عدد اليوم
سعد عبد الراضي (أبوظبي)
تحت رعاية سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، ممثّل الحاكم في منطقة العين، ينظم مركز أبوظبي للغة العربية بدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي النسخة الثانية عشرة من معرض العين للكتاب، في مكتبة زايد المركزية على مدار 10 أيام متواصلة، خلال الفترة الممتدة من 21 ولغاية 30 سبتمبر الجاري، وذلك بشكل هجين لتجمع بين البرامج الواقعية والبث الافتراضي على منصات المعرض الرقمية، بما يُسهم في استقطاب عددٍ أكبر من الجمهور لحضور فعاليات المعرض والمشاركة في أنشطته.
يشارك في دورة هذا العام أكثر من (100) عارض ودار نشر، لتعريف الجمهور بأحدث الإصدارات الأدبية المتنوعة بما يُلبي تطلعات وذائقة القرّاء من مختلف الاهتمامات والفئات العمرية، كما يستضيف المعرض (50) متحدثاً من نخبة الشخصيات الثقافية البارزة، والكتّاب والمبدعين والفنانين الإماراتيين لتسليط الضوء على الإرث الثقافي الغني للدولة خلال الخمسين عاماً الماضية.
تستضيف العين هذا المعرض سنوياً، وهي تُعد من أفضل المدن المتكاملة على مستوى العالم لاحتوائها على المناظر الطبيعية والمشيدة، والفنون والثقافة والتراث، وبها أفضل الممارسات البيئية، وطراز الحياة فيها صحي وتخطيطها استراتيجي وسكانها يمدونها بصلاحية الحياة، فهي مدينة الحدائق والواحات وقلب الإمارة النابض بالتراث، وإحدى أقدم التجمعات البشرية الدائمة في العالم، حيث تضم مواقع مدرجة على قائمة «اليونسكو» للتراث العالمي، بالإضافة إلى الحصون والواحات والمباني التاريخية والأثرية التي تسلط الضوء على تراث وماضي الإمارة العريق، وتقع مدينة العين وسط الجبال والواحات الخضراء ومزارع النخيل، وتوفر العديد من الفنادق والمنتجعات ومرافق المؤتمرات والفعاليات ومنتزه الألعاب المائية.
وفي هذه البانوراما التي تشبه الشعر بكل ما يحتويه من جمال، نستعرض أهم المعالم السياحية في مدينة الخضرة والماء والوجه الحسن.
متحف قصر العين
كان قصر العين أحد أماكن إقامة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الوالد المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة وأول رئيس لها، حيث عاش مع عائلته الكريمة في هذا القصر إلى فترة الستينيات حتى انتقل إلى أبوظبي بمثابة حاكم الإمارة الجديد، يعرض القصر لمحة عامة عن حياة الأسرة الحاكمة وثقافة المجتمع المحلي قبل التحول الذي شهدته البلاد في مرحلة ما بعد الاتحاد.
يكتسب قصر العين أهميته التاريخية من الدور الرئيسي الذي لعبه في حياة وقصة الشيخ زايد خلال العشرين عاماً من عمره كممثل للحاكم في المنطقة الشرقية (منطقة العين حالياً) لإمارة أبوظبي، وهو يقف أيضاً كشاهد على التحولات الكبيرة التي مرت بها العين منذ منتصف القرن الماضي لما يحتويه من عناصر فريدة من العمارة التقليدية للمدينة. «وادي المغامرة» و«حديقة الحيوانات بالعين»، الحائزة جوائز عالمية.
قصر المويجعي
بُني قصر المويجعي في عهد الشيخ زايد بن خليفة الأول (1855 - 1909) على يد ابنه الشيخ خليفة بن زايد بن خليفة، ليصبح فيما بعد المنزل والمقر الإداري للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، عندما أصبح ممثل الحاكم في منطقة العين عام 1946، كما شهد القصر ولادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في عام 1948، ويضم الموقع في الوقت الحاضر معرضاً مخصصاً لسموه، يروي سيرة حياته منذ سنواته الأولى في العين، إلى دوره في بناء الوطن وتأسيس دولة الإمارات.
قلعة الجاهلي
تُعد قلعة الجاهلي إحدى أكبر القلاع التاريخية في دولة الإمارات، والتي بُنيت في نهاية القرن التاسع عشر في مدينة العين في عهد المغفور له الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان (1855 - 1909) طيب الله ثراه، كرمز للقوة ومقر الإقامة الصيفي للأسرة الحاكمة، وتتكون القلعة الرئيسة من ساحة مربعة الشكل وبرج دائري من أربعة طوابق، وبدأت أعمال الترميم الأولية للقلعة في عام 1985، ثم تبعها بعد ذلك في عامي 2007 و2008 مشروعاً ضخماً لإعادة تأهيلها، كما تم بناء مركز معلومات للزوار، ومعرض دائم للمستكشف البريطاني ويلفرد ثيسيجر (مبارك بن لندن)، بالإضافة إلى مساحة لمعرض مؤقت.
