الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

المختبرات الطبية.. قصة نجاح إماراتية في مواجهة «كوفيد- 19»

المختبرات الطبية.. قصة نجاح إماراتية في مواجهة «كوفيد- 19»
26 سبتمبر 2021 00:06

سامي عبد الرؤوف (دبي)

سلطت جائحة «كوفيد- 19» الضوء بشكل لم يسبق له مثيل، على صناعة المختبرات الطبية في العالم، ودورها في مكافحة الأوبئة والفيروسات الحالية والمستقبلية التي قد تواجه البشرية، حيث أدت الجائحة للاهتمام بالمختبرات الطبية في جميع أنحاء العالم وإيلائها التركيز الذي تشتد الحاجة إليه ويستحقه هذا المجال الطبي. 
وتلعب المختبرات الطبية، دوراً حاسماً في الطب القائم على الأدلة اليوم، وخلال الجائحة مثلت أحد أعمدة خط الدفاع الأول ضد جائحة «كوفيد- 19»، فمنذ اليوم الأول للإعلان عن اكتشاف فيروس كورونا المستجد، تم استنفار القطاع الصحي بالكامل، ومن ضمنه المختبرات الطبية، للمساعدة العاجلة في تشخيص أي حالة اشتباه للإصابة بالمرض، وذلك من أجل سرعة احتواء المرض بعزل المريض والمخالطين له وتعقيم المكان، ثم متابعة حالتهم الصحية. 
واستطاعت المختبرات الطبية في دولة الإمارات، أن تكون فرس رهان رابحاً والرقم الصعب والمؤثر الأول في سرعة تشخيص الإصابة بالمرض والكشف المبكر عنه، مما ساعد في أن تكون دولة الإمارات في المركز الأول في العديد من المؤشرات الخاصة بالتعامل مع فيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19»، بدءاً من مرحلة التصدي وصولاً إلى مرحلة التعافي وتخطي التداعيات الصحية والاقتصادية والاجتماعية للفيروس.
ونجحت دولة الإمارات في أن تكون أول دولة على مستوى العالم يتخطى فيها عدد الفحوصات الخاصة بفيروس كورونا المستجد عدد السكان الفعليين، منذ قرابة عام، لتصبح أول دولة في العالم يتخطى فيها عدد الفحوصات عدد السكان وذلك بالنسبة للدول التي يتجاوز عدد سكانها مليون نسمة.
وحسب آخر النتائج الرسمية، وصل عدد الفحوصات المخبرية التي أجرتها الجهات الصحية في الدولة، 82.5 مليون فحص. ومثلت المختبرات الطبية والفحوصات كلمة السر في نجاح دولة الإمارات في الحد من حالات الإصابة بمرض فيروس كورونا المستجد، حيث انخفضت حالات الإصابة إلى معدلات قياسية قاربت حاجز 300 حالة فقط يومياً، وتجاوز عدد حالات الشفاء الجديدة معدلات الإصابة اليومية. 
وأظهرت نتائج شركة الأبحاث «فروست آند سوليفان»، أن سوق التشخيص المختبري العالمي قد حقق نمواً بنسبة 14% في عام 2020 ليصل إلى 85.9 مليار دولار أميركي مقارنةً بـ 75.2 مليار دولار في العام السابق، وذلك نتيجة لتلبية الطلب المتزايد على إجراء اختبار «كوفيد- 19».
وقد كشف التقرير نفسه أيضاً أن دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية قد شهدتا بالفعل تقدماً كبيراً في قطاع المختبرات السريرية من خلال إدخال تقنيات جديدة بالتزامن مع ازدياد عدد المختبرات المستقلة الخاصة.
ولكن ما المقومات التي أهلت قطاع المختبرات الطبية بالدولة، للتعامل بحرفية ونجاح مع تداعيات الجائحة؟ وماذا عن الآلية التي طبقتها الجهات في توفير هذا الكم الهائل من الفحوصات المخبرية منذ بداية الجائحة قبل أكثر من عام ونصف العام؟ وما التحديات التي واجهت المختبرات، وكيف تم التغلب عليها؟ وما هي الآفاق المستقبلية لهذا القطاع في الدولة، وأبرز الابتكارات التي يمكن أن يشهدها قطاع المختبرات الطبية خلال الأعوام القادمة؟.. هذه المحاور وغيرها يجيب عنها الملف التالي: 

