الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الفن السعودي.. مستقبل مشرق

الفن السعودي.. مستقبل مشرق
23 سبتمبر 2021 01:10

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

اهتمت المملكة العربية السعودية بتطوير القطاع الثقافي والفني، وأسست مراكز حاضنة للإبداع ومنصات للمبدعين تعنى بالدراما والسينما، واستطاعت أن تؤكد حضورها الفني، من خلال أعمال تلفزيونية وسينمائية، تحقق رواجاً خليجياً وعربياً، فضلاً عن المنافسات العالمية والتوجه نحو المنصات الرقمية.. وبفضل الدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة والجهات المعنية بتطور مجالي الثقافة والفنون في المملكة، انتقلت الحركة الفنية إلى مسيرة جديدة، تسلط الضوء على المبدعين، من المواهب الجديدة وأصحاب الخبرات، لكي يكون للفن السعودي مستقبل مشرق، تماشياً مع رؤية 2030. 

بصمة مميزة
حققت الدراما التلفزيونية في السعودية انتشاراً كبيراً، واستعرضت أصالة التراث والعادات والتقاليد، وكذلك روح الحاضر، وخرج صناع الدراما من الإطار الدرامي التقليدي إلى إنتاج مسلسلات لعرضها عبر المنصات الرقمية، ومن أبرزها «رشاش» و«الميراث» و«وساوس» التي شارك في بطولتها النجوم المخضرمون والشباب.
وشهدت في المواسم الرمضانية الأخيرة تنفيذ أعمال نالت صدى كبيراً، لتجدد الموضوعات وجرأة الطرح، ومنها أبرز مسلسل «دون» الذي اعتمد على الحركة والألغاز البوليسية، و«عندما يكتمل القمر» الذي مزج بين الواقع والخيال والرعب، و«بدون فلتر» الذي مثل عودة الفنان عبدالله السدحان، عبر حلقاته المنفصلة التي تناولت العديد من القضايا الاجتماعية.
ومنذ بداية التسعينيات وحتى الآن، تم إنتاج أعمال درامية اجتماعية وتاريخية، عرضت على شاشات التلفزيون، مثلت بصمة مميزة، أبرزها «أسوار» و«أبو الملايين» و«حصاد الزمن» و«حارة الشيخ» و«المجهولة» و«السلطانة» و«لعبة الشيطان» و«لعبة المرأة رجل» و«هوامير الصحراء»، بالإضافة إلى المسلسل الكوميدي «سيلفي» الذي لعب بطولته ناصر القصبي وقدّم منه 3 أجزاء ناجحة.
وكانت النقلة النوعية للدراما السعودية عبر المسلسل الكوميدي «طاش ما طاش» الذي بدأ عرضه عام 1993، ويعتبر من أنجح الأعمال في العالم العربي، بعدد حلقات 540 على مدار 18 موسماً.

