عدد اليوم
** بقلم الدكتورة الشيخة موزة بنت مبارك آل نهيان
رئيسة مجلس إدارة مؤسسة المباركة
إن استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة لإكسبو 2020 دبي بكل ما تحمله من معانٍ ودلالات ستظل حدثاً خالداً في جبين التاريخ، فاليوم تصنع دولة الإمارات تاريخاً جديداً يضاف إلى رصيدها الحضاري على مر العصور، اليوم تفتح الإمارات ذراعيها ترحيباً بالعالم، وهو أمر ليس بالغريب على وطن السعادة، وطن يؤمن بالتسامح والتعايش الحضاري، وطن يؤمن بأن الخير شجرة وارفة الظلال للبشرية كافة.
هنا في ربوع الإمارات تسطع شمس جديدة على عالم أنهكته التحديات والصراعات، ومن ربوع الإمارات يشرق الأمل، ويشع نور المعرفة والتواصل الحضاري والإيجابية في تحقيق التكامل بين مختلف شعوب العالم لرسم غداً أفضل للبشرية صورة جديدة تضيفها دولة الإمارات إلى سجلها الحافل في تحقيق الأمن والاستمرار ونشر السلام والخير في مختلف أنحاء العالم.
بكل الفخر ترحب دولة الإمارات العربية المتحدة بالبشرية كافة دولاً وشعوباً ومجتمعات وقيماً وتقاليد وأعراق، في الإمارات يجتمع العالم وينسى تحدياته وخلافاته، ويُشد الرحال إلى وطن السعادة وعاصمة التسامح ومنارة الإبداع والريادة، هنا في دولة الإمارات، حيث أرسى المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، قيماً خالدة للتواصل الحضاري والتسامح والتعايش بين البشر، هنا في الإمارات التي احتضنت على مدى عقود طويلة ملايين البشر من كل الجنسيات والخلفيات العرقية والثقافية يعملون ويبدعون في تناغم وانسجام حضاري يقدم للعالم صورة جديدة عن الإنسان في غده المشرق الذي يرنو إليه.
هنا في «دار زايد» تسطع شموس المعرفة في ربوع دولة الإمارات برعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، هذه القيادة الرشيدة التي دفعت بدولة الإمارات إلى مصاف الدول المتقدمة في مؤشرات التنافسية الدولية، ورسخت مكانتها عالياً بين الأمم، ورسمت صورة مبدعة لدولة عصرية وفق هامات المريخ.
برعاية هذه القيادة الرشيدة وبتعاضد هذا الشعب العظيم، وبوجود هذه الكوادر المبدعة من أبناء وبنات الوطن وبخصوصية مجتمع الإمارات ونموذجه في التسامح والتعايش الحضاري تفتح الإمارات ذراعيها للعالم كافة لتلاقي حضاري، وتفاعل ثقافي، وإبداع علمي وتطبيقي أفرزته البشرية فكراً وابتكاراً لخدمة الإنسان، وتحتضنه دبي دانة الدنيا ومنارة الريادة وإشراقة الغد المتجدد دائماً.
إن كلمات الفخر والثناء للجهود الكبيرة التي بذلت خلال السنوات الماضية لتحقيق هذا الإنجاز العالمي في استضافة إكسبو 2020 دبي لا تكفي للتعبير عن الامتنان والعرفان للقيادة الرشيدة ولفرق العمل المبدعة التي بهرت العالم لهذه الاستضافة جاهزية واستعداداً وترحيباً، وواجبنا اليوم كمواطنين ومقيمين على هذه الأرض الطيبة أن نترجم منظومة قيمنا الرائعة وتقاليدنا العريقة في مد جسور التواصل الحضاري والثقافي مع العالم الذي حل ضيفاً علينا من مختلف بقاع الأرض، حاملاً لنا كل الامتنان والعرفان، معززاً بضيافتنا له مكانتنا وصورتنا النمطية الرائدة التي ارتبطت دائماً بالخير والسلام والتسامح، فالعالم الذي حل ضيفاً علينا من واجبه علينا أن نُحسن ضيافته وأن نفتح أمامه آفاق واسعة للإبداع والريادة والابتكار في تجربة لن ينساها التاريخ عبر إكسبو 2020 دبي.
وفي الختام نُجدد الترحيب بالإنسان دون نظر للون أو جنس أو عقيدة أو قومية، هذه هي الإمارات التي ألفِها العالم داراً للمحبة والإخاء والتواصل الحضاري، فمرحباً بالعالم في ربوع الإمارات.