  • قدرية السيد
    قدرية السيد

تحديات ونتائج 
ولكن ما نسبة الزيادة في نشاط وعمل المختبرات التشخيصية في الدولة بعد الجائحة، الدكتورة قدرية السيد، رئيسة المختبر في المستشفى الأميركي بدبي، أجابت: «لقد أثرت الجائحة على العمل المخبري على نطاق واسع، في الأيام الأولي من الجائحة كان التركيز أساسياً على توفير التحاليل المخبرية الضرورية للعناية بمرضى كورونا ومراعاة أحوال المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، بشكل سريع بعد ذلك». 
 وأضافت: «كان واجباً علينا أن ‏‏نطور مختبراً لتشخيص فيروس (كوفيد- 19) بفحص (PCR)، وأدى ظهور واستمرارية المرض إلى زيادة شديدة في نسبة العينات التي يتم استلامها في المختبر لأكثر من ثلاثة أضعاف مقارنة بما كانت عليه قبل الجائحة».
وحول إمكانية إرجاع نسبة النمو الحاصلة في الفحوصات إلى اختبارات كورونا، أوضحت الدكتورة قدرية السيد، أن إجراء اختبارات «كوفيد- 19» كان له تأثير مباشر على زيادة أعداد العينات في المختبرات السريرية، إلا أن فترة الإغلاق التي حدثت في وقت سابق من العام الماضي زادت عدد المرضى الذين يرغبون في متابعة علاجهم بالإمارات، وبالتالي أدت لزيادة غير مباشرة بعدد العينات».
وعن أبرز نتائج الجائحة على صناعة التشخيص في المختبرات السريرية في دولة الإمارات، أفادت بأن المختبرات السريرية هي عادة مختبرات ملحقة بالمستشفيات، إلا أنه بسبب ازدياد عدد الفحوصات وحالات الاشتباه، حدثت زيادة طردية في عدد عينات الدم والأنسجة والفحوصات في المختبر، وبالتالي أصبحت الحاجة لتوفير التشخيص المخبري بسرعة ودقة، هي الهدف الأول في الصناعة المخبرية، وهو ما استطعتنا تحقيقه بكفاءة وحرفية. 
ثم تحدثت الدكتورة قدرية السيد، عن أبرز التحديات التي أفرزتها جائحة كورونا بالنسبة لأعمال المختبرات، مشيرة إلى أن هناك العديد من التحديات، ولكن بعضها كان أكثر وضوحاً وأهمية، ومن هذه النوع، تحدي القدرة على إعطاء نتائج التحاليل بشكل سريع ودقيق، وللتغلب على هذا التحدي، كان علينا أن نزيد عدد التقنيين في المختبر ونقوم بتدريبهم والتأكد من كفاءتهم. 
وقالت: أما التحدي الثاني، فتمثل في القدرة على ضمان الحصول على المواد الأولية والأجهزة الضرورية للعمل المخبري، وخصوصاً في مرحلة الإغلاق التام في العالم أجمع، ولكن من خلال دعم ومساعدة الجهات الصحية الرسمية، تم التغلب على هذا التحدي بكل سهولة ويسر». 
وأضافت: «من أهم التحديات كذلك، ضمان سلامة وصحة العاملين بالمختبر وحمايتهم من التعرض لفيروس كورونا ولقد سطر العاملون بالقطاع الطبي بصفة عامة والعاملون في المختبرات بصفة خاصة قصص تضحية وتفانٍ وحب لهذا الوطن وحماية المجتمع من هذا الوباء، كل في مكانه وحسب اختصاصه».

