عدد اليوم
مصطفى عبدالعظيم (دبي)
تزخر دولة الإمارات بالعديد من المقومات الاستثمارية التي أسهمت في استقطاب استثمارات أجنبية مباشرة زادت عن 150 مليار دولار، وجذب آلاف الشركات والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم، بفضل الفرص اللانهائية التي توفرها للمستثمرين في مختلف القطاعات، وبفضل ما تتمتع به من بيئة أعمال اقتصادية نشطة ومزدهرة وجاذبة للاستثمارات الأجنبية المباشرة تمتلك كل مقوّمات الاستدامة، وترتكز إلى منظومة تشريعية وقانونية هي الأكثر فاعلية ومرونة في المنطقة. ومن أبرز المقومات التي تتمتع بها الدولة هو ذلك التنوع غير المسبوق في الفرص الاستثمارية التي توفرها كل إمارة من إمارات الدولة السبع، وكأنها تشكل معا 7 حاضنات للنجاح في وجهة استثمارية واحدة، حيث يجد المستثمر في كل إمارة ميزات استثمارية خاصة في قطاعات معينة، بالإضافة إلى المزايا التي توفرها دولة الإمارات بشكل عام للمستثمرين، الأمر يرسخ من موقع دولة الإمارات في قبل الخريطة الاستثمارية العالمية كوجهة مفضلة للمستثمرين الإقليميين والدوليين وإرساء أسس للتعاون الوثيق مع كافة الشركاء.
أبوظبي.. قبلة الاستثمارات النوعية ومركز عالمي للأعمال
توفر إمارة أبوظبي للمستثمرين الدوليين بيئة عمل جذابة نظراً لما تمتاز به من بنية تحتية عالمية، وما تزخر به من إمكانيات كبيرة للنمو وبيئة مثالية للأعمال، مكنتها من تبوأ المركز الثاني عشر على مستوى العالم في ممارسة أنشطة الأعمال بحسب تقرير ممارسة أنشطة الأعمال الصادر عن البنك الدولي، حيث تمكنت الإمارة من تعزيز مكانتها كوجهة جاذبة ورائدة للاستثمارات الأجنبية، إذ تساهم البيئة المواتية للأعمال والبنية التحتية المتقدمة والدعم الكبير الذي تقدمه الإمارة لقطاع الأعمال في توفير فرص تجارية هامة للشركات القائمة على الابتكار.
وعلى مدار السنوات الماضية شهدت أبوظبي تطورات اقتصادية نوعية تركز على تحقيق التنمية المستدامة بالاعتماد على تنويع القاعدة الاقتصادية وتشجيع القطاع الخاص، إذ أولت الإمارة أهمية كبيرة لتوفير مستوى مرتفع من الخدمات العامة في جميع القطاعات من صحة وتعليم، وإسكان ومياه وكهرباء وتنمية اجتماعية وتنمية الموارد البشرية المواطنة، كما نفّذت استراتيجيات متعددة لتأسيس نظام تعليمي متطور يواكب متطلبات العصر وتقنيات المعرفة المتقدمة. كل تلك المزايا، جعلت الإمارة تحوز مؤخراً المركز الـ 12 عالمياً بين أفضل 25 مدينة في «مدن المستقبل للاستثمار الأجنبي المباشر لعام 2021/ 2022»، على مؤشر «إف دي آي إنتليجينس» التابع لمؤسسة «فايننشال تايمز»، ما يعدّ إنجازاً مهماً يعزز مكانة الإمارة الراسخة وجهة عالمية للاستثمار.
وفي التقرير نفسه، حلّت أبوظبي في المركز الثالث في المؤشر الفرعي لفئة المدن الكبيرة، والمركز الثالث من حيث الإمكانات الاقتصادية والخامس للبيئة الصديقة للأعمال ضمن الفئة نفسها، والمركز السادس ضمن فئة مؤشر استراتيجية الاستثمار الأجنبي المباشر، الأمر الذي يشير إلى أن ما تتمتع به من استقرار وأمان، وما اعتمدته من سياسات اقتصادية وتشريعات مرنة وصديقة للأعمال، كان لها الدور الأكبر في تحقيقها هذه المكانة وهذا التصنيف الذي تحقق بفضل رؤاها المستقبلية القائمة على بناء بيئة أعمال منفتحة وفاعلة ومؤثرة ومندمجة في الاقتصاد العالمي، وتبنّي سياسات مالية منضبطة لديها القدرة على التجاوب مع الدورات الاقتصادية، وتأسيس بيئة سوق نقدي ومالي مرنة، وتطبيق تحسينات ضخمة على كفاءة سوق العمل، وتطوير بنية تحتية متميزة، وتمكين الأسواق المالية لتصبح الممولة الرئيسية للقطاعات والمشاريع الاقتصادية، للحفاظ على تميز الإمارة وتبوئها أعلى المراتب في مؤشرات الأداء المختلفة.