بيت محمد بن خليفة
شُيد بيت محمد بن خليفة في عام 1958 ليكون داراً للشيخ محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان (1909 - 1979)، ويقع ضمن مواقع العين الثقافية المدرجة في قائمة «اليونيسكو» للتراث العالمي، يُعد البيت مركزاً مجتمعياً للمقيمين والزوار ويضم معرضاً دائماً يحتفي بالماضي الاجتماعي والمعماري في العين في فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، ويضم مركزاً لتعليم الفنون ومقهى، إلى جانب برامج وفعاليات متنوعة طوال السنة.
واحة العين
نظراً لوجود نظام الأفلاج التقليدي في الري والممرات المتعرجة تحت مظلة أشجار النخيل وأشجار الفاكهة الأخرى، تعكس واحة العين ما كانت عليه الزراعة في هذه المنطقة منذ آلاف السنين، وتقع هذه الواحة الممتدة على مساحة 1200 هكتار وسط مدينة العين، مما يجعلها أكبر واحات العين من حيث المساحة، ويقتني المزارعون هناك بأكثر من 147.000 نخلة من أنواع مختلفة تُقارب المائة، بالإضافة إلى محاصيل العلف وأشجار الفاكهة، مثل المانجو والبرتقال والموز والتين والسدر، ويتم فصل قطع الأراضي المنفردة عن بعضها بأسوار تاريخية، كما تضم واحة العين مرافق تثقيفية حديثة مصممة للزوار، مثل المركز البيئي، وحديقة الواحة، والواحة المصغرة، ومعرض الفلج.
مركز القطارة للفنون
تأسس مركز القطارة للفنون عام 2011 كمساحة لدراسة الفنون والثقافة وممارستها، وقد تم تطوير المركز بجانب بيت بن عاتي الذي تم ترميمه، وهو برج وبيت سكني مشيد بالطوب اللبن، ويحوي المركز استوديوهات متعددة، وقاعة للمحاضرات والندوات والمعارض الفنية، إلى جانب معرض دائم للمكتشفات الأثرية من المنطقة المحيطة، ويقدم المركز أنشطة وعروضاً تفاعلية تبرز روح هذا الموقع الثقافي المهم، من خلال برامجه المستمرة وورش العمل الثقافية والتعليمية والفعاليات التي تستهدف جميع شرائح المجتمع.
مكتبة زايد المركزية
تضم مكتبة زايد المركزية الواقعة في مدينة العين أكبر مجموعة من الكتب التي تتنوع بين روايات الأطفال والمنشورات العلمية في مختلف المجالات، وتعتبر المكتبة، التي تم افتتاحها عام 2016، أكبر مكتبة عامة في مدينة العين، وتشمل مجموعتها أكثر من 100.000 عنوان للأطفال والكبار، تتنوع بين الدوريات العلمية والمجلات الدورية والأعمال البحثية والمنشورات الأكاديمية، وتوفر المكتبة لروادها مجموعة من المرافق، مثل أجهزة الحاسوب المتصلة بالإنترنت وخدمة «الواي فاي» المجانية وقاعات للقراءة ومسرح ومكاتب لبيع إصدارات دار الكتب الوطنية، كما تستضيف المكتبة أيضاً الزيارات المدرسية والبرامج المجتمعية الأخرى، بما في ذلك احتفالات توقيع الكتب والمعارض الفنية.
منتجع جبل حفيت
يقع المنتزه على امتداد تسعة كيلومترات في سفح جبل حفيت في مدينة العين، ويشتمل على مدافن حفيت التي يبلغ عمرها 5000 عام، كما يقدم المنتزه تجارب تخييم متنوعة ومجموعة واسعة من الأنشطة بدءاً من السير بصحبة مرشدين حول البقايا الأثرية، مروراً بركوب الدراجات في مسارات جبلية، أو ركوب الخيول والجمال، أو التجول في المنطقة في عربات متعددة الأغراض، ويندرج جبل حفيت ضمن مواقع العين الثقافية التي أدرجت على لائحة التراث العالمي في منظمة «اليونيسكو».