  • مايور صبهاني
    مايور صبهاني

كفاءة الكوادر 
ولكن ماذا عن دور الكوادر البشرية في توفير الفحوصات المخبرية اللازمة للكشف المبكر عن الإصابة بفيروس كورونا، مايور صبهاني، مدير خدمات المختبرات بمجموعة «في بي اس» للرعاية الصحية بدولة الإمارات، أشار إلى أن الجائحة استلزمت التفكير خارج الصندوق خلال الوباء، خاصة عندما يتعلق الأمر بدعم مبادرة الجهات الصحية بتوفير الفحص الجماعي. 
وقال: «لقد استطعنا العمل في خطين متوازيين، توفير فحوصات كورونا، ورعاية المرضى المصابين، دون فقدان التركيز على مرضانا بالأمراض الأخري وخاصة الأمراض المزمنة». 
وأشار إلى أنه تم القيام بالكثير من الأمور والإجراءات الإدارية والطبية، ومن أبرزها اختبار القدرات والفريق الفني والإمدادات لضمان الاستمرارية في الفحوصات على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. 
وأكد أن من أهم نقاط القوة التي تمتعت وما زالت تتمتع بها المستشفيات والجهات الصحية، الطواقم الطبية في المختبرات، الذين لبوا نداء الواجب الوطني والإنساني، حيث يعملون منذ بداية الجائحة، بشكل متواصل ودون تعب أو تقصير في توفير الخدمات المطلوبة، حيث كانوا يعملون لساعات طويلة كلما لزم الأمر. 

  • محمد النحاس
    محمد النحاس

وتحدث الدكتور محمد النحاس، رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي لمختبرات «مينا لابز- كلينكال باثولوجي سيرفيز»، عن دور المختبرات في مكافحة وباء «كوفيد- 19»، مشيراً إلى أنه مع بداية جائحة «كوفيد- 19»، قامت المختبرات الطبية سواء العاملة في تشخيص المرض أو متابعة المرضى، باستنفار تام لجميع كوادرها وإمكانياتها بزيادة قدرتها الاستيعابية استعداداً لاستقبال أي عدد من الاختبارات يومياً وعلى مدار الساعة، والعمل على سرعة تحليل العينات واستخراج النتائج بأسرع وقت ممكن. 
وأوضح أن هذا الدور تمثل في محورين: الأول، هو تشخيص الإصابة بالمرض عن طريق مسحة الأنف أو الحلق، أو بأي وسيلة أخرى، وعمل تحليل تفاعل البلمرة المتسلسل «بي سي آر». 
وقال الدكتور محمد النحاس: «أما الدور الثاني، فهو المتابعة الدقيقة والمستمرة للمريض، عن طريق اختبارات سريرية متسلسلة لبيان تأثير المرض على أعضاء الجسم المختلفة، لأن حجر الزاوية في مكافحة هذا الوباء، يكمن في سرعة اكتشاف الحالات المصابة ودقة هذا التشخيص». 
وأضاف أن: «التحدي الحقيقي الذي واجهه علم المختبرات وجميع المختبرات التشخيصية، هو استعدادها وجاهزيتها لعمل تحليل (بي سي آر) لعدد كبير من الحالات، وفي نفس الوقت إخراج النتائج بشكل سريع، لكي تتمكن الجهات التنفيذية والصحية من سرعة عزل المرضى واحتواء الانتشار». 
ولفت إلى أن تحليل «بي سي آر» تحليل طويل ومعقد للغاية، ويحتاج إلى مختبرات متخصصة جداً، ولذلك ليس أي مختبر طبي يمتلك الإمكانيات اللازمة لإجراء مثل هذا التحليل، من كوارد طبية مؤهلة والأجهزة اللازمة وهي تختلف عن الأجهزة العادية ويتعين وجود مساحات كافية. 
وأوضح أن هذا التحليل لا يمكن إجراؤه إلا في غرف خاصة وبمساحات معينة وضغط جوي خاص وفلاتر هواء خاصة، وغيرها من الاشتراطات، مشيراً إلى أنه لهذا السبب يجرى هذا الاختبار في أماكن معينة وبعد موافقة الجهات الصحية عليها، وبعد التفتيش الدقيق للتأكد من صلاحية وجاهزية هذه المختبرات لمثل هذا الاختبار المعقد والحساس. 
ولفت الدكتور النحاس، إلى أنه ترافقت مع الجائحة، زيادة الحاجة إلى الأجهزة التشخيصية في المختبرات بشكل كبير نتيجة الاختبارات في نقطة الرعاية والتشخيص الجزيئي بسبب زيادة إجراء اختبارات «كوفيد- 19» على مستوى العالم.

