الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«إعلاميون ضد الكراهية» يناقش دور المؤسسات والمواثيق الإعلامية في احتواء وباء الكراهية

«إعلاميون ضد الكراهية» يناقش دور المؤسسات والمواثيق الإعلامية في احتواء وباء الكراهية
28 سبتمبر 2021 23:37

إبراهيم سليم (عمان)

استكمل الإعلاميون المشاركون في مؤتمر «إعلاميون ضد الكراهية» الذي نظمه مجلس حكماء المسلمين، بالشراكة مع المركز الكاثوليكي للإعلام، بالعاصمة الأردنية عمّان، مناقشة خطاب الكراهية وسبل التصدي له، بحضور أكثر من 100 إعلامي وإعلامية من مختلف الدول العربية، برعاية صاحب السمو الملكي، الأمير غازي بن محمد، عضو مجلس حكماء المسلمين، كبير مستشاري جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية.

وخلال الجلسة الرابعة من المؤتمر التي جاءت بعنوان «احتواء الوباء واحتواء خطاب الكراهية في الإعلام العربي»، قال الدكتور يوسف الحسن، الكاتب والمفكر الإماراتي، إن الإعلام العربي خلال فترة الوباء غاب عن تغطية القصص الإنسانية للحالات التي تأثرت بوباء «كورونا»، كما افتقر أحياناً إلى رصد المعلومات الخاطئة حول الوباء، موضحاً أن «الجائحة» نبهت العالم إلى أهمية التعايش الإنساني.

بدوره، قال عثمان ميرغني، رئيس تحرير جريدة التيار السودانية، إن الكراهية تشبه وباء «كورونا» في كونها عدو يصعب رصده ورؤيته ويحتاج لمجهودٍ كبيرٍ لاحتوائه، داعياً إلى إرساء بنود في المؤسسات الإعلامية تشجع الإعلاميين على مواجهة خطاب الكراهية.

من جهته، قال الإعلامي المصري مصطفى بكري، إنه لا يمكن تحميل المسلمين وحدهم مسؤولية خطاب الكراهية، بدليل وجود الكثير من أشكال الكراهية التي تمارس من غير المسلمين، موضحاً أن الأردن والإمارات قدمتا نموذجاً للتسامح، بينما قالت الإعلامية الأردنية تهاني حلمي: إن وسائل التواصل الاجتماعي كانت بيئة حاضنة للكراهية والتشكيك خلال جائحة «كورونا»، ومارست الكراهية على فئات عرقية واجتماعية بعينها.

وأدار الجلسة الخامسة في المؤتمر، والتي عقدت تحت عنوان «التشريعات القانونية والمواثيق الإعلامية وأثرها في مواجهة خطاب الكراهية» يوسف الرفايعة، مدير قسم الإعلام بمجلس حكماء المسلمين، الذي أوضح أن مدونة العشرين للعمل الإعلامي من أجل الأخوة الإنسانية، وضعت العديد من المبادئ والقيم للتعامل مع القضايا الإنسانية، لكن لا تزال هناك حاجة إلى تفعيل المواثيق الإعلامية، وإلى وضع تعريف أكثر دقة للكراهية، وتدريب الصحفيين على التعامل مع المصطلحات التي قد تشير لها، بينما قال الإعلامي الأردني تاج الدين عبدالحق، إن وسائل التواصل الاجتماعي باتت مصدراً للأخبار لوسائل الإعلام التقليدية؛ لذلك يجب أن يستفيد منها الإعلام التقليدي، دون أن يقع في خطاب الكراهية الذي يبثه الإعلام الحديث أحياناً، فيما رأت الإعلامية اللبنانية لور سليمان أنه يجب الفصل بين القوانين الرسمية والمواثيق الإعلامية، فالقوانين الرسمية لديها قوة إلزامية، بينما تفتقد المواثيق الإعلامية لصفة الإلزام.

من جانبها، قالت الإعلامية التونسية هاجر التليلي، إن وسائل الإعلام كثيراً ما تسهم في نشر خطاب الكراهية، بسبب اهتمامها بنسب المشاهدة، من خلال إظهار أشخاص يقومون بنشر خطاب الكراهية والترويج لتصريحاتهم، ولذلك فإنه يجب الالتزام بالمواثيق الأخلاقية لتجنب الوقوع في مثل هذه الأخطاء، فيما أكد الإعلامي المغربي سعيد الريحاني ضرورة سن قوانين جديدة لمواجهة خطاب الكراهية.

وأدار الجلسة السادسة والأخيرة من جلسات مؤتمر «إعلاميون ضد الكراهية» الإعلامي اللبناني أسعد مارون، الذي أوضح أن الإعلام ينساق أحياناً خلف خطاب الكراهية، بينما أكد أسامة سرايا، رئيس تحرير جريدة الأهرام الأسبق، أن دور المؤسسات النقابية والمجتمع مدني مهم في مواجهة خطاب الكراهية، فيما قال محمد أبوعبيد الإعلامي الفلسطيني، إن الكراهية التي يجب أن تحارب هي التي ينجم عنها أذى وصراعات، لا التي تعبر عن مجرد مشاعر شخصية.

من جانبه، قال الإعلامي العُماني، الدكتور محمد العريمي، إن المؤسسات الإعلامية يجب أن تخصص حصصاً تثقيفية للصحفيين، مضيفاً أن تبني الدول فكرة مواجهة خطاب الكراهية، سيؤدي إلى تصدي المؤسسات الإعلامية في تلك الدول لخطاب الكراهية. وفي الجلسة الختامية للمؤتمر، قال معالي الدكتور باسم الطويسي، وزير الثقافة الأردني الأسبق: إن ضعف التفاهم الإنساني تسبب في إشعال الحروب والصراعات حول العالم، وقد كان دور بعض وسائل الإعلام واضحاً في إشعال هذه الصراعات عبر تأجيج مشاعر الكراهية، وإعادة إنتاجها بشكل جديد، وتحويلها من مشاعر إلى سلوك، مضيفاً أن ما خسره العالم العربي في هذه المرحلة يفوق كثيراً ما خسره في حروبه السابقة.

وشارك في الجلسة الختامية للمؤتمر المفكر والبروفيسور الأميركي آيرون تايلر، مؤلف كتاب «الإسلام والغرب والتسامح: إدراك التعايش»، الذي ترجمه مجلس حكماء المسلمين إلى العربية، حيث قال: إنه ككاتب يضع لنفسه مجموعة محددات حتى يكون ما يكتبه مفيداً للإنسانية، وهي أن يكون منصفاً فيما يكتبه، وألا يقلل من الآخر في كتاباته، وألا تستبعد آراؤه الآخر، مضيفاً أن الكاتب يجب أن يقول الحقيقة، حتى لو كان تقبلها صعباً، وأن ينطلق من مبادئ العدالة والمساواة وعدم إيذاء الآخرين.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©