تطور وازدهار
المشهد السينمائي في المملكة بدأ في تطور وازدهار ملحوظ بعد إطلاق عدد من المهرجانات والمسابقات الخاصة بعالم الفن السابع أبرزها مهرجان أفلام السعودية، ومهرجان أفلام الأطفال، وملتقى ليالي الأفلام السعودية في الرياض، وتدشين «بيت السينما»، وكانت البداية الحقيقة للسينما السعودية، وخصوصاً الشبابية في عام 2006 عندما انتج فيلم «كيف الحال»، بعدما تحمس المنتجون السعوديون لإنتاج أفلام أخرى أبرزها فيلم «مناحي» بطولة فايز المالكي عام 2009، وفيلم «وجدة» للمخرجة السعودية هيفاء المنصور عام 2012، كما تم إنتاج أول فيلم رسوم متحركة سعودي بتقنية 3D بعنوان «بلال» عام 2015.
 وتوالت الأعمال السينمائية، وتم إنتاج أفلام بجودة عالية حصد أصحابها جوائز عربية ودولية وعالمية، مثل المخرجة السعودية هيفاء المنصور التي حصدت الجوائز عن فيلمي «وجدة» و«ماري شيلي»، ونافست بفيلمها الجديد «المرشحة المثالية» عالمياً على جائزة الأسد الذهبي في دورة عام 2019 من مهرجان البندقية السينمائي الدولي، وتمّ اختياره كمرشح المملكة العربية السعودية لأفضل فيلم بلغة أجنبية في حفل توزيع جوائز الأوسكار عام 2020، والمخرجة السعودية شهد أمين التي فازت عن فيلمها «سيدة البحر» بجائزة «الفيلم الأكثر إبداعاً»، في مهرجان البندقية  عام 2019، بالإضافة إلى فيلم «نجد» الذي يعتبر أول فيلم سعودي يعرض في صالات السينما السعودية، وصورت مشاهده بين الإمارات والرياض، وحصد جائزة «الصقر الخليجي الطويل» في مهرجان العين السينمائي.
إنجازات
وهنأ فنانون السعودية في يومها الوطني الـ91، متمنين لها دوام الرخاء والأمن والاستقرار والسلام، مؤكدين أنها شهدت إنجازات في عالم الفن، بفضل دعم الحركة الفنية والثقافية، إلى جانب الاهتمام الكبير الذي أولته بهذا الجانب، حيث أشار الممثل عبد المحسن النمر إلى أن الدراما السعودية خرجت من نطاق المحلية إلى العربية، من خلال تنفيذها بأعلى المستويات من ناحية الإخراج والتصوير بأحدث التقنيات، والإنتاج الضخم، والمضمون الثري الذي يسلط الضوء على العديد من القضايا الآنية، لتدخل وبقوة في عالم التطبيقات الرقمية، وبذلك نجحت في تحقيق المعادلة بالوصول إلى النجاح ومواكبة تطورات العصر.

حراك فني
وقالت الممثلة ليلى السلمان إن السعودية شهدت نقطة تحول في عالم الفنون، من خلال الاهتمام الكبير بالإنتاجات الدرامية والتوجه للمحتوى الرقمي، وافتتاح صالات العرض الذي دفع صناع السينما، إلى تنفيذ أعمال مميزة لعرضها عبر الشاشات والمهرجانات، تماشياً مع مرحلة التغيير في ظل برامج «رؤية 2030».
وأشادت الممثلة مروة محمد بالقرارات التي أدت إلى حراك فني، ثقافي، اقتصادي، اجتماعي، وجعلت المملكة قبلة فن عالمية، فخلال فترة زمنية وجيزة، نتج عنها إقامة مشروعات تؤسس للنهضة الفنية الجديدة بخطى ثابتة، وفق العادات والتقاليد الراسخة في المجتمع السعودي، وترتقي بالذائقة، وتلبي الطموحات.
وعبرت الممثلة ريما عبد الله عن سعادتها بالنقلة الكبيرة التي حققتها المملكة السعودية في مجال الثقافة والفنون، معتبرة أن هذه التحولات قفزة نوعية وعلامة فارقة تؤرخ لمرحلة جديدة، ويرجع ذلك الفضل إلى الهيئة العامة للترفيه، التي أولت اهتماماً كبيراً بجميع أنواع الفنون، وفتحت أبواب السينما والمسرح، ودعمت المبدعين.