رب ضارة نافعة 
حول الأهداف التي حققتها المعامل الطبية، أجاب مايور صبهاني، مدير خدمات المختبرات بمجموعة «في بي اس» للرعاية الصحية بدولة الإمارات: أعتقد أن الوباء، بطريقة ما، ساعدنا على تطوير طرق مبتكرة لضمان انعكاس جهود فريقنا الفني، على تقديم اختبارات عالية الجودة في الوقت المحدد للمريض، الذي يعد المستخدم النهائي. 
وأشار إلى أنه تم العمل على تحسين وقت إنجاز نتائج الفحوصات من خلال توفير الأتمتة واستخدام التطبيقات الرقمية، لافتاً إلى أن الجائحة فتحت آفاقاً جديدة لتطوير العمل المخبري الطبي، ولذلك قررنا في مجموعة «في بي إس» للرعاية الصحية، توسيع قائمة الاختبار الخاصة بنا لتشمل الاختبار الجيني الجزيئي ومقياس التدفق الخلوي لتشخيص السرطان وتقليل اعتمادنا على المعامل الخارجية. 
وأكد أن الفترة المقبلة، ستشهد المزيد من الاختبارات الطبية التي يتم إجراؤها داخل المجموعات الصحية وخاصة المستشفيات، وذلك بدلاً من الاستعانة بمصادر خارجية.
وتقوم المختبرات الطبية، بدور حيوي ومؤثر جداً في التعامل مع مرض فيروس كورونا المستجد، وهذا الدور متعدد المراحل، ابتداء من سرعة تشخيص واحتواء المرض مروراً بمتابعة تطور الحالة المرضية للمصابين وانتهاء بمتابعة تأثير ونتائج العلاج واستجابة المرضى.

  • يوسف السركال
    يوسف السركال

جاهزية للمواجهة 
في البداية، قال الدكتور يوسف السركال، المدير العام لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية: «أسهمت الشراكة مع القطاع الخاص في تعزيز الفاعلية وتكامل القدرات، بالإضافة لتقديم خدمات مخبرية نوعية، فمن خلال الشراكة الاستراتيجية مع شركات رائدة بإدارة مختبرات المؤسسة، تم تحقيق الكثير من النتائج المتميزة». 
وأضاف: «قدمت مختبرات المؤسسة مثالاً واضحاً من خلال التصدي لوباء (كوفيد- 19) وتوفير جميع الفحوصات المطلوبة للمنشآت التابعة لمؤسسة الإمارات الصحية، حيث تمت تغطية جميع الفحوصات المطلوبة».
وأشار إلى أن من أبرز النتائج التي تم تحقيقها، تعزيز البنية التحتية لمختبرات المؤسسة ولجودة الخدمات المخبرية المقدمة بها، حيث تم تزويدها بأحدث الأجهزة والأنظمة المخبرية التي تعمل بتقنيات مبتكرة، وتواكب المعايير والمتطلبات العالمية ومن ضمنها أنظمة التشغيل الآلي والروبوتي، التي ساهمت في تقليل فترة إنجاز الفحوصات المخبرية.
ولفت إلى ربط جميع المختبرات الخاصة المعتمدة لتحميل جميع النتائج من خلال موقع إلكتروني خاص بمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية ووزارة الصحة ووقاية المجتمع، وكذلك تعزيز نظام «وريد» الإلكتروني في جميع مراكز الصحة العامة وبعض المراكز الخارجية، وذلك لتسهيل عملية التسجيل الإلكتروني للفحوصات ومتابعة الحالات الإيجابية. كما لفت إلى تعزيز الكادر الفني والإداري للمختبرات القائمة والمستحدثة، مشيراً إلى أن فريق العمل بمركز خدمات نقل الدم والأبحاث استطاع توفير وحدات الدم ومكوناته لجميع المرضى في المستشفيات العامة والمخصصة لمرضى «كوفيد- 19». 
وذكر أن ما تم تجميعه من وحدات الدم خلال العام 2020 تجاوز ما تم جمعه خلال العام 2019، وذلك عن طريق زيادة ساعات العمل بالمركز لاستقبال المتبرعين، وتكثيف حملات الدعوة للتبرع بالدم، وتسهيل جميع الإجراءات المطلوبة، مع الالتزام بإجراءات التصدي للجائحة. 
وعن أبرز الابتكارات التي يمكن أن يشهدها قطاع المختبرات الطبية خلال الأعوام القادمة، أفاد السركال، بأن الجهات الصحية بالدولة تتجه لنظام إجراء الفحوصات الذكي المبتكر، حيث لا يوجد أي تدخل بشري منذ بدء مرحلة جمع العينات بمختلف أنواعها إلى مرحلة إصدار نتائج الفحوصات وذلك للوصول إلى نسبة خطأ 0% ونسبة انتقال العدوى 0%، وتقليل المساحات المخصصة للمختبرات، بالإضافة إلى تقليل الوقت المستغرق للفحص. 

