عدد اليوم
دينا جوني (دبي)
تطلق جامعة زايد في العام الأكاديمي الجديد أول ثلاثة تخصصات بكالوريوس متداخلة المناهج على مستوى الدولة، مواكبة لمتطلبات سوق العمل في القرن الحادي والعشرين، وما يرافق ذلك من تحديات اقتصادية واجتماعية، وذلك بالتعاون مع «مشروع مينيرفا»، وهي مؤسسة أميركية في مجال الابتكار الأكاديمي.
ويهدف هذا البرنامج الريادي إلى تزويد الطلبة بالمهارات المواكبة للعصر، بناء على مقرر أكاديمي متداخل المناهج ومتقاطع السياقات، من خلال ثلاثة تخصصات بكالوريوس متداخلة المناهج هي تحوّل الأعمال، نُظم الحوسبة، والابتكار الاجتماعي. وترتكز تخصصات البرنامج على التجاوب مع التحديات العالمية الاقتصادية والتقنية والاجتماعية في القرن الحادي والعشرين.
الطلبة الأجانب
تشرح منى الصيني مديرة إدارة الاستراتيجية والمستقبل في جامعة زايد لـ«الاتحاد»، أن الجامعة تهدف إلى تطوير كافة برامج البكالوريوس فيها لتتحول إلى برامج متداخلة التخصصات في المستقبل القريب. ولفتت إلى أن الجامعة تعمل حالياً على تعيين أعضاء هيئة تدريس جدد مدربين على أسس التعلّم الفعّال ومتداخل المناهج، وسيبلغ عددهم في الفصل الأول 17 عضو هيئة تدريس مؤهل. كما سيتم تعيين عدد أكبر من أعضاء هيئة التدريس في السنوات المقبلة. وأكدت أن البرنامج يعمل على جذب أفضل المواهب التدريسية من حول العالم، والمدربة على أسس التعلّم الفعّال ومتداخل المناهج.
وما إذا كان البرنامج الجديد سيؤدي إلى رفع نسبة قبول الطلبة الأجانب، أو من غير المواطنين في الجامعة، قالت إنه من المتوقع ارتفاع نسبة الطلبة من غير المواطنين في الجامعة لتتجاوز 20%.
وأشارت الصيني أن التخصصات الثلاثة تعدّ جزءاً لا يتجزأ من التجربة التحوّلية التي ستقدمها كلية الدراسات متداخلة المناهج في جامعة زايد. ففي العام الدراسي الأول يندرج الطلبة في سنة تحضيرية تقدم لهم صورة عامة تحفزهم على التفكير الإبداعي والنقدي، فضلاً عن تنمية مهارات التفاعل والتواصل لديهم. وفي السنة الثانية، يمكن للطلبة اختيار البرنامج الذي يرغبون في الالتحاق به من بين البرامج الثلاثة. وتعتبر التخصصات متداخلة بعدة طرق، فمثلاً لا يقتصر بكالوريوس العلوم في تحول الأعمال على مساقات في مجال الأعمال فحسب، حيث يمكن لطلبة تحول الأعمال التسجيل في مساقات من البرامج الأخرى، مثل نظم الحوسبة، لفهم كيفية استخدام بيانات الأعمال التجارية لاستنتاج التوجهات الجديدة في نموذج العمل التجاري. من شأن ذلك أن يسمح بتبادل المعارف بين المجالات المختلفة لتشكيل فهم قريب من واقع العمل المؤسسي الراهن.
التعليم المتفاعل
وأضافت: يقوم تعليم الطلبة في برنامج «جامعة زايد × مينيرفا» على أسلوب «التعلّم المتفاعل» المبني على أصول التدريس الخاصة بمينيرفا، والذي يستند إلى عقود من الأبحاث في مجال علم اكتساب المعرفة. كما سيتم تدريب جميع أعضاء هيئة التدريس على منهج مينيرفا التدريسي الخاص الذي يتبنى إعادة صياغة إطار الدراسة التقليدية، من خلال إدماج الطلبة في عملية المشاركة الفكرية باستخدام الاستبيانات الحية وقواعد البيانات والعمل الجماعي المشترك.
وتتبع برامج «جامعة زايد × مينيرفا» صيغة التعليم الهجين. فبالإضافة إلى الأنشطة المختبرية في الحرم الجامعي سيقوم أعضاء هيئة التدريس بتدريس المساقات عن بُعد من خلال منصة التدريس الخاصة بمينيرفا (ForumTM) والتي تم تطويرها في سان فرانسيسكو بناء على عقود من الأبحاث حول أفضل طرق التعليم، ويجري استخدامها منذ سنوات في جميع مؤسسات مينيرفا الأكاديمية قبل جائحة كورونا، مما يتيح للطلبة الاستفادة من أحدث تقنيات التعليم والتطبيق العملي في الوقت ذاته.
ريادة في التعليم العالي
ستصبح جامعة زايد الجامعة متداخلة المناهج الأولى في المنطقة خلال السنوات الخمس المقبلة، وسوف تستمر الجامعة في تطوير أفضل الممارسات في مجال التعليم متداخل المناهج. وهي تسعى من خلال التنسيق الاستراتيجي والشراكات الفعالة مع المؤسسات الحكومية والخاصة داخل الدولة وخارجها لضمان تطوير جيل مبدع مطلع وقادر على مواجهة تحديات المستقبل.
كما تعمل جامعة زايد على وضع بصمتها في قطاع التعليم العالي في الدولة وفي المنطقة بالتركيز على أحدث المجالات الأكاديمية وسبل التعليم متداخل المناهج، إلى جانب التركيز على التعليم كمحور أساسي للبحث العلمي.
مما سيجعل جامعة زايد الرائدة في مجال التعليم متداخل المناهج في المنطقة، وهذه الشراكة هي الخطوة الأولى نحو تحقيق أهدافنا.
وعن المشاريع المستقبلية التي ستحدث مزيداً من التغيير في النهج الأكاديمي لجامعة زايد بما يتلاءم مع التوجهات المستقبلية للدولة، قالت الصيني، إن إدارة الجامعة تدرك أن 47% من الوظائف الحالية سوف تختفي، خلال الـ 25 سنة المقبلة. لذا هي تسعى إلى تقديم برامج مستحدثة متداخلة المناهج بالتعاون مع المؤسسات الحكومية والخاصة في المنطقة. ويهدف النهج الأكاديمي الجديد في جامعة زايد إلى تزويد الطلبة بالمهارات اللازمة التي تمكنهم من إيجاد حلول لمشاكل القطاعات المختلفة، وتلبية احتياجاتها المستقبلية من جهة، ومن مواجهة التغيرات المستمرة في سوق العمل من جهة أخرى، مما يضمن لهم بداية مهنية قوية ومستدامة.
