السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات وفرنسا.. علاقات نموذجية لمصالح الشعبين

الإمارات وفرنسا.. علاقات نموذجية لمصالح الشعبين
16 سبتمبر 2021 01:54

عبدالله أبوضيف وشعبان بلال (القاهرة)

ترتكز العلاقات الإماراتية الفرنسيّة على الاحترام المتبادل والتقدير لما تمثله الدولة من نموذج رائد في مجال التنمية والمساعدات التنموية الخارجية، والعمل من أجل تكريس الاستقرار على المستويين الإقليمي والعالمي، فضلاً عن مواقفها التي تتسم بالحكمة والاعتدال في التعاطي مع القضايا العالميّة، وهو ما يعزز التطور المستمر لهذه العلاقات، ويفتح مجالات جديدة على طريق تدعيمها وتنوّعها بما يخدم مصالح البلدين على المستويات كافة. وترتكز العلاقات بين البلدين على مستوى عالٍ من التنسيق والتعاون المتجسد في الاتصالات الدائمة بين قيادة البلدين والزيارات المتبادلة، حيث توجت هذه العلاقات بتوقيع العديد من اتفاقات التعاون والشراكة، حتى باتت فرنسا الشريك الاستراتيجي الأول للإمارات في أوروبا. وفي ضوء ذلك، شدد خبراء ومحللون على أهمية العلاقات بين البلدين، في ضوء الزيارة الحالية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للعاصمة الفرنسية باريس للقاء الرئيس إيمانويل ماكرون، حيث تمثل الزيارة نقطة مهمة لمناقشة الوضع الراهن في منطقة الشرق الأوسط، والعديد من الملفات المشتركة بين البلدين.
وقال أحمد شمس عضو حزب «الجمهورية إلى الأمام» الفرنسي: إن العلاقة بين فرنسا والإمارات علاقة نموذجية واستثنائية على الصعد كافة، وتعتبر الإمارات شريكاً أساسياً لفرنسا في المنطقة، وبرزت أهمية هذه العلاقات في الآونة الأخيرة، خصوصاً مع المجهود الكبير الذي قامت به الإمارات من أجل إجلاء الرعايا الفرنسيين من أفغانستان. 
وأضاف الناشط في حزب الرئيس الفرنسي في تصريح لـ«الاتحاد»: إن العلاقة بين البلدين تمتد لتشمل مجالات عديدة كمجال الفضاء والبحث العلمي والتعاون الثقافي من خلال جامعة السوربون ومتحف اللوفر في أبوظبي، كذلك ترميم المسرح الإمبراطوري في فونتين بلو، الذي يعود تشييده إلى نابليون الثالث، وبات يعرف أيضاً باسم «مسرح الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان».

تعزيز الأمن
وتشهد العلاقات زخماً كبيراً منذ الأيام الأولى للإعلان عن تأسيس دولة الإمارات عام 1971، وكانت أول زيارة للرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون إلى الشرق الأوسط بعد انتخابه إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويجري التنسيق بين دولة الإمارات، وفرنسا في العديد من الملفات والقضايا الإقليمية والدولية، وفي مجال مكافحة الإرهاب، وتعزيز الأمن والسلم في المنطقة، حيث تعد الجمهورية الفرنسية الشريك الاستراتيجي الأول لدولة الإمارات في أوروبا. 
وأكد الدبلوماسي المصري جمال بيومي، في تصريح لـ«الاتحاد» متانة العلاقات بين البلدين، في إطار التعاون الأوروبي الخليجي، مشيراً إلى أن الإمارات تتميز بالعديد من الأشياء التي تجعلها محل اهتمام العالم. 
وأضاف: إن الإمارات تعتبر من أكبر المستثمرين، كما أنها سوق كبير للصادرات، وتتميز بسياسة خارجية تدعو للاستقرار والحوار، وهو ما عزز العلاقات بينها وبين فرنسا وغيرها من الدول. 
وأشار الدبلوماسي المصري إلى وجود تعاون سياسي واقتصادي وثقافي كبير بين الإمارات وفرنسا، لافتاً إلى أن باريس تُمارس أيضاً جهوداً كبيرة خلال الفترة الأخيرة لاستقرار الأحوال في المنطقة، سواء في ليبيا أو العراق أو سوريا أو لبنان وغيرها من الدول.
وتحتلّ الإمارات العربية المتحدة المرتبة الثانية من بين الأسواق التجارية لفرنسا في الخليج العربي، إذ بلغت قيمة الصادرات الفرنسية إلى الإمارات 3.3 مليار يورو. وبلغ حجم المبادلات التجارية الثنائية 4.8 مليار يورو في عام 2019. 