  • حمدي عمر
    حمدي عمر

تغيير جذري في شكل المختبرات الطبية 
أشار الدكتور حمدي عمر، استشاري الميكروبيولوجيا والطب المعملي، إلى أن الجائحة أبرزت الحاجة إلى تطوير المختبرات التشخيصية بمعدلات أسرع وتوفير المعدات الحديثة في المختبرات الطبية وتوفير التعليم والتدريب والتأهيل للكوادر الطبية وغير الطبية المشاركة في صناعة المختبرات. 
وقال: «يعتبر علم الجينات والبيولوجيا الجزيئية الذي يشهد تطوراً كبيراً وسريعاً من أكثر العوامل التي تساعد على اكتشاف الأمراض مبكراً، بل وعلاجها أيضاً بالتدخل في الجينات وما يسمى personalised treatment أي وضع علاج خاص لكل مريض حسب الجينات الخاصة به». 
وتوقع عمر، أن تشهد السنوات القادمة تغييراً جذرياً في شكل المختبرات الطبية من حيث استخدام التقنيات الحديثة، وهي في طريقها للتطبيق الذي يستهدف استخدام تقنيات لا تعتمد علي البشر بنسبة كبيرة وأيضاً تكنولوجيا الأجهزة المستخدمة والدقة المتناهية أيضاً. 

الفحص من المركبة ماركة مسجلة 
تعد الإمارات الدولة الأولى في منطقة الشرق الأوسط والخامسة عالمياً التي طبقت اختبار فيروس كورونا من داخل المركبة الذي يتم إجراؤه عبر مراكز موزعة في جميع إمارات الدولة وبزمن قياسي لا يتجاوز 5 دقائق.
وجاء افتتاح مراكز فحص كورونا من المركبة، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث افتتحت شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» مراكز للكشف عن فيروس كورونا المستجد، في مختلف إمارات الدولة. 
وذلك في إطار الحرص على سلامة أفراد المجتمع، والاطمئنان على صحتهم، وضمن التدابير والإجراءات التي تتخذها دولة الإمارات العربية المتحدة للحد من انتشار الفيروس.
وجهزت «صحة» مراكز الفحص وفقاً لأعلى المعايير، وزودتها بالكوادر الطبية والفنية المؤهلة والمدربة ووفرت لها كافة الإمكانات.