دبي.. جاذبية استثنائية
استطاعت دبي خلال سنوات قليلة أن تحجز موقعاً استراتيجياً في قلب خارطة الاستثمارات الأجنبية المباشرة وأن تصبح مركزًا محوريًا مهماً في الاقتصاد العالمي، وأن تتبوأ مراكز الصدارة الإقليمية والعالمية كوجهة رائدة ومدينة عالمية للمستقبل، إذ توفر فرص النمو والتوسع للمستثمرين في قطاعات استراتيجية ومستقبلية كالخدمات المالية والخدمات اللوجستية والضيافة والتجارة، إلى جانب تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وتسريع التحول الرقمي في كافة القطاعات والصناعات وخدمات المدن الذكية. وفيما تتهيأ الإمارة لمرحلة جديدة من النمو الاقتصادي المستدام والفرص المستقبلية، سجلت دبي تدفقاً استثنائياً من الاستثمارات الأجنبية المباشرة خلال العام 2020، إذ استقبلت 455 مشروعاً بقيمة إجمالية قدرها 24.7 مليار درهم، بحسب بيانات مرصد دبي للاستثمار الأجنبي المباشر، والتي نشرتها مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار.
الشارقة.. بوابة النجاح
تزخر البيئة الاستثمارية في الشارقة بالعديد من الميزات الفريدة، تجعلها بوابة مثالية للنجاح اعتماداً على الأسس القوية للنمو المستدام والتنوع الاقتصادي الذي تتمتع به الإمارة، مع تحديد وتسهيل فرص الاستثمار في مختلف القطاعات.
ويستند المناخ الاستثماري في الشارقة إلى منظومة اقتصادية قوية وراسخة، تعتمد على التنوع في القطاعات والتوازن في النمو وتعدد مصادر الدخل، وسوق للخدمات اللوجستية بمواصفات تنافسية عالية المستوى، وامتلاكها ثلاثة موانئ بحرية ذات موقع استراتيجي يطلّ على الخليج العربي وخليج عمان، وترتبط بكافة إمارات الدولة عبر شبكة طرق حديثة.
عجمان.. موقع استراتيجي
خَطَتْ إمارة عجمان خُطوات سريعة في مسيرة التقدُّم الاقتصادي والصناعي، وتمكَّنتْ بفضل دعمها وتشجيعها للمستثمرين من أن تكون قِبلة الاستثمار في المنطقة؛ حيث ساهمتْ بِسَنِّ عدد من القوانين والتشريعات لفتح الباب أمام مُختلِف الأنشطة الاقتصادية والصناعية تحديداً.
وتتمتع إمارة عجمان بميزات ذات قيمة مضافة عالية تساعد في الأعمال بشكل مثالي، أبرزها، موقع الإمارة الاستراتيجي حيث تتوسط الإمارات السبع، بنية تحتية قوية، مرافق متنوعة للأعمال وتميزت الإمارات منذ تأسيس اتحادها قبل خمسين عاماً بأنها الدولة التي تفتح المجال للمستثمرين لدخول الأسواق الإقليمية.
رأس الخيمة.. محط الأنظار
تتمتع إمارة رأس الخيمة بالعديد من المقومات المتميزة والفرص الواعدة في قطاعات وأنشطة اقتصادية متنوعة، الأمر الذي جعلها محط أنظار المستثمرين من داخل الدولة وخارجها، إضافة إلى توافر عدد من المناطق الصناعية المتخصصة ذات المواصفات النوعية المعدة لاستقبال المستثمرين من الجهات المحلية والإقليمية والدولية.