«أكاديمية الشعر» تشارك بـ 240 إصداراً
تشارك أكاديمية الشعر في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، بمعرض العين للكتاب 2021. وقد كشفت أكاديمية الشعر عن مشاركتها بجناح خاص في المعرض، تقدم من خلاله أكثر من 240 إصداراً متنوعاً، من بينها إصدارات حديثة تم طرحها العام الجاري. للكاتب سلطان العميمي، والدكتور غسان الحسن، ومحمد العمادي، وهبة الفقي، وغيرهم، بالإضافة إلى العشرات من العناوين والإصدارات الأدبية والتراثية التي أصدرتها الأكاديمية في السنوات الماضية.
العين.. تاريخ ثقافي عريق
في تصريح خاص لـ«الاتحاد»، قال سعود الحوسني وكيل دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: نتطلع للترحيب بجمهور معرض العين للكتاب، للقاء الكتاب والأدباء والتعرف إليهم من خلال محاضرات متخصصة حول تاريخ إمارتنا ودولتنا، وعاماً بعد عام، نؤكد حرصنا في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي على صون التراث والموروث الثقافي والتاريخي، والتمسك به كأداة لاستشراف مستقبل النهضة للوطن واستدامته عبر استلهامه من تاريخ المنجزات والإنجازات التي حققها الأجداد، لتتمكن الأجيال الحالية والقادمة من الاطلاع عليها والاستفادة منها في بناء مستقبلنا بسواعدهم الواعية بهذا الماضي المشرق، الذي حافظ على ريادته ووجوده.
وأضاف الحوسني: تُعد منطقة العين الوجهة الأمثل للراغبين بالتعرف على تراث وتاريخ وثقافة إمارة أبوظبي ودولة الإمارات، فهي قلب الإمارة النابض بالتراث مع ما تمتلكه من معالم تراثية تاريخية تسرد تاريخنا وسيرة حياة الآباء والأجداد ولاسيما القيم الأصيلة التي أرساها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه».
وأشار وكيل دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: «يُستكمل هذا المشهد التاريخي والثقافي العريق لمنطقة العين باحتضانها عدداً من المؤسسات الثقافية والمتاحف، أبرزها متحف العين الوطني، ومتحف قصر العين، وبيت محمد بن خليفة الذي تم افتتاحه مؤخراً، ونحرص على مواصلة هذه الجهود واستضافة أكبر الفعاليات والأنشطة الثقافية لترفد المشهد الثقافي في العين وتسلّط الضوء في آنٍ معاً على أبرز معالمها ومواقعها وجعلها مقصداً للمجتمع المحلي والزوار على حد سواء من خلال تنظيم مجموعة من الفعاليات التي ترضي ذائقة جميع الفئات العمرية والمجتمعية، وتعرفهم على عناصر التراث الثقافي الإماراتي.
مشاركة مميزة لـ«أجيال المستقبل» بالمعرض
بتوجيهات من الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية التعليمية، تشارك جمعية الشيخ محمد بن خالد آل نهيان لأجيال المستقبل ممثلة بمكتبة «أجيال المستقبل» في معرض العين للكتاب في دورته الثانية عشرة.
تأتي مشاركة المكتبة هذا العام في الركن المخصص للأنشطة والفعاليات بالمعرض بتقديم فعاليتين من أبرز برامجها، وهما برنامج شخصيات من ذاك الزمان وبرنامج حلقة الراوي، وتقدم المكتبة برامجها تزامناً مع احتفالات الدولة بالخمسين، حيث يتناول برنامج شخصيات من ذاك الزمان التأصيل لمجموعة من الشخصيات التي كان لها دور كبير في تاريخ الإمارات، وساهمت في رسم ملامح الاتحاد ووضع أسس الدولة الحديثة عبر عرض لقصص سيرهم الذاتية المميزة المضيئة بالإنجازات العظيمة لتنير الطريق للأجيال القادمة كقدوات مؤثرة وجليلة. فيما يجذب البرنامج الثاني حلقة الراوي، الأطفال حول شخصية الراوي التي تأخذهم إلى عالم من الخيال والجمال، بهدف تنمية مهارة الاستماع وتطوير ملكة التخيل لدى الصغار، وقد يتقمص الطفل دور إحدى الشخصيات في القصة أو دور الكاتب أحياناً ليخلق أحداثاً مغايرة، أو يضيف ما يدور بذهنه، أو يحذف بعضاً من أحداث القصة ويغير مسارها برؤية مختلفة.
يذكر أن مكتبة «أجيال المستقبل» تشارك سنوياً في معرض العين للكتاب، منذ انطلاق دورته الأولى عام 2009 وحتى اليوم، إيماناً بجعل القراءة عادة يومية لدى الطفل.