تعاون إماراتي سعـودي فـي السينما والدراما
قطعت الإمارات والسعودية شوطاً كبيراً في إرساء دعائم التعاون الاستراتيجي في مختلف المجالات والميادين، وتجسد قوة ترابط العلاقات الإماراتية السعودية التطابق في الرؤى والأهداف والتناغم الواضح بين البلدين والشعبين، وهو ما تجلى واضحاً في إطار التعاون الفني بين البلدين، والمضي قدماً في تبادل الخبرات والثقافات وتنفيذ شراكة فريدة بين جهات فنية في مجالات مختلفة، لتصوير أعمال سينمائية ودرامية.  وفي إطار التعاون المثمر المستمر، تم إنتاج وتصوير 4 أعمال ناجحة في أبوظبي خلال السنوات الماضية، حققت نجاحات كبيرة منها «بنات الملاكمة» و«حارة الشيخ» و«العاصوف» ، وآخرها مسلسل «الميراث» الذي يصور حالياً موسمه الثاني في العاصمة الإماراتية، وهو إنتاج مشترك بين «Twofour 54، وImage Nation Abu Dhabi، MBC STUDIOS»، وبدورها قدمت  twofour54 أبوظبي  التسهيلات اللازمة لإنجاز الأعمال على أفضل صورة.
ولم ينحصر التعاون المشترك في مجالي السينما والدراما فقط، بل امتد إلى الألعاب الإلكترونية من خلال اتفاقية شركة Boss Bunny Games السعودية التي تتخذ من الإمارات مقراً لها مع استديو الإنتاج الإماراتي «لمترى» لتطوير ونشر مجموعة من الألعاب الإلكترونية المستوحاة من أعمال «لمترى» بداية من مسلسل «فريج» الكرتوني ذي الشعبية الواسعة، وذلك لتعزيز التعاون الاقتصادي السعودي الإماراتي في المجال الرقمي، وتحويل منطقة الشرق الأوسط من مجرد مستهلك إلى منتج إبداعي قادرة على رفد العالم بألعاب جديدة. وأكد المخرج محمد سعيد حارب مؤسس «لمتري» ورئيسها التنفيذي وصاحب فكرة «فريج»، أن التعاون الإماراتي السعودي شهد قفزات نوعية انعكست إيجاباً على الاقتصاد، وعزز جاذبية المنطقة كوجهة استثمارية في مختلف المجالات، خاصة الرقمي. وترى المخرجة السعودية شهد أمين أن التعاون المثمر بين الإمارات والسعودية في عمليات الإنتاج السينمائي والدرامي من خلال شركات داعمة مثل «إيمج نيشن أبوظبي» و«twofour54»، يعزز من قوة مشاريع الإنتاج المشترك، ودعم الأفكار الجديدة وطرح سينما مختلفة ومتطورة، في ظل التطوّر المستمر التي تشهده المملكة.
وأوضح المخرج الإماراتي عبد الله الجنيبي الذي يتولى إخراج مسلسل «الميراث»، أول «سوب أوبرا» عربي، أن الإمارات والسعودية تربطهما علاقة وطيدة في شتى المجالات، ويعد الفن من أبرز هذه التعاونات المشتركة التي أسهمت في إظهار أعمال ترقى بمستوى المشاهد الخليجي والعربي.

أول فيلم ومسلسل
أول فيلم سعودي أُنتج عام 1950 وحمل عنوان «الذباب» وكان بطولة حسن الغانم، وفي عام 1966 أُنتج فيلم «تأنيب الضمير» إخراج السعودي سعد الفريح، وفي عام 1975 أخرج السعودي عبدالله المحيسن فيلم «تطوير مدينة الرياض»، وتلاه عدة أفلام أخرى شكلت بداية مهمة للحياة السينمائية في المملكة، من بينها: «موعد مع المجهول» 1980.
ويأتي «الفارس الحمداني» أول مسلسل سعودي تم إنتاجه من خلال تلفزيون الرياض عام 1969، وشارك فيه خالد بوتاري وعبد الهادي أحمد وحمد الهذيل وعبد الرحمن الخريجي.

أغانٍ وأوبريتات
عدد من الأغاني والأوبريتات التي شارك فيها نخبة من نجوم الغناء من الإمارات والسعودية، عبرت عن مدى التلاحم والترابط الذي يجمع بين البلدين، ومن أبرزها: «تشبه الأوطان دوماً أهلها» التي أداها حسين الجسمي وعبادي الجوهر، و«عهد بيننا» التي أداها محمد عبده وعيضة المنهالي، و«طموحاتي سعودية» لفايز السعيد والجوهرة، بالإضافة إلى مشاركة نجوم الغناء الإماراتيين بالحفلات الجماهيرية الناجحة في مهرجاني جدة والرياض.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©