الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«بيت الهامور».. هدية «إكسبو» لزواره

نهيان بن مبارك يستمع إلى شرح حول محتويات بيت الهامور(تصوير أفضل شام)
23 سبتمبر 2021 01:08

نوف الموسى (دبي)

كشف القائمون على الثقافة والفن في «إكسبو 2020»، التفاصيل الجمالية لكواليس الفضاءات الإبداعية التي تشاركت في صنع معرض «بيت الهامور»، الذي سيشكل مجتمعاً فنياً محلياً، يتخذ من الأثر الاجتماعي والإنساني لموروث الحرف اليدوية في الإمارات، بالتوازي مع المخرجات الفنية العالمية، عبر الأعمال التركيبية، مساحات استثنائية لبناء مخيلة واسعة، شارك فيها الطلبة والعلماء والصيادون المحليون والفنانون برسوماتهم وموسيقاهم وخبرتهم الميدانية، وجميعها مرويات سُردت صباح أمس.
 وبحضور الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، والمفوض العام لإكسبو 2020 دبي، وعبر معرض «إحياء مُتوازٍ»، في استوديو «جامجار» بمنطقة السركال آفنيو، عُرض النسيج الفني الاستثنائي لـ 3 قصص رئيسية تحتفي بالطبيعة، كمصدر أساسي لإلهامنا نحو قيم الاستدامة والتطوير، أولها: «جدارية الشُعب المرجانية»، التي تشكل 608 أعمال فنية مستقلة، وثانيها: «سمك الهامور» الذي يكشف للجمهور أبعاد خطورة «الشباك المهجورة»، وثالثها: «منحوتات الشعب المرجانية»، بمثابة عمل فني حيّ، سينحته زوار إكسبو 2020 بأنفسهم، باستخدام صناعة الورق المستدامة، أُعيد تدويره من قصاصات النسيج لبقايا لوحة جدارية الشعاب المرجانية، ممثلةً الالتزام الثقافي والفني لعوالم «إكسبو 2020»، في تجسيد بيئات فنية تفاعلية تساهم في بناء نماذج أولية لمشاريع ثقافية مستقبلية، تدعم البيئات الطبيعية في الإمارات والعالم. 
«لا نستطيع تخيل العالم بدون الفنون»، هنا انطلقت الدكتورة حياة شمس الدين، نائب رئيس أول، الثقافة والفن، في إكسبو 2020، حول الأهمية الأساسية لروح شعار «إكسبو 2020»: «تواصل العقول وصنع المستقبل»، من خلال تكوين مجتمعات فنية، قادرة عل توسيع رؤيتنا لموضوعات وتحديات أساسية تواجها البشرية في الوقت الراهن، وإمكانية الاستفادة القصوى من قوة الفن، في إثراء تجاربنا الإنسانية، والمساهمة في خلق حلول استثنائية، تعمق علاقتنا بالطبيعة عبر مفهوم «الاستدامة» إحدى الموضوعات الثلاث الأبرز لإكسبو 2020، ولعل أهم ما تفرد به معرض «إحياء مُتوازٍ»، بإشراف الفنانة إشراق بوزيدي هو تعرف الجمهور على العمل الفني التركيبي لجدارية الشعاب المرجانية، التي تم إنشاءها من قبل 2835 طالب، من 118 مدرسة، وذلك عبر سلسلة ورش عمل نظمها استوديو «جامجار» بتكليف من إكسبو 2020. 
اللافت كيف جسد الطلاب الحياة البحرية باستخدام تقنية طباعة «الباتيك الإندونيسية القديمة»، تم تجميعها هذه الأعمال وحياكتها بمشاركة رسام الجداريات المقيم في مدينة دبي ستيف تشامبرز، تحدثت عن مرحلة الإلهام بين الأطفال والرسامين والمصممين شيخة بن ظاهر، شريك مؤسس ومدير إبداعي، في أبجد للتصميم، مبينة أنها بمثابة دائرة لا نهائية، قدم وقتها المصممون تصوراتهم بشكل واقعي، لاستشفاف الحياة البحرية، بينما انتزع الأطفال واقعية تلك التصاميم من خلال مستوى أعمق من التخيل والتصور، واصفةً تمازج خيال الطلبة بأعمال الفنانين بالمدهش والمفاجئ في الكثير من الأحيان، والذي سيعلن عن حضور مذهل بين المساحات الخاصة لمعرض «بيت الهامور» في إكسبو 2020. 

«المحور العلمي» و«المحور الفني» في معرض «بيت الهامور»، عوالم متداخلة، نسجت الركائز الأساسية التي قام عليها المشروع، بحسب تأكيد أحمد العنزي، مدير أول، الثقافة والفن، في إكسبو 2020، وهي استجابة خلاقة لمفهوم «الاستدامة»، لإيصال صوت الطبيعة عبر الوسائل الفنية الحديثة، قائلاً: «لنا أن نتخيل زيارة الفنانة الأسترالية سو ريان إلى دولة الإمارات، واطلاعها على المحميات البحرية، ولقائها بمجتمع الصيادين المحليين، من سردوا حكايات عديدة من الموروث البحري المحلي، إلى جانب عملها مع منظمات الحفاظ على البيئة من الخطوط الساحلية حول مجتمعات السكان الأصليين النائية التي تمتد على خليج كاربنتاريا في شبه جزيرة كيب يورك، كوينزلاند».
وتابع العنزي: ما جعلها تبدع في دمج الشباك الشبحية، حول إطار من الخيزران وأسلاك الشباك ونسج الحبال معاً، لتشكل سمكة هامور ضخمة. أما الشباك الشبحية، فهي الشباك المهجورة أو المفقودة في البحر، والتي تستمر في الإيقاع بالأسماك والسلاحف، والتسبب بمخاطر ملاحية، وتغطية للشعاب المرجانية. 
توقف كثيراً أحمد العنزي عند «الحرفيات» وهن سيدات من مجتمع دبي، يشاركن في سلسلة ورش، متخصصة في برنامج الحياكة في موقع الحدث بـ «منطقة الفُرص»، مبيناً كيف أن «إكسبو 2020» فرصة لإظهار الصلات بين الفنانين والحرفين في المجتمع المحلي، وأنها منصة استثنائية لبناء التواصل عبر المواد والتقنيات المستخدمة بالأيدي، أمام الحراك التقني المذهل، وبيان أهمية حضور الهوية الإبداعية للأشخاص في بناء المجتمعات الفنية المستقبلية، موضحاً العنزي أنه من المهم ذكر مشاركة الأطفال، من كان لهم التأثير الأكبر في توجيه طاقة المشروع إلى سياقة المتفرد، فالأخير أشارت حوله هيتال باواني، مدير عام استوديو «جامجار»، حيث إن عملهم يقوم أساساً على إقامة ورش مجتمعية عديدة أبرزها لطلبة المدارس، ما شكل أساس عملهم مع فريق الثقافة والفن في إكسبو 2020، مبينة باواني بأن الزائر سيلاحظ بالتأكيد تلك الشباك المعلقة وقطع «الباتيك» التي عمل عليها الطلبة، وربطها بقطع من الحبال، كجزء من قصة الأعمال الجوهرية الثلاثة لـبيت الهامور.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©