من أجل الازدهار الاقتصادي في دولة الإمارات والمنطقة والعالم. في هذا الإطار، ستعقد سلسلة من منتديات موضوعات الأعمال لتسليط الضوء على فرص الأعمال، وأحدث التقنيات، والتقدم الذي أحرزته دولة الإمارات ومشاركو إكسبو الدوليون وشركاؤه، يستضيف الحدث الدولي. أيضاً ستنظم غرفة دبي بالتعاون مع إكسبو 2020 سلسلة منتديات الأعمال العالمية، والتي تشمل المنتدى العالمي للأعمال لدول الآسيان والمنتدى العالمي الأفريقي للأعمال والمنتدى العالمي للأعمال لدول أميركا اللاتينية.

رحلة طويلة
كلمة أخيرة لمعاليك قبل انطلاق الحدث المرتقب؟
كانت هذه رحلة طويلة منذ فازت الإمارات بحق الاستضافة عام 2013، وكلنا فخر واعتزاز بالثقة الكبيرة التي أولتنا إياها قيادتنا الرشيدة لإنجاز ما أنجزناه وبناء هذه المدينة المتكاملة لاستضافة هذا الحدث العالمي. لقد كان لرؤية القيادة وتوجيهاتها الدور الأساسي في قدرتنا على تحقيق هذا الإنجاز. واليوم، ونحن على بعد أيام من موعد الانطلاق، فإننا على يقين بأننا سننظم إكسبو دولياً استثنائياً يفخر به كل إماراتي وعربي، ليكون حدثاً يليق برؤية قيادتنا وتطلعاتها ويترك إرثاً يدوم لأجيال قادمة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©