حوار استراتيجي
وفي عام 2007، انطلق الحوار الاستراتيجي بين البلدين، وهو حوار سنوي يهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية، لتصل إلى المستوى الاستراتيجي. كما يهدف إلى تحديد الفرص والشراكات القائمة والمستقبلية وتضمين استمرارية التعاون في مشاريع ومبادرات قائمة مثل الاقتصاد والتجارة والاستثمار والثقافة والنفط والغاز والطاقة النووية والطاقة المتجددة والتعليم والثقافة، والصحة والفضاء والأمن، إضافة إلى قطاعات أخرى ذات الأولوية المشتركة.
وتتم في الاجتماع السنوي على المستوى التقني مناقشة التعاون الثنائي في القطاعات في كلا البلدين.
وفي يوليو الماضي، عقدت لجنة الحوار الاستراتيجي الإماراتي - الفرنسي اجتماعها الثالث عشر، انسجاماً مع المبادئ التوجيهية التي وضعها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وفخامة الرئيس إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية.
وشهد الاجتماع نقاشات حول قطاعات رئيسة في التعاون الثنائي كالاقتصاد والتجارة والاستثمار والنفط والغاز والهيدروجين والطاقة النووية والطاقة المتجددة والتعليم والثقافة والصحة والذكاء الاصطناعي والأمن الغذائي والتكنولوجيا المالية وحقوق الملكية الفكرية ومكافحة غسيل الأموال وسياسات مكافحة تمويل الإرهاب والفضاء والأمن.
وقد جددت فرنسا تهنئتها لدولة الإمارات لانتخابها عضواً غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للفترة من 2022 إلى 2023، وهو ما سيتيح المجال أمام البلدين لتعزيز التزامهما بتحقيق السلام والأمن من خلال العمل يداً بيد لمعالجة المسائل العالمية والإقليمية، بما في ذلك الشؤون الأفريقية والشرق أوسطية.
ويشير الناشط الفرنسي أحمد شمس الدين، إلى أن «الحوار الاستراتيجي»، الذي يعقد سنوياً إما في باريس أو في الإمارات، يفتح مزيداً من الفرص وآفاق التعاون على الصعد كافة.

خريطة طريق
قال المحلل السياسي المصري الدكتور طارق فهمي: إن العلاقات الإماراتية الفرنسية راسخة وممتدة لسنوات طويلة، موضحاً أن دولة الإمارات متميزة بدبلوماسية خارجية نشطة، تجاوزت النمط التقليدي إلى النمط المتميز والمتعدد. 
وشدد فهمي، في تصريح لـ«الاتحاد»، على أن هناك مساعي كبيرة من دولة الإمارات لدخول مجالات جديدة من الشراكة مع دول الاتحاد الأوروبي، خصوصاً في ظل تجارب الإمارات الكبيرة في مجالات ريادة الأعمال والتقدم الاقتصادي والتكنولوجيا. 
وأوضح أن هناك مشاورات سياسية وحوار استراتيجي رفيع المستوى، وبصورة منتظمة، بين الإمارات وفرنسا، بدأ منذ سنوات، لضمان المتابعة العملية للمشاريع الرئيسة التي ترتكز عليها العلاقة الثنائية بين البلدين. 
وفي يونيو 2020، اعتمدت الإمارات وفرنسا خريطة طريق جديدة لشراكتهما الاستراتيجية في السنوات العشر المقبلة، من 2020 إلى 2030، بينما تحتلّ الإمارات المرتبة الثانية من بين الأسواق التجارية لفرنسا في الخليج العربي.   

إعلان النوايا
وعلى ضوء الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم، اتفقت كل من الإمارات وفرنسا، العام الماضي، على توحيد الجهود المشتركة لمواجهة جائحة الى ما بعد «كوفيد-19» وإمكانية تبني سياسات وخطوات مشتركة بعد أزمة كوفيد-19، واتفق الجانبان على تعزيز شراكتهما في القطاع الصحي من خلال الشراكة في البحث العلمي والطبي، إضافة إلى مجال الأبحاث الطبية والصيدلانية.
كما اتفق البلدان على جعل الذكاء الاصطناعي محور تعاون استراتيجي للعلاقات بينهما، في إطار إعلان النوايا المعروف باسم «الرؤية إلى قرن الحادي والعشرين الرقمي» الموقع بينهما في فبراير 2019.


الأضواء والأنوار
ويشير أحمد شمس، عضو حزب «الجمهورية إلى الأمام» الفرنسي، إلى أهمية تطوير الاستثمارات المشتركة في مجال الابتكار والتقنيات المتقدمة، والشركات الناشئة وتطوير مشاريع الطاقة النظيفة، كذلك التعاون في مجال المناخ خصوصاً مسألة الاحتباس الحراري. 
وذكر أن الاقتصاد الفرنسي يشهد حالياً انتعاشاً، وحقق نمواً بنسبة 6.2 في المئة، معتبراً أن هذا الانتعاش محفز أساسي للاستثمارات الإماراتية في فرنسا من خلال الحوافز التي تقدمها الحكومة الفرنسية في قطاعات عدة.
وتشارك فرنسا بجناحها الخاص في معرض «إكسبو دبي 2020»، بعنوان: «الضوء والأنوار»، ويمثّل الجناح، في المساحة المخصصة للتنقّل، واجهة الرؤية والمهارة الفرنسيتين على الصعيد الدولي.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©