 

الحلول التكنولوجية 
يعتبر استخدام الجهات الصحية في دولة الإمارات للتكنولوجيا المتقدمة، أحد الحلول المهمة التي ساعدت في مواجهة تحديات الجائحة، حسب ما أكدته الدكتورة قدرية السيد، رئيسة المختبر في المستشفى الأميركي بدبي. 
وقالت: «من بداية الجائحة، كانت دولة الإمارات سباقة في تنظيم وضبط التحاليل والنتائج بطريقة منظمة باستعمال بوابات إلكترونية محددة لتسجيل جميع العينات المحللة بكل أنحاء الدولة، وكان لاستعمال التكنولوجيا المتطورة تأثير مباشر على الحد من تزايد الإصابات».
 وعن تزايد أهمية دور المختبرات التشخيصية بعدما أثبتت جائحة «كوفيد- 19»، الأهمية القصوى للكشف المبكر عن الأمراض والأوبئة، لفتت إلى أن المختبرات لعبت دوراً مهماً جداً خلال الجائحة مما سلط الضوء على العمل المخبري وأهميته، مشددة على أن إعطاء نتائج دقيقة وبصورة سريعة يبقى دائماً  الهدف الأول للعاملين بالمختبرات، ويجب أن تكون الأفضلية للمحافظة على جودة النتائج.
ولفتت إلى أن الجائحة أجبرت جميع المختبرات على تطوير أجهزة التحليل الجزئي «PCR»، ولكن يبقى تحور وطفرات الفيروس تحدياً يجب على المختبرات أن تشارك في مواجهته والتعامل معه بكفاءة. 

منظومة أداء متكاملة 
فرضت جائحة «كوفيد- 19» تغيرات كبيرة في قطاع المختبرات والتشخيص المعملي، بحسب ما أكده الدكتور حمدي عمر، استشاري الميكروبيولوجيا والطب المعملي بالمستشفى الدولي الحديث في دبي، الذي أشار إلى أن الظهور المفاجئ للجائحة، أفرز العديد من الأمور غير المتوقعة، منها حدوث زيادة كبيرة في مجموعة التحاليل الخاصة المعاونة لتشخيص «كوفيد- 19» وتراوحت هذه الزيادة بين 30-50%.
وذكر أن هذا الارتفاع رافقته زيادة في نشاط وأعمال المختبرات التشخيصية التي سارعت بإدخال التكنولوجيا الخاصة بالبيولوجيا الجزيئية وتحديثها. 
ولفت إلى حدوث طفرة كبيرة وسريعة في دولة الإمارات، حيث كانت الدولة سباقة في توفير أحدث الأجهزة التشخيصية بأعلى تكنولوجيا في العالم، وكذلك المحاليل اللازمة لتشغيلها وبالأخص تحليل الـ «PCR». 
واعتبر أن التحدي الأكبر الذي واجه قطاع المختبرات هو الاحتياج السريع لعمل كم كبير جداً من التحاليل الذي لم يكن في الحسبان ما يستلزم توافر عدد كبير جداً من الأجهزة وأعداد كبيرة من المحاليل اللازمة للتشغيل وكل هذا في وقت قياسي. وقال عمر: «لقد استطاعت الأجهزة التنفيذية الصحية لدولة الإمارات، وكذلك الهيئة الوطنية للطوارئ والأزمات، توفير كل المتطلبات اللازمة لهذا الأمر، وهو ما يحسب لهم ويعد نجاحاً كبيراً ومستحقاً لهم». وأشار إلى توفير أماكن أخذ المسحات وتوفير العمالة اللازمة للتشغيل وبعد كل هذه السرعة في إجراء التحاليل وإصدار النتائج، وكل هذا في ظل كل الإجراءات الوقائية اللازمة للمرضى والعاملين، بالإضافة إلى الإجراءات الخاصة باتباع المعايير الدولية الصحيحة. وبين أنه خلال الجائحة حدث كثير من التطوير التكنولوجي الذي لم يكن متاحاً من قبل مثل ما يسمى full automation للأجهزة التي تقلص التدخل اليدوي إلى أقصى درجة وفي نفس الوقت تقليل الوقت اللازم لعمل التحليل وأيضاً توفير قدر أكبر من الدقة في النتائج.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©