وتزخر البيئة الاستثمارية بالإمارة بالعديد من عوامل الجذب والمميزات التنافسية، أبرزها سهلة تأسيس الأعمال، إضافة إلى التكلفة المنخفضة ، وذلك من خلال وجود هيئات مثل هيئة مناطق رأس الخيمة الاقتصادية «راكز»، ودائرة التنمية الاقتصادية، وغرفة تجارة وصناعة رأس الخيمة، بالإضافة إلى العديد من الجهات الداعمة للاستثمار مثل «مرجان»، والتي تمنح جميعها تسهيلات كبيرة لتأسيس الأعمال.
الفجيرة.. وجهة واعدة
نظراً لموقعها الجغرافي المتميز خارج مضيق هرمز، وللتسهيلات التي تقدم للمستثمرين، ووجود البنية التحتية الحديثة، وسهولة وانسياب حركة النقل والتنقل من الفجيرة إلى الإمارات الأخرى بطرق مشيدة وفق أعلى المواصفات العالمية، ظلت إمارة الفجيرة لسنوات طويلة وجهة واعدة للاستثمار.
وشهدت الإمارة خلال فترى قصيرة تطورات اقتصادية ضخمة في مجال تنمية وتطوير البنيات الأساسية والمرافق الصناعية والسياحية والخدمية، بالإضافة إلى التحسينات المتواصلة في بيئة الأعمال بالإمارة، وجعلها أكثر جاذبية.
وتمكنت الإمارة من استقطاب مشاريع استراتيجية في مجال تخزين النفط والصناعات البتروكيميائية والخدمات اللوجستية ومرافق سياحية ممثلة في فنادق ومنتجعات عالمية.
أم القيوين.. تشجيع وجذب
يتميز اقتصاد إمارة أم القيوين بالاستقرار وبوجود بيئة استثمار مفتوحة مع انخفاض تكاليف المعيشة والعمل بها مما يجعل الإمارة بمثابة قاعدة تجارية استراتيجية سهلة الوصول في منطقة الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية والشرق الأقصى والأسواق الأوروبية.
وتمتلك الإمارة الواعدة مقومات الرخاء مع بنية تحتية حديثة، وتشتهر بمناظرها الطبيعية الصحراوية والنباتات والحيوانات النادرة، وهي أيضاً وجهة ترفيهية متميزة، فضلاً عن الخصائص التي تساعدها على تعزيز الشراكات الوطنية والعالمية ما يصب في مصلحة الاقتصاد الوطني والمحلي لأم القيوين. وتعكس استراتيجية دائرة التنمية الاقتصادية في أم القيوين التي تحاكي التوجهات المستقبلية للحكومة الاتحادية ورؤية إمارة أم القيوين، طموحات الإمارة لتوفير مجتمع اقتصادي تنافسي مستدام من خلال تطوير وتعزيز الأجندة الاقتصادية بتوفير عوامل النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة.
«ازدهر في أبوظبي»
وتماشياً مع استراتيجيتها الرامية إلى تعزيز القطاعات الثقافية والصحية وقطاع البحث والتطوير والعقارات، أعلنت حكومة أبوظبي خلال شهر فبراير الماضي عن إطلاق برنامج جديد تحت شعار «ازدهر في أبوظبي» بهدف تشجيع الأفراد الموهوبين من المهنيين والطلاب ورواد الأعمال والمستثمرين وعائلاتهم على الاستقرار في الإمارة والعمل في قطاعاتها الحيوية. ويسعى برنامج «ازدهر في أبوظبي» إلى زيادة التوعية بتصاريح الإقامة طويلة الأمد وسبل الحصول على الجنسية، لتمكين المقيمين الذين يعملون ويبتكرون ويدرسون في القطاعات الرئيسية من الاستقرار مع عائلاتهم والتركيز على بناء مستقبلهم ضمن بيئة آمنة وداعمة، بالإضافة إلى المساهمة في دعم التنمية المستدامة لإمارة أبوظبي. وتشجع حكومة أبوظبي جميع المواهب الإبداعية للعمل والاستقرار في الإمارة لكي يكونوا جزءًا من قصة نجاحها وتفوقها في شتى القطاعات الحيوية، لاسيما الفنية والثقافية والإعلامية والترفيهية بالإضافة إلى دعم وتطوير تراث الإمارة العريق من خلال الأكاديميين والمختصين وعلماء الآثار.
